الجمعة 31/مايو/2024

عزت الرشق في لقاء خاص مع المركز الفلسطيني للإعلام

عزت الرشق في لقاء خاص مع المركز الفلسطيني للإعلام

يؤكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، عزت الرشق، أن ما يجري بحق حجيج قطاع غزة من امتهان لكرامة الحجّاج ولقداسة هذه الشعيرة الإسلامية، “أمر مرفوض”، ويضيف بأن عودة حجّاج القطاع سالمين إلى ديارهم “مرهون بالسلطات المصرية التي ندعوها إلى رفض الضغوط الأمريكية والصهيونية والتي تتم بتشجيع وتأييد رئاسة السلطة”.

ويؤكد الرشق في مقابلة مطوّلة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” على أن حركته تبذل جهوداً حثيثة من أجل إنهاء هذه الأزمة، وأن اتصالات أجراها رئيس المكتب السياسي لـ “حماس” مع عدد من القادة العرب بالإضافة إلى عدد من المسؤولين المصريين لتيسير عودة حجّاج القطاع إلى ديارهم عبر معبر رفح، لافتاً الانتباه إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد شكّل خلية عمل لإجراء الاتصالات مع الأطراف المعنية لعدم السماح للحجاج بالعودة عبر معبر رفح.

وتطرق الرشق خلال اللقاء إلى تصريحات رئيس “الحكومة” غير الشرعية سلام فياض التي أعرب فيها عن “ألمه” لمصرع الجنديين الصهيوني على أيدي رجال المقاومة في الخليل وإقراره بتعاونه الأمني مع الاحتلال، واعتبر الرشق أن تلك التصريحات تؤكد أن فياض و”حكومته” قد “استنسخا دور جيش لحد (في جنوب لبنان)، وأخذوا ينفذون هذا الدور في الضفة الغربية”.

عضو المكتب السياسي لحركة حماس، شخّص خلال اللقاء طبيعة الأزمة الراهنة التي تعيشها الساحة الفلسطينية، واستعرض رؤية حركته لحل تلك الأزمة، كما تطرق إلى المبادرات والتحركات لرأب الصدع في الساحة الفلسطينية، وقضية صفقة تبادل الأسرى، وقضايا أخرى.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” في دمشق مع عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس:

عودة حجّاج القطاع سالمين إلى ديارهم مرهون بالحكومة المصرية

لنبدأ بأزمة حجّاج قطاع غزة العالقين عند الحدود الأردنية ـ المصرية، والذين يشترط دخولهم الأراضي المصرية التوقيع على تعهد بعدم العودة إلى وطنهم عبر معبر رفح الحدودي. كيف تنظرون إلى هذه الأزمة، وهل من أفق لحلّها؟

الرشق: بداية، يجب التأكيد على أن ما يجري بحق حجيج قطاع غزة من امتهان لكرامة الحجّاج ولقداسة هذه الشعيرة الإسلامية، هو أمر مرفوض، ونحن نرى بأن عودة حجّاج القطاع سالمين إلى ديارهم مرهون بالسلطات المصرية التي ندعوها إلى رفض الضغوط الأمريكية والصهيونية والتي تتم بتشجيع وتأييد رئاسة السلطة التي لم تخف انزعاجها ورفضها لمغادرة حجاج قطاع غزة إلى مكة عبر معبر رفح، حيث طالبت حينها الغزيين المتوجهين إلى أراضي الحجاز بالمغادرة إلى مصر من خلال المعابر التي تسيطر عليها قوات الاحتلال ليتسنى للأخيرة اعتقال من تريد اعتقاله من الحجّاج.

لذا فالحجّاج يرفضون العودة إلى القطاع إلا عبر معبر رفح الذي خرجوا منه حتى لا يتعرضوا للاعتقال أو للتنكيل على أيدي جنود الاحتلال كعقاب لهم على الخروج من القطاع عبر معبر رفح.

إن كل الأعذار التي سيقت لتبرير عدم عودة حجّاج قطاع غزة عبر معبر رفح غير مفهومة وغير مقبولة، ولا يجوز تعذيب الحجّاج بهذه الطريقة، ونحن لا نقبل ولا نفهم كيف أن مصر بموقعها ومكانتها ودورها هي غير قادرة على إعادتهم من المعبر الذي خرجوا منه، وباعتقادي أن المبررات الدينية التي دعت مصر لتسهيل خروج حجّاج قطاع غزة عبر معبر رفح لأداء الفريضة هي المبررات ذاتها التي تتيح لمصر السماح للحجّاج بالعودة عبر رفح.

ولا بد من التنويه بأن غالبية الحجّاج هم من المسنين، وبعضهم مرضى ومقعدين، كما أن ستين بالمائة منهم هن من النساء، ونحن من جانبنا نتابع بقلق شديد أزمة الحجّاج، ونحذر في الوقت ذاته من تداعيات طول الانتظار على حياة الحجاج، خاصة وأنهم الآن يعيشون في العراء وسط أجواء شديدة البرودة، وبالفعل بدأت بوادر الكارثة تظهر، فقد استشهدت يوم السبت الماضي (28/12) سيدة مسنة وهي الحاجة شفيقة البحيصي (62 عاماً)، وأنا هنا أتوجه بخالص التعازي لأهلها وأقربائها، وأدعو الله أن يتغمدها بواسع رحمته ويدخلها فسيح جناته، ونحن نهيب بالدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية التحرك من أجل الضغط باتجاه الحيلولة دون تعرض حياة حجاج قطاع أو بعضهم للخطر.

وأود أن أشير إلى أن مصادر من داخل مقر رئاسة السلطة في رام الله تؤكد أن “أبو مازن” يمارس ضغوطاً من خلال الإدارة الأمريكية، وأطراف أخرى على مصر لعدم إدخال حجاج قطاع غزة عن طريق معبر رفح، وقد شكّل عباس خلية عمل لإجراء الاتصالات مع الأطراف المعنية لعدم السماح للحجاج بالعودة عبر معبر رفح.

 

جهود حثيثة من أجل إنهاء أزمة حجّاج القطاع

ـ ما هي الخطوات التي قمتم أو تعتزمون القيام بها من أجل إنهاء أزمة حجّاج قطاع غزة؟

الرشق: منذ اللحظة الأولى للأزمة ونحن نبذل جهوداً حثيثة من أجل إنهاء هذه الأزمة، وقد قام الأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بإجراء اتصالات هاتفية مع عدد من المسؤولين المصريين، كما أجرى اتصالات مع القادة ومسؤولين عرب في مقدمتهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والرئيس السوداني عمر البشير وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، تحدث فيها معهم حول الأوضاع الصعبة التي يعيشها الحجّاج الفلسطينيون العائدون من الأراضي المقدسة إلى قطاع غزة، مطالباً بالتدخل لدى الرئيس المصري حسني مبارك لتيسير عودة الحجّاج عبر معبر رفح، وبالفعل كان هناك تفهماً لدى الجهات التي تم الاتصال بها، وهنا أؤكد لإخوتنا الحجّاج ولجماهير شعبنا عزمنا وإصرارنا على متابعة الموضوع حتى تتم عودتهم جميعاً إلى القطاع عبر معبر رفح، بإذنه تعالى.

 

فياض يذرف الدموع لمصرع جنديين صهيونيين

ـ رئيس “الحكومة” سلام فياض، أعرب خلال لقائه مع رئيس الكيان الصهيوني عن ألمه لمصرع الجنديين الصهيوني على أيدي رجال المقاومة في الخليل، كما أقرّ بتعاونه الأمني مع الاحتلال واعتقال المشتبه بقيامهم بتنفيذ تلك العملية، ما تعليقكم؟

الرشق: إن فياض الذي عبر عن ألمه ولوعته وذرف الدموع لمصرع جنديين صهيونيين على أيدي المجاهدين في الخليل، لم نسمع منه كلمة إدانة أو شجب أو حتى رفض للعمليات الإرهابية التي يواصل الاحتلال الصهيوني تنفيذها بحق أبناء شعبنا في الضفة والقطاع.

فياض الذي قدم عزاءه لعائلتي الجنديين الصهيونيين اللذين تؤكد مصادر الاحتلال أنهما من قوات النخبة الصهيونية التي شاركت في تنفيذ عدة عمليات اغتيال للمجاهدين والمقاومين من أبناء شعبنا، وفياض الذي أكد التزام “حكومته” بواجباتها الأمنية تجاه الاحتلال أي بتوفير الأمن لجيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه، إن كل ذلك يؤكد أن هذا الفياض و”حكومته” غير الشرعية قد استنسخا دور جيش لحد، وأخذوا ينفذون هذا الدور في الضفة الغربية.

 

لم ولن يساورنا قلق على مصير قضيتنا الوطنية فهي قضية شعب ووطن وحقوق

ـ احتفلت حركة حماس قبل أيام بالذكرى العشرين لانطلاقتها، وذلك في ظل ظروف معقدة تعيشها الساحة الفلسطينية جرّاء الانقسام الداخلي وتصاعد حدة العدوان الصهيوني والحصار الغربي على الضفة والقطاع، وتراجع الموقف العربي؛ هل هناك قلق لدى حماس على مصير القضية الفلسطينية؟

الرشق: لا شك بأن القضية الوطنية تمر في مرحلة صعبة ومعقدة، فهناك حالة انقسام سياسي وجغرافي يسعى فريق رئاسة السلطة في رام الله إلى تكريسها استجابة للمطالب الصهيونية والأمريكية، ظنّاً منهم بأن تداعيات حالة الانقسام المدعّمة بتصعيدٍ عدواني صهيوني وتشديدٍ للحصار على قطاع غزة، ومواصلة الاحتلال والأجهزة الأمنية التابعة لرئاسة السلطة باستهداف كوادر وأنصار ومؤسسات الحركة في الضفة الغربية ستؤدي إلى تقويض قوة حماس، بما تمثله من ثقل على صعيد المقاومة ومن حضور على صعيد العمل السياسي والجماهيري.

وبالتالي؛ فإن الانقسام الداخلي والتصعيد العدواني الصهيوني والحصار المفروض على الضفة والقطاع، حلقات ضمن سلسلة تستهدف خيار المقاومة وعوامل الصمود الفلسطيني، الأمر الذي أضعف حتى فريق المفاوضات الذي ذهب وهو ضعيف ومهزوز ويستجدي العدو بالفتات ليستقوي به على حركة حماس أمام شعبنا، وحتى هذا الفتات لم يناله هذا الفريق الذي فرط وما زال بحقوق شعبنا وثوابته وباعها مقابل استمرار دوره وامتيازاته ومصالحه الشخصية، وما الصفعة التي تلقاها المفاوض الفلسطيني عقب مؤتمري أنابوليس وباريس والمتمثلة بالتصعيد العدواني والاستيطاني الصهيوني إلا انعكاساً لوزن المفاوض الفلسطيني حسبما تراه الحكومة الصهيونية، ونحن هنا نؤكد أن المفاوضات التي تجريها رئاسة السلطة مع حكومة الاحتلال، ليست فقط قفز في الهواء وعوم في الأوهام، إنما تعطي الاحتلال غطاءً من أجل مواصلة عدوانه وحصاره، خاصة وأن المفاوضات تتركز حول تطبيق البند الأول من خطة خارطة الطريق، وأرى بأن سقف وغاية تلك المفاوضات، حسب المعطيات والمقدمات، لن يتعدى حدود إرغام رئاسة السلطة على تطبيق البند الأول من خارطة الطريق والمتعلق بتفكيك بنى المقاومة وملاحقة عناصرها ومجاهديها، فضمن هذا الإطار سيدور رحى المفاوضات.. وهو الأمر الذي تشتغل به قيادة السلطة ممثلة بـ “أبي مازن” و”حكومة” فياض، حيث تعتبر ضرب المقاومة وملاحقة المجاهدين وتجريدهم من سلاحهم وتفكيك البنى التحتية لمجتمع الصمود والتنسيق الأمني مع الاحتلال أهم منجزاتها التي تسوق بها نفسها أمام المجتمع الدولي.

نحن نؤكد أن الخطوة الأولى لتجاوز الواقع الصعب الذي يعيشه شعبنا وتمر به قضيتنا تتجسد باستعادة الوحدة الوطنية، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي على قاعدة التمسك بالحقوق والثوابت ودعم صمود شعبنا، وذلك عبر حوارٍ وطني شامل مؤسس على المصلحة العليا لشعبنا، ولا شك أن استعادة الوحدة الوطنية ستكسر أولى حلقات المؤامرة الصهيو ـ أمريكية، وستدفع باتجاه إحداث تحولات في الموقف العربي والإسلامي والدولي أيضاً تجاه العمل لوقف العدوان والحصار على الضفة والقطاع.

وعودة إلى سؤالك إن كان هناك قلق لدى حركة حماس على مصير القضية الفلسطينية على ضوء المشهد الراهن الذي تعيشه الساحة الفلسطينية، أقول: نحن لم ولن يساورنا قلق على مصير قضيتنا الوطنية، فهذه قضية شعب ووطن وحقوق، قضية لها امتداداتها العربية والإس

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات