الإثنين 06/مايو/2024

جمال الطويل: الأسرى يأملون إنهاء الانقسام على قاعدة التمسك بالثوابت الفلسطينية

جمال الطويل: الأسرى يأملون إنهاء الانقسام على قاعدة التمسك بالثوابت الفلسطينية

أعرب الأسير المحرر من سجون الاحتلال الصهيوني مؤخرًا ورئيس بلدية البيرة الشيخ جمال الطويل عن أمله وجميع الأسرى في السجون الصهيونية إنهاءَ حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية على قاعدة التمسك بالثوابت الفلسطينية، محذرًا من الاستجابة للمطالب الصهيونية التي يروِّج لها الاحتلال.

وقال الشيخ الطويل في حوار خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال: “قضية الحوار الفلسطيني – الفلسطيني تمثل أهميةً كبيرةً جدًّا للأسرى في سجون الاحتلال، فهم يأملون أن تنتهي حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، ويأملون أن تعود الوحدة واللحمة الفلسطينية بين أبناء الشعب الفلسطيني، كما أنهم يرحِّبون بأي تقارب، ويتمنَّون أن تكون هناك نوايا صادقة؛ من أجل وضع حد لهذا الواقع الفلسطيني المنقسم”.

وأشار الطويل إلى أن قضية القدس، والمسجد الأقصى خصوصًا، تتربع على سلَّم أولويات الأسرى في سجون الاحتلال، قائلاً: “الأسرى يؤكدون للجميع أن قضية القدس المحتلة، وقضية المسجد الأقصى المبارك على وجه الخصوص، هي القضية الأم، وهي قضية حساسة جدًّا، وتمثل لهم أولويةً عاليةً، فهم يصرخون مع كل الغيورين على المسجد الأقصى وهم مستعدُّون لفداء الأقصى بأرواحهم ومهجهم، والأسرى يؤكدون أن المسجد الأقصى في خطر شديد وبحاجة إلى من يقف إلى جانبه وينصره، وبالتالي هو في سلَّم أولوياتهم”.

واعتبر رئيس بلدية البيرة المحرر أن اختطافه كرئيس بلدية منتخب وكذلك اختطاف النواب؛ يمثل محاولةً لتغييبهم عن الساحة الفلسطينية، ولفت قائلاً: “الاحتلال يختطفنا ويلقي بنا خلف القضبان وفي السجون والمعتقلات؛ بهدف التشويش على عملنا، وتقديم الخدمات للمواطن الفلسطيني الباسل، فهو يحاول إفشال المنتخبين، وبالتالي منعهم من القيام بدورهم الذي كلفهم به أبناء شعبهم الفلسطيني من خلال الاعتقال والاختطاف”.

وفيما يلي نص الحوار:

* بدايةً.. باسم “المركز الفلسطيني للإعلام” نبرق إليكم بالتهنئة الحارة بمناسبة الإفراج عنكم من سجون الاحتلال، والحمد لله على سلامتكم.

** بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًا، ونسأل الله أن يكسر قيد كافة أبناء شعبنا الفلسطيني الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، وأن يُعيدهم إلى أهلهم وذويهم سالمين غانمين.

* ما أهم القضايا التي حمَّلكم إياها الأسرى في سجون الاحتلال كرسائل يوجِّهونها إلى الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية؟

** الحقيقة أن الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني يعيشون حياة قاسية من جرَّاء استمرار اعتقالهم في ظروف سيئة للغاية تتعارض مع كافة القوانين، والأسرى على الرغم من مأساتهم التي يعيشونها يتابعون القضية الفلسطينية وتطوُّراتها بشكلٍ مستمرٍّ ومتواصلٍ، وهم من خلال رسائلهم التي حمَّلونا إياها يركزون على عدة قضايا؛ هي:

أولاً: هم يؤكدون للجميع أن قضية القدس المحتلة وقضية المسجد الأقصى المبارك على وجه الخصوص هي القضية الأم، وهي قضية حساسة جدًّا، وتمثل لهم أولوية مهمة؛ فهم يصرخون مع كل الغيورين على المسجد الأقصى، ومستعدون لفداء الأقصى بأرواحهم ومُهَجهم، والأسرى يؤكدون أن المسجد الأقصى في خطر شديد وبحاجة إلى من يقف إلى جانبه وينصره، ومن ثم هو على سُلَّم أولوياتهم.

ثانيًا: الأسرى يطالبون بحل قضيتهم ومعاناتهم الكبيرة في سجون الاحتلال الصهيوني؛ فهم يعانون معاناة كبيرة وشديدة جدًّا من جرَّاء محاولات إهانتهم في السجون، ومن ثم هم يشعرون بأنهم يعيشون في حالةٍ من الاستفراد من قِبَل سلطات الاحتلال وإدارات السجون بهم وبالتنكيل بهم؛ فهم يأملون أن يكون قضية ذات أولوية كبيرة ومهمة في كافة المحافل من أجل إنهاء اعتقالهم ومعاناتهم ومأساتهم المتواصلة.

ثالثًا: قضية الحوار الفلسطيني – الفلسطيني أيضًا تمثل لهم أهمية كبيرة جدًّا؛ فهم يأملون أن تنتهيَ حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، ويأملون أن تعود الوحدة واللحمة الفلسطينية بين أبناء الشعب الفلسطيني، كما أنهم يرحِّبون بأي تقارب، ويتمنون أن تكون هناك نوايا صادقة من أجل وضع حدٍّ لهذا الواقع الفلسطيني المنقسم، خاصة بعد الخطاب الإيجابي الذي ألقاه الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”؛ حتى يتمكن الجميع من الوقوف في وجه التحديات التي تواجه أبناء شعبنا الفلسطيني.

* كيف تفسِّرون انتهاج سلطات الاحتلال اختطافكم وأنتم منتخبون من قِبَل أبناء الشعب الفلسطيني ثم الزج بكم في السجون فترات طويلة من الاختطاف والاعتقال؟

** سلطات الاحتلال الصهيوني من خلال هذه الاختطافات بحقنا أو بحق الإخوة النواب المختطفين تحاول أن تفرض عملية تغييب لنا عن الساحة الفلسطينية؛ فهي تلقي بنا خلف القضبان وفي السجون والمعتقلات بهدف التشويش على عملنا وتقديم الخدمات إلى المواطن الفلسطيني الباسل؛ فالاحتلال يحاول إفشال المنتخبين ومنعهم من القيام بدورهم الذي كلفهم به أبناء شعبنا الفلسطيني من خلال الاعتقال والاختطاف، ومن ثم تغييب المؤسسة البلدية والتشريعية والحكومية، ونحن نعتبر أن هذه المحاولات الصهيونية حلقة في مسلسل العدوان المستمر والمتواصل على شعبنا الفلسطيني الصامد.

* مع دخول انتفاضة الأقصى عامها العاشر.. في اعتقادكم، ما الرسالة التي وصلت إلى الاحتلال الصهيوني؟

** شعبنا الفلسطيني حيٌّ ولا يقبل المساومة ولا الضيم ولا الظلم، ومن ثم هو يدافع عن حقوقه وثوابته الفلسطينية، والحديث عن الأقصى حديث طويل؛ فالمسجد له قدسية رفيعة لدى المسلمين والفلسطينيين خصوصًا، ووقوعه في هذه البقعة المقدسة الطاهرة، وهذا يكسبه قدسية مضاعفة؛ فإن أي اعتداء عليه وعلى مقدساتنا تستنهض شعبنا الفلسطيني يدفع أغلى ما يملك من أجل الدفاع عنه، وحتى يطفئوا هذا الغضب الذي أشعله الاحتلال، ونحن وجميع الأسرى من خلفي ثقتنا كبيرة جدًّا بشعبنا الفلسطيني العظيم، ونحن على ثقة بأنه لن يتخلى عن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ونسأل الله تعالى أن يحميَ المسجد الأقصى المبارك من كيد الكائدين.

* سلطات الاحتلال تستعد للإعلان عن افتتاح شبكة من الأنفاق تحت بلدة سلوان في القدس المحتلة.. في أي إطار يمكن فهم ذلك؟

** من الواضح للجميع ولكل المتابعين أن سلطات الاحتلال الصهيوني تمارس إجراءات في مدينة القدس، محاولةً منها لإكمال تهويد المدينة المقدسة وتغيير معالمها؛ فمثلاً أنا زرت مدينة القدس خلال فترة الاعتقال من خلال انتقالي إلى المحكمة، ورأيت كم تغيرت معالم مدينة القدس المحتلة، والاحتلال يحاول أن يعزز هذا التغيير و”الاستيطان” في المدينة من أجل تهويدها كلها.

وأنا أقول إنك لا تكاد تعرف القدس إطلاقًا نتيجة هذه التغييرات الصهيونية اليهودية، ومن ثم نحن نؤكد مقولة إن المسجد الأقصى في خطرٍ شديدٍ، ومن هنا نرسل أحر التحيات وأعظمها إلى أبناء شعبنا المقدسيين الذين يدافعون عن حياض المسجد الأقصى المبارك، والتحية موصولة إلى أهلنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، وعلى رأسهم الحركة الإسلامية وقادتها الشيخ رائد صلاح وكمال الخطيب التي لها الجهود الكبيرة في دعم الأقصى والقدس، وندعوهم إلى بذل المزيد من أجل القدس والأقصى؛ فكل التحية إليهم وإلى جهودهم المخلصة التي يقومون بها.

* هناك بعض الحلول الترقيعية التي يروِّج لها البعض على المستويات: الصهيوني والدولي والعربي أحيانًا، كـ”حل الدولتين” و”يهودية الدولة” وما شابه ذلك.. كيف ينظر الأسرى إلى تلك الحلول؟

** أخي الكريم.. هذه السيمفونية وهذه الحلول كنا نسمع بها ولا نزال من عشرات السنين من قبل قرار التقسيم الجائر الظالم، ونحن نقول إنه لم يبق هناك أرض لقيام حتى دويلة فلسطينية.. هذا الاحتلال احتلال “استيطاني” مجرم؛ يقوم على قضم الأرض الفلسطينية ومحاولة تهويدها، وهو عندما يتحدث عن حل دولتين أو ما شابه ذلك فإنه يدغدغ به عواطف البعض كمحاولةٍ لإرضائهم بهذه الطريقة، لكن على أرض الواقع فإن القضية تختلف عن ذلك، وربما هذا الحديث يسوقنا إلى الحديث عن رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما؛ فعندما جاء أوباما كان الجميع يراقب لغته وربما أنها تغير من الواقع شيء، ولكننا نقول إنه وبعد مرور تسعة أشهر على قيادته أمريكا لم يستطع أن يوقف أو يجمِّد “الاستيطان” الذي تمارسه المؤسسة الصهيونية اليهودية.

والأسرى يطرحون تساؤلاً مهمًّا جدًّا، وهو أن أوباما لم يتمكن حتى الآن من وقف أو تجميد “الاستيطان” فكيف سيقيم دولة فلسطينية؟!.. يجب أن يدرك الجميع حجم الخطورة الشديدة، ومن ثم على الجميع -وبالذات السلطة والعرب- الحذر الشديد من الممارسات الصهيونية، هذا الأمر يحتاج منا إلى وقفة جادة ومسؤولة لإعادة اللحمة والوحدة الفلسطينية على قاعدة الالتزام والحفاظ على الثوابت الفلسطينية، ومن ثم التصدي بكل قوة لكل محاولات التهويد وتمرير حلول لا تخدم القضية الفلسطينية.

* قبل أيام كانت هناك لقاءات علنية بين رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس ورئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو برعاية أوباما.. كيف تنظرون إلى تلك اللقاءات والمفاوضات؟

** الأسرى يطالبون بأن تتوقف هذه المفاوضات واللقاءات العبثية مع الاحتلال الصهيوني، ويعتبرون كذلك أنها تشكل غطاءً للاحتلال ولجرائم الاحتلال بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك وبحق شعبنا الفلسطيني ومكوناته؛ فالاحتلال يواصل التهويد و”الاستيطان” ولم يوقف هذه النشاطات الخبيثة.

نحن نقول إنه يتوجَّب على الجميع صب الجهود من أجل إتمام الحوار الفلسطيني – الفلسطيني، وكذلك حشد الطاقات لإقامة الوحدة الفلسطينية، والجميع يجب أن يدرك أن هناك قضية لها جوهر ومحاور مهمة جدًّا يجب أن يتم التمسك بها وعدم التنازل عنها مطلقًا.

يجب أن يكون هناك سقف فلسطيني نعرف من خلاله أين نتحرك وإلى أين نحن ذاهبون، لا يجوز لنا أن نسير دون أن نعرف إلى أين نسير، يجب أن نحسب كافة الخطوات التي نخطوها كفلسطينيين.. نحن عشنا سنوات طويلة وعرفنا كيف يتصرف الاحتلال، وعلينا الانتباه جيدًا والحذر من الانزلاق خلف أوهام الاحتلال الصهيوني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات