السبت 27/أبريل/2024

عائلة النواجعة .. وحيدة في مواجهة عصابات المستوطنين في الخليل

عائلة النواجعة .. وحيدة في مواجهة عصابات المستوطنين في الخليل

تعيش عدة عائلات من عشيرة النواجعة من بلدة يطا جنوب الخليل (جنوب الضفة الغربية) على جزء مما تبقى من أراضيها بعد مصادرة مغتصبة “سوسيا” الصهيونية للجزء الأكبر منها، وفي مقر إقامتهم يعاني السكان الويلات والمتاعب على أيدي المستوطنين المسلحين.

عائلة النواجعة تسطر قصة صمود فريدة أمام المستوطنين الذين قدموا من الخارج ليحتلوا أرضها ويقيموا عليها مغتصبتهم الدخيلة على حساب أصحاب الحق الأصليين.

ملاحقة وهدم للكهوف

تعيش العائلات الفلسطينية شرق بلدة يطا في كهوف قديمة، وعرش بسيطة ويمنعون من حفر الآبار وتشييد عرش جديدة، وفي وطنتهم يتعرضون للملاحقة والاضطهاد من قبل المستوطنين تارة ومن قبل الجيش الصهيوني تارة أخرى.

يضطر السكان لقضاء حاجياتهم في حمامات داخلية أقاموها داخل الكهوف لأنهم يمنعون من تشييدها في الخارج، وسبق أن تعرض العديد من كهوفهم للهدم بحجة أنها شيدت بدون ترخيص!.

يقول الحاج خليل النواجعة، والذي اقترب من السبعين من عمره، إنه يعيش في طرف بلدة يطا الشرقي منذ القدم، وازداد تمسكه بأرضه بعد إقامة مستوطنة “سوسيا” الصهيونية والتي تلتهم شيئاً فشيئاً أرضه وأرض أقاربه.

ويضيف أنه تعرض للضرب والاعتداء على أيدي المستوطنين عدة مرات، كان آخرها الأسبوع الماضي حين هاجمه أربعة مستوطنين ملثمين كان يحملون العصي والهراوات الخشبية وقضبان الحديد وضربوه مع زوجته ضرباً مبرحاً أدخلهما المستشفى.

ويقول إن المستوطنين هاجموه أثناء رعيه لأغنامه في أرضه التي صدر قرار من المحكمة يسمح له ذلك، مشيراً إلى أن اعتداءات المستوطنين جزء لا يتجزأ من اعتداءات الجيش ومداهماته الليلية لكهوفهم وعرشهم وحظائر أغنامهم.

وقال إنه يعيش حياة قاسية وبدائية ويمنع من المياه والكهرباء ومع ذلك يصر على البقاء لحماية أرضه من طمع المستوطنين الذين يريدون توسيع مستوطنتهم على حساب أرضه.

مهاجمة من الجيش والمستوطنين

على مسافة قريبة من بين خليل وكهفه، يقيم شقيقه عمران النواجعة الذي تعرض لاعتداءات مشابهة ويقول: كلما تحركنا لنرعى الغنم جاء جنود الاحتلال وأجبرونا على تغيير مكان الرعي ومنعونا من دخول أراضينا وخاصة القريبة من المستوطنة.

وأضاف أن المستوطنين والجيش يقفان صفاً واحداً ضد عائلته وأقاربه الذين يأبون إلا البقاء في أرضهم ولو كلفهم ذلك أرواحهم، مشيراً إلى أن الجيش يخفف من اعتداءاته فقط إذا تصادف وجوده مع وجود المتضامنين الأجانب الذين يكررون زيارتهم للمنطقة.

وتروي الحاجة أم عيسى زوجة خليل النواجعة ظروف معيشتها قائلة: “نعيش في مغارة ومطبخنا عبارة عن سقيفة صغيرة، وفي كل ليلة نتوقع هجوم الجيش علينا وقيامه بتفتيش أمتعتنا، أما خلال النهار، فدائماً ننظر تجاه المستوطنة حيث يهاجمها المستوطنون وأبناءهم وخاصة العصابة التي تقودها مستوطنة اسمها داليا.

وقالت “إن وجودها في هذا المكان يحمي أرضها وأرض عائلتها”، مشيرة إلى أنها قادرة على السكن داخل بلدة يطا بعيداً عن مشاكل المستوطنين، لكنها ترفض أن يسجل التاريخ عليها أنها خافت أو هربت وتركت أرضها للمستوطنين.

التنقل بالجرارات الزراعية

أما أم محمد التي تسكن بالقرب منها؛ فقالت إن معاناتها مع المستوطنين مستمرة منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً حيث تضطر النساء وخاصة الحوامل إلى ركب الجرارات الزراعية في التنقل والذهاب للمستشفى نظراً لوعورة الطريق واستمرار إغلاقها من قبل قوات الاحتلال.

وقالت “إن الحياة في منطقة سوسيا سيئة للغاية ورغم ذلك ستظل صابرة، مشيرة إلى التقصير الرسمي من قبل المسؤولين الفلسطينيين والجهات الحقوقية وحتى الناس العاديين الذين يعيشون وكأنهم لا يعلمون عن تلك المعاناة.

وفي ظل التجاهل الرسمي لهؤلاء يتطلع سكان منطقة سوسيا أقصى جنوب شرق بلدة يطا جنوب الضفة الغربية إلى من يحميهم من ملاحقة المستوطنين وإجراءات جيش الاحتلال ليعيشوا بأمان على ما تبقى لهم من الأرض.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...