الجمعة 10/مايو/2024

غوش إيمونيم

غوش إيمونيم

غوش إيمونيم، عبارة عبرية تعني كتلة المؤمنين، وهي حركة صهيونية استيطانية ذات ديباجات دينية حلولية عضوية تطالب بصهيونية الحد الأقصى، والحركة ليست حزباً وإنما حركة شعبية غير ملتزمة إلا بالحفاظ على أرض الكيان الصهيوني، ولكن رغم توجهها الديني الواضح، فإنه توجُّه ديني في إطار حلولي، ومن ثم يتداخل الديني والقومي.

تأسست الحركة رسمياً في نهاية شتاء 1947، بعد أن تمردت مجموعة من أعضاء حزب المفدال على قيادة الحزب، بعد أن وافقت على الانضمام إلى حكومة رابين الائتلافية، ولكن تأسيس الحركة الفعلي كان بعد يونيه 1967.

من وجهة نظر غوش إيمونيم، يُعَدُّ احتفاظ الدولة العبرية بالأراضي المحتلة بعد عام 1967 أمراً ربانياً لا يمكن للاعتبارات الإنسانية أو العملية أن تجُبه، ورغم أن هذه المنظمة تتحدث عن بعث الحياة اليهودية في كل المجالات، فإنها ركزت جل نشاطها على عملية الاستيطان وتصعيده حتى لا يمكن عودة الضفة الغربية للعرب، أي أنها تحاول أن تترجم سياسة الوضع القائم الصهيونية إلى وجود مادي صلب من خلال إقامة المستوطنات.

وبعد أن وصل حزب الليكود إلى الحكم عام 1977 قدَّمت الجماعة مشروعاً للحكومة لإنشاء 12 مستوطنة في الضفة الغربية، كانت حكومة العمال السابقة رفضت إنشاءها، فوافقت الحكومة الجديدة وتم إنشاء المستوطنات خلال عام ونصف، ثم قدَّمت الجماعة مشروعاً آخر عام 1978عبارة عن خطة شاملة للاستيطان من خلال إقامة شبكة من المستوطنات الحضرية والريفية لتأكيد السيادة الإسرائيلية على المنطقة، ورغم أن الحكومة لم توافق على الخطة رسمياً، فإنه تم تدبير الاعتمادات اللازمة لتنفيذها تدريجياً.

يشرف الجناح الاستيطاني للجماعة (أمانا) على تنفيذ هذه المخططات، وكان يتبعها 50 مستوطنة، لكن معظمها من النوع الذي يُسمَّى “مستوطنات الجماعة”، وهي “المستوطنات المنامة” التي يعيش فيها مستوطنون يعملون في المدن الكبرى مثل تل أبيب والقدس ويقضون سحابة ليلتهم في المستوطنة، ويتراوح حجم سكان المستوطنة من 15 عائلة إلى 500 عائلة.

وكانت منظمة غوش إيمونيم تتمتع بتأييد قطاعات كبيرة من الرأي العام الصهيوني والأحزاب الصهيونية التي تطالب بصهيونية الحد الأقصى، وأصبح كثير من أعضاء الجماعة مديرو مجالس المناطق التي تقدم الخدمات البلدية للمستوطنين، وتحصل هذه المجالس على ميزانيتها من وزارة الداخلية.

وكان موشيه ليفنغر الرئيس الروحي للجماعة، ودخل مصحة نفسية في شبابه، وقد هُمِّش قليلاً بعد تعيين دانييلا فايس سكرتيرة عمومية للجمعية، وتعبِّر الجمعية عن أفكارها في مجلة نيكوداه (العبرية) ومجلة كاونتر بوينت (الإنجليزية)، وانتهت الجماعة تقريباً عام 1992 حينما رشح ليفنجر وفايس أنفسهما في الانتخابات ولم يحصلا على الأصوات الكافية ليصبحا أعضاء في الكنيست، كما أدَّى ترشيحهما لأنفسهما إلى فشل حزب هتحيا الذي كان يدعمها في الحصول على أية أصوات، وظهرت جماعات أخرى صغيرة تضم المستوطنين الذين يطالبون بصهيونية الحد الأقصى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات