عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

عملية القدس .. إرباك أمني في صفوف العدو ومخاوف من سلسلة عمليات مماثلة

عملية القدس .. إرباك أمني في صفوف العدو ومخاوف من سلسلة عمليات مماثلة

أحدثت العملية الاستشهادية الجريئة التي نفذها مجاهد واحد على الأقل في مدينة القدس المحتلة مساء الخميس (6/3)، إرباكاً أمنياً كبيراً بين صفوف العدو الصهيوني، كون هذه العملية الاستشهادية جاءت بسرعة كبيرة عقب المجزرة والمحرقة الصهيونية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني في شمال قطاع غزة، وراح ضحيتها قرابة 130 شهيداً معظمهم من النساء والأطفال وأكثر من 350 جريحا بينهم حالات بالغة الخطورة.

تصاعد عدد القتلى

وسائل إعلام العدو الصهيوني تناولت الخبر بسرعة فائقة، وبدأ عدد القتلى الصهاينة في ارتفاع بشكل سريع حيث أعلنت تلك الوسائل أن العملية خلفت قتيلاً واحداً ثم اثنان ثم أربعة ثم ستة ووصل العدد على صفحات إعلام العدو إلى ثمانية قتلى وإصابة كثيرة، وشكلت تلك العملية صدمة في الأوساط الصهيونية وأحدثت دربكة في عدد القتلى منذ البداية.

الإذاعة العبرية تعترف

الإذاعة العبرية بدوره وصف العملية بأنه “اعتداء تخريبي” على معهد ديني في القدس، واعترفت بمقتل ثمانية أشخاص فيما أصيب خمسة عشر آخرين (خمسة منهم في حال موت سريري) في العملية التي وقع في معهد “مركاز هاراف” الديني في حي “كيريات موشيه” في القدس.

وقالت إن فلسطيني مسلح دخل مبنى المعهد وأطلق النار بصورة عشوائية، وتمكن رجال الأمن من قتله بعد عشر دقائق من بدء إطلاق النار، حيث أطلق مئات الرصاصات.

وأضافت أن سيارات إسعاف تابعة لمؤسسة “نجمة داود الحمراء” قامت بنقل المصابين حيث نقل إلى المستشفيات العديد من الجرحى، ووصفت إصابة خمسة منهم بأنها بالغة جداً في حين وصفت إصابة عدد آخر بأنها بالغة.

رفع حالة التأهب في الكيان الصهيوني

وبحسب وسائل الإعلام العبرية وفور وقوع العملية الاستشهادية؛ أغلقت الشرطة الشوارع القريبة من مكان الحادث بما في ذلك المدخل الغربي الرئيسي للمدينة، وتم نصب الحواجز في مشارف مدينة القدس المحتلة حيث قام أفراد الشرطة بفحص السيارات المارة.

وأضافت أنه “رفعت حالة التأهب في جميع ألوية ووحدات الشرطة وحرس الحدود في مختلف أنحاء (البلاد) تحسباً لأي احتمال”.

عملية استشهادية موجعة

من جهة أخرى؛ فقد اعترفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية بالعملية الاستشهادية “الموجعة” وقالت أنها فعلاً خلفت ثمانية قتلى وجرحت الكثيرين، وأضافت أنها شكلت “ضربة للأمن” الصهيوني، فيما حذر محللون صهاينة عسكريون وسياسيون من استمرار سلسلة من العمليات للمقاومة الفلسطينية في عمق الكيان الصهيوني، وذلك نتيجة المذبحة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني ضد الأهالي والمواطنين في شمال قطاع غزة.

رئيس السلطة يدين العملية بسرعة

من جهته؛ فقد سارع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وعلى الفور، بإدانة العملية الاستشهادية الجرئية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة، بينما شجب المحرقة الصهيونية ضد أهالي قطاع غزة على استحياء بعد مرور أكثر من 48 ساعة واستشهاد تسعين فلسطينياً وإصابة عشرات المواطنين الفلسطينيين في محافظة شمال قطاع غزة، والذي أصابهم العدوان الصهيوني.

وقال رئيس السلطة في تصريح صحفي عاجل له، نشر على وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية إن “الرئيس محمود عباس، يدين الهجوم الذي وقع مساء اليوم (الخميس)، على المدرسة الدينية في القدس الغربية، وأكد إدانته لكافة العمليات التي تستهدف المدنيين”.

ويذكر أن عباس كان في مرات عديدة قد وصف العمليات الاستشهادية بأنها عمليات “حقيرة”، وأن منفذيها هم “مجرمون وحقيرون”، وهو ما أثار حفيظة أبناء الشعب الفلسطيني كون هذه العمليات تدافع عنهم وترد على العدوان والمجازر الصهيونية التي ترتكب ضدهم.

“حماس” تبارك العملية

وبعكس هذا الموقف؛ باركت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” العملية الاستشهادية التي وقعت في مدينة القدس المحتلة، وقالت: “إن هذه العملية البطولية تأتي في إطار الرد على جرائم الاحتلال الصهيوني المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها ارتكاب هذا العدو المجرم المحرقة بحق أهالي ومواطني قطاع غزة الصامد”.

وقال أيمن طه، الناطق باسم الحركة في تصريح خاص أدلى به لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”، مساء الخميس: “هذه العملية هي رد طبيعي على مذابح ومجاز العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني والتي كان آخرها في شمال قطاع غزة، حيث قتل العشرات من الأطفال والنساء إلى جانب إعدام الكثير من المواطنين بدم بارد”، وأضاف: “على العدو الصهيوني أن يدفع ثمن تلك الاعتداءات الغاشمة”.

المقاومة تنجح برغم التنسيق الأمني

وشدد طه خلال حديثه مع مراسلنا على أن هذه العملية تأتي “للتدلل على أن المقاومة الفلسطينية موجودة وبكل قوة، في الضفة الغربية وبرغم التنسيق الأمني بين قوات الاحتلال الصهيوني وبين أجهزة عباس الأمنية في الضفة الغربية”، مضيفاً: “إن كل تلك الإجراءات التي تحاول أن تضرب المقاومة لن تثني من عزيمة المقاومة وأن هذه المقاومة لقنت العدو الصهيوني درسا لن ينساه أبدا”. وأكد طه قائلاً: “الانتفاضة لن تموت أبداً ولن تجتث أصولها من قلب شعبنا الفلسطيني الصامد”.

رد فعل طبيعي على المحرقة

وعلى صعيد مشابه؛ أكد الدكتور سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، على أن العملية الاستشهادية في مدينة القدس المحتلة، التي وقعت مساء الخميس (6/3)، هي “رد فعل طبيعي على المجزرة الصهيونية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني”، وذكّر بأن المجزرة الصهيونية ضد المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة أسفرت عن ارتقاء نحو مائة وثلاثين شهيداً وأكثر من 350 جريحاً، مؤكداً أيضاً أن هذه العملية “هي رد على مجمل الاعتداءات الصهيونية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني”.

فشل مسلسل التنسيق الأمني

وشدد أبو زهري في تصريح خاص أدلى به لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”، مساء الخميس (6/3)، على أن هذه العملية “تؤكد على استمرار مشوار المقاومة بكافة أشكالها وبما في ذلك العمليات الاستشهادية”، مضيفا: “إن هذه العملية أيضاً تأتي لكي تثبت بشكل واضح فشل مسلسل التنسيق الأمني الذي يحاول إجهاض مشروع المقاومة، وهو الذي تمارسه أجهزة عباس الأمنية مع قوات الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة”.

فرح وابتهاج وتوزيع حلوى

وفور سماع نبأ العملية الاستشهادية في مدينة القدس المحتلة فقد خرج الآلاف من المواطنين والأهالي مكبرين ومهللين فرحا بالعملية الاستشهادية “القوية والجريئة” التي أوقعت ما يزيد عن ثمانية قتلى صهاينة، فيما ذهب آخرون يوزعون الحلوى على بعضهم البعض ابتهاجا بالعملية الاستشهادية ذاتها.

وعجت المسيرات العارمة العفوية شوارع المدن والمخيمات والبلدات الفلسطينية، حيث توجهت هذه المسيرات السعيدة إلى بيوت أهالي وذوي الشهداء الذين قتلتهم قوات الاحتلال الصهيوني في المحرقة الصهيونية لتهنئتهم بالعملية والتأكيد على أن دماء أبنائهم لا ولن تذهب هدار، كما بدأت مكبرات الصوت في مساجد قطاع غزة بالتكبير والتهليل، في إطار الاحتفال بالعملية الاستشهادية البطولية.

رسائل وتبريكات عبر الهواتف والجوالات

وتبادل المواطنون الاتصالات عبر الهواتف الأرضية والنقالة ابتهاجاً بالعملية الاستشهادية، وفيما انشغلت شبكة “الجوال”، اكتفى الكثيرون بتبادل رسائل التهاني والتبريكات بالعملية البطولية من خلال رسائل الـ ( sms ) والتي جاء في أحد هذه الرسائل: “هاهي دماء الأطفال قتلتهم، وأنات الثكالى جندلتهم وبثبات الرجال ودعاء الركّع جاء النصر”.

ولابد من التذكير أن هذه العملية الاستشهادية جاءت عقب المجازر والمذابح الصهيونية بل والمحرقة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني ضد الأهالي والمواطنين في محافظة شمال قطاع غزة، حيث استشهد خلال المحرقة إياها قرابة 130 شهيدا وأصيب قرابة 350 مواطناً، وصفت الكثير من الحالات بأنها بالغة الخطورة، كما أن معظمهم المستهدفين هم من النساء والأطفال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

جنين- المركز الفلسطيني للإعلامتصدّت المقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، بعد اقتحامها جنين وحصارها منزلا في بلدة جبع جنوبًا، شمال...