كيس التعذيب .. أسلوب تنكيل مزدوج بين الاحتلال وأجهزة السلطة
كل من يدخل سجون الاحتلال يعرف أسلوب التعذيب عبر وضع الكيس في الرأس لأيام طويلة، حيث لا تفارق ذاكرته هذا الأسلوب والذي كان البادئ فيه استخدامه ألمانيا أيام الحرب العالمية الثانية، وعمم بعد ذلك على دول العالم الهمجية والتي لا تراعي حقوق الإنسان، وصار يستخدم في أمريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، خاصة معتقلات الوقائي والمخابرات.
الكيس .. خانق وضيق
يقول الأسير المحرر سمير عبد الله من سجون الاحتلال والذي قضى ثلاث سنوات متنقلا بين السجون وقضى عدة أيام في معتقلات الوقائي والمخابرات إن أسلوب الكيس ووضعه في رأس المعتقل مشترك بين أجهزة مخابرات الاحتلال ومخابرات ووقائي عباس، فهو من حيث المواصفات عبارة عن كيس من خيوط الكتان أو غيرها ولا يتسع لغير الرأس ويتدلى حتى أسفل الرقبة.
ويضيف: “لا يمكن التنفس بشكل طبيعي من خلال الكيس حيث يشعر المعتقل بنوع من ضيق التنفس والاختناق وأحياناً يتسبب بمرض مزمن من ضيق التنفس وهو ما يشبه “الربو” وهو يستمر مع الأسير حتى بعد الإفراج عنه.
الكيس تحية الاعتقال
معتقل آخر أفرج عنه من قبل الأجهزة الأمنية قبل فترة وكان أيضاً معتقلا لدى الاحتلال رفض الإفصاح عن اسمه وهو من محافظة نابلس قال: “ما إن وصلت إلى جهاز الأمن الوقائي في مدينة نابلس إلا ورحبوا بي على طريقتهم، حيث وضعوا الكيس في رأسي خلال ثواني، عدا عن تقييد يدي للخلف، وهو الأسلوب نفسه الذي يستخدمه الاحتلال مع المعتقلين الفلسطينيين خلال فترة التحقيق الأولى الشاقة، مما يتسبب في ألم وضيق أكثر من تعذيب الاحتلال “كون من يعذبك ويضع الكيس في رأسك هو من نفس دينك ووطنك وشعبك”، كما قال.
وبين أن الكيس ذو رائحة نتنة جداً حيث لا يغسل ويتشرب رائحة المجاري خلال الشبح في الحمام أو في ممر الزنازين، والمصيبة الكبرى إذا قام المحقق بشد الحبل أسفل الكيس وتسبب في نقص كمية الأوكسجين مما يولد حالة من الضغط واحمرار الوجه وهو ما يشبه الخنق الحقيقي.
أسلوب مشترك لمدرسة واحدة
معتقلون أفرج عنهم من سجن “غوانتانامو” و”أبو غريب” وحتى سجون أفغانستان بينوا وصرحوا لوسائل الإعلام المختلفة أن أسلوب وضع الكيس هو أسلوب دارج لدى السجانين الأمريكان والبريطانيين.
وبين الأسير المحرر عبد الجواد ظاهر من رام الله أن أسلوب وضع الكيس في الرأس هو من الأساليب التي تعتبر من أشد وسائل التعذيب على الإطلاق حيث يفقد الأسير الرؤية ولا يعرف ما يدور حوله، ويكون العرق يتصبب منه بغزارة والكثير من المعتقلين تصيبهم حالات من الإعياء الشديد والإغماء.
وقد أدان “المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان” و”الهيئة المستقلة لحقوق المواطن” ومؤسسة “الحق” العاملة في الأراضي الفلسطينية أسلوب التعذيب المتبع والممنهج سواء لدى الاحتلال أو لدى الأجهزة الأمنية، واستخدام أساليب التعذيب المختلفة والتي من بينها أسلوب وضع الكيس في رأس المعتقل، وذلك لانتزاع الاعترافات من المعتقلين والتي تكون تحت التعذيب والإكراه والضغط الشديد.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الاحتلال يشنّ حملة دهم واعتقالات في أنحاء الضفة الغربية وسط اشتباكات مع المقاومين
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الأربعاء، حملة دهم واعتقالات في أنحاء مختلفة من...
مستوطنون يقيمون بؤرة استيطانية على أراضي قصرة جنوب نابلس
نابلس- المركز الفلسطيني للإعلامأقام قطعان المستوطنين الليلة الماضية بؤرة استيطانية جديدة على أراضي المواطنين في بلدة قصرة جنوب نابلس. وأفاد نشطاء من...
احتلال معبر رفح .. عنجهية إسرائيلية وخنق إضافي لغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام عبر مشهد أعد تصويره من الاحتلال تحركت الدبابات الإسرائيلية داخل معبر رفح، وصولا إلى البوابة المصرية، ورفع علم الكيان...
تحذير حقوقي من كارثة إنسانية خطيرة في رفح مع إغلاق المعابر
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن نذر كارثة إنسانية خطيرة متعددة الأبعاد بدأت تتفاقم سريعًا في رفح جنوب قطاع...
تركيا تطالب إسرائيل بالانسحاب من معبر رفح فورا
أنقرة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الخارجية التركية، إن "أي عملية ستجري في رفح ستؤثر على العالم بأسره"، ودعت إسرائيل إلى الانسحاب فورا من...
شيخ الأقصى يدعو الأمّة لمواجهة المؤامرة الصهيونية وشد الرّحال للقدس
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد الشيخ رائد صلاح في مقابلة إعلامية أنّ سعي الاحتلال لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك ليس جديدًا بل هو...
هيئة حقوقية: ارتفاع عدد معتقلي الضفة إلى 8610 منذ 7 أكتوبر
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت هيئة الأسرى وشؤون المحررين ارتفاع عدد المعتقلين في الضفة الغربية المحتلة، الثلاثاء، إلى 8 آلاف و610...