الإثنين 06/مايو/2024

البردويل: جولة الحوار القادمة عبارة عن رؤية مصرية لتقريب وجهات النظر ونعتقد أن ف

البردويل: جولة الحوار القادمة عبارة عن رؤية مصرية لتقريب وجهات النظر ونعتقد أن ف

قال الدكتور النائب صلاح البردويل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إن جولة الحوار الفلسطيني – الفلسطيني المرتقَبة في القاهرة لن تكون حوارًا ثنائيًّا بين حركتي “حماس” و”فتح”، بل إنها ستكون عبارةً عن رؤية مصرية تُعرَض على مختلف الأطراف الفلسطينية من أجل محاولة تقريب وجهات النظر.

وأضاف د. البردويل خلال مقابلة أجراها معه “المركز الفلسطيني للإعلام” في مكتبه بغزة: أن “مصر تعرف طبيعة موقف حركة “حماس”، وهي لديها ما يمكن أن تبني عليه، وأعتقد أنه سيكون هناك تقريبٌ في وجهات النظر المختلفة، ومصر بالتأكيد لها تجربتُها في الحوار مع الفصائل الفلسطينية”.

وبخصوص جديَّة “فتح” في الحوار قال البردويل: “لم نعتقد أن حركة “فتح” لديها الجديَّة، ونحن نقول إنه لو لم يمارَس الضغط عليها من قِبَل مصر؛ فإنها ستعمل على عرقلة جولة الحوار الفلسطيني – الفلسطيني، وستلتزم بالقرار الصهيوني والشراكة مع الكيان”، مؤكدًا أن قضية المعتقلين السياسيين يجب أن تُحلَّ.

استنكر الدكتور البردويل ما أسماها “الوقاحة واللا أخلاقية التي وصلت إليها حركة “فتح” وأجهزتها الأمنية في التعامل مع الشعب الفلسطيني ومع نوابه المنتخبين”، وقال إن “هذا الشعب وهؤلاء النواب الذين تمَّ اختطافهم من قِبَل الاحتلال؛ يجب أن يكرَّموا وأن يُحترَموا، خاصةً بعد الإفراج عنهم من السجون الصهيونية، لا أن يتمَّ معاملتهم بهذه الصورة، التي تعاملهم بها (فتح)”.

وفيما يلي نص المقابلة:

* يدور الحديث عن إجراء جولة من الحوار الفلسطيني – الفلسطيني في العاصمة المصرية القاهرة بعد عيد الفطر القادم.. كيف تتوقعون شكل جولة الحوار القادمة؟

** ليس بالتحديد أنه سيكون حوارًا فلسطينيًّا كالسابق، أقصد أنه لن يكون حوارًا ثنائيًّا بين حركتي “حماس” و”فتح”، وإنما سيكون هذا الحوار عبارةً عن رؤية مصرية تُعرَض على مختلف الأطراف الفلسطينية، خاصةً تلك القضايا التي تتعلَّق بالقضايا العالقة، وبالتالي عندما تتقارب رؤى الأطراف حول تلك القضايا يتمُّ عقد مؤتمر حوار وطني شامل؛ من أجل بلورة اتفاق مصالحة يمكن تطبيقه في المرحلة القادمة.

* الجانب المصري تحدث عن مقترح سيطرحه لحلِّ كافة القضايا العالقة، ما توقعاتكم بشأن هذا المقترح؟

** نحن نريد القول بأن الإخوة في مصر يعرفون طبيعة موقف حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وهم لديهم ما يمكن أن يُبنَى عليه، وأعتقد أنه سيكون هناك تقريبٌ في وجهات النظر المختلفة، ومصر بالتأكيد لها تجربتها في الحوار مع الفصائل الفلسطينية.

* هل تعتقدون أن لدى حركة “فتح” الجدية التي تؤهِّلها لتأسيس مصالحة فلسطينية؟

** حتى هذه اللحظة لم نعتقد أن حركة “فتح” لديها الجديَّة، ونحن نقول إنه لو لم يمارَس الضغط عليها من قِبَل مصر؛ فإنها ستعمل على عرقلة جولة الحوار الفلسطيني – الفلسطيني، وستلتزم بالقرار الصهيوني والشراكة مع الكيان، وكذلك ستبقى ترتكز على القرار الأمريكي على حساب القضايا الوطنية الفلسطينية.

* المختطفون السياسيون ما زالوا يملئون سجون عباس بالضفة الغربية.. هل تتوقعون أن تتمَّ المصالحة الفلسطينية بالتزامن مع بقاء هذه القضية على حالها؟!

** الحديث يدور عن رزمة من التفاهمات، وفي مقدمة هذه التفاهمات قضية الإفراج عن المختطفين السياسيين لدى أجهزة أمن عباس في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك إعادة الوضع في الضفة إلى ما كان عليه سابقًا، وإعطاء الحرية للمؤسسات والأفراد للعمل بعيدًا عن حالة القمع والتعاون الأمني مع الكيان الصهيوني ضد حركة “حماس” في الضفة الغربية وضد المقاومة والمقاومين.

* هل تعتقد أن حركة “فتح” تمتلك القرار في الضفة الغربية، بخصوص الإفراج عن المختطفين السياسيين أم أن الأمر يتحكم فيه “دايتون”؟

** “دايتون” لو أنه لم يحسَّ بالتجاوب من قِبَل حركة “فتح” ومن قِبَل محمود عباس ما حدث الذي حدث، ولم يستطِع أن يُملي عليهم، والذي يتحمَّل المسؤولية الكاملة تجاه هذا الوضع المتأزِّم هو حركة “فتح” التي استسهلت عملية قمع المقاومة في الضفة الغربية مقابل مصالح حزبية تأخذها من الاحتلال ومن بعض الدول المساندة لتلك السياسة.

* كيف تصفون تصرُّف أجهزة أمن عباس الأمنية في الضفة الغربية ضد النواب الذين تمَّ الإفراج عنهم، لا سيما بخصوص منع الدكتور عزيز دويك من الوصول إلى المجلس التشريعي الفلسطيني في الضفة الغربية؟

** هذه الإجراءات تنطوي على عدة معانٍ: المعنى الأول هو الوقاحة واللا أخلاقية التي وصلت إليها حركة “فتح” وأجهزتها الأمنية في التعامل مع الشعب الفلسطيني ومع نوابه المنتخبين، فهذا الشعب وهؤلاء النواب الذين تمَّ اختطافهم من قِبَل الاحتلال يجب أن يكرَّموا وأن يُحترموا، خاصةً بعد الإفراج عنهم من السجون الصهيونية، ولكن للأسف الشديد فإن حركة “فتح” تتنكَّر لذلك وتمنع إقامة حفل صغير لاستقبالهم بعد الإفراج عنهم من سجون الاحتلال، وكذلك تمنع وصولهم إلى عملهم كنواب، خاصةً تلك الجريمة التي تمثَّلت في منع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عزيز دويك من الوصول إلى مقرِّ المجلس التشريعي في الضفة الغربية، في خطوةٍ تجاوزت كلَّ القيم والأخلاق والأعراف.

أما المعنى الثاني فهو أن حركة “فتح” في مقابل بعض الإنجازات الحزبية تبيع الشرعية الفلسطينية والموقف الوطني؛ مما يشكِّل تهديدًا للمشروع الوطني؛ حيث أصبحت حركة “فتح” في الآونة الأخيرة تشكِّل خطرًا على واقع القضية الفلسطينية ومستقبلها.

والمعنى الثالث أن حركة “فتح” أفلست سياسيًّا، وفقدت هويَّتها الثورية، وفقدت أوراقها السياسية بعد الفشل الذريع الذي مُنِيَت به في مرحلة مفاوضاتها الطويلة.. كل هذا جعلها تتصرَّف بهذيان تجاه النواب المفرج عنهم وتجاه حركة “حماس” ومؤسساتها في الضفة الغربية.

* هناك مزاعم تستهدف حركة “حماس”؛ حيث يقول البعض إن حركة “حماس” تراجعت عن منهج المقاومة، وإنها تشبَّثت بالسلطة والحكومة؛ كيف تردون على ذلك؟

** هذا قول مغرض؛ على أبسط التحليلات إذا حاولنا تبسيط الأمر قلنا إن هذا الفهم للمقاومة هو فهمٌ قاصرٌ؛ حيث لا يعرف هؤلاء المغرضون ولا يفهمون ما مغزى أن تحتفظ حركة “حماس” بجندي صهيوني أسير لديها وتفاوض عليه من أجل الإفراج عن مئات الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني.. هؤلاء الأسرى الذين فقدوا الأمل في السجون، “حماس” تتحمل مع شعبها الفلسطيني الصامد أقسى حصار عرفته البشرية.. هؤلاء لا يفهمون، وكأنهم لا يسمعون أن “حماس” واجهت حربًا نوويةً عالميةً، حتى الآن لم تجفَّ دماء الشهداء الذين ارتقَوا وهم من خيرة أبناء شعبنا الفلسطيني، كل هذا الحديث وهذه الخزعبلات هي نوعٌ من الكذب والحقد والاستفزاز، وببساطة للردِّ على كل ذلك فإن أي طفل فلسطيني يستطيع الرد على هذه الأقوال.

* مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك تتعرَّضان لهجمة تهويد صهيونية شرسة وممنهجة، من “استيطان”، وطرد المقدسيين، وسحب هوياتهم، وهدم منازلهم.. ما رسالتكم إلى العالم، خاصةً العربي والإسلامي؟!

** نؤكد أن العدو الصهيوني لم يجرؤ على هذا التغول على مدينة القدس إلا عندما وجد صمتًا عربيًّا رهيبًا وخذلانًا تجاه المقاومة الفلسطينية من عدد من الدول العربية، كما أن السبب الأكبر في هذا التغوُّل الصهيوني هو موقف حركة “فتح” الذي شكَّل غطاءً لـ”الاستيطان” في الضفة الغربية، وحمايةً لإجراءات العدو في مدينة القدس، من خلال تقييد المقاومة وصدِّها وضربها وملاحقتها في الضفة الغربية، وبالتالي هم يتحمَّلون مسؤوليةً كبيرةً في هذا الاتجاه.

* يدور لغط وأحاديث وتكهنات هنا وهناك، حول إجراء انتخابات في الضفة الغربية دون قطاع غزة، هل تتوقَّعون ذلك؟ وما الموقف منها إن جرت؟!

** نحن لا نعتقد أن هذا العمل سيكون عملاً سهلاً، ولكن في حال وقوعه من حركة “فتح”، فإنها تكون سجَّلت على نفسها موقفًا، بالارتماء في أحضان الاحتلال وتصفية القضية الفلسطينية، وستظل الأمور معلقةً، ولن تستقيم إلا من خلال توحيد الشعب الفلسطيني لإنهاء حالة الانقسام الموجودة في الساحة الفلسطينية، وبالإشارة إلى الموضوع ذاته فإن حركة “حماس” ليس في أجندتها تقسيم الوطن، وستعمل على مواجهة كلِّ الخطوات التي من شأنها أن تقسِّم الوطن أو تزيد من شرخ الشعب الفلسطيني، وهذا لا يعني أنها ستستسلم لأي خطوات حمقاء تتمُّ في هذا الإطار.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات