الإثنين 06/مايو/2024

حمدان: عباس ومركزية فتح مسؤولان عن تقدم الحوار أو تعثره ونتمنى أن نجد موقفًا جدي

حمدان: عباس ومركزية فتح مسؤولان عن تقدم الحوار أو تعثره ونتمنى أن نجد موقفًا جدي

أكد أسامة حمدان ممثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في لبنان أن “حماس” أكدت للأشقاء في مصر أنها معنية بالتوصل إلى اتفاق في 25 آب (أغسطس)، وليس مجرد عقد جولة جديدة كسابقاتها من جولات الحوار.

وأكد حمدان، في حوار خاصٍّ مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أمس الخميس (20-8)، أنه “إذا كانت هناك مواقف إيجابية جديدة صادرة عن اللجنة المركزية الجديدة لحركة “فتح” فهناك فرصة جدية للتقدم، وإذا كانت المواقف سلبية كما كانت في الجولات السابقة فأعتقد أن هذه اللجنة المركزية الجديدة هي التي ستكون مسؤولة عن تعثر الحوار”.

وأضاف: “لذلك اقترحنا على الجانب المصري أن يبدأ مساعيه لإنهاء الخلاف حول عدد من القضايا العالقة، والوصول إلى صيغة تفاهم واتفاق نهائي، الجانب المصري أجَّل اتصالاته وتحركاته لحين انتهاء المؤتمر العام لحركة “فتح” وانتخاب قيادة جديدة، أعتقد أننا سنسمع من الوفد المصري نتائج زيارته لرام الله والمواقف التي سمعها من قيادة حركة “فتح” الجديدة، وهذا من شأنه أن يكون له نتائجه وانعكاساته على مجمل الحوار”.

وأوضح أن الخطاب الإعلامي لقيادة “فتح” لا يشجع، لكنه عقب بأن “حماس” لن تتوقف طويلاً عند الخطاب الإعلامي، مؤكدًا أنها ستتعامل “مع هذه القيادة كقيادة لحركة “فتح”، وهذه القيادة تقع على عاتقها مسؤوليات لا تخص “فتح” فقط، وإنما مسؤوليات على الصعيد الوطني، ويجب أن تكون على قدرها، وإذا لم تكن على قدرها لن تسقط كقيادة وطنية فقط، وإنما ستسقط كقيادة فتحاوية كذلك”.

وأضاف: “نتمنى أن نسمع موقفًا يُقِرُّ بخطأ اعتقال كوادر المقاومة في الضفة الغربية، ويقبل مبدأ الإفراج عنهم، نأمل أن نجد موقفًا يقول أنهم مستعدون لتشكيل حكومة وحدة وطنية خارج سياق الشروط التي تفرضها “إسرائيل” من خلال الرباعية الدولية”.

وأكد “إذا سمعنا مثل هذه المواقف أعتقد أننا سنكون أكثر إيجابية مما كنا عليه، في الماضي أبدينا إيجابية كاملة، وبذلنا كل ما من شأنه تسهيل نجاح الحوار، لكن المواقف السلبية التي اتخذها الوفد الفتحاوي كانت تعرقل الأمور دائمًا، لذلك آن الأوان كي نسمع كلامًا جديدًا”.

 وأوضح حمدان أن دعوات “فتح” والسلطة بإجراء انتخابات بداية العام بناء على ما اتُّفق عليه في جلسات الحوار هي تزييفٌ حقيقيٌّ للحوار، مبينًا أن الطرفين قد أقرَّا من خلال جلسات الحوار أن يكون الاتفاق رزمة واحدة، “وعلى هذا يجب الاتفاق على كل شيء ليبدأ تطبيق الاتفاق”.

كما أن جلسات الحوار أقرَّت أن يكون التنفيذ وفق مواعيد محددة وليس مع الانتخابات، مضيفًا: “اتفقنا على انتخابات لرئاسة السلطة وانتخابات للمجلس التشريعي وانتخابات للمجلس الوطني، وهذا يعني أنه إذا جرت انتخابات فإنها يجب أن تكون متزامنة”.

 وحول دعوة عباس والزعنون إلى عقد المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله أوضح حمدان أن “منظمة التحرير الفلسطينية” بشكلها وصيغتها الحالية ليست ممثلاً للشعب الفلسطيني كامل التمثيل وكامل الشرعية، و”الآن حتى لو صنع أبو مازن لجنة تنفيذية على مقاسه فهذا لا يعطي هذه اللجنة التنفيذية أية شرعية حقيقية، لأن نصف الشعب الفلسطيني على الأقل لن يكون ممثَّلاً في المجلس الوطني، ولن يكون قابلاً بهذه اللجنة التنفيذية التي تُصنع على عينٍ “إسرائيلية” وأمريكية، وبأيدٍ -مع الأسف- تتكلم العربية”.

وأضاف: “على هذا الحال لا يمكن  لأحد أن يُقِرَّ بأن القيادة التي يشكلها أبو مازن في اللجنة التنفيذية ستكون قيادة للشعب الفلسطيني، وأظن أن المجتمع الدولي الذي يريد قيادة فلسطينية واحدة يدرك تمامًا أن قيادة على رأسها أبو مازن دون وحدة وطنية هي أعجز أن تكون قيادة بلدية وليست دولة”، مؤكدًا أن هذه الدعوة لها تأثيرٌ على جلسة الحوار القادمة، ومعقبًا بقوله: “إذا أراد أبو مازن أن يعيد النظر في خياراته فأهلاً وسهلاً به، أما إذا أراد أن يستمر على هذه الطريقة فأعتقد أنه هو المسؤول عن فشل الحوار”.

وحول صفقة تبادل الأسرى بين فصائل المقاومة الآسرة للجندي الصهيوني غلعاد شاليط وبين الكيان الصهيوني أكد حمدان وجود جهد أوروبي داعم للوساطة المصرية التي تبذل من أجل إتمام الصفقة تبادل الأسرى.

وقال: “هناك جهدٌ يُبذل لدعم الوساطة المصرية من طرف وسيطٍ أوروبيٍّ نأمل أن ينجح في تحقيق اختراقٍ من خلال هذا الجهد، بعيدًا عن التسميات، هناك جهدٌ نقدره ونأمل أن ينجح في ذلك”.

غير أنه أوضح أن الجهد الأوروبي لا يزال في بدايته، وأنه يجب أن يحقِّق الأهداف، وينسجم مع الضوابط التي وضعتها “حماس” لإتمام الصفقة؛ “ولا يمكن أن يُحكم عليه ولا يمكن أن يُبنى عليه وكأن الأمور توشك أن تنقضي، ما أستطيع قوله أننا نتعامل مع هذا الجهد الجديد بجدية كبيرة جدًّا، وأن هذا الجهد يجب أن يحقق أهدافنا، وأهدافنا واضحة، الإفراج عن الأسرى من النساء والأطفال و1000 من المعتقلين ضمن شروط وضوابط محددة”.

وأضاف القيادي في “حماس” قائلاً “إذا استجاب نتنياهو لهذه الشروط فسيعود شاليط إلى بيته وعائلته، إذا لم يستجب لهذه الشروط فأعتقد أن نتنياهو لن يكون معنيًّا بعودة شاليط، وما زلنا حتى اللحظة نشعر أن نتنياهو غير معنيٍّ بعودة شاليط إلى بيته”. 


وفيما يلي نص المقابلة:

* ما أبرز الأفكار التي ستطرح على جدول لقاء الوفد المصري الذي يزور الحركة حاليًّا؟

** هذا الوفد على رأسه اللواء محمد إبراهيم، ولا شك أن الموضوع الأساسي الذي سيتم طرحه هو موضوع الحوار الفلسطيني، وأنا أشير هنا إلى أن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بعدما حصل في جولة الحوار الماضية في 25 حزيران (يونيو) الماضي، ثم اللقاء الذي انعقد في منتصف تموز (يوليو)، والذي بدا واضحًا فيه أن وفد حركة “فتح” لا يملك أي قرار نحو إطلاق الحوار ومواصلته مع حركة “حماس”، فتم اقتراح 25 آب (أغسطس) ليكون موعدًا لجولة جديدة من الحوار.

من جانبنا أكدنا للأشقاء في مصر أننا معنيون بالتوصل إلى اتفاق في 25 آب (أغسطس)، وليس مجرد عقد جولة جديدة كسابقاتها من جولات الحوار، ولذلك اقترحنا على الجانب المصري أن يبدأ مساعيه لإنهاء الخلاف حول عدد من القضايا العالقة، والوصول إلى صيغة تفاهم واتفاق نهائي، الجانب المصري أجَّل اتصالاته وتحركاته لحين انتهاء المؤتمر العام لحركة “فتح” وانتخاب قيادة جديدة، أعتقد أننا سنسمع من الوفد المصري نتائج زيارته لرام الله والمواقف التي سمعها من قيادة حركة “فتح” الجديدة، وهذا من شأنه أن يكون له نتائجه وانعكاساته على مجمل الحوار، بمعنى إذا كانت هناك مواقف إيجابية جديدة صادرة عن اللجنة المركزية الجديدة لحركة “فتح” فهناك فرصة جدية للتقدم، وإذا كانت المواقف سلبية كما كانت في الجولات السابقة فأعتقد أن هذه اللجنة المركزية الجديدة هي التي ستكون مسؤولة عن تعثر الحوار.

* وهل تتوقعون أن تكون هذه الانعكاسات سلبية أم إيجابية؟

** نحن سنطلع على التفاصيل من الوفد المصري، هناك خطاب في الإعلام لا يشجع، لكننا لن نتوقف طويلاً عند الخطاب الإعلامي، قلنا إننا سنتعامل مع هذه القيادة كقيادة لحركة “فتح”، وهذه القيادة تقع على عاتقها مسؤوليات لا تخص “فتح” فقط، وإنما مسؤوليات على الصعيد الوطني، ويجب أن تكون على قدرها، وإذا لم تكن على قدرها لن تسقط كقيادة وطنية فقط، وإنما ستسقط كقيادة فتحاوية كذلك.

بوضوح أكثر؛ نحن نتمنى أن نسمع موقفًا يُقِرُّ بخطأ اعتقال كوادر المقاومة في الضفة الغربية، ويقبل مبدأ الإفراج عنهم، نأمل أن نجد موقفًا يقول أنهم مستعدون لتشكيل حكومة وحدة وطنية خارج سياق الشروط التي تفرضها “إسرائيل” من خلال الرباعية الدولية، نأمل أن نسمع موقفًا يقول أن الأجهزة الأمنية يجب أن تُبنى على أساسٍ وطنيٍّ وليس على أساس تنفيذ برنامج “إسرائيليٍّ” يلاحق المقاومة ويقوض أركانها كما يفعل دايتون الآن، إذا سمعنا مثل هذه المواقف أعتقد أننا سنكون أكثر إيجابية مما كنا عليه، في الماضي أبدينا إيجابية كاملة، وبذلنا كل ما من شأنه تسهيل نجاح الحوار، لكن المواقف السلبية التي اتخذها الوفد الفتحاوي كانت تعرقل الأمور دائمًا، لذلك آن الأوان كي نسمع كلامًا جديدًا.  

* الطرف الآخر يطلب أن يتم تنفيذ ما اتُفق عليه، وبما أن من المفروض أن تُجرى الانتخابات بداية العام القادم، فإن “فتح” ورئاسة السلطة تطالبان بإجرائها، ما رأيكم؟

** لم يتم الاتفاق على الانتخابات بهذه الطريقة التي يحاول البعض تسويقها في تزييف حقيقي للحوار، نحن اتفقنا على ثلاثة مسائل في بداية الحوار، المسألة الأولى أن الاتفاق يجب أن يكون رزمة واحدة، وعلى هذا يجب الاتفاق على كل شيء ليبدأ تطبيق الاتفاق، والمسألة الثانية أن التنفيذ يجب أن يتم في مواعيد محددة وليس مع الانتخابات، اتفقنا على انتخابات لرئاسة السلطة وانتخابات للمجلس التشريعي وانتخابات للمجلس الوطني، وهذا يعني أنه إذا جرت انتخابات فإنها يجب أن تكون متزامنة.

بالنسبة للمجلس الوطني الفلسطيني هناك نقطة مهمة، حيث يبدو أن أبو مازن بدأ خطواته العملية لتزييف الإرادة الفلسطينية، فهو سيدعو المجلس الوطني القديم المنتهية صلاحيته منذ 1998م ليستكمل تزييف تلك الإرادة من خلال تشكيل لجنة تنفيذية على مقاس أبو مازن يكمل من خلالها مشروع تصفية القضية الفلسطينية، ولذلك أنا أعتقد أن من يخطو هذه الخطوات ليس جادًّا في أن تكون هناك قيادة فلسطينية جادة أو قيادة فلسطينية متمسكة بالحقوق والثوابت.

* كيف ستواجه “حماس” دعوة عباس والزعنون إلى عقد المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله؟

** أولاً نحن قلنا وبوضوح أننا حينما اتفقنا في القاهرة عام 2005م على إعادة بناء “منظمة التحرير الفلسطينية”، فإن هذا الاتفاق يُقِرُّ أن منظمة التحرير لا بد من إعادة بنائها، ويُقِرُّ بوضوح كذلك أنها بشكلها وصيغتها الحالية ليست ممثلاً للشعب الفلسطيني كامل التمثيل وكامل الشرعية، والآن حتى لو صنع أبو مازن لجنة تنفيذية على مقاسه فهذا لا يعطي هذه اللجنة التنفيذية أية شرعية حقيقية، لأن نصف الشعب الفلسطيني على الأقل لن يكون ممثَّلاً في المجلس الوطني، ولن يكون قابلاً بهذه اللجنة التنفيذية التي تُصنع على عينٍ “إسرائيلية” وأمريكية، وبأيدٍ -مع الأسف- تتكلم العربية، وليست “حماس” و”الجهاد” فقط اللتان تتغيبان عن منظمة التحرير، هناك فصائل فلسطينية لها دورها ووزنها غادرت مقاعدها في منظمة التحرير لخلاف سياسي، كالصاعقة والجبهة الشعبية- القيادة العامة، كما أن هناك فصائل أخرى لها دورها وحضورها لكنها لم تُمثَّل لأسبابٍ تتعلق بفلسفة تقسيم الساحة الفلسطينية التي اعتُمدت سابقاً، فشُطِّرت التنظيمات بحيث يبقى في المنظمة من يستجيب لخيار التسوية ويخرج من بنية المنظمة من يتمسك بخيار المقاومة، على هذا الحال

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات