الخميس 09/مايو/2024

رفض عباس استقبال ميليشيات الفلتان الفارين من غزة .. تصفية حسابات داخلية أم عقاب؟

رفض عباس استقبال ميليشيات الفلتان الفارين من غزة .. تصفية حسابات داخلية أم عقاب؟
أبدى أشخاص ينتمون إلى عائلة حلس من حركة “فتح” إحباطهم من الطريقة التي تعاملت بها معهم حركتهم وسلطة رام الله بعد أحداث حي الشجاعية بغزة، حيث رفضت استقبالهم في الضفة الغربية إثر فرارهم إلا بعد تدخل من الجانب الصهيوني، وقامت بنقلهم إلى مدينة أريحا، معتبرين أن هذا يندرج في إطار “تصفية حسابات” مع عضو المجلس الثوري لفتح أحمد حلس.

وقال أبو الوليد حلس “نحن محبطون من الطريقة التي تعامل بها الرئيس والقيادة معنا (..) لم يسمحوا لأبناء العائلة وهم من قادة فتح وأبنائها بالذهاب إلى الضفة الغربية إلا بعد تدخل مؤسسات حقوقية إسرائيلية”.

                                غير بعيد من محمد دحلان!

وعبر أبو الوليد في تصريحات نقلتها وكالة “سما” الإخبارية أمس الأربعاء(5/8) عن خشيته من “تصفية حسابات” لان “أحمد حلس كان على خلاف مع محمد دحلان أثناء الانقلاب، لأنه وقف محايدا”، على حد تعبيره، في إشارة إلى الحسم العسكري الذي نفذته حماس اضطرارياً في صيف العام الماضي (2007).

لكن نمر حماد مستشار الرئيس الفلسطيني حاول دفع هذه التهم عن حركة فتح وسلطة رام الله رافضا أن يكون نقل عائلة حلس إلى أريحا على خلفية صراع داخل فتح، وقال “إن ذلك تم لان جزءا كبيرا منهم عسكريون والجزء الآخر سيتم إعدادهم للانخراط في الأجهزة الأمنية”، بحسب مزاعمه.

ولم يخف مسؤول في حركة فتح بالضفة الغربية استياءه من المواقف السابقة لعضو المجلس الثوري لحركة فتح أحمد حلس المعروف بـ “أبو ماهر” وخلافات الحركة معه، لكنه زعم انه “لا مجال للتشفي أو الحساب الآن، على الرغم من أن موقف أبو ماهر وقت الانقلاب كان سلبيا، إلا انه بعد ذلك التزم بموقف الحركة”، مؤكدا حرص حركة فتح على “التضامن مع عائلة حلس وأبو ماهر”، كما قال.

وأضاف المسؤول الفتحاوي الذي طلب عدم ذكر اسمه أن استقبالهم في أريحا “أمر مؤقت وسيتم العمل لعودتهم جميعا إلى غزة في أقرب وقت، لان الرئيس (محمود عباس) حريص على عدم خلق هجرة جديدة للفلسطينيين”، وفقا لتصريحه.

                                تضارب التصريحات الفتحاوية

وتعكس تصريحات مسؤول فتح، ونمر حماد المتابينة حالة من التضارب في كيفية التعامل مع الفارين من عائلة حلس وغيرها، بحسب مراقبين، لارتباط ذلك بالنظرة السابقة إلى مواقف القيادي في فتح أحمد حلس، والحرج الذي يسببه لفتح هروب المنفلتين أمنيا، من غزة للضفة، خصوصا بعد استطاعت وزارة الداخلية بحكومة إسماعيل هنية السيطرة على المربع الأمني الذي كانوا يقيمونه في وقت قياسي، وهو ما جعل حركة فتح برام الله تشعر بخيبة أمل منهم. 

وعلى نحو متصل؛ رأى مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسة في جامعة الأزهر في غزة أن تعامل السلطة الفلسطينية مع أبي ماهر حلس وميليشيات تيار الفلتان الأمني الفارين “لن يكون أفضل من تعامل السلطة وفتح مع القيادات الأمنية والفتحاوية التي هربت وقت الأحداث وسيطرة حماس (…) وربما يكون تهميشا لهم”.

وكان مجاميع من الفارين من غزة الذين هربوا منها بعد أحداث يونيو 2007، من حركة فتح، قد عبروا عن شكواهم ومعاناتهم المريرة مما يعتبرونه تجاهلهم وعدم الاهتمام بهم من قبل قيادة سلطة عباس، ويشيرون إلى الغمز بهم على لسان مسؤولي الحركة على اعتبار أنه لم يعد لهم أهمية وأنهم باتوا يشكلون عبئاً على السلطة وفتح.

وانتقد ابو سعدة أحمد حلس لأن خروجه ورفاقه عبر معبر (ناحال عوز) “له انعكاسات سلبية عليه كقائد وعلى فتح أيضا”.

                                   تدخل الاحتلال الفاضح

وكانت مصادر مطلعة مقربة من حركة “فتح” في رام الله قد ذكرت أن حركة فتح بهيئاتها المختلفة في الضفة الغربية أجمعت على رفض استقبال الهاربين من غزة تحت أي مبرر، بعد انتهاء أحداث حي الشجاعية، إلا أنها عادت وغيرت موقفها بعد تدخل وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك، واتصالات أجراها مع رئيس السلطة برام الله محمود عباس، ورئيس وزراء الحكومة غير الشرعية سلام فياض.

وذكرت المصادر أن رئيس السلطة كان على اطلاع بالقرار الذي دفعت باتجاهه قيادات “فتح” في الضفة الغربية التي قالت إنها ترفض أن تتحول مدن الضفة الغربية مقراً “للزعران والمنفلتين على حد تعبيرها”.

وأكدت أن حالة من الاستهجان أثارت قيادة فتح مع تدفق الهاربين عبر الحدود، وقال أحد قيادات فتح في الضفة: “كيف يمكن أن نستقبل هؤلاء الهاربين الجبناء، وماذا سنستفيد منهم”.

وأفادت المصادر أن قيادة فتح تشعر بخيبة الأمل من كوادر فتح الذين كانوا يتمركزون في المربع الأمني لعائلة حلس وكانوا يعولون عليهم الآمال الكبيرة ولكنهم خيبوا الأمل مرة ثانية.

وأشارت إلى أن حركة فتح في الضفة وقيادات بارزة من قيادة “فتح” في غزة رفضت حتى استقبال القيادي أحمد حلس واعتبرت أنها لا يمكن أن تؤويه بعدما زعمت تخليه عن حركة “فتح” طوال الفترة الماضية وتخاذله وهروبه عند أول مواجهة، على حد تعبير تلك المصادر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات