الجمعة 31/مايو/2024

الوزير الدكتور طالب أبو الشعر: القدس عاصمة الدولة الفلسطينية لا تقبل المساومة ول

الوزير الدكتور طالب أبو الشعر: القدس عاصمة الدولة الفلسطينية لا تقبل المساومة ول

تتعرض مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك على وجه الخصوص إلى انتهاكات صهيونية متواصلة ومتصاعدة من خلال الحفريات وحفر الأنفاق تحت أساسات المسجد الأقصى، والتي تهدد بقاء المسجد المبارك بشكل مباشر، ونظرا لأهمية هذه القضية على كافة الصعد، فإن وزارة الأوقاف والشئون الدينية شكلت لجنة القدس التي ترصد كافة الاعتداءات على المدينة المقدسة من أجل فضح هذه الانتهاكات وتبصير العالم في كافة المحافل ، وتقوم اللجنة المذكورة بحملة شعبية عالمية لنصرة المسجد الأقصى بعنوان “لبيك يا قدس”، فعن لجنة القدس وأهم عملها وماهية الحملة العالمية كانت هذه المقابلة التي أجراها مراسلنا مع وزير الأوقاف والشئون الدينية الدكتور طالب أبو شعر في الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية.

س. بداية معالي الوزير، هل لكم أن توضحوا لنا الأهداف السياسية والاستراتيجية التي يعمل الاحتلال من خلالها على تهويد المدينة المقدسة؟

الوزير أبو شعر: بداية نشكر مركزكم الموقر على هذا الاهتمام بهذه القضية ثم إننا نؤكد أن سلطات الاحتلال الصهيوني تهدف من وراء تهويد مدينة القدس المحتلة إلى توسيع القاعدة الجغرافية لمدينة القدس المحتلة باعتبارها عاصمة لدولة الكيان الصهيوني، وفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وكذلك إلغاء الدور المركزي والمعنوي والخدمي للقدس العربية، بالإضافة إلى إضعاف الوجود الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة، وضمان التفوق الديمغرافي اليهودي على العربي في المدينة المحتلة التي تتعرض لحملة مسعورة من التهويد، وأيضاً السيطرة على أكبر مساحة من الأراضي، كما وأن سلطات الاحتلال أيضا تهدف من وراء تهويد المدينة المقدسة إلى ضمان التواصل بين الأحياء اليهودية داخل المدينة وحولها، وتغيير معالم المدينة وطمس الهوية والثقافة الإسلامية لها، وإبدالها بمعالم يهودية عبرية من خلال أكبر عملية لتزييف التاريخ.

س. هل إجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي تصاعدت وتيرتها ضد مدينة القدس المحتلة وماذا تتوقعون من الاحتلال خلال المرحلة القادمة؟

الوزير أبو شعر: منذ احتلال (إسرائيل) لغرب مدينة القدس سنة 1948م، واحتلالها لشطرها الشرقي سنة 1967م، والإجراءات التعسفية بحق المدينة المقدسة متواصلة ومتصاعدة وذلك بطبيعة الحال من خلال برامج ومخططات عدوانية رامية لتهويد كامل المدينة دينياً وتاريخيا من خلال الحفريات الجارية قرب المسجد الأقصى وأسفله وإقامة الأنفاق والكنس اليهودية داخل المسجد الأقصى وتحته، وحفر الأنفاق الضخمة والطويلة تحت مدينة القدس القديمة وتحت أراضي مدينة سلوان العربية، كما وتتجه معظم هذه الأنفاق نحو البلدة العتيقة لتلتقي بالحفريات والأنفاق تحت الحرم القدسي الشريف بالقرب من حائط البراق بهدف السيطرة التامة على أسفل شرقي مدينة القدس، ومواصلة الاستيلاء على بعض الأماكن الدينية والأثرية في القدس، بالإضافة إلى ممارسة سياسة التفريغ السكاني والتغيير الديمغرافي الذي يطال سكان القدس وأراضيهم.

وأيضا تصاعدت حدة الهجمات الاستعمارية على القدس ومقدساتها وأراضيها وعقاراتها ومُقدراتها، فيما تتقاسم سلطة الاحتلال مع الجمعيات اليهودية المتطرفة الأدوار في عمليات التهويد المتصارعة وفرض أمر واقع على الأرض، ولقد شهد عام 2008م أكثر النشاطات الاستيطانية الصهيونية ومنذ عشر سنوات، حيث في هذا العام تم عرض مناقصات لـ 32000 وحدة استيطانية جديدة في مغتصبات القدس المحتلة وما حولها، فمثلا في مدينة القدس وضواحيها تم بناء 11332 وحدة استيطانية جديدة، بالإضافة لآلاف الوحدات السكنية التي تعكف سلطات الاحتلال على بنائها بينها 1307 في مغتصبة جبل أبو غنيم، و630 في مغتصبة جبل المكبر، و440 في مغتصبة “تل البيوت”، و3000 في مغتصبة “جيلو”، و1700 في مغتصبة “بسغات زئيف”، و400 في مغتصبة النبي يعقوب، و1200 في مغتصبة “راموت”، و750 في مغتصبة “جبعات زئيف”.

س. معالي الوزير هل لكم أن تعرّفوا لنا لجنة القدس بوزارة الأوقاف والشئون الدينية وكيف تم تشكيلها؟

الوزير أبو شعر: لقد تم تشكيل هذه اللجنة نصرة لمدينة القدس المحتلة بشكل عام ونصرة المسجد الأقصى على وجه الخصوص، أما بخصوص تشكيل هذه اللجنة فقد أصدر أخي الدكتور يوسف المنسي وزير الأوقاف والشئون الدينية المكلف سابقا في حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية قراراً بتشكيل لجنة القدس وذلك تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء رقم (53) بتاريخ 18/3/2008م، والقاضي بالموافقة على تشكيل لجنة القدس داخل وزارة الأوقاف والشئون الدينية.

س. من أين تنبع أهمية لجنة القدس التابعة لوزارة الأوقاف والشئون الدينية؟

الوزير أبو شعر: لقد احتلت مدينة القدس مكانة عظيمة في نفوس المسلمين، منذ أربعة عشر قرناً من الزمان، فهي أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، كما وأن مدينة القدس مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفيها صلى إماماً بالأنبياء عليهم السلام، تعبيراً عن قيادة الإسلام العالمية، كما أنها كانت معراجه إلى السماء، ومن الناحية العقائدية فإن للمدينة المقدسة ارتباطاً في قلوب المسلمين، والقدس أيضا أرض النبوات والبركات، وهي أرض الرباط والجهاد، ولقد ارتبطت المدينة المقدسة بصورة خاصة بالإسلام والمسلمين من خلال المكانة التي احتلتها في العقيدة الإسلامية وفي التاريخ الإسلامي وفي تراث المسلمين، منذ أن فتحها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب واستلم مفاتيحها من البطريرك صفرنيوس حيث أخذ على نفسه عهدا لله أن يصون أموالهم وكنائسهم ويرعى حقوقهم، ويحقق لهم الأمن والسلامة.

ونظرا لأهمية هذه المدينة المقدسة ونظرا للانتهاكات الصهيونية المتواصلة والمتصاعدة بحقها فإن لجنة القدس في وزارة الأوقاف والشئون الدينية تبذل جهودها لحماية القدس والمقدسات.

س. ما هي الأهداف المرجوة من تشكيل لجنة القدس في وزارة الأوقاف والشئون الدينية؟

الوزير أبو شعر: هناك عدد من الأهداف من وراء تشكيل هذه اللجنة أهمها تعريف الشعوب المسلمة بمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى بأسلوب علمي ومنهجي من خلال متخصصين في شئون القدس لحشد كل القوى والطاقات والوسائل لإحداث تعبئة وتوعية في الأمة وإيقاظ الهمم وشحذها، بالإضافة إلى العمل على تربية أبناء الأمة على حب المسجد الأقصى والتأكيد على إسلامية فلسطين ورفض أي حلول تقضى بإعطاء الوصاية لليهود على القدس المحتلة والمسجد الأقصى بالمعاهدات والوثائق، وكذلك استثمار الطاقات وتسخيرها لنصرة مدينة القدس والدفاع عن المسجد الأقصى وتسليط الضوء على ما يجرى في فلسطين عموماً والقدس خصوصاً وحشد الدعم والتأييد الذي يخدم قضية القدس.

كما ونهدف من وراء تشكيل هذه اللجنة إلى تعزيز الوعي الإسلامي بقضية القدس، وتوعية الشعوب العربية والإسلامية بحقها الخالص في المدينة المقدسة من الناحية الدينية والتاريخية والقانونية، والاهتمام بقضية القدس ومعرفة تاريخها وآثارها الإسلامية، وجمع البحوث والدراسات الدينية والتاريخية والأدبية والجغرافية والقانونية التي تتحدث عن القدس، وأيضا التعريف باليهود وأخلاقهم السيئة وعقائدهم الفاسدة، ومظاهر كيدهم ومخططاتهم وأهدافهم الشريرة، بالإضافة إلى كشف المؤامرات الصهيونية الاستيطانية العنصرية التي تستهدف تهويد مدينة القدس وطمس معالمها العربية والإسلامية وهدم المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم.

ونهدف كذلك إلى التأكيد على إسلامية قضية فلسطين ورفض أي حلول تضيع بها القدس والمسجد الأقصى، وإحياء قضية القدس والمسجد الأقصى في نفوس المسلمين عامة وأبناء فلسطين خاصة، وإيقاظ المهم، واستثمار الطاقات، وتسخيرها لنصرة أرض فلسطين والدفاع عن المسجد الأقصى، والتأكيد على أن وجود اليهود في القدس وفلسطين هو وجود احتلال عنصري استيطاني يقوم على الإرهاب والظلم واغتصاب الأرض وانتهاك حقوق أهلها والاعتداء على معالمها.

س. ما أهم الوسائل التي تتخذها وزارة الأوقاف والشئون الدينية من أجل تفعيل عمل اللجنة المذكورة، وهل هناك تواصل مع علماء وشخصيات عالمية؟

الوزير أبو شعر: نحن نسعى بكل ما أوتينا من قوة إلى تفعيل دور المسجد وخاصة خطبة الجمعة، لتوعية المسلمين بأن القدس يجب أن تكون قضية كل مسلم، ثم نهتم بطباعة الكتب والمجلات والنشرات والتقارير والبيانات المتعلقة بالقدس تاريخاً وحاضراً والتي تكشف الانتهاكات الإجرامية الخطيرة التي تنفذها سلطات الاحتلال الصهيوني لتهويد القدس والمسجد الأقصى، وإقامة المؤتمرات السياسية والعلمية وعقد الندوات والمحاضرات وأيام الدراسية وإجراء المسابقات الثقافية المحلية والدولية حول المحاور المتعددة، وكذلك استخدام وسائل الاتصال الحديثة مثل البريد الإلكتروني والمنتديات وساحات الحوار، وإحياء الأحداث والمناسبات الدينية والوطنية المتعلقة بالقدس والمسجد الأقصى، وتنسيق الجهود مع المؤسسات والهيئات واللجان العاملة لنصرة القدس بهدف تبادل المعلومات، وحشد الجهود والطاقات من أجل التصدي للاعتداءات الصهيونية بكافة أشكالها.

كما أننا نعتمد في وسائلنا على التواصل مع علماء المسلمين في كافة أنحاء العالم المهتمين بقضية القدس والأقصى للتباحث معهم في وجوب نصرة المسلمين في أقطار المعمورة لقضية القدس والمسجد الأقصى، ونشر ذلك عبر وسائل الإعلام المتعددة، وإنشاء موقع إلكتروني خاص بلجنة القدس تابع لوزارة الأوقاف يتابع كل ما يتعلق بالقدس والأقصى، وأيضا التواصل مع السكان المقدسيين وسماع شكواهم واحتياجاتهم ونشرها بكل الوسائل الإعلامية والإلكترونية الممكنة، وعقد المؤتمرات الصحفية لفضح الانتهاكات الصهيونية المتكررة، وإطلاق حملات شعبية عالمية تحت شعار “لبيك يا قدس”، نصرة لبيت المقدس.

س. معالي الوزير بخصوص الحملة الشعبية العالمية لنصرة القدس “لبيك يا قدس”؛ هل لكم أن توضحوا أهم أهداف هذه الحملة؟

الوزير أبو شعر: بخصوص الحملة الشعبية فإننا نهدف من ورائها إلى التأكيد على أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وثابت من الثوابت الفلسطينية لا تقبل المساومة ولا التفريط، وكذلك بيان الأخطار اليومية التي تتعرض لها مدينة القدس متمثلة في مصادرة الأراضي والاستيطان وجدار الفصل العنصري والتهجير وهدم المنازل والحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال تحت أساسات المسجد الأقصى وفي مدينة القدس

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات