عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

في ظل حصار جائر .. كارثة صحية خطيرة وكبيرة تلوح في أفق غزة

في ظل حصار جائر .. كارثة صحية خطيرة وكبيرة تلوح في أفق غزة

دقّت وزارة الصحة الفلسطينية مجدداً ناقوس الخطر من وقوع “كارثة صحية خطيرة وكبيرة” في قطاع غزة المحاصر للسنة الثالثة على التوالي، وذلك في ظل الارتفاع الكبير في عدد المرضى الذين توفوا بسبب نفاد الدواء في القطاع و منعهم من السفر لتلقي العلاج في الخارج.

نفاذ الأدوية

وتحّذر الوزارة من أن “كارثة صحية كبيرة وخطيرة تهدد قطاع غزة في أي لحظة بسبب نفاذ أصناف كثيرة من الدواء في القطاع”، مشيرة إلى أن نحو (370) صنفاً دوائياً يوشك على النفاذ من مخازن الوزارة خلال الأشهر القليلة القادمة.

وبالاستناد إلى تقرير صادر عن الإدارة العامة للصيدلة؛ فإن عدد أصناف الأدوية التي ستنفذ خلال الشهر القادم سيصل مجملها إلى (56) صنفاً في حين أن عدد أصناف الأدوية التي ستنفذ في غضون الأشهر الثلاثة القادمة قد يبلغ (47) صنفاً دوائياً”.

وأشارت الوزارة إلى أن عدد أصناف الدواء التي ستكفي لمدة شهر واحد فقط هو (67) صنفاً، وأما الذي سيكفي لمدة شهرين فهو (55) صنفاً، وما سيكفي لمدة ثلاثة أشهر هي (56) صنفاً.

ويؤكد التقرير أن عدد أصناف الأدوية التي ستنفذ خلال هذا الشهر (91) صنفاً، “ما ينذر بكارثة إنسانية خطيرة على حياة المواطنين المرضى الذين يتساقط في كل يوم منهم ضحية جديدة نتيجة نفاد غالبية الأدوية اللازمة لعلاجهم، فضلاً عن إغلاق المعابر وعدم السماح لهم بالسفر لتلقي العلاج في الخارج”.

الضحايا تجاوزوا حاجز الـ 200

وقد أدى إغلاق المعابر السبعة المحيطة بقطاع غزة، ومن ضمنها معبر رفح المصري، إلى وفاة ما يقارب المائتين وثمانية مرضى، في أعقاب منعهم من السفر لتلقي العلاج في الخارج، لا سيما في ظل نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية.

تقارير وزارة الصحة تشير إلى أن من بين ضحايا الحصار، منذ بداية العام الجاري (أي خلال ستة أشهر ونصف الشهر) كان هناك خمسة وأربعين طفلاً، ونحو سبعين سيدة فلسطينية، قضوا أمام أعين ذويهم دون أن يتمكنوا من تقديم العون لهم بسبب الحصار الجائر.

وتشير إحصائية أعدتها “الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة”، والتي تتخذ من بروكسيل مقراً لها، إلى أن عدد ضحايا الحصار المفروض على القطاع، بلغ منذ مطلع العام الجاري (2008) وحتى الثالث عشر من شهر تموز (يوليو) الجاري، مائة واثنين وثلاثين حالة وفاة، جميعهم من المرضى.

وبحسب المعطيات؛ فإن عدد ضحايا الحصار من المرضى منذ بداية تشديد حلقاته قبل عام، يرفع حصيلة الوفيات إلى مائتي وثمانية مرضى، من أصل ألف وخمسمائة مريض على الأقل يعانون من ظروف صحية صعبة للغاية، لافتة الانتباه إلى أن ثمانية وعشرين مريضاً، بينهم 6 أطفال و12 سيدة، توفوا خلال شهر حزيران (يونيو) الماضي، في حين توفى اثنين وثلاثين مريضاً خلال شهر أيار (مايو) الذي سبقه، وهو ما يرفع عدد الضحايا خلال الشهرين الأخيرين إلى 60 حالة وفاة، أي بمعدّل وفاة مريض كل يوم.

في حين يتهدد خطر الموت قائمة كبيرة من المرضى من أصحاب الأمراض الخطيرة والمزمنة، جراء عدم تلقيهم العلاج بسبب عدم توفر الأدوية، ومنعهم من مغادرة القطاع لتلقي العلاج نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد.

وعود لم تتحقق بعد

ومازال المسؤولون الفلسطينيون في قطاع غزة يحاولون ويفاوضون الجانب المصري من أجل فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة لخروج المرضى والعالقين.

ويوضح خالد راضي، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أنه خلال الاتفاق الأخير، الذي جرى مع الجانب المصري، “تلقينا وعوداً، لكنها ليست جازمة، بشأن فتح معبر رفح والسماح للمرضى بالسفر لتلقي العلاج في الخارج”.

ويضيف راضي “لقد تم وضع الجانب المصري في صورة الضرر الواقع على القطاع الصحي، ووعدنا بمعاودة فتح المعبر لمدة يومين أو ثلاث أيام، ليتم نقل المرضى وأصحاب الاحتياجات الخاصة إلى العلاج في الخارج”.

وأشار إلى أن “الحصار أدى إلى زيادة عدد المرضى، وأنه تسبب في وفاة بعض الحالات، وأن حالات مرضية تفاقمت ووصلت إلى مرحلة الخطورة، لذلك المشاورات مستمرة ونأمل أن تفلح في الوصل لاتفاق جزئي لفتح المعبر حتى يتم تسهيل سفر المرضى من معبر رفح”.

ولفت راضي النظر إلى أن “عدد الحالات التي تحتاج للعلاج في الخارج تجاوزت 1500 حالة لأنها تتضاعف بسبب الحصار والاجتياحات الأخيرة وتحتاج إلى علاج”.

أحوال معيشية وإنسانية مقلقة

التحذير من الأوضاع في قطاع غزة لم يكن من جهات فلسطينية فحسب؛ بل إن مبعوث الأمم المتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط عبّر عن قلقه من الأحوال المعيشية والإنسانية لمليون ونصف المليون إنسان فلسطيني في قطاع غزة، لا سيما في ظل ارتفاع عدد ضحاياه من المرضى.

وقال المبعوث الأممي روبرت سيري: “إن الأوضاع والأحوال المعيشية الإنسانية لأهالي غزة تثير القلق، خاصة وأن مهمة الأمم المتحدة في غزة تتركز حول محاولة تحسين الأوضاع الإنسانية”، على حد تعبيره.

وفي السياق ذاته؛ قالت فرنسا والمفوضية الأوروبية ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية طوني بلير إن إغلاق السلطات الإسرائيلية لمعابر قطاع غزة “تمنع تعافي الاقتصاد هناك وتحد من تأثير المساعدات الدولية”.

صمت مستغرب

وزارة الصحة الفلسطينية أبدت استغرابها من استمرار “الصمت” الدولي على الحصار الجائر المفروض على قطاع، وذلك في الوقت الذي يتساقط فيه المرضى في كل يوم بسبب إغلاق المعابر على القطاع.

وطالبت المجتمع الدولي “بالخروج عن صمته والوقوف أمام مسؤولياته الأخلاقية بحق أطفال قطاع غزة الذين يتساقطون في كل يوم أمام حصار وعدوان الاحتلال الإسرائيلي”.

كما طالبت الوزارة مؤسسات حقوق الإنسان ومؤسسات حقوق الطفل ومنظمة الصحة العالمية “بحماية أطفال غزة الذين يعانون جراء هذا الحصار الجائر”، مؤكدة أنهم “يعيشون في ظروف إنسانية مأساوية لا ترحم أي معان لطفولتهم البريئة”.

بدورها؛ اعتبرت “الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة”، التي تتخذ من بروكسيل مقراً لها، تصاعد أعداد ضحايا الحصار من المرضى في قطاع غزة، بأنها “جريمة قتل ترتكب على يد الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد أمام أعين العالم أجمع”.

وحمّلت الحملة المجتمع الدولي المسؤولية المباشرة عن المأساة والكارثة الإنسانية الواقعة في قطاع غزة، وذلك لعدم تحرّكه الفاعل والجاد لرفع الحصار عن مليون ونصف المليون إنسان في قطاع غزة يعيشون في ظروف إنسانية قاهرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

جنين- المركز الفلسطيني للإعلامتصدّت المقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، بعد اقتحامها جنين وحصارها منزلا في بلدة جبع جنوبًا، شمال...