الأربعاء 08/مايو/2024

استهداف مؤسسات الضفة الخيرية .. سياسة مشتركة لأجهزة عباس والاحتلال

استهداف مؤسسات الضفة الخيرية .. سياسة مشتركة لأجهزة عباس والاحتلال

في أعقاب الدعوة الأخيرة لرئيس السلطة محمود عباس بالمباشرة الفورية للحوار وبعد لحظات من هذه الدعوة وباتجاه معاكس تماماً قامت الأجهزة الأمنية بحملة تصعيدية ضد المؤسسات الخيرية في محافظة الخليل المحتلة اشتملت على إغلاق العشرات من المؤسسات وسبق أن أغلقها الاحتلال.

الأجهزة الأمنية تبحث وبكل الوسائل المتاحة لديها للوصول إلى هدفين: الأول هو الخارطة الهيكلية لحركة حماس، مؤسسين وعناصر، والهدف الثاني هو البحث عن مصادر التمويل من أجل إغلاق منافذ الدعم المالي وإجبار القائمين على المؤسسات على إغلاقها بفعل ذاتي.

الخليل في بؤرة استهداف أجهزة السلطة

قبل أيام؛ اقتحم ما يزيد عن 45 عنصراً من جهاز المخابرات الفلسطينية وبأوامر من مسؤول المخابرات في مدينة حلحول حسن عطا زماعرة مقر جمعية بيت أمر لرعاية الأيتام واعتدوا على أحد المراجعين وموظف آخر عندما حاولوا سؤالهم “أين قرار الوزير الذي من خلاله ستقتحمون المقر”، وتم مصادرة 25 جهاز حاسوب وماكينات سحب وملفات تتعلق بالأطفال الأيتام، وطالبوا بتسليم السيارات والحافلات الخاصة بالجمعية، حيث قدرت الخسائر بـ 70 ألف دولار، ويشار هنا إلى أن رئيس الجمعية معتقل عند سلطات الاحتلال.

ولم ينس عناصر الجهاز أن يبلغوا الموجودين في الجمعية أن قرار الإغلاق والمصادرة صادر من رئيس السلطة محمود عباس حتى لا يقوم القائمون عليها بمتابعة الإجراءات القانونية لفتح الجمعية، وعندما طالبوهم بنسخة من القرار رفضوا ذلك.

مصدر موثوق في بلدة بيت أمر قال إنه اتصل بوزير الحكم المحلي وتحديداً بوكيلة الوزارة (هدى الشاعر) والتي أخبرتهم أن الوزير لا يعلم ولم يصدر أي قرار يتعلق بالجمعيات ومن المعلوم أيضاً أن عناصر المخابرات لم يبرزوا أي قرار يتعلق بأوامر الإغلاق لا من قبل رئيس السلطة محمود عباس أو وزير الحكم المحلي عبد الرازق اليحيى.

ويذكر أن جمعية بيت أمر تعمل تحت نطاق وزارة الحكم المحلي وتلتزم بقوانينها وأنظمتها الداخلية وهي ترعى أكثر من 200 طالب يتيم وأكثر من 250 طالب محتاج.

مهاجمة المؤسسات الخيرية

لم يكن الأمر محرجاً بالنسبة لجهاز أمني فلسطيني عندما يتعلق الأمر بالقيام بدور الاحتلال في مهاجمة المؤسسات الخيرية، وما حدث في المخيطة التابعة للجمعية الخيرية الإسلامية المغلقة من قبل جنود الاحتلال بقرار صهيوني، كان دليلاً على ذلك، حيث لجأ جهاز الأمن الوقائي لعمل خطة من أجل اقتحام مقر المخيطة ومصادرة بعض محتوياتها وخصوصاً ماكينات الخياطة، جهاز الوقائي كان يراقب مقر المخيطة وعندما شاهد أحد المراجعين يدخل إليها قاموا بعمل (اقتحام مخطط له) وصادروا ماكينات خياطة وملابس للأيتام واليتيمات.

قبل أن يغادر عناصر جهاز الأمن الوقائي مقر مدرسة الأيتام التابع لبلدة بيت أولا حرص الضابط المسؤول أن يضع قرار الإغلاق على باب المدرسة، حيث قام بكتابة القرار على ورقة عادية وبخط يده والصقه على باب المدرسة، وتقع المدرسة ضمن المؤسسات المنبثقة عن الجمعية الخيرية الإسلامية وتعمل جميعها تحت مظلة الجمعية الخيرية الإسلامية الأم والتي أغلقت أيضا بقرار من الاحتلال.

ولم ينس الضابط الذي وضع القرار على الباب أن يصادر الحافلات والسيارات الخاصة بالطلاب الأيتام وينظف المقر من محتوياته خصوصا ما يتعلق بالملفات والأجهزة والأدوات المستخدمة.

نهب جمعية علمية مستقلة

ومن المؤسسات التي تم إغلاقها ومصادرة محتوياتها جمعية الرسالة العلمية والتي تقدم دعماً مالياً للطلاب الفقراء والمحتاجين من طلبة الجامعات (البكالوريوس والماجستير)، وهذه الجمعية مرخصة وتعمل ضمن قانون وزارة الحكم المحلي، والقائمون عليها ليس لهم علاقة بحركة حماس أو فتح هم أناس مستقلون.

جهاز الأمن الوقائي اقتحم هذه الجمعية وأفرغها من محتوياتها وقام بإغلاقها دون إبداء الأسباب ودون إبراز قرار الإغلاق أما مطبعة الهدى فقد اقتحمها جهاز الأمن الوقائي وتقع على مقربة من جمعية الرسالة العلمية في شارع عين سارة.

مصدر مسؤول في المطبعة المذكورة أكد أن المطبعة أنشأت منذ 13 عاماً وهي مرخصة ولا تقوم بأي تجاوز قانوني وقد فوجئنا بعناصر الوقائي يفتشونها ويستولون على جهاز الحاسوب الرئيسي فيها، وطلبوا من مديرها الأستاذ عزام حسونة لمقابلتهم وعندما ذهب إليهم قاموا باستجوابه.

وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ حسونة تم الإفراج عنه قبل ما يقارب الشهرين من سجون الاحتلال الصهيوني.

احتجاز وإهانة ومصادرة للحقوق

بعد هذه الحملة المتعمدة ضد المؤسسات قام محامي الجمعية الخيرية الإسلامية عبد الكريم فراح بالذهاب إلى جهاز المخابرات الفلسطيني الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم السبت الموافق 9/8/2008م من أجل الحصول على توكيلات خاصة للمرافعة عن المؤسسات التي تم إغلاقها، حيث قام جهاز المخابرات باحتجازه بحجة أن لديهم قرار باعتقاله.

الأستاذ عبد الحكم فراح والد المحامي المذكور قال إنه ذهب إلى مقر الجهاز للاستفسار عن سبب احتجاز نجله حيث أخبروه أن ابنه لم يقم بإعطائهم بطاقته الشخصية لكونه محامياً فقاموا باحتجازه، ورفضوا خروجه ولم يسلموا ذويه قرار الاعتقال أو المحاكمة.

اعتقال العشرات واستدعاءات بالجملة

خلال الأسابيع القلية الماضية أقدم جهاز الأمن الوقائي والمخابرات والاستخبارات على استدعاء العشرات من المواطنين واعتقالهم واستجوابهم، بعضهم يعمل كعضو في البلديات وبعضهم له علاقة بالجمعيات الخيرية.

الأسئلة التي كانت توجه إليهم تحديداً اذكر عشراً من أصدقائك أو من لك علاقة شخصية بهم، الانتماء السياسي خلال فترات الاعتقال لدى الاحتلال، كيف تحصلون على الأموال؟ ومن هم الأشخاص ذوي العلاقة بالموضوع؟ وأسئلة كثيرة ذات القبيل.

وكالعادة من يعطي لهم معلومة معينة حول الانتماء السياسي يفرج عنه ليتم اعتقاله من قبل الاحتلال والأمثلة كثيرة، وأحياناً يكون العكس بأن يعتقل الأشخاص المفرج عنهم بعد أيام قليلة من سجون الاحتلال ليخضعوا للتحقيق لدى جهاز الوقائي أو المخابرات، والمهم في الموضوع الحصول على معلومات من قبل هؤلاء الأشخاص حول تمويل الجمعيات والبلديات التي فازت فيها حركة حماس، ومعرفة الأشخاص العاملين فيها بعد عمليات الاعتقال الأخيرة، وكذلك محاولة تفكيك البنية التحتية للحركة وضرب مؤسساتها وجذورها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات