الخميس 30/مايو/2024

صباح العيد الفلسطيني يبدأ بأضرحة الشهداء ويتواصل مع الأسرى في سجونهم

صباح العيد الفلسطيني يبدأ بأضرحة الشهداء ويتواصل مع الأسرى في سجونهم

للعيد في فلسطين لون آخر، فخصوصية وجود الاحتلال تحتم على الفلسطينيين مسلكاً مختلفاً عما يألفه غيرهم في مثل هذه الأيام السعيدة. وتبقى أهم الخصوصيات التي يمتاز بها العيد الفلسطيني هي افتتاحه بزيارة قبور الشهداء وزيارة الأسرى في سجون الاحتلال بعيد صلاة العيد مباشرة.

عيد يبدأ بزيارة الشهداء

تقول والدة الشهيد محمد عثمان، إنها تبدأ صباح العيد بزيارة ضريح ابنها لمدة ساعة وأكثر، وتتبادل التحيات والدعوات الصالحة مع أهالي الشهداء المتواجدين عند أضرحة الشهداء المجاورة لضريح ابنها.

وتضيف الأم أنّ الدموع تكون منسابة بغزارة مع تذكر حياة الشهيد، وتزداد مع الالتقاء بأمهات الشهداء اللواتي يكنّ متواجدات، وتضيف أنها مع معرفتها أنّ الشهيد يشفع لها إلاّ أنها تصرّ على توزيع الحلويات خاصة كعك العيد على الأطفال والفقراء المتواجدين على المقبرة، وتطلب منهم الدعاء للشهيد ولجميع الشهداء أن يتقبلهم الله عنده في عليين مع الشهداء والأبرار.

أما زوجة الشهيد خالد طه فإنها تجهِّز أطفالها لزيارة ضريح والدهم الشهيد، ومن ثم تقرأ ما تيسّر من القرآن على قبره وتدعو له، وتلاحظ أنّ أولادها الصغار أحياناً يتصرّفون وكأنهم يتواصلون مع والدهم واللعب حول ضريحه وكأنه حي بينهم يلاعبهم.

زيارة الأسرى صباح العيد

أما والدة الأسير حسام عبد الله، فتروي كيف أنها في صباح كل عيد تكون جاهزة لزيارة ابنها الأسير، وهي تتجهّز للزيارة قبل يوم واحد وتقوم بشراء ما يلزمه من ملابس ومواد وأغذية وحلويات العيد التي تسمح إدارة السجن بإدخالها بصعوبة. لكنّ الأم الفلسطينية تضيف أنّ “الزيارة مؤلمة وفيها قسوة وعذاب وقهر وهي ترى ابنها خلف القضبان يتحكم به الصهاينة الواردين لنا من مختلف بقاع العالم بغير وجه حق”، كما تقول.

وبدورها؛ فإنّ والدة الأسير أحمد محمد تقول إنها لا تشعر بأية فرحة في العيد بسبب وجود ابنها خلف القضبان، مشيرة إلى أنّ زيارة ابنها في العيد تفرحها وتبكيها في الوقت نفسه، فهي تفرحها بلقائه في دقائق لا تتعدى الخمس والأربعين تنقضي بشكل خاطف، وتصطحب معها بعض الكعك والحلوى، وتبكيها للفراق والبعد عن ابنها لمدة تزيد أو تقصر بحسب تحكّم سلطات الاحتلال التعسفي، بانتظار الزيارة القادمة.

زيارات تضامنية

ومع انتهاء زيارات قبور الشهداء وسجون الاحتلال؛ تعود الأمهات وأفراد العائلات إلى المنازل والبيوت لاستقبال أصدقاء الشهيد أو الأسير، وللترحيب بالأقارب واستقبال وفود الفصائل الفلسطينية. إنهم الزائرون الذين يحاولون التخفيف من آلام ذوي الشهداء والأسرى وعذاباتهم.

وفي هذا السياق؛ دعا أسرى حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في سجن النقب الصحراوي، جماهير الشعب الفلسطيني لاعتبار عيد الفطر السعيد، الذي يبدأ اليوم الجمعة (12/10)، مناسبة خاصة لتجديد التضامن مع أسر الشهداء والجرحى والمعتقلين.

وفي رسالة سُرِّبت مع أسير أُطلق سراحه مؤخراً، وتلقاها “المركز الفلسطيني للإعلام”؛ قال أسرى “حماس” في سجن النقب إنّ “الشعب الفلسطيني جريح ويعاني، وإنّ الكثير من العائلات فيه يحل عليها العيد هذا العام وقد افتقدت أبناء ومعيلين وأرباب أسر غيبتهم ممارسات الاحتلال وعدوانه المتواصل شهداء وجرحى وأسرى”.

وأضاف أسرى “حماس” في رسالتهم، أنّ المجتمع الفلسطيني الذي عُرف طوال سنوات طويلة خلت بالتعاطف والتعاضد والتكافل والتراحم؛ قادر على مواصلة مشوار دعم صمود أبنائه الذين يقدمون الروح والنفس والمال دفاعا عن قضاياهم وصوناً لحقوقهم الوطنية المشروعة”، كما جاء فيها.

 

هذا حال العيد في فلسطين، فصباح اليوم الأول منه يحمل من الذكريات والآلام ما يعجز عنه الوصف، فالشهداء والأسرى بعشرات الألوف، وهؤلاء لهم مئات الألوف الذين لا ينسوهم ولا يتركون دماء الشهداء تذهب سدى ولا يدعون عذابات الأسرى تمرّ بشكل عابر. ويبقى العيد محطة متجددة للمجتمع الفلسطيني للالتفاف حول قضيته وتجديد العهد مع تضحياته التي ينبغي أن تتواصل حتى التحرير والخلاص من الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان في غارة للاحتلال على جنوب لبنان

شهيدان في غارة للاحتلال على جنوب لبنان

بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شخصان، وأصيب آخر بجروح، في غارة شنها الطيران الحربي للاحتلال الإسرائيلي مساء الخميس، على بلدة حولا جنوبي...