الخميس 09/مايو/2024

فاتن ضراغمة .. من أسيرة في سجون الاحتلال إلى أسيرة للأمراض والأوجاع

فاتن ضراغمة .. من أسيرة في سجون الاحتلال إلى أسيرة للأمراض والأوجاع

تقبع الأسيرات الفلسطينيات ، واللواتي يزيد عددهن عن مائة أسيرة، في سجون الاحتلال وجهاً لوجه مع انتهاكات السلطات الصهيونية بحقهن. وتمتد معاناة تلك المكافحات على طريق الحرية إلى ما بعد التحرّر من ظلمة السجون، كما تبرهن عليه تجربة الأسيرة المحررة فاتن ضراغمة.

أسيرة محرّرة .. والمعاناة مستمرة

إنها الأسيرة التي تحرّرت قبل أسابيع، بعد ثلاث سنوات قضتها في سجون الاحتلال، بينما هي الآن أسيرة للمرض جراء ما تعانيه من أوضاع صحية غاية في الصعوبة.

وتفتك بالأسيرة المحررة فاتن ضراغمة عدد من الأمراض والأوجاع الصحية، كارتفاع الضغط وتضخم الغدة الدرقية وآلام الرأس المستمرة والهزال الشديد والانتفاخ في حجم جسمها، والزيادة غير الطبيعية في الوزن، إضافة إلى وجود أظفر في العين وألياف في الرحم وقرحة في المعدة وخلل في الهرمونات.

كل ذلك بما يصاحبه من ألم نفسي ومتاعب معنوية مستقاة من عذابات الأسر، إلى الحرقة والألم على بقاء زميلاتها الأسيرات خلف القضبان مواسم إضافية.

متاعب السجن والتحقيق

لقد تلقت فاتن ضراغمة ضربات شديدة على أيدي سجاني الاحتلال، بدءاً من اعتقالها وتعرضها للتعذيب اليومي والقاسي، وممارسة الأساليب القمعية بحقها، وانتهاء بسياسة العزل التي تم إخضاعها لها في سجن الجلمة، وما صاحب كل ذلك من ممارسات وإجراءات مهينة بحق الأسيرات بشكل عام لتدمير كيانيتهن، وكذلك التفتيش العاري الذي يهدف لإذلال الأسرى والأسيرات في مخالفة صريحة لكل القوانين والمواثيق الدولية.

كل الذي سبق وغيره الكثير؛ جعل ضراغمة أسيرة للمرض الذي أخذ ينهش جسدها ويفتك به، لتزور العيادات الصحية منذ اللحظة الأولي للإفراج عنها، حيث بدا جسمها منهكاً لا يقوى على الحراك.

مخاوف من عواقب صحية خطيرة

وتقول ضراغمة، وهي أم لستة أطفال، من بلدة اللبن الشرقية الواقعة في قضاء نابلس “منذ لحظة الإفراج عني وأنا أعيش حالة من عدم الاستقرار، حيث قمت بزيارة العديد من المستشفيات والعيادات الصحية للاطلاع على وضعي ومعرفة المشاكل الصحية التي أعاني منها، من أجل الحصول على العلاج الملائم خاصة وأن جسدي لم يعد يحتمل”.

وأضافت ضراغمة والتي تم اعتقالها في سنة 2004 “قمت بعرض حالتي على أخصائي، حيث طلب مني القيام بعمل صورة أشعة للوقوف على وضعي الصحي، ليتضح وجود جسم غريب في أعلى الرقبة عند منطقة الرأس، عبارة عن كتلة متضخمة، ولم يتم التعرف حتى الآن ما هو هذا الجسم الغريب”، وفق توضيحها.

أسيرة للمرض والمتاعب الصحية

وأكدت الأسيرة المحرّرة فاتن ضراغمة أنّ الممارسات التي تتبعها إدارة السجون الصهيونية بحق الأسرى والمعتقلين، وافتقار السجون إلى أدني متطلبات الحياة الإنسانية، إضافة إلى التعذيب والضرب والعزل والمنع وإطلاق الغاز المسيل للدموع والحرمان من الحقوق المقررة؛ كلها ساهمت في تردى أوضاع الأسرى والأسيرات، و”بالتالي انعكست على حالتي والتي لم أعد أقوي على فعل شيء، بل أصبحت أسيرة للمرض، فأنا لا زلت بحاجة إلى الراحة والعناية الطبية”، معتبرة أنّ “التحاليل (الطبية) مستقبلاً ستكشف أموراً قد أكون أجهلها ولا أعلم بها”، كما تقول.

مأساة هذه الأسيرة المحررة تزيح الستار عن جانب من معاناة الأسرى والأسيرات، فخروجهن من وراء القضبان قد لا يعني سوى التحوّل إلى أسير أو أسيرة للمرض، نتيجة للظروف الخانقة التي يتم فيها الاحتجاز داخل السجون الصهيونية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات