الأربعاء 08/مايو/2024

الكيان الصهيوني .. قرارات متخبطة وتصريحات مضطربة تجاه قضية شاليط

الكيان الصهيوني .. قرارات متخبطة وتصريحات مضطربة تجاه قضية شاليط

تمر الأيام سريعاً ويمضى الوقت؛ عامان ويزيد مرت على أسر المقاومة الفلسطينية للجندي الصهيوني “جلعاد شاليط” من قلب دبابته في عملية وُصفت بالنوعية جنوب قطاع غزة.

وقد نجحت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة “حماس” ممثلة بجناحها العسكري كتائب القسام بشهادة العدو والصديق بإخفاء الجندي وآثاره في قطاع غزة الضيق طوال هذه المدة، دون أن تستطيع دولة الكيان بكامل أجهزتها الوصول لمعلومة واحدة عن جنديها الأسير، في ظل تعنت المقاومة بأنه لا يمكن أن يخرج إلا بصفقة بحسب مطالبها.

خيارات متخبطة

دولة الاحتلال هددت مراراً وتكراراً بأنها ستفعل المستحيل من أجل الوصول إلى “شاليط”، وإنها بالفعل وبحسب المراقبون سخّرت كل إمكانياتها وطاقتها للوصول إلى معلومة بسيطة عن مكانه لكن دون جدوى، فاتجهت للتلويح بالخيار العسكري من أجل تحريره ولكن دون أن يجدي ذلك معها شيئاً، فقررت أن تسير بخطوات بطيئة جداً نحو ما تريد المقاومة الفلسطينية للوصول إلى خروج شاليط حياً، ومرت الأيام ولكن دون جدوى في ظل مماطلتها بمطالب المقاومة وتلبيتها لها.

وعادت دولة الاحتلال من جديد وعلى لسان وزير حربها “ايهود باراك” لتهدد بشن عملية عسكرية واسعة بقطاع غزة، جاءت تهديد باراك بعد يوم واحد فقط لتصريح رئيس أركان قوات الاحتلال “غابي أشكنازي” بأن دولة الاحتلال تعرف مكان احتجاز الجندي وهوية خاطفيه.

تهديدات “حمقاء”

حركة “حماس” من جانبها وصفت تصريحات وزير الحرب الصهيوني بأنها “سخيفة وحمقاء، وتنم عن إفلاس الحكومة الصهيونية أمام ثبات المقاومة”.

واعتبرت الحركة على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم أن هذه التصريحات تأتي في إطار دعاية باراك الانتخابية له ولحزبه، في ظل الانقسامات والانشقاقات المتعددة داخل المؤسسات السياسية والعسكرية الصهيونية.

وقال برهوم: “على قادة الكيان الصهيوني أن يدركوا أن أي ارتكاب لمثل هذه الحماقات ستدفع ثمنها حكومة الاحتلال والجنود المغتصبين، وأن العنف والإجرام والإرهاب لن يجلب أي أمن وأمان للاحتلال الصهيوني”.

عراب التهدئة يهدد!

المختص بالشؤون الصهيوني عدنان أبو عامر يرى أن “هذه التهديدات يجب ألا تؤخذ بمعزل عن الاعتبارات السياسية في دولة الاحتلال، وإن هذه التصريحات جاءت بعد أن شعر باراك بأن شاؤول موفاز أكثر حظاً منه في حزب كاديما، وكان يريد من هذه التهديدات أن يستعرض بعض سياسته الأمنية والسياسية”.

وأوضح أبو عامر في تصريحات لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” أنه يجب ألا يغيب عنا بأن باراك هو عراب التهدئة وهو الذي ضغط على أولمرت وليفني باتجاه عقد اتفاق تهدئة مع حركة حماس بقطاع غزة”، لافتاً النظر إلى أنه لا يرى أن الموضوع يأخذ أبعاد ميدانية كبيرة.

ضغوطات

وحول تصريحات “اشكنازي” بأن دولة الاحتلال تعرف مكان احتجاز شاليط بغزة؛ قال أبو عامر: “أي أن كانت الاعتبارات لهذه التصريحات، يجب ألا تؤخذ بمعزل عن البيئة التي صرح بها اشكنازي هذا الحديث”.

وأضاف: “فقد صرح ذلك في قاعدة عسكرية لجنود الاحتلال، فكان هدفه أن يرفع من معنويات الجنود الذين قد يقعوا في الأسر كـ “شاليط”، وفي الوقت نفسه أراد أن يمارس ضغوطاً على المقاومة بأن تغير مكان احتجاز الجندي، وتخفض سقف مطالبها، وأن تسير بوتيرة متسارعة لإبرام تلك الصفقة”.

تغيرات دراماتيكية في دولة الاحتلال

وإذا ما كانت دولة الاحتلال تنوي تنفيذ عملية لتخليص “شاليط” من أسر المقاومة؛ رجح أبو عامر بأنها لن تتوانى عن ذلك إذا ما عرفت مكان احتجازه، قائلاً: “باعتقادي إذا ما عرفت دولة الاحتلال مكان احتجاز الجندي؛ فإنها لن تتوانى بالقيام في عملية واسعة النطاق للوصول إليه حتى لو كلف ذلك قتله، لأنها تريد تفويت الفرصة على حركة حماس بإبرام صفقة قوية تحدث في هذا الوقت”.

وأضاف: “إن خيار الإقدام على عملية عسكرية واسعة بقطاع غزة قائم لدى دولة الاحتلال، ولكنه يؤجل بحسب الظروف السياسية لديها”، معتقداً بأن الأسابيع القادمة لن تحمل تغيرات دراماتيكية كبيرة باتجاه قطاع غزة وإنما ستشهد الساحة الصهيونية تغيرات ربما تكون كبيرة.

معلومات استنتاجيه!

المتحدث باسم حركة “حماس” فوزير برهوم قال: “إن هذه التصريحات (الصهيونية) تأتي في إطار الحرب على المقاومة وعلى الفصال الآسرة للجندي “شاليط” لكي تحدث حالة من الارتباك لديها وتخرج دولة الاحتلال منها بحالة من المعلومات الاستنتاجية”.

وأضاف: “هذا ما يؤكد على فشل الاحتلال في معالجة ملف الجندي شاليط كما يريد، ويهدف من خلال هذه التصريحات بأن يضلل الرأي العام الصهيوني”.

وحول إمكانية قيام دولة الاحتلال بعملية عسكرية لتحرير شاليط أشار برهوم إلى أنه من الواضح أن الاحتلال يقوم بمعركة أو يحضر لها، لافتاً النظر إلى أن تصريحات “أشكنازي” بهذا الخصوص تأتي في إطار استكمال المعركة التي تعد لها دولة الاحتلال ضد حركة حماس وفصائل المقاومة.

ويبقى الوقت والأيام القادمة الكفيل الوحيد بأن تكشف فحوى الخطوات الصهيونية باتجاه شاليط، ويبقى التصارع قائماً بين خيار دولة الاحتلال بالإفراج عنه دون مقابل وبين خيار المقاومة بالإفراج عنه مقابل ثمن باهظ .. والشعب ينتظر ويترقب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات