الأحد 05/مايو/2024

الموساد يكشف أسرار اغتياله لزعيم حركة الجهاد الإسلامي د. فتحي الشقاقي

الموساد يكشف أسرار اغتياله لزعيم حركة الجهاد الإسلامي د. فتحي الشقاقي

نشرت صحيفة يديعوت احرونوت في ملحقها الأسبوعي فصلاً من كتاب “نقطة اللاعودة”، لمؤلفه الصحافي رونين برغمان، الذي يكشف عن رواية الموساد لتفاصيل اغتيال مؤسس حركة الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي، في أكتوبر 1995، في جزيرة مالطا الايطالية أثناء عودته من مؤتمر في ليبيا.

وجاء في الكتاب أنَّ رئيس الوزراء اسحق رابين، أمر في يناير باغتيال الشقاقي في أعقاب تنفيذ الجهاد عملية بيت ليد حيث قتل 22 إسرائيليا وجرح 108 آخرين، وبعد صدور الأوامر بدأ الموساد الاستعداد للاغتيال، عن طريق وحدة منبثقة تسمى “خلية قيسارية”، كان الشقاقي، وقبل تنفيذ عملية بيت ليد، تحت الرقابة الإسرائيلية لسنوات طويلة، حيث استطاع في حينه، تحديد مكان الشقاقي في دمشق بسهولة، إلا أنَّ رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أوري ساغي، حذّر من مغبة تنفيذ العملية، معتبراً أنها ستؤدي إلى غضب سوري كبير.

قبل رابين توصيات ساغي، وأمر بتجهيز خطةٍ بديلة لاغتياله في مكان غير دمشق، وجد الموساد صعوبة في هذا الشأن إلا انه عمل كما يريد رابين، وكان الشقاقي على علم بأنَّه ملاحَق، لذا لم يخرج كثيراً من دمشق وكان حويطاً، حسبما قال الإسرائيليون، وذكرت مصادر الموساد أنَّ الشقاقي كان يسافر فقط إلى ايران عن طريق رحلات جوية مباشرة.

ومع هذه الصعوبة، وضع الموساد خطة بديلة وسعى إلى تطبيقها، وفي بداية شهر أكتوبر من عام 1995، تلقى الشقاقي دعوةً للمشاركة في ندوة “تجمع رؤساء التنظيمات” في ليبيا، وعلم الموساد أنّ سعيد موسى مرارة (أبو موسى) من فتح سيشارك أيضاً في الندوة، وقال أحد أعضاء الموساد، لم يتم الكشف عن اسمه، إن أبا موسى من خصوم الشقاقي، وإذا شارك في المؤتمر، فإنَّ الشقاقي سيشارك حتما، وطالب المختصين في الموساد بالاستعداد.

مسار سفر الشقاقي إلى ليبيا كان معروفاً للموساد من خلال رحلاته السابقة، أي عن طريق مالطا، حيث أعد أعضاء خلية قيسارية خطتين:

1-               اختطاف الشقاقي أثناء سفره من مالطا إلى ليبيا، إلا أنَّ رابين لم يوافق على هذه الخطة خشية التورط دولياً،

2-               أما الخطة الثانية، فكانت تصفية الشقاقي أثناء وجوده في مالطا، حيث سافر رجال الموساد إلى مالطا وانتظروا الشقاقي في المطار.

لم يخرج الشقاقي في الرحلة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة، بدأ رجال الموساد يفقدون الأمل بهبوطه في مالطا، لكنهم سمعوا صوت أحد زملائهم في أجهزة الاتصال يقول: لحظة، لحظة، هناك أحد يجلس جانباً ووحيداً، اقترب رجل الموساد من هناك، وقال مرة أخرى في الجهاز: على ما يبدو هذا هو، وضع على رأسه شعراً مستعاراً للتمويه.

انتظر الشقاقي ساعة في مالطا، وبعدها سافر إلى المؤتمر في ليبيا، دون معرفته أنه مراقب، ويقول الموساد إنَّ الشقاقي التقى هناك أبو موسى وطلال ناجي من قياديي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة تحت قيادة أحمد جبريل.

في السادس والعشرين من أكتوبر، عاد الشقاقي إلى مالطا، وعرف الموساد أنه يستخدم جواز سفر ليبياً باسم إبراهيم الشاويش، ولم يجد صعوبة في تحديد مكانه بمالطا، بناءً على اسمه في جواز السفر، وصل الشقاقي صبيحة اليوم نفسه مالطا، واستأجر غرفة في فندق يقع في مدينة النقاهة “سليمة”.

استأجر غرفة لليلة واحدة، وكان رقم الغرفة 616، في الساعة الحادية عشرة والنصف، خرج من الفندق بهدف التسوق، دخل إلى متجر “ماركس أند سبنسر” واشترى ثوباً من هناك، وانتقل إلى متجر آخر واشترى أيضاً ثلاثة قمصان، وحسب رواية الموساد، واصل الشقاقي سيره على الأقدام في مالطا ولم ينتبه للدراجة النارية من نوع “ياماها” التي لاحقته طيلة الطريق بحذر.

بدأ سائق الدراجة النارية يقترب من الشقاقي حتى سار إلى جانبه متحسباً كل خطوة، أخرج الراكب الثاني، الجالس وراء السائق، مسدساً من جيبه مع كاتم للصوت، وأطلق النار على الشقاقي.. ثلاثة عيارات نارية في رأسه حتى تأكد من أنه لن يخرج حياً من هذه العملية.

ألصق بالمسدس الإسرائيلي جيب لالتقاط العيارات النارية الفارغة، لتفريغ منطقة الجريمة من الأدلة، وتجنب التحقيقات وإبعاد الشبهات المؤكدة حول إسرائيل، وكشف الموساد أنَّ الدراجة النارية سرقت قبل ليلة واحدة من تنفيذ العملية، وتم تخليص عملائه من مالطا، دون الكشف عن تفاصيل تخليصهم.

الكشف الأكثر إثارة يتضمن أن نفس أعضاء خلية قيسارية التي اغتالت الشقاقي، هم أيضاً شاركوا في محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بالأردن، وتم في ما بعد تفكيكها، ورأى الموساد عملية اغتيال الشقاقي إحدى أنجح العمليات التي قام بها، إلا أنَّه أدخل إسرائيل في حالة من التأهب القصوى بعدما وصلت إنذارات بعمليات تفجيرية.

د. فتحي الشقاقي من مواليد مخيم رفح 1951، التحق بجامعة الزقازيق في مصر، حيث درس الطب، وأسس حركة الجهاد الإسلامي مع مجموعة من أصدقائه الفلسطينيين الذين درسوا معه، واعتقل في فلسطين أكثر من مرة عامي 1983 و1986 ثم أبعد في آب 1988 إلى لبنان بعد اندلاع الانتفاضة الأولى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

اشتباكات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة

اشتباكات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة

الضفة الغربية- الفلسطيني للإعلامشهدت الضفة الغربية الليلة الماضية وفجر اليوم الأحد، اشتباكات ومواجهات مع قوات الاحتلال التي نفذت عمليات اقتحامات...

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام زفّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، شهداء طولكرم الذين ارتقوا أمس السبت، بعد أن خاضوا اشتباكًا مسلحًا...