الأحد 05/مايو/2024

أبو محفوظ: على الأمة أن تضع القدس في هرم أولوياتها

أبو محفوظ: على الأمة أن تضع القدس في هرم أولوياتها

قال الخبير بشؤون المسجد الأقصى، الباحث الأستاذ سعود أبو محفوظ: “إن على الأمة أان تضع القدس في المكانة اللائقة بها، ولن يكون لها مكانة إلا إذا وضعتها في هرم أولوياتها”.

وأشار أبو محفوظ -في حوار خاصٍّ مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أمس الجمعة (18-9)- إلى “أن الذي أغرى اليهود بالتمادي في استهداف الأقصى هو ضحالة التصدي العربي الخالي من البواعث والقيم الدينية”.

ولفت أبو محفوظ -الذي يشغل عضوية “مجلس أمناء مؤسسة القدس” وأمانة سر “ملتقى القدس الثقافي”- إلى أن “القدس الآن تُحتضر والمسجد الأقصى في خطر”، مضيفًا: “إن المشروع الصهيوني خطرٌ على البشرية كلها، وليس على الأمة العربية والإسلامية فقط”.

وبيَّن أبو محفوظ المخاطر التي تحدق بالمسجد الأقصى، قائلاً: “إن كل ما يجري في القدس الآن مع الأسف هو إيجابيٌّ لصالح اليهود، وسلبي تجاه العرب”، موضحًا عددًا من المشاريع التي يقوم بها الصهاينة؛ مثل “إحاطة القدس بتسع حدائق كبيرة؛ لكي يحوِّلوها إلى مدينة حدائق كبيرة، وهذا جزءٌ من البنية التحتية التي تُّهيئ لقيامة الهيكل ولتحويل المدينة إلى حالة جذب سياحي”.

وكشف عن “مخاطر الالتهام الصهيوني للأرض والإنسان”، محذرًا “مما يجري في القدس ومصادرة أراضي أحيائها”، مبينًا أن “الصهاينة يشيِّدون كنيست قرب المسجد الأقصى، ويقومون في البحث والتنقيب تحت أساسات المسجد الأقصى وبجانبه”.

وعبَّر عن دهشته “لحجم التنازلات التي يمارسها بعض مَن لا يدركون مكانةَ المسجد الأقصى وقدسيته، مستنكرًا “تقسيم القدس إلى شرقية وغربية”، لافتًا إلى “أن الاستيطان قد طوَّق القدس بأحزمة وتكتلات وأغلفة استيطانية غليظة؛ قوامها أربع تكتلات، وهناك عشرات المستوطنات، وكل مستوطنة لها مهمة محددة في بناء الهيكل الثالث المنتظر”.

منوِّهًا بأن “ما يجري في القدس يمثِّل استهدافًا للعرب بشكل منهجي، بمسلميهم ومسيحييهم،  وإن كان العدوان الجوهري على المسلمين من خلال الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى”، موضحًا أن ما تبقَّى من المسيحيين في القدس لا يتجاوز إلا 8000 مسيحي، وهم لا يستطيعون خدمة مقدساتهم”.

وبيَّن أبو محفوظ مكانة المسجد الأقصى العظمى التي قال إنها “يجب أن تكون حافزًا للمسلمين أن ينقذوه من براثن اليهود”، ذاكرًا على سبيل المثال “أن مكة المكرمة لا تحوي إلا 54 جثةَ صحابي واستُشهد من أجلها اثنان فقط من الصحابة، ولكن المسجد الاقصى استُشهد من أجله 10 آلاف صحابي وحوله 16 مقبرة تحوي 3500 صحابي”.

وأشار إلى “السلطة الفلسطينية التي ليس لها لجنة للتعاطي مع موضوع القدس” متحديًا مَن وصفهم بمن اشتُهروا بماراوثانية التنازلات؛ “أن يضعوا نقطةً على جدول أعمال المفاوضات النهائية باسم القدس ووضعها”.

وقال: إن من “يعادون المقاومة يخرجون عن إجماع أمتهم، ويأتمنون الجلاد على قضيتهم، مضيفًا أنه ما رأى “من أصناف الضحايا من يخدم عدوه كهؤلاء”، مبينًا أن الفلسطينيين بذلوا جهودهم ودافعواعن غزة والضفة، وسيستمرون في المقاومة، فكيف من أجل القدس؟!”.

وأشار إلى “أن هدم الأقصى نذيرُ حربٍ كونية، لا يعلم مداها إلا الله، مؤكدًا أن “اليهود مقتلهم في هدم الأقصى”، وأكد: “إننا نفتقد كأمة إستراتيجيةً واضحةً للتعامل مع موضوع القدس”، موضحًا “أن الأمة لن تستيقظ إلا إذا وضعت القدس في مركزية اهتماماتها ونقطة البدء الصحيحة في حالة اليقظة الإسلامية”.

وطالب أبو محفوظ “الأمة بدعم المقدسيين إعلاميًّا وماديًّا، وتثبيتهم على أرضهم وإمدادهم بمقومات الحياة؛ ليستطيعوا مقاومة الأطماع الصهيونية وخططها”.

وفيما يلي نص المقابلة

* ما آخر التطورات التي تجري للقدس والمسجد الأقصى؟!

** إن كل ما يجري في القدس الآن مع الأسف هو إيجابي لصالح اليهود، وسلبي تجاه العرب؛ فاليهود منذ عام 1838 ما ناموا ليلةً، ولم يقضوا نهارًا إلا في تسجيل صفحة جديدة في كتاب مكرهم الكريه وعدوانهم النازل على المسجد الأقصى.

من الأمور التي قاموا بها مؤخرًا إحاطة القدس بتسع حدائق كبيرة لكي يحوِّلوها إلى مدينة حدائق كبيرة، وهذا جزءٌ من البنية التحتية التي تهيِّئ لقيام الهيكل ولتحويل المدينة إلى حالة جذب سياحي؛ فهم يعتبرون أن من العار أن يأتي سنويًّا إلى نيويورك ما يزيد عن 60 مليون سائح، وفي باريس 30 مليون سائح، ولا يأتي إلى “أورشليم” إلا 10 ملايين سائح، فهذا يستدعي -من وجهة نظرهم- تشغيل وإيجاد 150 ألف يهودي جديد.

والنقطة الثانية شطب الموروث الحضاري؛ فكل “إنش” في القدس مستهدف، وكل متر تطاله تخميناتهم وطموحاتهم وأكاذيبهم؛ فهم ينزلون مرويات التوراة المحرَّفة على الواقع، مع أنها تتناقض معه تناقضًا علميًّا، لكن ماذا نعمل إذا كانت القوة هي التي تفسر التوراة والدبابة التي ترسم الحدود؟!

* ماذا عن سلوان القدس؟!

** في الحقيقة إنهم يستهدفون بستان سلوان، والسيطرة على عشرات الدونمات منه، خاصةً تلك التي تطلُّ على المسجد الأقصى، وأهلها يقاومون ذلك، حتى إن أحد سكانها -وهو أبو محمد القاضي- قال للإعلام قبل أشهر: لا أبدل بيتي ولو بالبيت الأبيض، فاليهود حرموا 1500 سلواني من السكن في القدس، وأقاموا أكثر من 50 بؤرةً “استيطانية” داخل سلوان، وهذا أمرٌ في غاية الخطورة، وسلوان جزءٌ من المسجد الأقصى، وهي جزءٌ من المدينة المصورة زمن الأمويين.

ومن جهة ثانية فإن من يمتلك هذه البؤرة فإنه يمتلك مجمع فتحات وبوابات كل الأنفاق التي تتلوَّى تحت المسجد الاقصى، فالأمر خطير، ومن العار أن تقام في الدول الإسكندنافية وعواصمها لجان لنصرة سلوان، ولا نجد مثل هذا في الدول العربية الإسلامية.

* ولكن ماذا عن خططهم بالنسبة للأقصى؟

** اليهود بدءوا مشروعهم منذ عام 1838م بمساعدة إبراهيم باشا ابن محمد علي؛ حيث كان محمد على رجلاً أميًّا يحمل مشروعًا صهيونيًّا بدعم من بريطانيا، وهو الذي سمح لليهود لأول مرة بالتملك، وحرم الفلسطينيين من حمل السلاح، وأُقيم في زمنه أول بيت يهودي في القدس، وأقول إن المشروع الحقيقي في شطب المسجد الأقصى بدأ في 29-8-1898م، والسيطرة بدأت في 9/12/1917م؛ يوم أن اجتاح إلمبيو، وأُقيم المشروع 15/5/1948م وفي عام 1967م سقط المسجد الأقصى بيد الصهاينة، ومنذ إذٍ والاستهداف متصاعد بشكل منهجي، وتضاعف بعد أوسلو أضعافًا مضاعفةً، أما الآن فهم فرغوا من تشييد خطة عملاقة لتكون “ماستر” للقدس؛ لتكون أعلى من قبة المسجد الأقصى التي يبلغ ارتفاعها 35 مترًا؛ حيث يبلغ ارتفاع القبة التي يبنونها 36 مترًا، فهم يريدون أن تكون قبتهم هي “الماستر” للمدينة المقدسة، كـ”تاج محل” في الهند أو “برج إيفل” في باريس.

كذلك هم يشيِّدون كنيست قرب المسجد الأقصى، ويقومون بالبحث والتنقيب تحت –وبجانب- أساسات المسجد الأقصى.

* هلا حدثتنا عن الوضع السياسي للقدس!.

** في الحقيقة إن أي حرٍّ ومؤمن بعدالة قضيتنا يندهش لحجم التنازلات التي يمارسها بعضُ من لا يدركون مكانة المسجد الأقصى وقدسيته، وكذلك فإن البعض من أبناء جلدتنا يخجل من نسبة القدس إلى الإسلام.

ولا أبالغ إن قلت إن الذي أغرى اليهود بالتمادي في استهداف الأقصى؛ هو ضحالة التصدي العربي الخالي من البواعث والقيم الدينية، فالقدس الآن تُحتَضر، والمسجد الأقصى في خطر.

* هناك حديث صهيوني مستمر عن “الاستيطان”، واعتباره أساسًا لهم.. ماذا عنه؟

** لو نظرنا إلى الواقع “الاستيطاني” للمدينة المقدسة فإننا نلاحظ أن “الاستيطان” قد طوَّق القدس بأحزمة وتكتلات وأغلفة “استيطانية” غليظة؛ قوامها أربعة تكتلات، وهناك عشرات “المستوطنات”، وكل “مستوطنة” لها مهمة محددة في بناء الهيكل الثالث المنتظر، وهناك مدن “استيطانية” تكاثرت مثل الفطر بعد أوسلو، وحتى بعد أنابوليس تزايد “الاستيطان”.

* حبذا لو أطلعتنا عن بعض الأرقام الإحصائية المتعلقة بالقدس.

** يوجد الآن اكثر من 25 تنظيمًا متطرفًا يعمل داخل الأقصى على إعمار الهيكل، وهناك 64% من يهود القدس قد وُلدوا فيها، وهناك 58% من اليهود متطرفون أو قابلون للتطرف و10% من المهاجرين يرسلون إلى القدس والمناطق المحيطة بها، بل إنهم يرسلون أشرس شباب اليهود المهاجرين إلى القرى المحيطة بالقدس.

وفي الحقيقة هناك داخل سور القدس كيلو متر واحد يوجد أكثر من 75 بؤرة “استيطانية” صهيونية، أحيانًا بؤرة مترًا في متر، أو مترًا في مترين، ناهيك عما يجري من حفريات تحت الأرض والطرق الالتفافية، وشلِّ التواصل التنظيمي بين القدس ومحيطها العربي، وتغيير القوانين، ونزع الهويات، وتغيير المناهج، بل إنهم يوزِّعون المخدِّرات مجانًا على شباب القدس.

* هناك حديث دائم من قِبَل المفاوضين عن قدس شرقية وأخرى غربية.. هلا وضعتنا أمام الصورة!.

** نحن لا نعترف بالقدس الغربية والقدس الشرقية وهناك بالإسلام عندنا حوض البركة والقدس ضمنه والنبي صلى الله عليه وسلم لم يلفظ لفظ القدس على لسانه.

في فهمنا أن البيت المقدس هو مجموعة من القرى والبلدات والمناطق المحيطة والبقاع بالمسجد الاقصى في منطقة قطرها 40 ميلا (65 كم ) تقريبا كلها حوض مباركة ، كما ان هناك ما يسمى الأكناف المباركة تمتد من العريش إلى الفرات وسطها المسجد الأقصى والشام سرة الإسلام وسرة الشام فلسطين وسرتها بيت المقدس وسرته المسجد الاقصى الذي سرته الصخرة التي صلى الرسول على يمينها إماما للمرسلين، هم يريدون ان يقسموها اليوم إلى قدس غربية وشرقية وهذه تقسيمة ما انزل الله بها من سلطان.

* ماذا عن الوجود المسيحي في القدس؟

** ما تبقى إلا 8000 مسيحي لا يستطيعون خدمة مقدساتهم، وما يجري في القدس استقصاء للعرب بشكل منهجي بمسلميهم ومس

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات