السبت 04/مايو/2024

أبراهام بورغ رئيس الكنيست السابق

أبراهام بورغ رئيس الكنيست السابق

أعرب رئيس الكنيست والوكالة اليهودية الأسبق “أبراهام بورغ” عن معارضته لتعريف إسرائيل على أنها دولة يهودية، وقال إن تعريفها كدولة يهودية سيقرّب نهايتها، جاءت أقوال بورغ في حوار أجراه معه الصحافي آري شفيط ونشرته صحيفة “هآرتس” مؤخرا، بمناسبة صدور كتابه الجديد “الانتصار على هتلر”.

وقال بورغ إن “تعريف دولة إسرائيل على أنها دولة يهودية هو مفتاح نهايتها، فدولة يهودية هي مادة متفجرة”، مؤكدا أنه لا يمكنها أن تكون أيضاً “دولة يهودية وديمقراطية”، وأشار إلى أنه لم يعد يعتبر نفسه صهيونيا وأنه “يجب إبقاء هرتسل خلفنا”، في إشارة إلى صاحب فكرة “دولة اليهود” ثيودور هرتسل.

ودعا إلى البدء في التداول حول “قانون العودة” الذي يتيح لكل يهودي في العالم الهجرة إلى إسرائيل والحصول على مواطنة فيها معتبرا أنه “قانون لحماية الذات، وهو صورة مرآة لهتلر” الزعيم النازي لألمانيا، وأضاف أن “قانون العودة يفرض طلاقا بيننا وبين يهود الشتات، وبيننا وبين العرب”.

واقترح بورغ تفكيك الوكالة اليهودية وقال “لقد اقترحت عندما كنت رئيساً للوكالة اليهودية تغيير اسمها من الوكالة اليهودية لأرض إسرائيل إلى الوكالة اليهودية للمجتمع الإسرائيلي، ويجب أن تعتني بكل مواطني إسرائيل بمن في ذلك العرب”، ورأى “أننا في الأيام الأخيرة لليهودية العالمية والصهيونية عندنا هي دائما كارثية”.

وعرّف بورغ نفسه على أنه “إنسان ثم يهودي ثم إسرائيلي، وأشعر أن العامل الإسرائيلي مجحف بحق العاملين الآخرين، ولذلك فإن الإسرائيلية لا تكفيني وأنا مرغم على العودة إلى مكاني اليهودي، وأعتقد أن البنيات الإسرائيلية الراهنة هي مخاطر”.

وشدّد على أن إسرائيل تعتمد على القوة فحسب وهي قوة استعمارية، وقال “انظر إلى حرب لبنان الثانية، لقد عاد الشعب من المعركة وكانت هناك انجازات معينة وإخفاقات معينة، وكنت أتوقع من المسئولين وحتى من اليمين أن يدركوا أنه عندما يمنحون الجيش تفويضا للانتصار فإنه لا ينتصر، وأن القوة ليست الحل، لكن بعد ذلك جاء دور غزة، وما هو الحوار حيال غزة؟ أن ندخل إلى هناك وأن نمحوهم، ويبدو أنهم في إسرائيل لم يستوعبوا شيئاً”.

وأضاف: الاحتلال هو جزء صغير من الموضوع فإسرائيل هي مجتمع خائف والخوف الأكبر، الخوف القديم، هو ستة ملايين يهودي تمت إبادتهم في المحرقة”، وتابع أن المجتمع الإسرائيلي هم أناس “معاقون نفسياً وينتابهم الرعب والخوف ويستخدمون القوة لأن هتلر تسبب لنا بضرر نفسي عميق”.

وقال: أوافق على أن هناك مصاعب، لكن هل هي مطلقة؟ وهل كل عدو هو بمثابة معسكر الإبادة النازي أوشفيتس؟ وهل كل حماس عدو؟ وكاد أن يشبه إسرائيل بألمانيا النازية، لكنه قال إنها شبيهة بألمانيا عشية صعود النازية إلى الحكم حيث كان الشعب الألماني ناقما على العالم، وإن هناك في إسرائيل شعورا بالإهانة القومية الكبرى والهزيمة غير المبررة في الحروب، لذلك أصبحت العسكرة مركزية في الهوية”.

وقال بورغ: إن الفاشية أصبحت قائمة هنا في إسرائيل، وهناك حوار حول الترانسفير في الحكومة

الإسرائيلية وقد تخطينا الكثير من الخطوط الحمراء في السنوات الأخيرة، وعندها تسأل نفسك ما هي الخطوط الحمراء المقبلة التي سنتخطاها أيضاً، ورأى أن “مجتمعنا يعيش على حدّ سيفه، وليس عبثا أقارن ذلك مع ألمانيا، لأن مشاعر الالتزام لدينا بالعيش معتمدين على السيف نابعة من ألمانيا، وما سلبته منا خلال سنوات الحكم النازي يحتم سيفا كبيرا جدا، أنظر الجدار العازل، إنه جدار ضد جنون الارتياب وهو يمنح طلاقا لحلم الاندماج في المنطقة، واعتبر أن الجدار يشير إلى حدود أوروبا الأخيرة المتمثلة بإسرائيل.

واعتبر بورغ أن الإسرائيليين يختنقون في إسرائيل بدون الروح، “أصبحنا أمواتا، رغم أنه لم يبلغنا أحد لكننا أموات”، وأضاف “أعتقد أن انعدام الوجود الإسرائيلي ليس بديلا لكل الوجود اليهودي منذ ألفي عام ولذلك ألفت الكتاب، لأنه لا يمكنني ترك العالم فيما أنا أكذب على نفسي، وقلت لك إنه لا وجود يهودي من دون رواية، لا يوجد شيء كهذا، وهنا بالتأكيد لا توجد رواية، لكن الأمر الأخطر هو عدم وجود قوة قادرة على إنماء الرواية من الداخل، ولهذا أتوجه إلى العالم وإلى اليهودية”.

وقال بورغ: “أنا مواطن العالم وهذه هي هرميتي، مواطن العالم وبعد ذلك يهودي، وفقط بعد ذلك إسرائيلي، ولدى مسؤولية كبيرة حيال سلامة العالم”، ولفت إلى أنه يحمل جواز سفر فرنسيا واعتبر أن الرئيس الفرنسي المنتخب حديثا نيكولا ساركوزي “هو بنظري خطر على سلامة العالم، ولذلك ذهبت وصوتت ضده”، ونصح كل إسرائيلي بأن يستصدر جواز سفر أجنبيا.

وكتب بورغ في كتابه أن عمليات الاغتيال التي تنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين هي في الواقع أعمال قتل وقال إن “هذا ما نفعله هناك، ما الذي تريدني أن أقوله؟ إن هذا عمل إنساني؟ إن هذا الصليب الأحمر؟” وأكد على أن ما تنفذه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية هو جرائم حرب “خصوصاً لعدم وجود أفق للحوار، والإسرائيلي هادئ جداً، عربي واحد أكثر وعربي واحد أقل، لكن في النهاية الكومة تتراكم وأعداد الأبرياء القتلى من الفلسطينيين كبيرة لدرجة أنه لا يمكن احتواؤهم أكثر”.

وأضاف “إني أرى ما يحدث أمام ناظري وأرى أن كومة الجثث الفلسطينية تعبر السور الذي وضعناه من أجل ألا نراها”، ودعا إسرائيل إلى نزع سلاحها النووي وقال: إن “يوم تفكيك القنبلة سيكون أهم يوم في حياة دولة إسرائيل، فهذا سيكون اليوم الذي سنحقق فيه صفقة جيدة للغاية مع الطرف الآخر، ولن نحتاج بعدها للقنبلة، وهذا يجب أن يكون طموحنا وعموما أنا متفائل جداً”.

واعتبر أن رئيس الحكومة ايهود أولمرت، الذي تربطه به صداقة وطيدة، هو “الأكثر خبرة بين أبناء جيله، لكن بعد إعلان الحرب على لبنان لم يعد بإمكانه إخراج ما لديه من قدرات”، واعتبر أن”التفكير على طريقة الرئيس الأميركي جورج بوش بأن الحرب هي خيار أول هو خطأ أضرّ بكل الأمور الجوهرية الأخرى لدى أولمرت، ولا أزال أصلي لأن يصحح ذلك من خلال دراما سياسية كبيرة، باتجاه حماس أو سورية أو مبادرة السلام العربية”.

وقال بورغ، القيادي السابق في حزب العمل، إنه يؤيد أن يصل إيهود باراك لرئاسة الحزب لأنه أثبت عندما كان رئيسا للحكومة أنه مستعد للذهاب أبعد من الإجماع الإسرائيلي في سياق حل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات