الأربعاء 08/مايو/2024

كيس التعذيب .. أسلوب تنكيل مزدوج بين الاحتلال وأجهزة السلطة

كيس التعذيب .. أسلوب تنكيل مزدوج بين الاحتلال وأجهزة السلطة

كل من يدخل سجون الاحتلال يعرف أسلوب التعذيب عبر وضع الكيس في الرأس لأيام طويلة، حيث لا تفارق ذاكرته هذا الأسلوب والذي كان البادئ فيه استخدامه ألمانيا أيام الحرب العالمية الثانية، وعمم بعد ذلك على دول العالم الهمجية والتي لا تراعي حقوق الإنسان، وصار يستخدم في أمريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، خاصة معتقلات الوقائي والمخابرات. 

الكيس .. خانق وضيق

يقول الأسير المحرر سمير عبد الله من سجون الاحتلال والذي قضى ثلاث سنوات متنقلا بين السجون وقضى عدة أيام في معتقلات الوقائي والمخابرات إن أسلوب الكيس ووضعه في رأس المعتقل مشترك بين أجهزة مخابرات الاحتلال ومخابرات ووقائي عباس، فهو من حيث المواصفات عبارة عن كيس من خيوط الكتان أو غيرها ولا يتسع لغير الرأس ويتدلى حتى أسفل الرقبة.

ويضيف: “لا يمكن التنفس بشكل طبيعي من خلال الكيس حيث يشعر المعتقل بنوع من ضيق التنفس والاختناق وأحياناً يتسبب بمرض مزمن من ضيق التنفس وهو ما يشبه “الربو” وهو يستمر مع الأسير حتى بعد الإفراج عنه.

الكيس تحية الاعتقال

معتقل آخر أفرج عنه من قبل الأجهزة الأمنية قبل فترة وكان أيضاً معتقلا لدى الاحتلال رفض الإفصاح عن اسمه وهو من محافظة نابلس قال: “ما إن وصلت إلى جهاز الأمن الوقائي في مدينة نابلس إلا ورحبوا بي على طريقتهم، حيث وضعوا الكيس في رأسي خلال ثواني، عدا عن تقييد يدي للخلف، وهو الأسلوب نفسه الذي يستخدمه الاحتلال مع المعتقلين الفلسطينيين خلال فترة التحقيق الأولى الشاقة، مما يتسبب في ألم وضيق أكثر من تعذيب الاحتلال “كون من يعذبك ويضع الكيس في رأسك هو من نفس دينك ووطنك وشعبك”، كما قال.

وبين أن الكيس ذو رائحة نتنة جداً حيث لا يغسل ويتشرب رائحة المجاري خلال الشبح في الحمام أو في ممر الزنازين، والمصيبة الكبرى إذا قام المحقق بشد الحبل أسفل الكيس وتسبب في نقص كمية الأوكسجين مما يولد حالة من الضغط واحمرار الوجه وهو ما يشبه الخنق الحقيقي.

أسلوب مشترك لمدرسة واحدة

معتقلون أفرج عنهم من سجن “غوانتانامو” و”أبو غريب” وحتى سجون أفغانستان بينوا وصرحوا لوسائل الإعلام المختلفة أن أسلوب وضع الكيس هو أسلوب دارج لدى السجانين الأمريكان والبريطانيين.

وبين الأسير المحرر عبد الجواد ظاهر من رام الله أن أسلوب وضع الكيس في الرأس هو من الأساليب التي تعتبر من أشد وسائل التعذيب على الإطلاق حيث يفقد الأسير الرؤية ولا يعرف ما يدور حوله، ويكون العرق يتصبب منه بغزارة والكثير من المعتقلين تصيبهم حالات من الإعياء الشديد والإغماء.

وأضاف لا غرابة في كون الأسلوب مشترك بين أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والفلسطينية والاحتلال ، فهم جميعاً يشكلون مدرسة عالمية في التعذيب وعدم احترام حقوق الإنسان وانتهاك المواثيق الدولية وان ادعوا غير ذلك.
 
إدانة حقوقية

وقد أدان “المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان” و”الهيئة المستقلة لحقوق المواطن” ومؤسسة “الحق” العاملة في الأراضي الفلسطينية أسلوب التعذيب المتبع والممنهج سواء لدى الاحتلال أو لدى الأجهزة الأمنية، واستخدام أساليب التعذيب المختلفة والتي من بينها أسلوب وضع الكيس في رأس المعتقل، وذلك لانتزاع الاعترافات من المعتقلين والتي تكون تحت التعذيب والإكراه والضغط الشديد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات