عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

شهر على التهدئة: الاحتلال يتلكأ في تنفيذ استحقاقاتها وحركة المعابر محدودة

شهر على التهدئة: الاحتلال يتلكأ في تنفيذ استحقاقاتها وحركة المعابر محدودة

رغم مرور شهر كامل على اتفاق التهدئة بين فصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الصهيوني والذي بدأ سريانه في التاسع عشر من حزيران (يونيو) الماضي، بقيت حال المعابر تراوح مكانها بين الإغلاق والفتح الجزئي وهو ما يناقض التزام الاحتلال بفتحها كاستحقاق للتهدئة التي رعتها مصر.

ويؤكد تقرير رصد حركة المعابر خلال الشهر الأول للتهدئة أعدته الدائرة الإعلامية في الإدارة العامة للمعابر والحدود السبت (19/7) وتلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه أن قوات الاحتلال افتتحت المعابر على فترات متقطعة وأغلقتها لست مرات تحت أعذار تتعلق بمزاعم حول اختراق الجانب الفلسطيني للتهدئة دون أن يثبت صحة هذه المزاعم في غالب الأحيان حيث كانت قوات الاحتلال تغلق المعابر ومن ثم تعيد فتحها.

20 يوماً فتح جزئي وإغلاق 10 أيام

وأظهر التقرير أن المعابر عملت خلال الثلاثين يوماً الماضية من عمر التهدئة لعشرين يوماً فقط فيما أغلق لعشرة أيام على فترات متباعدة بسبب تلك الادعاءات، مبيناً في الوقت نفسه أن الأسبوع الخير شهد انتظاماً في الحركة في المعابر الثلاث وبقيت المشكلة الدائمة حتى خلال عملية “فتح” المعابر تتمثل في تلاعب الجانب الإسرائيلي في كمية وأنواع البضائع.

إدخال 71 صنفاً من أصل تسعة آلاف

وبين التقرير أنه رغم أن قوات الاحتلال سمحت بإدخال بعض الأصناف والبضائع الجديدة إلى القطاع؛ إلا أن ذلك بقي محدوداً جداً إذ كشف أن عدد الأصناف التي يسمح بدخولها حالياً وغالبيتها بكميات مقلصة لا يتجاوز 71 صنفاً من أصل نحو تسعة آلاف صنف من البضائع كانت تدخل للقطاع.

وأكد التقرير أن نشاط معبر صوفا الواقع شرق رفح (جنوب قطاع غزة) اقتصر على إدخال السلع الغذائية والاستهلاكية الأخرى واستخدم أحياناً لإدخال بعض عناصر مواد البناء حيث بلغ عدد الأصناف الواردة عبر هذا المعبر 61 صنفاً مختلفاً منها 35 صنفاً غذائياً جزء منها يدخل لصالح مؤسسات دولية كوكالة غوث وتشغيل اللاجئين وبرنامج الغذاء العالمي والصليب الأحمر.

وذكر التقرير أنه كان هناك 21 صنفاً استهلاكياً ويدخل بعضها أيضاً لصالح المؤسسات المختلفة على هيئة مساعدات وصنفين مواد بناء منها مادة حديد البناء الذي دخل لمرة واحدة فقط وبكمية ضئيلة جداً والبقية هي لمواد خام محدودة جدا أدخلت لمرة واحدة فقط لكل منها.

“ناحل عوز” .. ضخ محروقات مقلصة

أما معبر الشجاعية المعروف باسم “ناحال عوز” فاستخدم لضخ المحروقات بأنواعها حيث بلغت الأصناف التي وردت منه 5 أصناف من أنواع المحروقات المختلفة وبكميات مقلصة.

وأكد التقرير أن الانقطاع المتكرر لهذه المواد جميعا أو إلى بعضها أربك سير العمل وعمق الأزمة وأبقى على الحاجة الملحة لدى السوق الفلسطينية دون تقدم يذكر.

وتعمد قوات الاحتلال إلى ضخ أنواع من المحروقات وقطع أنواع أخرى في شكل بدا مقصوداً في عدم تزويد القطاع من احتياجاته الفعلية وبقيت الكميات اقل من تلك المقننة قبل اتفاق التهدئة.

معبر المنطار .. إغلاق متكرر

وذكر أن معبر المنطار (كارني) بقى أقل المعابر هذه افتتاحاً حيث أغلق لأيام أكثر من المرات الست السابقة الذكر وذلك بحجة لادعاء الصهيوني بالقيام بأعمال ترميم.

على أية حال بقي نشاط المعبر مقتصراً خلال أيام فتحه على نقل الحبوب والأعلاف واستخدم في الأسبوع الأخير لنقل مادة الحصمة لأربعة أيام فقط ومن ثم انقطع مجدداً، على الرغم من أنه المعبر الأكبر حجماً والأكثر تجهيزاً وتخصصاً وقدرة على إدخال اكبر كميات ممكنة من السلع والبضائع.

معبر كرم أبو سالم .. الإغلاق مستمر

بقي معبر كرم أبو سالم مغلقاً رغم الوعود الصهيونية بفتحه تحت ذرائع منها عدم جاهزيته من الناحية الفنية لتشغيله.

وأشار التقرير إلى أن معبر بيت حانون “ايرز” بقي مغلقاً في وجه الحركة الاعتيادية لتنقل التجار والمواطنين فيما فتح بشكل محدود أمام الحالات الإنسانية وفق مفهوم الاحتلال.

وأوضح أن هذا الافتتاح لا يسمح بعبور كثير من الحالات إلا وفقا للموافقة الأمنية وهذا عطل سير العمل بشكل كبير وبقى افتتاحه شكليا لا معنى ولا أهمية له.

معبر رفح.. إغلاق مستمر

أما معبر رفح المخصص لحركة المسافرين خارج قطاع غزة فقد افتتح لمرة واحدة بعد وعود من الجانب المصري أمام الحالات المرضية والإنسانية والعالقين ممن اجتازوا الحدود أثناء افتتاح الجدار إلا أن الجانب المصري قدم كشفاً واحداً للجانب الفلسطيني ممن تمت الموافقة على سفرهم لا يتعدى عددهم 384 مواطنا و75 مواطناً من دول شرق أوروبا بالإضافة إلى 50 مريضاً ومرافقيهم ولم يتمكن إلا 304 من اجتياز المعبر إلى الجانب الآخر في يومين من العمل في حين تمكن 558 مواطنا من العدة إلى معبر رفح في آخر يوم لافتتاحه ليعود ويغلق مجددا في الاتجاهين.

تقييم عام

ويؤكد محمد عدوان الناطق باسم المعابر أنه رغم حدوث تقدم طفيف على كمية البضائع التي تدخل للقطاع إلا أن هذه الزيادة لا تأخذ شكلا تصاعدياً.

وشدد على أن هذه الكميات تبقى بالمجمل لا تفي بأقل القليل من الحاجة الفعلية لسكان القطاع الذين عانوا على مدار عام كامل من حصار شامل فرض عليهم وانقطعت فيه الكثير من المواد وشحت فيه حتى المواد الغذائية وتوقفت جميع المصانع عن العمل بشكل كلي.

وقال: “لا يفي عمل معبر صوفا بسد هذه الحاجة من المواد الغذائية والأساسية لأن طاقته الاستيعابية لا تتجاوز الـ 120 شاحنة فقط في حين يحتاج قطاع غزة إلى 500 شاحنة يومياً من هذه المواد لمدة تتجاوز الشهرين المتواصلين حتى يتمكن السوق من اجتياز السوق الفلسطيني العقبات التي يعاني منها.

وأكد أن وعودات الاحتلال بإحداث نقلة في حركة المعابر لم تتجاوز الوعود وواقع المعابر والتلكؤ في تنفيذ الاستحقاقات بفتحها الكامل ورفع الحصار وإدخال البضائع كالمعتاد يدلل على سوء نية الاحتلال وعدم جديته في تطبيق استحقاق افتتاح المعابر.

وأشار إلى أن استمرار إغلاق معبر كارني أمام حركة البضائع وقصره على الحبوب والأعلاف أكبر مؤشر على سوء نوايا الاحتلال كونه المعبر المخصص أصلاً لنقل البضائع والذي يمكن له من خلال العمل بكافة الطاقة التشغيلية من تسريع عملية إنهاء الأزمة الحاصلة جراء التباطؤ الشديد في حركة المعابر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات