الأربعاء 08/مايو/2024

الحديث عن الافراجات جاء لتحسين صورة عباس.. وتقوية نفوذ فتح بالضفة

الحديث عن الافراجات جاء لتحسين صورة عباس.. وتقوية نفوذ فتح بالضفة
بعد الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام مؤخراً، عن نية الكيان الصهيوني الإفراج عن أسرى وقيادات فلسطينية كرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عزيز دويك، ومروان البرغوثي، وسعدات العتبة، طفت على السطح تساؤلات عديدة، عن سبب الحديث عن هذه الإفراجات في الوقت الحالي، وما الذي يجعل سلطات الاحتلال تبدي حسن نواياها “المزعومة” باتجاه سلطة رام الله والرئيس عباس.
 
المحلل السياسي الدكتور عبد الستار قاسم، أشار إلى فشل اللقاءات التي جمعت عباس وأولمرت مؤخراً، ما دفعهم للحديث عن الإفراجات لتحسين صورة أبو مازن أمام شعبه، حيث قال قاسم:”جولة عباس وأولمرت الأخيرة كانت فاشلة جدا، وإسرائيل بهذه الخطوة ربما تريد إعطاء عباس شيئاً ولو قليلاً، للتغطية على فشله في تحقيق أي انجاز للشعب الفلسطيني”.

 

وأضاف:”هناك من يتحدث في “إسرائيل” أن هذه الإفراجات هي جزء من صفة التبادل بين “حزب الله” و”إسرائيل” وليست بادرة حسن نية لعباس، إلا أن إطلاق سراح 150 أسيرا هو عدد قليل جدا ولا يذكر، انه يشكل أقل من 1% من عدد الأسرى في السجون “الإسرائيلية”.

وأكد المحلل السياسي أن: “الحديث عن الإفراجات هي لتحسين صورة عباس أمام شعبه، حيث لم يحقق له شيئا، حتى أن بعض أصدقاء عباس نفسه متذمرون منه لهذا السبب”.

وأشار قاسم إلى أن الاحتلال لا يقدم أي شيء دون ثمن، قائلا:”الثمن دائما مطلوب، فالرواتب لها ثمن، وهو أن تحافظ السلطة على أمن الاحتلال الإسرائيلي، والسلطة تقوم بذلك، وهي مجبورة أن تقوم بذلك لتحافظ على بقائها وبقاء الأموال أيضا”.

وفي إطار الحديث عن الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، رأى الدكتور قاسم أن الاحتلال قادر على إطلاق سراح شاليط بعملية عسكرية واسعة في القطاع، لكنه لا يريد أن يطلق سراحه فقط، إنه يخشى على حياته إذا ما قام بأي عمل عسكري لإطلاقه، “هناك مخاطرة من الجانب “الإسرائيلي” إذا ما فكر بهذا الأمر، وعلى “حماس” أن تكون أكثر دقة في هذا الموضوع وتحافظ على شاليط جيدا لتضمن النهاية المرجوة”.

تقوية فتح

أما المحلل السياسي الدكتورعثمان عثمان أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، فقد أشار إلى أن “الحديث عن إطلاق سراح الأسرى وخاصة مروان البرغوثي، يأتي ضمن تقوية نفوذ حركة “فتح” ضد حركة “حماس” في الضفة الغربية، خاصة في ظل تدهور سمعة السلطة وأجهزتها التي لم تحقق أي انجاز للشعب الفلسطيني”.

وأضاف عثمان: “إسرائيل” غير معتادة على الإفراج عن أسرى فلسطينيين كبادرة حسن نية، خاصة وأن الحديث الذي يدور حول قيادات فلسطينية ذات وزن على الساحة”.

مؤكدا على أن هذه الافراجات تأتي لتحسين وتقوية صورة السلطة والنفوذ الفتحاوي في الضفة، وأنها تأتي ضمن حسابات “إسرائيلية” داخلية”.

عملية مستبعدة

واتفق المحلل د.عثمان مع المحلل السياسي د.عبد الستار قاسم بالتشكيك بإمكانية الاحتلال القيام بعملية عسكرية واسعة في القطاع، لتحرير الجندي الأسير جلعاد شاليط، وقال عثمان:”أنا أشك أن تقوم “إسرائيل” بذلك، فالظروف الدولية لا تسمح بذلك، والظروف العسكرية “الإسرائيلية” أيضا لا تسمح لها بتحقيق حلمها”.

وأضاف:”إسرائيل” قد تكون قادرة على اجتياح القطاع، لكنها لن تكون قادرة على البقاء فيه، فهي لا تريد أن تخسر المزيد من جنودها وقادتها، خاصة في ظل الظروف السياسية التي تعيشها حكومة وأولمرت الآن”.

وأكد عثمان أن: “إسرائيل” معنية بإبقاء الحصار على القطاع، وإبقاء حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي على حاله، وكذلك الوضع الاقتصادي المتردي أيضا، فهذا هو المناخ المثالي لها، لتحقيق أهدافها والقيام بمشاريعها”.

وكان الرئيس عباس قد طالب أولمرت في اجتماعهما في باريس مؤخرا، بإطلاق سراح أمين سر حركة “فتح” النائب مروان البرغوثي، ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز دويك، والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، وأقدم أسير في السجون الصهيونية وعضو المكتب السياسي لحزب “فدا” سعيد العتبة، حيث لم يرفض الكيان الصهيوني هذا الأمر ووعد الرئيس أبو مازن بدراسته والرد عليه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات