عمال الزراعة في جنين.. رحلة العذاب للبحث عن لقمة العيش في أراضي 48
حيث تعتمد الزراعة في الداخل على عمالة الضفة الغربية، وبالرغم من حاجة الكيان الصهيوني إلى هذه العمالة من أجل إنجاح الموسم الزراعي، إلا انه يمتنع عن إعطاء التصاريح اللازمة لعمال الضفة الغربية إمعانا في إذلالهم والتضييق عليهم.
رحلة العذاب
وتعزى هذه الأسعار الجنونية للمواصلات والتي لا يوجد لها مثيل في العالم إلى أن سائقي السيارات يتمكنون من تجاوز المعابر الصهيونية وما يترتب على ذلك من مخاطر في تهريب هؤلاء العمال إلى الداخل.
ويضيف ضراغمة أنه وبالرغم من هذه الأسعار الجنونية للمواصلات إلا أن الطريق أيضا غير آمنة، فكثيرا ما يقع هؤلاء العمال فريسة لجنود الاحتلال الذين يكمنون في تلك المواقع – علما أن سائقي السيارات يأخذون أجرتهم مسبقا-، وعندها يذهب قسم منهم إلى الاعتقال ويفرض عليهم غرامات مالية باهضة، ويتم وضع النساء والأطفال في العراء ليلة كاملة ومن ثم يتم إعادتهم من حيث أتوا، كما أن قسما آخر منهم يتم اعتقاله لحظة وصوله إلى مكان عمله.
ويضيف حامد أنه تمكن وأسرته من اجتياز الطريق الصعبة والدخول إلى فلسطين المحتلة عام 1948، ولكن عند ووصله إلى مدينة شفاعمرو التي لا تبعد سوى نصف ساعة عن مدينة طمرة التي يفترض أن يعمل بها، اعترضهم سيارة شرطة صهيونية، حيث قام رجال الشرطة وحرس الحدود بتخريب جميع أغراضهم التي اصطحبوها معهم، ومن ثم تم اقتيادهم إلى شرطة العفولة حيث تم احتجازهم ليلة كاملة ومن ثم تم إلقاؤهم على حاجز الجلمة مرة أخرى ليعودوا من حيث أتوا بعد أن تم توقيعهم على تعهدات بعدم الدخول مرة أخرى.
مطاردات ساخنة
ولا تقتصر معاناة هؤلاء العمال في الوصول إلى مكان العمل فقط. فبعد وصولهم تنتظرهم ليالي طويلة من المطاردة الساخنة، ففي الحقول الزراعية التي يفترض أن يعملوا فيها، يتصيدهم في كل ليلة شرطة الاحتلال وحرس الحدود، حيث يداهمون الخيام بحثا عن العمال الذين لا يحوزون تصاريح عمل ويطاردونهم بين الأشجار ويقومون بترويع الأطفال الصغار.
وفي حال وقوعهم يتم فرض غرامات باهضة عليهم. ولأن غالبية هؤلاء العمال ليسوا قانونيين من وجهة النظر الصهيونية فإن قسما منهم يقع فريسة النصب والاحتيال من قبل مشغليه، وتلك حالة تتكرر مع كثيرين.
إذلال على الحواجز
وإذا كان هذا حال من يسلكون طرق التهريب بسبب عدم حيازتهم تصاريح عمل من قبل سلطات الاحتلال، فإن من يمتلكون تصاريح عمل لا تتم معاملتهم بطريقة أفضل.
فعلى معبر الجلمة حيث يسمح للعمال الحائزين على تصاريح من جنين بالدخول إلى الأراضي المحتلة عام 1948 تدير المعبر شركات أمنية خاصة تمارس أبشع وسائل الإذلال في التعامل مع المارين. حيث التأخير على المعابر وإجبارهم على خلع ملابسهم، فضلا عن احتجازهم على المعبر حتى ساعات متأخرة من الليل. وبعد اجتياز الحاجز عادة ما يقف ضابط مخابرات صهيوني يقوم وبشكل مزاجي وانتقائي بتمزيق تصاريح العمال ..
ويقول العامل محمد السعدي من جنين انه ولدى مروره يوميا على حاجز الجلمة، يقوم الجنود باحتجازهم وصلبهم ثم مطالبتهم بالخضوع لإجراءات تفتيش قاسية.
وأضاف رغم قيام الجنود بتفتيشنا عبر البوابات الالكترونية بشكل دقيق، يطلبون منا خلع ملابسنا بشكل كامل ودون مبرر ومن يرفض يجري احتجازه والتنكيل بنا وتهديده بمنع العبور.
أما مفيد جرار فيقول انه في الأيام الأخيرة بدأت عناصر شركة الأمن التي تتولى المسؤولية على معبر الجملة بفرض إجراءات مهينة وأضاف رغم أننا نتعرض للتفتيش 3 مرات لدى دخولنا حيث أرغمونا عل الدخول لغرفة مغلقة وأجبرونا على خلع ملابسنا أمام كاميرات المراقبة وأحيانا لا يكتفي الجنود بذلك بل يقومون بتفتيشنا يدويا.
سماسرة التصاريح
ولا تمنح سلطات الاحتلال الصهيوني تصاريح العمل سوى لعدد قليل من المواطنين، الأمر الذي يضطر كثيرين لسلوك طرق التهريب شبه المستحيلة والقاسية من حيث ظروف المرور فيها، إضافة إلى خطورتها، ولكن قسما من التصاريح يحصل عليها بعض الباحثين عن العمل أو المضطرين للعلاج عن طريق سماسرة التصاريح من عملاء الاحتلال.
حيث يتم بيع تصريح العبور بمتوسط مبلغ 1000 دولار لتصريح مدته ثلاثة أشهر. ولكن الحظ العاثر لكثير من الحاصلين على تصريح بهذه الطريقة أن سلطات الاحتلال تقوم بإلغاء التصريح فورا مع أول إغلاق للضفة الغربية، حيث يصبح التصريح غير ساري المفعول، كما أن مزاجية بعض الجنود الذي يقومون على المعابر أو حتى في الداخل بتمزيق التصاريح يجعل الشخص الحالم بهذا التصريح يمنى بخسارة فادحة، علما أن غالبية من يلجأون لهذه الطرق هم من الكادحين الذي انسدت أمامهم سبل العيش.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
هل تركت العدل الدولية مخارج للاحتلال لتجاهل تنفيذ أوامرها؟.. قراءة قانونية
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر الخبير وأستاذ القانون الدولي الدكتور محمد الموسى من التعاطي مع أوامر محكمة العدل الدولية الأخيرة الداعية لوقف...
عشرات الشهداء بمجزرة استهدفت مخيما للنازحين غربي رفح
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاحد، مجزرة جديدة مروعة باستهداف خيام النازحين غرب مدينة رفح جنوب قطاع...
متجاهلة قرارات العدل الدولية.. إسرائيل شنت أكثر من 60 غارة على رفح خلال 48 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إسرائيل تواصل انتهاك قرارات محكمة العدل الدولية، بما فيها أحدثها الذي...
حفلات تعذيب أسبوعية في سجن عتصيون.. ماذا يجري بحق المعتقلين؟
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، اليوم الأحد، عن أن جنود الاحتلال يقيمون حفلات تعذيب وتنكيل...
القسام تأسر جنودًا.. إعلانٌ ينشر الحياة في قلوب الأحرار ويصيب العدو بالجنون
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كان الإعلان عن خروج الملثم أبي عبيدة، الناطق الرسمي باسم كتائب القسام، منتصف الليلة الماضية، بمثابة مفاجأة لكل أحرار...
استشهاد طفل في الخليل بمزاعم عملية طعن
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأحد، استشهاد طفل برصاص الاحتلال شمال مدينة الخليل في الضفة الغربية. وقالت الوزارة...
تحذيرات أممية: نصف سكان غزة معرضون لخطر المجاعة الوشيكة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان، الأحد، أن "نصف سكان قطاع غزة معرضون لخطر المجاعة الوشيكة، بينهم نحو 15 ألف امرأة...