الأربعاء 08/مايو/2024

لقاءات عباس – أولمرت والتنسيق الأمني .. نسج مستمر للمؤامرة على المقاومة

لقاءات عباس – أولمرت والتنسيق الأمني .. نسج مستمر للمؤامرة على المقاومة
نددت شخصيات وفصائل فلسطينية باستمرار فريق سلطة رام الله في التنسيق مع الاحتلال، وعقد اللقاءات على أعلى  المستويات الأمنية والسياسية معه، رغم أن الاحتلال هو المستفيد الوحيد منها باستغلاله لها للتغطية على مختلف أشكال العدوان والجرائم التي تعقبها.

فقد عقد رئيس سلطة رام الله محمود عباس لقاء رئيس حكومة الاحتلال إيهود أولمرت في منزله بالقدس المحتلة الأربعاء (6/8)، رغم إعلان الأخير عزمه عن الاستقالة من منصبه بعد سلسلة الاستجوابات التي تعرض لها، بسبب تهم موجهة له بالفساد والاختلاس.

ويأتي الاجتماع بعد جولة المباحثات الثلاثية التي جرت في واشنطن الأسبوع الماضي بين الطاقمين المفاوضين من فريق السلطة والجانب الصهيوني بحضور الجانب الأمريكي.

                                التركيز على سلاح فصائل المقاومة

وعلى نحو متصل؛ تواصلت لقاءات الأجهزة الأمنية الخاضعة لرئيس السلطة محمود عباس مع الجانب الصهيوني، والتنسيق بينهما لمواجهة المقاومة، وسلاحها في الضفة الغربية، وفي هذا الصدد عقد قائد قوات جيش الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة “البريغادير نوعم تيبون” ورئيس الإدارة المدنية “البريغادير يؤاف مردخاي”، لقاء مع قادة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، بـ”هدف توطيد علاقات التنسيق بين الجانبين”.

ووفق ما أوردته إذاعة الاحتلال الصهيوني يوم (5/8)، فإنه تم خلال اللقاء بحث نتائج العملية الأمنية التي تقوم بها السلطة في جنين وشمال الضفة، حيث أعرب وفد سلطة رام الله عن تقديره للحرية التي يمنحها الاحتلال الصهيوني للأجهزة الأمنية الفلسطينية من أجل ما أسماه “فرض النظام والقانون”.

بدورهم؛ شدد المسؤولون الصهاينة، على ضرورة استمرار العملية الأمنية الفلسطينية لقطع دابر “الجريمة والإرهاب” في المناطق الفلسطينية، في إشارة للمقاومة الفلسطينية.

وتعزيزاً للتوجه الصهيوني، دعا مسؤول عسكري في سلطة رام الله، إلى جمع سلاح الفصائل في الضفة الغربية المحتلة، ومنعها من حمل السلاح، والتأكيد على عدم وجود سلاح إلا سلاح أفراد الأمن.

وطالب اللواء ذياب العلي “أبو الفتح” قائد قوات الأمن الوطني في الضفة، بضرورة حفظ الأمن والنظام وتطبيق القانون لحماية المواطنين، كما قال.

ورأى العلي، خلال دورة تخريج ضباط وضباط صف وأفراد، أن المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تعتبر من أخطر المراحل وأصعبها.

وشدد اللواء العلي على ضرورة الدفاع عن “المشروع الوطني” بكافة الطرق والوسائل وبكل ما نمتلك من قوة، كما قال.

                                   إفراجات مزعومة عن الأسرى

وتأتي هذه اللقاءات في وقت تتجدد فيه تهديدات وزير الحرب الصهيوني، بإعلانه شن عملية عسكرية واسعة على قطاع غزة، دون أن تصدر أي بيانات إدانة لمثل هذه التصريحات من طرف السلطة، أو تقوم بمقاطعة هذه اللقاءات احتجاجا على هذه التصريحات، التي تسعى لتهديد أمن الشعب الفلسطيني واستهداف جزء من أرضه.

وقد انتقدت فصائل فلسطينية هذا اللقاءات التي يواصل عباس وفريقه عقدها بشدة، واصفة إياها بالعبثية، لأنها تحسن من صورة رئيس حكومة الاحتلال.

واعتبر سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس في تصريح أدلى به  اليوم، أن تعاقب مثل هذه اللقاءات يهدف لتحسين صورة أولمرت قبيل رحيله عن الحكم في الكيان الصهيوني، مستهجناً تهافت السلطة ممثلة برئيسها خلف هذه اللقاءات، رغم إعلان الاحتلال أنه لا اتفاق (سلام) مع الفلسطينيين قبل نهاية عام 2008.

وأوضح أبو زهري أن عقد تلك اللقاءات له علاقة في محاولة اولمرت إنهاء حكمة وهو بحالة جيدة والتغطية على فشلة السياسي.

ووصف اجتماعات عباس ـ أولمرت باللقاءات العبثية، لأن الاحتلال هو المستفيد منها، للتغطية على جرائمه (الاستيطان والتهويد المستمر بحق المقدسات والمواطنين الفلسطينيين بالقدس والضفة الغربية).

واستهجن تمسك السلطة باللقاءات والمفاوضات مع الاحتلال الصهيوني في ظل تنصلها من حقوق الشعب الفلسطيني، وعدم إيفاءها بوعودها التي وعدت بها السلطة من خلال المفاوضات السابقة.

واعترف قدورة فارس القيادي في حركة فتح إنه لا يتوقع نتائج مهمة عن لقاء الرئيس عباس مع رئيس حكومة الاحتلال أيهود أولمرت الأربعاء في القدس. وأضاف فارس خلال تصريحات لإذاعة القدس من غزة أنه سبق وأن عقدت عشرات اللقاءات دون نتائج ملموسة، موضحاً أن الذي يجري اليوم لا يمكن تسميته بالمفاوضات لأنها لم تحقق أي تقدم على مدار السنتين الماضيتين.

وتعليقا على تصريح مستشار رئيس السلطة كمال الشرافي التي ذكر فيه أن عباس سيبحث في لقائه اليوم مطالب السلطة من القيادة الصهيونية بالإفراج عن القيادات الفلسطينية المعتقلة لدى الاحتلال مثل مروان البرغوثي واحمد سعدات وعزيز دويك، في محاولة منه على ما يبدو، لإعطاء جاذبية لهذا اللقاء، كما يرى مراقبون، قال الناطق باسم حماس الدكتور سامي أبو زهري إن حركته تبني مواقفها على الأفعال، وليس الأقوال بالنسبة لقضية الإفراج عن قيادات الصف الوطني الفلسطيني.

                               نفي صهيوني لمزاعم السلطة

وكان مقربون من رئيس السلطة أكدوا يوم (5/8) لصحيفة “إسرائيل اليوم” التقارير التي أوردتها بعض وسائل الإعلام العربية في الآونة الأخيرة، والتي زعموا فيها بأن السبب المركزي للقاء هو التغير في الموقف الصهيوني من الطلب الفلسطيني بتحرير أسرى مرموقين من قيادات العمل الفلسطينيين دون صلة بصفقة الجندي الصهيوني الأسير لدى حماس جلعاد شاليط، بهدف تعزيز مكانة أبو مازن في الجمهور الفلسطيني. وحسب هذه المصادر، فعلى الكفة يوجد تحرير عدد من السجناء الفلسطينيين ذوي الأهمية، بينهم مروان البرغوثي، أحمد سعدات ورئيس المجلس التشريعي عزيز دويك، وفقا لما أوردته الصحيفة العبرية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في السلطة قولهم إن عباس مصمم على أن يستغل حتى النهاية الوضع السياسي الخاص الناشئ في الكيان الصهيوني، كي يحقق أكبر قدر ممكن من البوادر الطيبة التي تؤدي إلى ارتفاع مكانته بين الجمهور الفلسطيني. على حد تعبيرهم.

وأضافت “مكانة أبي مازن في الحضيض وحكم السلطة في الضفة يوجد في خطر”، بحسب ما أوردته على لسان مصدر كبير في السلطة، منوهة بأن “خطوة كهذه كفيلة بأن تؤدي إلى تعزيز مكانة الرئيس والى شرعية السلطة في نظر الجمهور الفلسطيني، عند قدومها للتوقيع على اتفاق دائم مع إسرائيل”.

وبخلاف ما أوردته الصحيفة على لسان مقربين من عباس فقد نفى مسؤولون صهاينة للصحيفة العبرية ذلك مشيرين إلى أن “موضوع السجناء ليس على جدول الأعمال”.

                               “أبو عين” ودعم فتح لاجتياح غزة

وقد لاحظ مراقبون أن اجتماعات فريق رام الله وقيادات حركة فتح على المستويات الأمنية والسياسية جاءت بالتوازي مع تصريحات لقيادات فتح التقت مع رغبة الكيان الصهيوني ووزير حربه إيهود بارك، بشن حملة عسكرية واسعة ضد قطاع غزة قبل عدة أيام.

فقد اعتبر القيادي في حركة فتح زياد أبو عين أنّ تمسك حركته بخيار الحوار “ليس إلاّ مضيعة للوقت، ومنحا للفرصة لحماس كي تكرس انفصال الضفة عن القطاع” على حد تعبيره.

وزعم أبو عين، في تصريحات صحفية قطاع غزة بأنه رهينة لدى “حماس”، ودعا محمود عباس إلى العمل على “اتخاذ القرار بتحرير غزة عبر الحسم العسكري”،  وتابع قائلا: “مع ذلك السلطة الفلسطينية جزء من المنظومة العالمية، وعندما يصدر القرار السياسي (بشن حملة عسكرية ضد قطاع غزة) نحن كلنا مستعدون للخروج من أجل الدفاع عن هذا الخيار”.

                                         تنسيق خياني

ورداً على التصريحات الخطيرة التي أطلقها أبو عين، والتي طالب بمساندة الصهاينة حال اجتياحهم لغزة، لإسقاط حركة حماس، كما يرغب بذلك،  قال مشير المصري النائب في المجلس التشريعي: “نعتقد أن هذا ليس جديداً في أجندة هذا الفريق الفتحاوي، وإن كان الأخطر بأن يصرح به بشكل مباشر وصريح، وهذا طبيعة عمل التنسيق الأمني الخياني الذي تمارسه الأجهزة الأمنية الفلسطينية مع الأجهزة الصهيونية في كل يوم ولأجل ذلك جاءت السلطة، جاءت السلطة فقط لتسقط المقاومة ولتستأصل روح الجهاد من نفوس أبناء الشعب الفلسطيني ولتزرع الوهن والعبث في عقول أبناء شعبنا”.

وشدد المصري على أن لقاءات عباس مع أولمرت تركز في أغلبيتها على نسج خيوط المؤامرة ضد المقاومة الفلسطينية وخصوصاً ضد حركة حماس، والتجربة بعد كل لقاء تؤكد هذه المعادلة، وأن هذه اللقاءات تشكل خدمة مجانية للعدو الصهيوني وطعنة في ظهر المقاومة من خلال التخطيط لضربها وللنيل من صمود أبناء الشعب الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات