الأربعاء 15/مايو/2024

الشيخ أحمد ياسين ونظرته لاتفاقية أوسلو

أحمد ملحم

في الثالث عشر من هذا الشهر، أكملت اتفاقية اوسلو سيئة السمعة والذكر، عامها الخامس عشر… في ظل حقائق موجودة على الارض لا تخفى على احد… وهنا لا اريد ان احلل وافسر هذه الاتفاقية العار واستخلص النتائج المخزية منها… بل سأوثق حقائق ذات اهمية عن كيفية النظرة السياسية لدى شيخ الانتفاضتين وشهيد الامة… الشيخ احمد ياسين وسأقف عند بعض التصريحات للشيخ عن تلك الاتفاقية.

عبر قناة الجزيرة وفي برنامج شاهد على العصر مع الاستاذ احمد منصور… وصف الشيخ احمد ياسين اتفاقية اوسلو” فكان طبعاً اتفاق (أوسلو) في نظرنا اتفاقا ظالما وسيئا، لا يحقق آمال وأهداف شعبنا، وأدى إنه يعني يمزق وحدة الشعب الفلسطيني كان في خندق واحد في مواجهة العدو، وأدى إلى أنه يعني يصير فيه تعاون أمني بين اليهود وبين السلطة ضد من يريد أن يعمل وخاصة الحركات الإسلامية على رأسها حماس ضد إسرائيل، فهذا التنسيق الأمني اللي كان موجود بس مش معلن أعلنوه في الفترات الأخير باتفاق أميركا، طبعاً أدى زي ما قلت لك، إلى كشف قضية الاختطاف في (…) وأدى إلى كشف كثير من خلايا الثوريين في (أم تسليمة) من أعمال غير مقبولة أساساً، ربما فيه قضايا أخرى -لا نعلمها إحنا- لكن هذه طبيعة المرحلة والواقع اللي إحنا فيه، طبعاً إحنا رفضنا (أوسلو) لكن لما ايجت السلطة، لأننا لا نريد إشعال حرب أهلية أو قتال، ما اعترضنا السلطة ولا وقفنا في وجهها بل كثير من إخواننا استقبلوهم وساعدوهم وقدموا لهم الطعام، لأنهم جاؤوا ولا يملكون شيئاً، كانوا في وضع سيء في بدايتهم، وكانوا بيتوقعوا أنه نواجهم بالقتال ونقاتلهم، وإحنا رفضنا الاقتتال من أول يوم، طبعاً هم كانوا في الأول يعني تعاملوا حسن بحسن، وبدأت لما هم يتصرفوا تصرفات سيئة مع الشعب الفلسطيني أو مواقف سياسية تلاقي الشارع ينزل في مظاهرات 100 ألف، 50 ألف في الشارع، فهم أرادوا أن يعني يقسموا هذه المعارضة بمذبحة اللي صارت في مسجد فلسطيني واللي استشهد فيها 13 قتيل، “

هذا الكلام نراه اكثر تجسيداً اليوم من حملة امنية مسعورة على فكرالمقاومة، وملاحقة المجاهدين والتضييق عليهم، وممارسة الضغوط عليهم وعلى ذويهم، من خلال ما يعرف بالتنسيق الامني… كم من شهيد سقط نتيجة ذلك التنسيق، وكم من عملية لم تنجح بسبب احباطها من قبل السلطة… وكم من قادة طوردوا وسجنوا لتوفير الامن لدولة اسرائيل… ؟

واذا كنت لا اريد ان ادخل في تحليل نتائج اتفاقية اوسلو على القضية الفلسطينية … سأكتفي بنظرة الشيخ لهذا الموضوع، في شرح اهداف هذه الاتفاقية بالنسبة للكيان الصهيوني.

” أنا في نظرى لأول وهلة تفتيت وحدة الشعب الفلسطيني في المواجهة، ثانياً: القضاء على انتفاضة المواجهة مع الجيش الإسرائيلي اللي كانت تستنزفه تقتل منه كل يوم، فالآن مافيش مواجهة لإنه طلعوا اليهود في المستوطنات في القطاع وطلعوا في قلاع محصنة، يعني مواجهتهم مع الشعب، الشعب هيكون في وضع ضعيف، لإنه مش هيقدر يتحدى القلاع اللي محطوطين فيها والمستوطنات اللي متحصنين فيها، فهذا أضعف الانتفاضة وقوضها السلبيات الثانية إنه هو أصلاً في اتفاقه لا يحقق آمالا.. وعند التطبيق لم.. حتى لم ينفذ اللي لا يحقق الآمال.. يعني لم ينفذ إلا القليل القليل، وبذلك أصبح ممسوخ يعني لا يساوي شيء لا.. ليس هناك فلسطيني مقتنع أن هذا الطريق يمكن أن يحقق، أو يعمل سلام، أو يعمل دولة فلسطينية، أو يعمل حدود فلسطينية”

بعد خمسة عشر عاماً نجحت اوسلو بما افرزته من قياده جديدة متأمركة في تفتيت الشعب الفلسطيني، ليس فقط في مواجهته مع الاحتلال، بل في خلق نوع من العداء تضخم عبر السنوات، حتى رأيناه بصورته الحالية، وكان ما حصل بغزة خير مثال على ما افرزته اوسلو من قيادات حسب الطراز الاميركي، ونجحت اسرائيل بهذا الهدف عبر اوسلو.

اما الهدف الثاني وهو وقف الانتفاضة الفلسطينية والتي كانت تشكل كابوساً مخيفاً لقوات الاحتلال وفق الاتي:

–  في دراسة لرئاسة الاركان الاسرائيلية خلصت الى ان عدد الجنود الهاربين من الخدمة العسكرية منذ بداية الانتفاضة الى سبتمبر من عام 1989 بلغ 145 جنديا، والضباط الذين طلبوا التقاعد480 ضابطا صهيونياً.

عدد الضباط الذين رفضوا تنفيذ تعليمات واوامر قادتهم 95 ضابطاً، و1060 جندياً طلبوا الانتقال الى قواعد عسكرية بعيدة وهادئة، اضافة الى رفض 7245 صهيونياً اداء الخدمة العسكرية قابلين تقديمهم الى محاكمة عسكرية على الا يتجندوا في الجيش .

– السجلات العسكرية الاسرائيلية تقول انه في عام 1990 انتحر54 جندياً وستة ضباط، وثلاث من القيادات العسكرية العليا

هذه الارقام دلالة واضحة على مدى معاناة جيش الاحتلال من انتفاضة الحجارة… والتي سعى قادة العدو بكل طرقه لايقافها… ونجح في عقد اتفاقية اوسلو لإيقافها.

اما عن وعود اوسلو، وحلم الدولة الفلسطينية المقترحة، نظرة الشيخ كانت لها ” يا أخي، أهداف السلطة هي وقعت اتفاق أوسلو من أجل الوصول إلى دولة فلسطينية، وأخذ الضفة الغربية وقطاع غزة، وقيام دولة، هي اختارت طريق السلام في أوسلو الذي ثبت أنه ليس سلاما هو طريق استسلام والواقع الحالي يشهد بما هو موجود الآن أنه طريق مسدود، وأن إسرائيل لم ترد أن تعطينا شيئا إنما تريدنا أن نكون وكلاء عنها في كبح الشعب الفلسطيني.. مقاومة الشعب الفلسطيني، تريد السلطة أن تكون حماية لحدود إسرائيل، لأمن إسرائيل ليس أكثر من ذلك، ولذلك إحنا رفضنا أوسلو ورفضنا اتفاق أوسلو، وطبعاً من الواجب أن نرفض كل ما يأتي بعد ذلك نتيجة لاتفاق أوسلو، لكننا آثرنا أن لا نقاوم السلطة على أساس لا نريد أن نفتح معركة في شعبنا بيننا وبين أهلنا”

لننظر بعد خمسة عشر عاماً اين هي الدولة الفلسطينية، واين هي الضفة الغربية التي التهمها الاستيطان والجدار، واين هو سلام الشجعان…واين هي حدود عرابي اوسلو …ربما اكتفوا برام الله فقط،اين كان عرابو اوسلو حين اقر الكنيست الاسرائيلي في العشرين من اكتوبر لعام 1993، اي بعد شهر من اتفاقية اوسلو. اقر بالزام الحكومة الاسرائيلية باستبعاد القدس من اية مفاوضات، اين كانوا حين قال جيمس بيكر وزير خارجية الولايات المتحدة ” اذا لم يحسن الحكم الذاتي الفلسطيني ظروف الأمن بالنسبة لاسرائيل فلن يكون هناك حكم ذاتي”

صدق الشيخ ياسين في نظرته وتقييمه للأمور… وسقط تباعا من ظن ان الهرولة يمكن ان تقودهم الى غير مزابل التاريخ.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات