الأربعاء 08/مايو/2024

خطيب الأقصى: الكيان يهدف من تكرار اقتحامه الأقصى تقسيمه وهدمه وبناء الهيكل المزع

خطيب الأقصى: الكيان يهدف من تكرار اقتحامه الأقصى تقسيمه وهدمه وبناء الهيكل المزع

قال عكرمة صبري رئيس “الهيئة الإسلامية العليا” وخطيب المسجد الأقصى أن الكيان الصهيوني يهدف من وراء اقتحاماته المتكررة للأقصى المبارك إلى تقسيم المسجد كما فعل بالحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة، ثم هدمه وبناء “هيكل سليمان” المزعوم.

وأضاف صبري في مقابلةٍ خاصةٍ مع “المركز الفلسطيني للإعلام” اليوم الخميس (29-10) أنهم لن يسمحوا بتقسيم الأقصى ولن يتنازلوا عن ذرة تراب واحدة من تراب المسجد المبارك وأحجاره، موضحًا أن “الجماعات اليهودية المتطرِّفة أهدافها كثيرة وغير متوقعة من تلك الاقتحامات؛ فهي تخطط لبناء هيكلها المزعوم وهدم الأقصى، ثم نقل حجارته المباركة إلى مكة المكرمة بهدف ترحيل المسلمين إليها؛ حتى تبقى مدينة القدس المحتلة لليهود فقط”.

وبخصوص سياسة إبعاد القيادات الفاعلة عن الأقصى أشار خطيب المسجد إلى أن الاحتلال يهدف من ذلك إلى كبح جماح المسلمين وإضعاف المقاومة الفلسطينية في وجه الجماعات اليهودية.

وأكد أنه “طالما العدو الصهيوني قائم فالقدس والمسجد الأقصى في خطر حقيقي؛ لذا لا بد من العمل على إنهائه”.

وفيما يلي نص الحوار:

* بدايةً، دكتور عكرمة صبري.. لو تضعنا في صورة ما يجري حاليًّا بالقدس والأقصى، ولماذا تصاعدت محاولات الاحتلال والجماعات المتشددة اقتحامه في الأوان الأخير؟

** يدرك الاحتلال أن الأوضاع السياسية العامة تخدمه في تنفيذ مخططاته العدوانية تجاه، وبحق المدينة المقدسية والمسجد الأقصى المبارك؛ فقد كثف العدو محاولاته تجاه المسجد؛ لعله ينجح في فرض واقع جديد في باحات المسجد، ولكنه فشل فشلاً ذريعًا في محاولاته خلال الأشهر الثلاثة السابقة والحاليَّة، ومنها محاولتا ما يسمَّيان “عيد الغفران” و”عيد العرش”، وفشل بفضل الشباب المؤمن المرابط في المسجد والمعتكف فيه، سواء كانوا من القدس أو الأراضي المحتلة عام 48.

أهداف الممارسات الصهيونية

* ما الأهداف الحقيقية وراء تلك الممارسات الصهيونية التي أصبحت بشكل يومي ودوري؟

** الأهداف الحقيقية لهذه الممارسات الصهيونية المتكررة واليومية يهدف منها الاحتلال إلى العمل بكل جهده وطاقاته من أجل الوصول إلى اليوم الذي يستطيع فيه تقسيم الأقصى كما فعل بالحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الواقعة جنوب الضفة الغربية المحتلة، ومن ثم يريد هدم المسجد وبناء هيكل سليمان المزعوم مكانه؛ وبذلك يحقق ما طمح إليه طوال العقود المنصرمة.

حفريات على بعد 20 مترًا من الأقصى

* هل من جديد بخصوص الحفريات وإقامة الأنفاق أسفل المسجد؟ وهل من علاقة بين هذه الأنفاق والحفريات وتنامي محاولات اقتحام المسجد؟

** بخصوص الحفريات هناك العديد من الأنفاق التي تم اكتشفاها حديثًا؛ كان آخرها موجودًا أسفل بلدة سلون التي لا تبعد فقط سوى 20 مترًا عن الجدار الجنوبي للمسجد المبارك، ونعم.. هناك رابط بين الاقتحامات المتكررة وحفر الأنفاق؛ على اعتبار أن الاتفاق هي لهدم المسجد المبارك ولفرض واقع جديد على الأقصى.

دعم رسمي صهيوني للمتطرِّفين

* أين يكمن الخطر على المسجد الأقصى؟ في المؤسَّسة الصهيونية الرسمية؟ أم الجماعات المتطرفة؟ أم الخطوات الفردية إن صح أن هناك خطوات فردية؟

** يكمن الخطر في وجود التنسيق الشامل بينهم جميعًا وبين الحكومة الصهيونية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو؛ فالموقف الرسمي الصهيوني يؤيد الجماعات اليهودية المتطرِّفة في موضوع الأقصى؛ لأنها هي من ساندت حزب “الليكود” للوصول إلى الحكم في الكيان؛ فمن شروطها على “الليكود” أن تدعم خططه تجاه المسجد والقدس.

لن نتخلى عن ذرة تراب واحدة

* هناك من ينادي من الاحتلال بإغلاق المسجد، وهناك من يحذر من تمهيد وتهيئة في البداية لطرح تقسيم المسجد كما حدث بشأن المسجد الإبراهيمي وربما إلى ما هو أكثر.

** نحن في الحركة الإسلامية في القدس وكل الشرفاء من أهل القدس والفلسطينيين وكل من يملكون نخوة إسلامية عربية تجاه أقصاهم، لن يسمحوا بتقسيم الأقصى، بل ولن يتنازلوا عن ذرة تراب واحدة من تراب المسجد المبارك وأحجاره، رغم ذلك فالجماعات اليهودية المتطرِّفة أهدافها كثيرة وغير متوقعة من تلك الاقتحامات؛ فهي تخطط لبناء هيكلها المزعوم وهدم الأقصى، ومن ثم نقل حجارته المباركة إلى مكة المكرمة بهدف ترحيل المسلمين إلى مكة؛ حتى تبقي مدينة القدس المحتلة لليهود فقط.

سياسة الأمر الواقع

* هل من دلالات معينة لإصرار الاحتلال على وضع رموز دينية كالشمعدان وإقامة مجسم للهيكل وإقامة كنيس في ساحات المسجد أو محيطه؟

** ما تقوم به الجماعات الصهيونية كلها مستخدمة كافة وسائلها تهدف إلى فرض واقع جديد في باحات الأقصى، وكان المتطرفون في “عيد العرش” مصممون على إدخال خيمة باحات المسجد وإقامة صلاتهم فيها، ولكن مواقف الشباب الإيمانية أحبطتهم؛ لذا الشرطة الصهاينة بطشت بهم وأقدمت على اعتقالهم وضربهم بالهرَّاوات والعصي وأطبقت عليهم النيران؛ لأنه فقط أفشل وأحبط مخططاتهم.

إحياء الرباط فكرة جريئة

* إحياء فكرة الرباط في المسجد كانت خطوة جريئة وأثبتت فعاليتها، هل يمكن تفعيلها؟ وما المطلوب لذلك؟

** نعم.. يمكن تفعيل فكرة الرباط بكل سهولة؛ لأن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم طلب منا شد الرحال إلى المسجد الأقصى في حديثه الشريف، وهذا ما نفعله باستمرار، وبدون شكك إحياء فكرة الرباط خطوة جريئة، ونسأل الله أن نتمكن من استمرار الرباط وشد الرحال إلى المسجد المبارك، ونحن نعتكف يوم الخميس من كل أسبوع على الرباط في الأقصى لصد أية محاولة لاقتحام المسجد.

إبعاد القيادات ودور الحركة الإسلامية

* سياسة إبعاد القيادات الفاعلة أمثال الشيخ رائد صلاح وأبو شيحة عن المسجد والقدس.. ما هو الهدف منه. وكيف تنظرون إلى التحريض ضد الحركة الإسلامية لأنها تقف وراء كل ما يجري من حشد للدفاع عن المسجد؟

** الاحتلال يهدف من ذلك إلى كبح جماح المسلمين وإضعاف المقاومة الفلسطينية في وجه الجماعات اليهودية، وللحركة الإسلامية دور مشهود ورائد في الدفاع عن المسجد الأقصى، وقرع أجراس الخطر حول ما يتهدده وكشف المؤامرات التي تحاك ضده، والاشتراك الفعلي والقوي في فعاليات الذود عنه.

مطلوب دعم منتظم لتعزيز الصمود

* ما المطلوب فلسطينيًّا وعربيًّا ودوليًّا لحماية الأقصى وتفعيل قضيته؟

** المطلوب منهم جميعًا إنهاء احتلال أرض القدس والأقصى؛ فما دام العدو الصهيوني قائمًا على أرضينا فالقدس والمسجد في خطر حقيقي؛ لذا لا بد من العمل على إنهائه؛ فهذه إستراتيجية ثابتة، ويجب أن يتحمَّلها الحكام العرب، ويجب عليهم دعم صمود القدس من خلال رصد ميزانية للقدس سنوية لا تقل عن 500 مليون دولار.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات