الأربعاء 08/مايو/2024

قفشية: الكيان الصهيوني ينتهك كافة الحقوق والمواثيق الدولية المتعارف عليها بحق ال

قفشية: الكيان الصهيوني ينتهك كافة الحقوق والمواثيق الدولية المتعارف عليها بحق ال

أعرب النائب عن “كتلة التغيير والإصلاح” البرلمانية في المجلس التشريعي حاتم قفيشة عن استيائه من موقف العالم تجاه قضية الأسرى، وخاصة موقف المؤسَّسات الحقوقية؛ لعدم اهتمامها بهم لا من قريب ولا من بعيد.

وأضاف قفيشة في مقابلةٍ خاصةٍ لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أمس الأربعاء (4-11) أن الاحتلال وأجهزته المسؤولة عن السجون الصهيونية؛ ينتهك حقوق الأسرى المتعارف عليها في كافة المواثيق والأعراف الدولية.

وأوضح أن العالم لا يفعل شيئًا للأسرى ولا للشعب الفلسطيني سوى التفرُّج عليه؛ فهو لا ينظر بعدالة إليه، بينما يرفع صوته لإطلاق سراح الجندي الصهيوني غلعاد شاليط الذي تأسره المقاومة الفلسطينية.

وفيما يلي نص الحوار:

* بداية.. طمئنا على أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني؟

** الأسرى يعانون من إجراءات الاحتلال التعسفية بحقهم، ولكنهم مستاؤون ومتضايقون جدًّا من موقف العالم، وخاصة المؤسَّسات الحقوقية؛ لعدم اهتمامها بمشاكلهم وهمومهم التي يعانونها يوميًّا في سجون الاحتلال؛ فالقائمون على سجون العدو ينتهكون حقوقهم بشكلٍ فاضحٍ المنصوص عليها في اتفاقيات “جنيف” وكل القوانين والأنظمة المتعارف عليها دوليًّا.

العالم مهمته فقط التفرُّج على تلك الانتهاكات، بينما يرفع صوته لإطلاق شاليط، وهذه هي العدالة في نظره، ونحن أيضًا نطالب بإطلاق سراحه، ولكن في إطار صفقة تبادل تضمن الإفراج عن أسرانا البواسل الذين أمضَوا زهرة شبابهم في سجون الكيان الغاصب.

* ما مدة اعتقالك في سجون الاحتلال؟ وكيف اقتنع العدو الصهيوني بالإفراج عنك مع أنه يرفض إطلاق سراح نواب الشعب؟

** الاحتلال الصهيوني قرَّر الإفراج عني بعد اعتقالٍ دام لمدة عامين دون تهمة محددة قبل أن يمدِّد اعتقالي خمس مرات متتالية، ثم خضت معركة قضائية ضدَّه دامت طويلاً، وقدَّر الله عز وجل في النهاية أن يُنهيَ معاناتي، فهيا الأسباب لكي تصدر المحكمة الصهيونية العليا قرارًا يقضي بالإفراج عني، وتم تنفيذ القرار بعد شهر من صدوره.

* كيف كانت معاملتكم في السجن؟ هل كانت مختلفة عن باقي الأسرى الفلسطينيين؟

** الاحتلال لا يميِّز بين الأسرى؛ فهو لا يفرِّق بين صغيرٍ وكبيرٍ، أو بين متعلمٍ وجاهلٍ، أو بين نائب برلمان وغيره؛ فنحن أصلاً نرفض مبدأ التمييز؛ لأننا جزء منهم؛ نشاركهم معاناتهم وأفراحهم.

* كيف معنويات الأسرى في سجون الاحتلال؟

** معنويات الأسرى عالية ومرتفعة دون مبالغة، وأرجع ذلك إلى إيمان الأسرى المجاهدين بقضيتهم العادلة وبقدرهم بضرورة دفع ضريبة الصراع التي يتخللها منغصات مختلفة، ولكنهم يرتقبون على أحر من الجمر أن يأتي اليوم الذي يطلق فيه سراحهم مقابل الجندي الصهيوني غلعاد شاليط الذي تأسره فصائل المقاومة الفلسطينية؛ فهم يدعون الله ليل نهار أن يقرِّب هذا اليوم، ويدعون المولى كذلك أن تنتهيَ حالة التشرذم والانقسام الفلسطيني ويعم الوفاق والتصالح بين الفلسطينيين في أسرع وقت ممكن.

* لماذا يصر الكيان الصهيوني على اعتقال نواب “المجلس التشريعي الفلسطيني” في الوقت الذي يتغنى فيه بالديمقراطية؟

** الكيان الصهيوني يحاول جاهدًا إفساد الحياة الفلسطينية عبر اعتقاله نواب الشعب المنتخبين بطريقة ديمقراطية شهد العالم كله بنزاهتها، وأيضًا عبر رفضه وجود حركة المقاومة الإسلامية “حماس” والفصائل الإسلامية في السلطة والحكم؛ فمخطط الاحتلال واضح ومكشوف، ولكن العالم ينظر ببساطة إلى أفعال الاحتلال وجرائمه ويصمت عنها؛ فهذا شيء مؤسف.

* كيف تقيِّم موقف مبعوث “اللجنة الرباعية” من قضية الأسرى؟

** موقف مندوب “اللجنة الرباعية” توني بلير لا يختلف عن موقفه أسياده؛ فهو يصول العالم ويطالب بإحقاق العدالة، ولكنه أمام جرائم الاحتلال الأرعن لا يفعل شيئًا، وبذلك ضميره يكون مرتاحًا لإبعاده قادة الحركة الإسلامية عن دائرة اتخاذ القرار؛ ما يدل على أنهم يريدون ديمقراطية فلسطينية باتجاه واحد.

* ماذا عن مشروع المصالحة الذي قيل إن قادة الأسرى يُعِدُّونه؟

** الأسرى جزء أصيل من الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة وقواه الحية، ولكنني أعتقد أن الأسرى غير قادرين على إصدار وثيقة جديدة تنهي حالة الانقسام، خصوصًا بعدما أصدروا وثيقة سابقة ولم تحقق شيئًا على أرض الواقع، ولكن هذا لا ينفي حقهم في أنهم جزء مساعد ومشارك في حل هذه الأزمة وتحقيق المصالحة.

* كيف تقيِّمون موقف سلطة رام الله من قضية اعتقالات النواب والتضييق عليهم في الضفة؟

** هناك تقصير واضح وإهمال للأسرى من قِبَل سلطة رام الله ولمدة طويلة، وهي لا تستخدم صلاحياتها بالشكل المناسب لمصلحة الأسرى، ونحن نرفض هذا التصرُّف من قِبَلها، ونطالبها -بالإضافة إلى المؤسسات أيًّا كانت صفتها- بأن تعمل بشكل عاجل على إطلاق سراح أسرى الشعب الفلسطيني.

* قبل أيام احتفل الأسرى في “النقب” بتكريمك لحصولك على رسالة الدكتوراه داخل الأسر.. ما دلالات هذا الإنجاز؟

** أقدِّر إخواني الأسرى على هذه الحفاوة وهذا التكريم، وبكل تأكيد لولا الدعم المعنوي وتوفير الأجواء المناسبة للدراسة والكتابة والمساعدة لما تحقَّق هذا الطموح وهذا الإنجاز.

أما بالنسبة لدلالات ذلك فهو يعني بوضوح رسالة إلى الاحتلال أن اعتقال الكوادر والكفاءات من أبناء الشعب الفلسطيني لا يعني أنه يعتقل ويأسر عقولهم، وأن الاحتلال لن يحول دون إبداعاتهم ولن يقتل طموحاتهم، وأن الأسرى تتفتق عقولهم عن آليات لتجاوز قوانين الاحتلال ومعوقاته وعقوباته لتحقيق أهدافهم العلمية من خلف القضبان.

وهنا يحضرني مقولة شيخ الإسلام أحمد بن تيمية عندما قال: “ماذا يفعل بي أعدائي؟! فإن قتلوني فقتلي شهادة، وإن سجنوني فإن سجني خلوة، وإن أبعدوني فإبعادي سياحة؛ فإن جنتي في قلبي، وقلبي في يدي ربي”.

* وما المطلوب من الجهات الفلسطينية الرسمية لدعم توجُّه الأسرى نحو الدراسة الجامعية بكل مستوياته؟

** أعتقد أنه مطلوب من وزارة شؤون الأسرى والمحرَّرين تغطية تكاليف الدراسة، كما أنه على وزارة التربية والتعليم العالي إيجاد آلية لمعادلة الشهادات التي يحصل عليها الأسرى، سواء كانت البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه؛ حيث إن الأنظمة الفلسطينية والمعايير المعمول بها في وزارة التربية والتعليم العالي لا تسمح بمعادلة الشهادات التي يُحصل عليها من “جامعة العالم الأمريكية” أو “الجامعة المفتوحة العبرية”، ولأن فرص الانتساب إلى جامعات أخرى غير متوفرة، كما أن إدارة السجون تحظر الانتساب إلى الجامعات الفلسطينية، فلا يجد الأسرى فرصة للدراسة إلا من خلال هذه الجامعات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات