الأربعاء 08/مايو/2024

شلهوب: عباس اقترف خطيئته بعينين مفتوحتين وأدعو حماس إلى حشره في الزاوية ومطالبته

شلهوب: عباس اقترف خطيئته بعينين مفتوحتين وأدعو حماس إلى حشره في الزاوية ومطالبته

قال الكاتب والمحلل السياسي فرج شلهوب: “إن عباس اتخذ قرار تأجيل التصويت على “تقرير غولدستون” وسار إلى اقتراف خطيئته بعينين مفتوحتين وعن سبق قصد وتصميم”.

وأضاف شلهوب في حوارٍ خاصٍّ مع “المركز الفلسطيني للإعلام” اليوم السبت (10-10) أن ما جرى لم يكن “فلتة ولا خطأ في الحساب، لكن الفضيحة التي وقعت واتساع دائرة الإدانة وتبرُّؤ الأطراف الرسمية العربية من الفعلة وظهور عباس -ربما من المرات النادرة- مدانًا بوضوح بجريمة الخيانة العظمى وتنفيذ الأجندات الصهيونية والخضوع للابتزاز بهذه الصورة المزرية؛ جعل الخطيئة مدوية ولا مجال فيها للتأوُّل”.

وقال شلهوب: “ليس من المناسب ألبتة أن توقع “حماس” مع عباس اتفاق المصالحة نهاية الشهر الجاري، وإذا ما فعلت فإنها ستكون كمن ألقى له طوق النجاة من فضيحته التي لا تغتفر، وستكون أسدت له خدمة كتلك التي قدَّمها إلى الحكومة الصهيونية للتملص من دفع استحقاقات جريمة العدوان على غزة”.

وبيَّن شلهوب أن “المطلوب الآن حشر عباس في الزاوية ومطالبته بالاستقالة ودفع ثمن جريمته؛ حتى لا يستسهل أحد التجرُّؤ على حقوق الشعب الفلسطيني”.

ولفت شلهوب إلى أن “التوقيت مهم، والوقت الآن مناسب لإدانة عباس وإضعافه ونزع الشرعية عنه لا مصالحته أو إلقاء طوق نجاة له في مصالحة القاهرة”.

وحول توقع عباس وفريقه ما سيجري، أجاب شلهوب: “لا اعتقد أنهم كانوا يتوقعون أن تكون الفضيحة بهذا الحجم وهذه الصورة من وضوح التواطؤ، ولعل الذي أغراهم على الولوغ في الجريمة دون أن يرمش لهم جفن أن سيرتهم خلال الأعوام الأربعة الماضية كانت حافلة بالمواقف الفاضحة والخاطئة والمرتهنة للإرادة الأمريكية والصهيونية، مثل التآمر على فوز “حماس” وتسليم مهمة إعادة تأهيل وإدارة الأجهزة الأمنية”.

ورأى أن “عباس وسلطته ليسوا إلا أداة صغيرة بيد الاحتلال، ورأس حربة مسمومة بيد واشنطن لطعن قضية الشعب الفلسطيني وإهدار حقوقه، مقابل بقاء هذه الطغمة في السلطة، والتمتع بأموال الدول المانحة والمزايا، والاستثمارات في الشركات الأمنية واحتكار السوق وجني الملايين من علاقات مشبوهة مع المحتل”.

وحول رأيه في المصالحة أشار شلهوب إلى أن “المصالحة بأي معنى من المعاني أفضل من المخاصمة والقطيعة؛ بما في ذلك عدم ترك الضفة نهبًا لصغارٍ باعوا أنفسهم للشيطان، إلا أن هذه المصالحة لا يجوز أن تكون بأي ثمن، ودون اختراقات في العناوين الأساسية المقصودة، وجزءًا من سياق سياسي يعرف أين يبدأ وأين ينتهي”.

وحول تقييمه موقف فصائل اليسار الفلسطيني مما جرى قال شلهوب: “للأسف.. الكثير منها منحاز إلى من يموِّله ويدفع لمؤسَّساته، وهذه لعبة يتقنها أبو مازن وفياض، والأهم من ذلك ان فصائل اليسار في الساحة الفلسطينية مأزومة؛ لا فعل ولا تأثير لها، وتبحث عن دور”.

وحول سر الهجمة الصهيونية الأخيرة على القدس قال إن “حكومة اليمين في الكيان الصهيوني مسكونة بالعقد التلمودية، وبعقدة التفوق وبجنون القوة؛ فهي من جهة تريد أن ترسل رسالة إلى المتدينين الصهاينة أنها بخلاف من سبقها؛ لا تتهاون في حق اليهود في دخول الحرم وأداء الطقوس الدينية، رضي من رضي وسخط من سخط، ورسالة ثانية إلى المفاوض الفلسطيني أن هذا العنوان (القدس والحرم) لا مجال للتساهل فيه؛ فالسيادة وحق الإدارة والوصول مكفولة لليهود، ولا يملك أحد أن يضع “فيتو” على هذا، وثالثة أن على كل أحد أن يفهم حدوده؛ فالكيان الصهيوني -ولا غيره ولا حتى أوباما- من يقرِّر في هذا الشأن، وأن الكيان لن يستأذن أحدًا فيما هو “حق لليهود” ولن يتساهل، ومن لا يعجبه هذا فليذهب إلى الجحيم، مفاوضًا أم غيره!!”.

وحول توقعه لما يجري قال شلهوب: “إن السلوك المتعجرف والمتشدد والمستفز حتمًا في هذه الوقعة أو سواها سيدفع إلى التفجُّر، وهو ما يرصده الجهاز الأمني الصهيوني هذه الأيام، زاعمًا أن تحريضًا تقوده “حماس” والجناح الشمالي للحركة الإسلامية في فلسطين 48 سيقود إلى تفجير الأوضاع لا سياق الجريمة والاستفزاز الصهيوني!”.

ودعا شلهوب “الأمة إلى الوقوف مع نفسها، والتحرك نصرة للأقصى”، قائلاً إن “التردد في التعاطي مع ما يجري من جريمة هناك، والضعف وغياب الإرادة والفعل العربي يعكس حال الأمة”.

وأضاف أن “شعوب الأمة إن لم تتحرَّك بالمستوى المطلوب فإنها تختزن الغضب، وتقرأ المشهد بألم”، ورأى أن “الاعتداء على الأقصى سيكون واحدًا من أهم المنصَّات التي ستعمل على إحياء الأمة واستنهاض دورها، سواء في التصدي للجريمة الصهيونية أو في كنس هذا الخراب الذي يحكم ويسود في البلاد العربية”.

وإليكم نص الحوار:

* مع استمرارية الإدانة الوطنية والشعبية والعربية لما قام به عباس وفريقه بخصوص “تقرير غولدستون”.. ما تقييمكم لما جرى؟

** أعتقد أن أبو مازن اتخذ قراره بالتأجيل وسار إلى اقتراف خطيئته بعينَيْن مفتوحتَيْن، وعن سبق قصد وتصميم، ولم يكن الأمر فلتة ولا خطأ في الحساب، لكن الفضيحة التي وقعت ومطالبة الكثيرين بإدانة هذا السلوك اللا وطني ومحاسبة مرتكبيه، واتساع دائرة الإدانة، وتبرُّؤ الأطراف الرسمية العربية من الفعلة، وظهور عباس -ربما من المرات النادرة- مدانًا بوضوحٍ بجريمة الخيانة العظمى وتنفيذ الأجندات الصهيونية والخضوع للابتزاز بهذه الصورة المزرية.. جعل الخطيئة مدوية ولا مجال فيها للتأوُّل، إلى حدِّ تهديد عباس بكشف تواطؤ أطرافٍ عربيةٍ في الموضوع وفي ذهابه منكسرًا إلى لقاء نتنياهو في واشنطن إذا تمَّ تركه بلا غطاء أو استمرَّت إدانته.

* ألم يكن عباس وفريقه يتوقعون ما سيجري؟ وما تحليلكم لسبب إقدامهم على ذلك على الرغم من تعدُّد الروايات؟

** لا أعتقد أنهم كانوا يتوقعون أن تكون الفضيحة بهذا الحجم وهذه الصورة من وضوح التواطؤ، ولعل الذي أغراهم على الولوغ في الجريمة دون أن يرمش لهم جفن أن سيرتهم خلال الأعوام الأربعة الماضية كانت حافلة بالمواقف الفاضحة والخاطئة والمرتهنة للإرادة الأمريكية والصهيونية، مثل التآمر على فوز “حماس” وتسليم مهمة إعادة تأهيل وإدارة الأجهزة الأمنية للجنرال الأمريكي دايتون، وشتم المقاومة وتعذيب المقاومين وقتلهم في وضح النهار، وتلقِّي المال الأمريكي والسلاح “الإسرائيلي” دون حياءٍ، ورهن مصيرهم بمصير الاحتلال، لكن هذه المرة كانت ساحة الفعل دولية، ومَن رفع الصوت بالإدانة أولاً منظمات حقوق الإنسان، والقضية إنسانية تعاطف معها كل العالم، والقاضي الذي قاد التحقيق وكتب تقرير الإدانة يهودي، بينما الذي أنقذ الكيان الصهيوني من العقاب “رئيس” سلطة توصف بـ”الفلسطينية”، ومقابل ثمن بخس: ستر العورة في التآمر على غزة، أو رخصة لشركة اتصالات لنجل أبو مازن!!.

* هل تؤيِّد توقيع “حماس” اتفاقية مصالحة مع عباس في نهاية الشهر الجاري؟

** ليس من المناسب ألبتة أن توقِّع “حماس” مع عباس اتفاق المصالحة نهاية الشهر الجاري، وإذا فعلت فستكون كمن ألقى له طوق النجاة من فضيحته التي لا تغتفر، وستكون أسدت له خدمة كتلك التي قدَّمها إلى الحكومة “الإسرائيلية” للتملُّص من دفع استحقاقات جريمة العدوان على غزة.

المطلوب الآن حشر عباس في الزاوية ومطالبته بالاستقالة ودفع ثمن جريمته؛ حتى لا يستسهل أحد التجرُّؤ على حقوق الشعب الفلسطيني، والتي لم يكن تأجيل النظر في “تقرير غولدستون” إلا تفريطًا فيها، بعدما ثبت بالوجه القطعي أن عباس وسلطته ليسوا إلا أداة صغيرة بيد الاحتلال، ورأس حربة مسمومة بيد واشنطن لطعن قضية الشعب الفلسطيني وإهدار حقوقه مقابل بقاء هذه الطغمة في السلطة والتمتع بأموال الدول المانحة والمزايا والاستثمارات في الشركات الأمنية واحتكار السوق وجني الملايين من علاقات مشبوهة مع المحتل.

* ما الحدود الدنيا التي لا يجوز لـ”حماس” تجاوزها في اتفاق مزمع عقده؟

** حركة “حماس” في علاقاتها الملتبسة مع الجوار العربي (مصر وغيرها) ومع سلطة رام الله وما تحت يدها من مصالح للشعب الفلسطيني؛ لا تملك ترف القول ولا ترف الفعل.. إنها تتحرَّك في دائرة من المتناقضات لتثبيت مواطئ أقدامها ولكسر الحصار عنها وما تمثل من خيار، في دائرةٍ يتكاثر فيها الأعداء ويقل الأصدقاء، ولكن رغم كل ذلك فكون المصالحة بأي معنى من المعاني أفضل من المخاصمة والقطيعة؛ بما في ذلك عدم ترك الضفة نهبًا لصغارٍ باعوا أنفسهم للشيطان، إلا أن هذه المصالحة لا يجوز أن تكون بأي ثمن، ودون اختراقات في العناوين الأساسية المقصودة، بل يجب أن تكون جزءًا من سياقٍ سياسيٍّ يعرف أين يبدأ وأين ينتهي.

وفي هذا السياق فالتوقيت مهم، والوقت الآن لإدانة عباس وإضعافه ونزع الشرعية عنه لا لمصالحته أو إلقاء طوق نجاة له في مصالحة القاهرة، مع إدراك أن أية مصالحة لا تضع تصورًا واضحًا لإنهاء ملف المعتقلين في سجون السلطة وممارساتها ضد بنية المقاومة في الضفة، ولا تكبح جماح الاندماج لدى فريق السلطة في مشروع الاحتلال ولا تضع أساسًا صحيحًا لأجراء أي انتخابات قادمة من خلال قانونٍ متوازنٍ وضمان النزاهة والتوقيت المناسب والتزامن بين انتخابات المجلس الوطني والتشريعي والرئاسة، ولا تفتح ثغرة في إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس مهنية ووطنية.. لن تكون إلا خطوة في الفراغ سيستثمرها حلفاء الاحتلال لخدمة أجنداتهم.

* كيف ترى فصائل اليسار الفلسطيني في ظل مواقفها من المجريات والأحداث الحاليَّة على الساحة الفلسطينية؟

** فصائل اليسار الفلسطيني -للأسف- الكثير منها منحازٌ إلى من يموِّلها ويدفع لمؤسَّساتها، وهذه لعبة يتقنها أبو مازن وفياض، والبعض منها يكره “حماس” وخلفيتها الإسلامية، ولو جاء الخلاص عن طريقها فلن يقبله، والأهم من ذلك أن فصائل اليسار في الساحة الفلسطينية مأزومة؛ لا فعل ولا تأثير لها، وتبحث عن دور؛ أحيانًا من خلال المناكفة، وأحيانًا من خلال المراهنة على الحصان الرابح الذي يتمتع بدعم وإسناد الإقليم وما بعد الإقليم، في زمنٍ انهارت فيه المبادئ وانهار فيه الاتحاد السوفيتي وما يوفره من دعم وإسناد!.

لكن الواضح أنه ظهر جليًّا في الأزمة بين “فتح” و”حماس”، ومن ضمن ذلك “تقرير غولدستون”.

إن اليسار -وأخص ا

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات