الأحد 19/مايو/2024

الاغتيالات .. سياسة قذرة تدلل على إرهاب الاحتلال المنظم ورعايته للجريمة

الاغتيالات .. سياسة قذرة تدلل على إرهاب الاحتلال المنظم ورعايته للجريمة

لا تتورع قوات الاحتلال الصهيوني بمواصلة حربها وجرائمها ضد المواطنين الفلسطينيين، ومن أبشع هذه الجرائم التي يقوم بها هي عمليات الاغتيالات، التي ينفذ معظمها الطيران الحربي الصهيوني بمختلف طائراته الاستطلاعية والمروحية والحربية.

“حماس” في دائرة الاستهداف بالاغتيالات

وتنفذ قوات الاحتلال الصهيوني جرائم الاغتيال بحق الفلسطينيين من كافة التنظيمات الفلسطينية، ولعل أبرزها كتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وتقوم تلك القوات الصهيونية بالتصفية الجسدية لأعضاء وقادة في تلك التنظيمات الفلسطينية.

ولعل كان من أبشع الجرائم إياها هو عملية تصفية واغتيال القائد في كتائب القسام صلاح شحادة حيث قصفت طائرات حربية صهيونية من طراز “إف 16” منزله، وقتلت معه بشكل متعمد أكثر من 17 مواطناً فلسطينياً، كما وأسفرت تلك الجريمة الموثقة عن إصابة ما يزيد عن 150 فلسطينياً في الثاني والعشرين من يوليو من العام 2002م.

إن مرور الثلاثة أعوام الأولى على انتفاضة الأقصى المباركة قد كُشف النقاب عن بشاعة الاحتلال الصهيوني، عندما شهدت تلك الفترة تصعيداً نوعياً غير مسبوقاً على مستوى اقتراف قوات الاحتلال الصهيوني لجرائم الاغتيال في فلسطيني المحتلة، حيث تمثل هذا التصعيد في استهداف قيادات حركة “حماس” في غزة (بحسب المراكز الحقوقية)، حيث تعرض معظم قادة حركة “حماس” في غزة إلى محاولات اغتيال، نجا منها بعضهم فيما استشهد آخرون، أمثال المهندس إسماعيل أبو شنب، حيث كانت الحكومة الصهيونية قد أعلنت رسمياً استهدافها لقيادات “حماس” السياسيين والعسكريين على حد سواء، وأن أحداً لن يتمتع بحصانة.

وبالتزامن مع هذه التهديدات فقد نشرت الحكومة الصهيونية أوراق “كوتشينة” تتضمن صور فوتوغرافية لـ34 شخصية فلسطينية مستهدفون من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، حيث أن هذا الاستهداف يتمثل في قتلهم وتصفيتهم جسديا، وقد كانت تلك الصور تتضمن عدد من قيادات حركة “حماس” في الداخل والخارج، ومن جناحها العسكري، بينهم الشيخ أحمد ياسين، مؤسس الحركة، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، والدكتور محمود الزهار، والمهندس إسماعيل أبو شنب الذي وضع على صورته علامة تشير إلى مقتله، وخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، والقائد محمد ضيف، والقائد الشهيد عدنان الغول، وهما من كبار قادة كتائب القسام في غزة.

177 جريمة اغتيال في الأربعة أعوام الأولى من الانتفاضة

لقد بلغ عدد جرائم الاغتيال السياسي التي اقترفتها قوات الاحتلال الصهيوني بحق قادة سياسيين وناشطين فلسطينيين، بمرور أربعة أعوام على اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة (177) جريمة في الضفة الغربية وقطاع غزة، راح ضحيتها (374) مواطن فلسطيني، بينهم (239) من المستهدفين (بينهم 5 أطفال).

وقد سقط في هذه الجرائم (135) مواطناً آخرين غير مستهدفين، تواجدوا قدرا في مكان الجريمة، بينهم (45) طفلاً و(14) امرأة، و(18) شيخا، كما بلغ عدد المصابين في تلك الجرائم (787) مواطناً، بينهم (41) مستهدفاً، إلى جانب (746) غير مستهدفين، تواجدوا قدرا في مكان وقوع الجريمة، تراوحت إصاباتهم بين متوسطة وخطيرة.

إرهاب الاحتلال المنظم والرعاية الرسمية

يقول نائب وزير الدفاع السابق أفرايم سنيه: “لقد وضعنا قائمة تضم أسماء فلسطينية وافقت الحكومة (الصهيونية) على تصفيتهم، من بينهم أعضاء حركة حماس”، وبالتزامن فقد نقلت الصحافة الصهيونية أقوالا عن مسئولين صهاينة قولهم: “سنواصل ضرب “الإرهابيين” بشكل دقيق ومحدد، لا يوجد دواء سحري في هذه الحرب لكن القيام بعمليات محددة ضد إرهابيين مذنبين بارتكابهم اعتداءات كثيرة يشكل الوسيلة الأنجع للقتال”.

ولقد وصلت الوقاحة في المدعي العسكري الصهيوني الجنرال مناحيم فلينكشتاين، حدا لم يصدق، حيث قال: “جيش الدفاع (الاحتلال) مخول ومصرح له اغتيال عناصر معادية في المناطق الفلسطينية بهدف إنقاذ حياة أشخاص في غياب بديل آخر، الجيش سيواصل إتباع كل الوسائل، بما في ذلك عمليات الاغتيال”.

ولم تصل هذه الوقاحة عند فلينكشتاين فقط بل زاحمه تساحي هنغبي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في حزب كاديما الحاكم في الكيان الصهيوني حيث وصل التهديد والوعيد بالقتل والاغتيال لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية وهو رمز من رموز الشرعية الفلسطينية حيث قال هنغبي: “سيصبح رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية هدفاً لعملية (إسرائيلية)”.

جريمة سحق عائلة أبو سلمية بأكملها

وفي خضم هذه الاعتداءات الصارخة وسياسة الاغتيالات الجبانة وتنفيذ المئات منها في فلسطين المحتلة، فقد كان هناك عدد كبير من الجرائم المفصلية والكبيرة التي يندى لها جبين البشرية، فقد قتلت قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 17 فلسطينيا وإصابة أكثر من 150 آخرين عندما أطلقت طائرات الإف 16 الحربية الصهيوني قنبلة يزيد وزنها عن الطن من المتفجرات على حي مكتظ في مدينة غزة.

وهذه الجريمة لا تعد الوحيدة بل إنها واحدة من عشرات الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني ونذكر على سبيل المثال لا الحصر في هذا التقرير جريمة سحق عائلة بأكملها في مدينة غزة والتي تسمى بمجزرة عائلة أبو سلمية، حيث وقعت تلك الجريمة في الثاني عشر من يوليو من العام 2006م، حيث بدأت فصولها عندما ألقت طائرة حربية صهيونية من طراز “إف 16” قنبلة ضخمة زنتها طن واحد (بحسب المراقبين والمراكز الحقوقية) على منزل عائلة الدكتور نبيل أبو سلمية في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، مما أودى بحياة تسعة من أفراد عائلة الدكتور نبيل أبو سلمية وهم الأب والأم واستشهد معهم أيضا سبعة من أبنائه دفعة واحدة في الجريمة الصهيونية البشعة.

الاغتيالات أحقر أساليب القتل الصهيوني

لقد أصبح الشهداء ومن تطالهم طائرات الاحتلال الصهيوني، وتنفذ بحقهم عمليات اغتيال؛ أبطال في نظر الشارع الفلسطيني، فيما تصاعدت الدعوات الفلسطينية للمجاهدين بعدم ركوب السيارات والمركبات خوفا على حياتهم من الاغتيالات الصهيونية المتواصلة رغم التهدئات.

ويبقى الفلسطينيون على الرغم من دعوات الكثير من دول العالم في دائرة الاستهداف الصهيوني، وفي مرمى فوهة البندقية والإعدام الصهيوني الذي طال الكبير والصغير، كما ويبقى أسلوب الاغتيالات الصهيوني هي أحقر الأساليب وأحقر الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني كتصفية جسدية سريعة وفتاكة وواسعة بحق المواطن الفلسطيني الأعزل!.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات