إقرار دولي بنجاح حماس في إدارة الحُكم رغم الحصار .. وتوصيات بالرضوخ لمطالبها
وصدر التقرير عن مؤسسة “مجموعة الأزمات الدولية” التي يقوم عليها، “كرايسز جروب” المفوض الأوروبي السابق للشؤون الخارجية، اللورد كريسطفر باتن، والسفير الأمريكي الأسبق توماس بيكرينغ، ومديرها التنفيذي هو وزير خارجية أستراليا السابق جارث إيفانز منذ شهر كانون الثاني 2000، وتقدم توصياتها لصناع القرار في العالم.
نجاحات حماس
ووفقا للتقرير الصادر عن المؤسسة والذي نشرته صحيفة “فلسطين” اليوم الجمعة 21/3، فإن المنطق كان لدى “فارضي الحصار” هو إثبات أن حماس لا تستطيع أن تفي بوعودها وبالتالي يجب أن تنحى جانباً، وكان الأمل أن تتحول الضفة الغربية بفضل النمو الاقتصادي (اعتماداً على المعونات والمساعدات الأمريكية والغربية)، والتخفيف من الإجراءات الأمنية الصهيونية، وإعادة إحياء ما يسمى بعملية السلام إلى نموذج جذاب على عكس الوضع في غزة”، لكن النظرية فشلت في الحالتين، كما قال المركز.
ومعروف أن الكيان الصهيوني شدد من حصاره على قطاع غزة عقب الحسم العسكري الذي نفذته حركة “حماس” في 14/6/2007، وأغلق المعابر بشكل كامل.
وأضاف الطاقم: “عندما قامت السلطة بمقاطعة أجهزة الأمن الجديدة والقضاء والقطاعات الحكومية الأخرى، بالإضافة إلى تقليص الصلات الإدارية مع حكومة حماس، فإنها خلقت فراغاً قامت حماس بتغطيته”.
ووفقا لتقرير المؤسسة الدولية؛ فإن “حماس” استطاعت أيضاً أن تسجل عدداً من النجاحات، فقوات الأمن الجديدة التابعة لها استطاعت تدريجياً استعادة النظام، كما سيطرت على استخدام السلاح، والمشاكل العشائرية، وتم السيطرة على الأنشطة الإجرامية والعداءات بين العصابات بشكل ملحوظ.
وشدد المركز على أن حركة حماس أثبتت مهارتها في إعادة صياغة قواعد اللعبة من خلال صناديق الاقتراع (الانتخابات التشريعية مطلع عام 2006) ، والرصاص (المقاومة)، واختراق الحصار (معبر رفح)، محذرة من عواقب وخيمة في حال استمرار الوضع عليه “فحماس لا يمكن أن تجلس مكتوفة الأيدي بينما تختنق غزة”.
وقال التقرير: “إذا استمرت الاتجاهات الحالية، يمكن تصور وقوع أسوأ السيناريوهات الممكنة: تصاعد إطلاق الصواريخ ضد البلدات والمدن التابعة للدولة العبرية، استئناف عمليات التفجير والهجمات داخل في العمق الصهيوني (العمليات العسكرية والاستشهادية للمقاومة الفلسطينية) تكثيف عمليات الغزو العسكرية (الإسرائيلية) والاغتيالات وعمليات الهجوم على المؤسسات الرئيسية، وانهيار عملية السلام” ،على حد تعبيره.
مصالحة وهدنة
وفي معرض توصياتها، دعت المؤسسة حركتي “حماس” و”فتح” ورئاسة السلطة الفلسطينية إلى التحضير لحوار يهدف لتحقيق المصالحة الوطنية مع اتخاذ إجراءات فورية لتخفيف التوتر وإعادة بناء الثقة، مثل: وقف جميع الحملات الإعلامية والتحريض المتبادل؛ ووقف المضايقات وعمليات احتجاز عناصر “فتح” في قطاع غزة وعناصر “حماس” في الضفة الغربية؛ والاتفاق على إجراءات تهدف لاستعادة رموز الوحدة الفلسطينية في غزة، بما في ذلك إخلاء “حماس” لمقر الرئاسة ومقار السلطة الفلسطينية الأخرى، كما ورد في التقرير.
وشددت على وجوب اتخاذ خطوات لتحسين الحكم في غزة، وتخفيف معاناة سكانها لحين التوصل لاتفاق المصالحة الوطنية بما في ذلك: التمسك باستقلال القضاء، وإعادة تعيين النواب العموميين الذين تم فصلهم، والالتزام بالإجراءات القانونية في عمليات الاحتجاز والاعتقال.
وحثت كلا من دولة الاحتلال وحركة “حماس” على الوقف الفوري ولمدة 15 يوماً لكل الهجمات من قبل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ضد الاحتلال، ولكل الهجمات الصهيونية ضد الفصائل الفلسطينية في القطاع، لإعطاء فرصة للتفاوض على تفاهمات للهدنة، بحسب ما جاء في تقريرها.
فشل الإقصاء
وأوصى التقرير أعضاء اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، روسيا، الأمم المتحدة)، مصر، وأعضاء جامعة الدول العربية بالتبني الواضح لهدف التأثير على سلوك “حماس” وليس السعي لإقصائها، على حد تعبير التوصيات، وتحديد احتياجات غزة وزيادة المساعدات الاقتصادية لها.
كما دعا إلى الضغط على جميع الأطراف المعنية للوصول إلى اتفاق فيما يخص فتح المعابر ووقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وإقامة تواجد للجنة الرباعية في غزة لمراقبة الوضع هناك، وضمان التوزيع النزيه والمحايد للمساعدات الدولية، وتعزيز الانتعاش الاقتصادي، والإشراف على فتح المعابر.
وحث تقرير المؤسسة الدولية على إعادة إحياء الجهود العربية للوصول إلى مصالحة بين حركتي فتح وحماس، بما يتضمن ذلك – ضمن أشياء أخرى – إقرار المبادرة العربية للسلام، تفويض رئيس منظمة التحرير الفلسطينية بالتفاوض مع الكيان الصهيوني، دمج حركتي فتح وحماس والجهاد الإسلامي في منظمة التحرير الفلسطينية بعد إصلاح الأخيرة، إصلاح قوات الأمن بحيث يتم دمج المقاتلين والقوات الفصائلية الأخرى فى قوة واحدة تكون أكثر اتحاداً وتماسكاً وانضباطاً، وفقا لما أورده التقرير.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
تحذير حقوقي من كارثة إنسانية خطيرة في رفح مع إغلاق المعابر
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن نذر كارثة إنسانية خطيرة متعددة الأبعاد بدأت تتفاقم سريعًا في رفح جنوب قطاع...
تركيا تطالب إسرائيل بالانسحاب من معبر رفح فورا
أنقرة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الخارجية التركية، إن "أي عملية ستجري في رفح ستؤثر على العالم بأسره"، ودعت إسرائيل إلى الانسحاب فورا من...
شيخ الأقصى يدعو الأمّة لمواجهة المؤامرة الصهيونية وشد الرّحال للقدس
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد الشيخ رائد صلاح في مقابلة إعلامية أنّ سعي الاحتلال لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك ليس جديدًا بل هو...
هيئة حقوقية: ارتفاع عدد معتقلي الضفة إلى 8610 منذ 7 أكتوبر
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت هيئة الأسرى وشؤون المحررين ارتفاع عدد المعتقلين في الضفة الغربية المحتلة، الثلاثاء، إلى 8 آلاف و610...
أونروا تطالب بإعادة فتح المعابر الرئيسية في غزة دون تأخير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، إن "المعابر الرئيسية في قطاع غزة...
وفد قيادي من حماس يصل إلى القاهرة لمتابعة جهود وقف العدوان
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الثلاثاء، أن وفدًا رفيعًا برئاسة رئيس حركة حماس في غزة د. خليل الحية، وصل إلى...
حمدان: الكرة في ملعب نتنياهو وعصابته وعمليته العسكرية برفح لن تكون نزهة
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان مساء اليوم الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي في العاصمة اللبنانية بيروت، أنه وعلى...