عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

غضب شديد يجتاح نابلس لتكرار هجمات الاحتلال الهادفة لتدمير اقتصادها

غضب شديد يجتاح نابلس لتكرار هجمات الاحتلال الهادفة لتدمير اقتصادها

في هذه الأيام تسود حالة من السخط والغضب الشديد مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية) بمختلف أطيافها ضد الاحتلال الذي بات يستبيح كل شيء، خاصة بعدما انتقلت قوات الاحتلال في حربها على ما كانت تدعيه أنها حرب ضد مؤسسات “حماس” وبنيتها التحتية، إلى كل ما يرمز لكرامتهم كبلدية نابلس التي تمثل كل المواطنين وتقدم لها الخدمات اليومية.

فالاحتلال يعتبر مدينة نابلس مصدر ومنتج لما يسميه “الإرهاب” (المقاومة) بينما في الحقيقة يهدف لتدمير كل مقومات الصمود والعزة والنخوة الفلسطينية في الضفة نابلس على رأسها.

تجار بلا حماية

قبل 12 سنة؛ “فتح” الأخوان عطعوط ناصر ومحمد ومهدي وعامر محل “البيتزا” الأول في نابلس. وعندما فتح المجمع التجاري الوحيد في المدينة، اكتشف الأخوان الإمكانية التجارية الكامنة فيه ونقلوا محلهم إليه، حيث اشتروا مطعماً كبيراً وجمعوا جمهوراً واسعاً من الزبائن. ويتباهى محمد ويقول: “نحن نصنع بيتزا ممتازة، تعلمناها بذاتنا”.

ولكن في صباح يوم الثلاثاء (7/7/2008)، عندما وصل الأخوان إلي المجمع اكتشفوا أمراً عسكرياً ملصقاً على باب المطعم جاء فيه “نبلغكم أن قيادة قوات الجيش (الإسرائيلي) في المنطقة أمرت بمصادرة الأرض المسماة مجمع نابلس وكل المعدات الموجودة فيه، ومع تسليم أمر المصادرة، تنتقل الملكية للمكان بكل معداته الموجودة فيه إلي سلطات الجيش الإسرائيلي”، كما جاء في الأمر.

محل بيتزا العطعوط لم يكن الوحيد الذي صودر، بل كل باقي التجار في المجمع تلقوا أوامر تطالبهم بإخلاء محلاتهم التجارية حتى 15 آب (أغسطس).

ويحذر الأمر قائلاً: “يا صاحب المحل، بقاؤك في المبني بعد التاريخ المذكور يشهد عليك بـنك تعمل لصالح منظمة حماس، ويضعك أنت وملكك في خطر اتخاذ عقوبات إدارية أو جنائية. من يخرق الأمر من شأنه أن يحاكم بخمس سنوات سجن”.

التفسير الذي قدم للتجار المذهولين من قبل الجيش، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” هو أن المجمع يعود إلي شركة الاستثمارات (بيت المال)، “المرتبطة بحركة حماس وتعمل بتكليف منها ولصيانته، وكانت الشركة قامت في الماضي بسلسلة طويلة من الاستثمارات في صالح حماس. وفي العام 1998 أعلنت (إسرائيل) بأن بيت المال هو اتحاد غير مسموح به، في العام 2001 أمر الرئيس بوش بتجميد أموال الشركة بتهمة تمويل الإرهاب”، بحسب الصحيفة.

أحد التجار الذي يملك أحد المحال التجارية في مجمع “مول نابلس التجاري” الذي أصدر الاحتلال قراراً بإغلاقه وقرر نقل ملكيته لجيشه بعد تاريخ 15-8-2008 قال لإذاعة “صوت النجاح” المحلية “لم يبق لنا أي صوت يمثلنا! أين هم المسؤولين!؟ أين هي السلطة الفلسطينية؟!، نحن تجار لسنا حماس ولسنا فتح”، على حد قولهم.

تلذذ في تعذيب الفلسطينيين

من جانبه؛ فقد كان للدكتور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية رأي آخر فيما يحدث في نابلس، حيث يرى من خلال مقال نشره على الانترنت بعنوان: “سفالة الإسرائيليين فوق المنافسة” أن الاحتلال “يهاجم المؤسسات الاقتصادية ويغلق المحال التجارية والعيادات الطبية والمصارف والجمعيات الخيرية بحجج أمنية واهية لا تعبر إلا عن ارتباكه وهواجسه وأزماته النفسية وخوفه من المستقبل”.

ويشير أستاذ العلوم السياسية إلى أن الاحتلال لم يأت بجديد في عدوانه الأخير، حيث يقول “إنه لا يأتي بشيء لا نعرفه عنه، ولا يمارس قمعاً وقهراً لم نعتد عليه، إنما هو يواصل كل أعماله القبيحة التي يفقد معنى وجوده إذا تخلى عنها”.

ويرى قاسم في مقاله أن الصهاينة “يتلذذون في تعذيب الفلسطينيين وإهانتهم وإذلالهم وتحقيرهم وحرمانهم من النوم والأمن والطمأنينة، ومن لقمة الخبز وحبة الدواء، ومن لمّ الشمل ومن فرحة اللقاء وسهولة الانتقال والتنقل”.

المدير يتحدث

حسين أبو زنط، مدير شركة “ائتمان” يقول: “نحن شركة عامة مسجلة في البورصة الفلسطينية. لدينا 1.600 مستثمر، يوجد اجتماع سنوي لمجلس الإدارة، وللشركة مراقب خارجي يفحص كل الحسابات، تماماً كما هو مطلوب، لا يحتمل أن يكون شيكل واحد ينقل إلى “حماس”، وكل أموالنا خاضعة للرقابة وكل شيء يجري بشفافية تامة”.

“الاحتلال ادعى أن صاحب الأسهم الأساس في شركة ائتمان هو عدلي يعيش، وقبل نحو سنة ونصف السنة اعتقلته قوات الاحتلال وهو منذ ذلك الوقت في السجن. عدلي هو رجل ذو سحر شخصي والكثير من الكاريزما”، يقول أبو زنط، “ولكن ليس صحيحاً أنه متماثل سياسياً”.

وينفي أبو زنط بأن الشركة تعمل في صالح “حماس” وتستخدم المجمع التجاري كغطاء. لافتاً النظر إلى أن “الأغلبية الساحقة من المحلات بيعت لتجار، ربما لدينا أعمال تجارية هنا تعطينا إيجاراً شهرياً. ليس لدينا مصلحة اقتصادية هنا. مكاتبنا هنا، وليس أكثر من ذلك”.

وقال أبو زنط بان قرار الجيش لم يكن متوقعاً على الإطلاق. ليس لدينا أي دور سياسي، نحن غير مرتبطين بحماس أو بأي فصيل آخر. نحن بالإجمال شركة استثمارات عقارية. لا تذهب أي شيكل إلى “حماس”.

“منجم ذهب” لحماس

في الكيان الصهيوني، بحسب صحفه ومواقعه الالكترونية، بالمقابل يختلفون مع رجل الاستثمارات الفلسطيني. ويقول مصدر أمني صهيوني: “المجمع هو منجم ذهب. هذا المكان ينتج لحماس الكثير جداً من المال. هذا النشاط الذي هو مدماك واحد في الحرب ضد الشبكة الاقتصادية لحماس، ينتج هناك هزة قاسية غير مسبوقة. وهم لا يعرفون كيف يهضمون هذه الإجراءات”.

الكاتب الصحفي الصهيوني عميت كوهين قال في صحيفة “معاريف”: “الفكرة خلف الدعوة لامعة: إذا ما جلست (إسرائيل) بصمت وسمحت للمؤسسات الخيرية بمواصلة عملها، ستتعاظم شعبية حماس، وستتخذ حماس صورة البديل السلطوي في الضفة الحريص علي مصلحة السكان. وبالتوازي، سيكون بوسع حماس استخدام هذه المؤسسات كي توجه جزءاً من أموالها لأغراض الإرهاب. وبالمقابل، إذا ما عملت إسرائيل ضد تلك المؤسسات، فإنها ستظهر كمن يضرب مصلحة الشعب الفلسطيني وستتخذ حماس صورة الضحية، وشعبيتها ستواصل النمو.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

جنين- المركز الفلسطيني للإعلامتصدّت المقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، بعد اقتحامها جنين وحصارها منزلا في بلدة جبع جنوبًا، شمال...