الإثنين 06/مايو/2024

رزقة: نرغب في إنجاح الحوار وفتح تريد إخراج حماس من المشهد السياسي

رزقة: نرغب في إنجاح الحوار وفتح تريد إخراج حماس من المشهد السياسي

أكد المستشار السياسي لرئيس الوزراء إسماعيل هنية د. يوسف رزقة رغبة حكومته في إنجاح الحوار الفلسطيني، مشددًا على أن هذه الرغبة غائبة تمامًا عند حركة “فتح”، التي ترغب في إخراج “حماس” من المشهد السياسي.

وأضاف رزقة في حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أن “من أهم العقبات التي تقف في وجه إتمام المصالحة الفلسطينية عدم جدية حركة “فتح”، وبالذات محمود عباس، في الوصول إلى مصالحة وطنية، بالإضافة إلى التدخلات الأجنبية التي تريد حوارًا على المقاس الأمريكي الصهيوني”.

وأكد أن “عباس و”إسرائيل” وأمريكا لديهم الرغبة في إخراج حركة “حماس” من المشهد السياسي الفلسطيني”، مشددًا على عدم استقلال القرار الفلسطيني في رام الله، واستدلَّ على ذلك باستمرار الاعتقالات السياسية في الضفة المحتلة.

وفي السياق ذاته، نفى رزقة مزاعم وجود أي معتقل سياسيٍّ في سجون الحكومة الفلسطينية في غزة، مؤكدًا أن هذه المزاعم باطلة، وأن المعتقلين في السجون هم على خلفية أمنية أو جنائية.

وعلى صعيد مختلف، وصف رزقة العلاقة بين الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة والعالم العربي والدولي بـ”الإيجابية البطيئة”، موضحًا أن قسمًا من العالم العربي ينظر إلى الحكومة و”حماس” نظرةً إيجابيةً، ويرى فيهما الصدق وروح الشباب، ومشروع التحرير والمقاومة، والصمود والثبات، وصاحبتي الحق القانوني بالانتخابات، وأنهما ظُلِمتا بالحصار وشروط الرباعية والعدوان، وأنهما غير مسؤولين عن الانقسام.

وشدد المستشار السياسي لهنية على أن العالم الغربي بدأ يدرك أن شروط الرباعية قاسية، وتعبِّر عن غباء سياسيٍّ، وأنها جزءٌ من سياسة بوش اليمينية العدوانية التي لم تخدم إلا المصالح الأمريكية أو الغربية فحسب.

فيما يلي نص المقابلة:

* هل لكم أن تبيِّنوا لنا كيف هي العلاقات في المرحلة الراهنة بين الحكومة الفلسطينية والعالم الخارجي، سواء على المستويين العربي والدولي؟

** العلاقات بين حكومة إسماعيل هنية وحركة “حماس” والعالمين العربي والدولي يمكن وصفها بأنها تسير قدمًا إلى الأمام بشكل إيجابي ببطء.

العالم العربي في علاقاته مع الحكومة و”حماس” ليس قسمًا واحدًا، بل ثمة أقسام؛ فمنهم من ينظر إلى حركة “حماس” والحكومة الفلسطينية في غزة نظرة إيجابية؛ لأنه يرى فيها الصدق وروح الشباب ومشروع التحرير والمقاومة والصمود والثبات وصاحبة الحق القانوني بالانتخابات، ويرى أنها ظلمت بالحصار و”شروط الرباعية” والعدوان، وأنها ليست مسؤولة عن الانقسام.

وقسم آخر ينظر بشك إلى المشروع الإسلامي الذي تمثله الحكومة أو حركة “حماس”، ويخشى أن تتأثر مواقع مجاورة بنجاح هذا المشروع، ولكنهم يرون أن “حماس” حزب شعبي كبير يحظى باحترام الناخب الفلسطيني، وأن حكومته أدارت الصراع على مدى أربع سنوات بذكاء وحنكة ومرونة، وأثبتت أن لديها رجال دولة يمكن أن يمثلوا الشعب.

غير أن هؤلاء مقيدون بعلاقات غير متوازنة مع أمريكا والغرب، واتخذوا من المفاوضات والتسوية طرقًا ومنهجًا، ويخشون من طريق “حماس” ومنهجها، ومع ذلك فإن تعنت “إسرائيل” وشروطها يضر بتماسك هذا القسم ويعزز من دور القسم الأولى، ومع ذلك فإن لحركة “حماس” علاقات مع القسمين، ولا تتدخل سلبًا في شؤون الدول العربية حتى في حال التناقض التام معها.

أما العالم الغربي فقد أدرك أن “شروط الرباعية” قاسية وتعبِّر عن غباء سياسي، وهي جزء من سياسة بوش اليمينية العدوانية التي لم تخدم المصالح الأمريكية أو الغربية، وهي شروط جديرة بالمراجعة، إضافة إلى أن سياسة الحصار والشروط لم تنجح على مدى أربع سنوات ولم يتحرَّك الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ضد حركة “حماس”، بل زاد تأييدًا لها، واستطاعت الحكومة وحركة “حماس” أن تفرغ الحصار من مضمونه، وأن تؤكد أولوية التحرير على أولويات الحياة المادية الأخرى، ونجحت في ذلك نجاحًا كبيرًا، وصمدت في حرب “الفرقان” الأخيرة، وانتصرت، وعرَّت السياسة الدولية الظالمة، وأصبحت “إسرائيل” هي مصدر القلق في العالم، وهي ملاحقة اليوم من المحاكم ومن مؤسَّسات حقوق الإنسان ومن الضمير الإنساني.

لهذه الأسباب مجتمعة قررت المحافل الغربية الانفتاح على الحكومة في قطاع غزة وعلى حركة “حماس”، وقدمت إلى غزة وفود برلمانية وشعبية ومؤسسات مجتمع مدني، ولقد تكررت زيارة كارتر إلى المنطقة، والتقى حركة “حماس” والحكومة، وناقش الوضع السياسي و”شروط الرباعية”، وتلقت وفود من الحكومة وحركة “حماس” دعوات أوروبية لزيارة دول غربية عديدة، ولأول مرة يحقق الإعلام الفلسطيني انتصارًا حقيقيًّا على الإعلام “الإسرائيلي” في الساحة الغربية من خلال المظلومية التي برزت في حرب “الفرقان”.

لكن لا يزال التواصل مع “حماس” والحكومة لم يرتقِ في الدول الغربية الأساسية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) إلى مستوى الدولة والحكومة الرسمية، غير أن سياسة “حماس” تحظى بتفهمٍ متقدمٍ لدى هذه الدول، كما عبَّرت عن ذلك لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني.

الطريق نحو الغرب محفوف بالمكاره، ولكن الحكومة و”حماس” في حاجة إلى السير في هذا الطريق بحذر؛ لأن الحصار السياسي أشد على الشعب الفلسطيني من الحصار المادي وإغلاق المعابر، ولأن “منظمة التحرير” لا تقوم بدورها الوطني في تمثيل الشعب الفلسطيني سياسيًّا، ولا تتقوى بالشعب في علاقاته الخارجية، ومحمود عباس يمثل حزبًا وفصيلاً أكثر من تمثيله شعب فلسطين في الداخل والخارج.

إنه لا ينبغي أن تبقى الساحة الدولية نهبًا للسياسة “الإسرائيلية” تسيطر عليها وتوجهها، والقضية الفلسطينية تمثلك أوراقًا كثيرة وقوية لتحقيق اختراقات لهذه الساحات، غير أن الفلسطينيين فقدوا على مدى عقود من يمثلهم حق التمثيل ويسير وفق خطة وبرنامج لدحض الهوية “الإسرائيلية” وتثبيت الرواية الفلسطينية.

المنقطة فيها فراغ سياسي، والحكومة و”حماس” تشعر أنهما مؤهلتان لإشغال هذا الفراغ.

* البعض يزعم وجود معتقلين سياسيين في سجون الحكومة الفلسطينية في غزة.. كيف يمكن أن تردوا على ذلك؟

** هذا زعم باطل.. لا وجود لمعتقلين سياسيين في غزة، من في السجون إما على خلفية أمنية، أو خلفية جنائية.. فصائل “منظمة التحرير”؛ بما فيها حركة “فتح” تمارس نشاطها السياسي وتتنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتتواصل مع رام الله بوسائل مختلفة.

الممنوع والمرفوض هو خلايا التخريب الأمني التي ترتبط بقادة الأجهزة الأمنية في رام الله.. العبث بالجبهة الداخلية والإعداد لتجديد الفلتان الأمني مرفوض، وأعضاء هذه الخلايا هم من في المعتقل.

لقد أدلوا باعترافات صريحة ومحددة، وتم ضبط الوثائق التي تدينهم، والقضاء هو صاحب الكلمة النهائية، وبمناسبة شهر رمضان المبارك أفرجت الحكومة الفلسطينية عن 45 منهم بسبب عدم كفاية الأدلة، وبعضهم هددته رام الله براتبه ووظيفته، فوافق على العمل ولكنه لم ينخرط في التنفيذ.

* بشأن الحوار الذي ترعاه القاهرة؛ ما أهم العقبات التي تواجه المتحاورين والتي تقف حجر عثرة أمام تحقيق المصالحة الفلسطينية الشاملة؟ وهل ترون أن حركة فتح جادة في الحوار؟

** أهم العقبات هي:

1- عدم جدية حركة “فتح”، وبالذات محمود عباس، في الوصول إلى المصالحة الفلسطينية.

2- التدخلات الأجنبية التي تريد حوارًا مقاسًا أمريكيًّا “إسرائيليًّا”.

3- رغبة محمود عباس و”إسرائيل” وأمريكا في إخراج “حماس” من المشهد السياسي ومن مقعد القيادة والحكومة.

4- عدم استقلال القرار الفلسطيني في رام الله، واستمرار الاعتقالات السياسية.

5- رغبة “فتح” في السيطرة والتفرد ورفضها المشاركة السياسية كما رفضت نتائج الانتخابات.

يمكن للحوار الفلسطيني أن ينجح وأن تتحقق المصالحة إذا امتلك محمود عباس الإرادة والرغبة، وإذا تخلصت “فتح” من التدخلات الخارجية، وبعد أن تؤمن بالشراكة السياسية وتتخلى عن رغبتها القديمة في الاستئثار بالسلطة والقرار.

* كيف يمكن أن تستمر جولات الحوار الفلسطيني – الفلسطيني في ظل استمرار الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية المحتلة؟

** من المؤكد أن الاعتقالات السياسية وإغلاق مؤسَّسات “حماس” والتنسيق الأمني واعتقال المجاهدين تهدد الحوار وتمنع الوصول إلى نتائج إيجابية، ولا يعقل أن تستمر حركة “حماس” في الحوار وهي تعاني الإقصاء والاستئصال في الضفة الغربية المحتلة.

الرأي العام الفلسطيني وقادة الفصائل يطالبون بتحريم الاعتقالات السياسية، غير أن هذا القرار ليس بيد محمود عباس وحده، بل لدايتون و”إسرائيل” الكلمة الأهم في الاعتقالات وفي الإفراج، ولا توجد ضغوط جوهرية من الراعي المصري لإنهاء ملف الاعتقالات السياسية.

“حماس” قدَّمت مبادرات عديدة في هذا المجال، لكن رام الله ظلت تناور وتدَّعي أنه ليس لديها معتقلون سياسيون، هذا الإنكار لا يحظى بقبول أو احترام في الرأي العام الفلسطيني، الأهل في الضفة الغربية يعرفون كذب هذا الإنكار.

سلطة رام الله رفضت كل الوساطات المحلية، وأحبطت قرارات اللجنة المستقلة التي تعالج هذا الملف، وقيادات وطنية أدانت هذا الرفض، وقالت إنه غير مبرر. محمود عباس يتاجر بالمعتقلين ويتخذهم ورقة ابتزاز، ومؤسَّسات حقوق الإنسان المحلية والدولية أدانت الاعتقالات السياسية وطالبت بحلول وتفسيرات، والأجهزة الأمنية في الضفة الغربية ترفض طلبات الإفراج، ولا تقدم معلومات ولا إجابات.

* كيف تقيمون موقف الفصائل الفلسطينية تجاه القضايا الداخلية، خاصة قضايا الحوار والاعتقالات السياسية؟

** الفصائل الفلسطينية بذلت جهودًا كبيرة تشكر عليها في الوساطة بين “فتح” و”حماس” لإغلاق ملف الاعتقالات السياسية، والفصائل ترفض الاعتقالات السياسية من حيث المبدأ وترفض اعتقال المقاومين ومصادرة سلاح المقاومة، وكل ضغوط الفصائل على محمود عباس وعلى حركة “فتح” ضعيفة وليست كافية، وفي بعض الأحيان بعض هذه الفصائل يلتزم الصمت.

أعضاء في “فتح” يرفضون إجراءات “الأجهزة الأمنية” وممارساتها، ويرون في هذه التصرفات خطرًا مستقبليًّا على “فتح” وعلى المجتمع الفلسطيني، لكن هؤلاء قلة وليست لديهم أوراق ضغط، مطلوب من قادة فصائل “منظمة التحرير” على وجه الخصوص اهتمام أكبر في الملف، ومطلوب إعلاء الصو

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات