الأحد 05/مايو/2024

ما هي مستجدات الخطة الصهيونية للشرق الأوسط

ما هي مستجدات الخطة الصهيونية للشرق الأوسط

وردت فقرة في الورقة الإستراتيجية رقم 474 التي أصدرها المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، تقول: إن القيام بعملية تغيير النظام هي هدفنا وغايتنا التي نسعى لتحقيقها في كل من لبنان وسوريا، وقد كتبنا منذ وقت طويل بأن هناك ثلاثة طرق يمكن استخدامها لإنجاز تلك الغاية: أن تختار هذه الأنظمة تغيير نفسها، أو أن يتم إسقاطها بواسطة شعوبها، أو أن يتم الهجوم عليها من الخارج بذريعة أنها تهدد العالم الخارجي.

·       الدلالة والمضمون

الفقرة التي وردت في ورقة المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي تعتبر بمثابة إعادة الإنتاج لما ورد عام 1915 من حديث على لسان “زئيف جابوتنسكي” الزعيم الصهيوني، في مقاله الذي نشرته صحيفة دي تريبيون بتاريخ 30/11/1915، قال فيه: إن التطلع المستقبلي الوحيد بالنسبة إلينا هو تقطيع سوريا.. ومهمتنا هي أن نحضر لهذا التطلع المستقبلي، وكل ما عدا ذلك هو مضيعة للوقت.

وبعد ذلك جاء ديفيد بن غوريون عام 1948، وقال: يتوجب علينا الاستعداد للمضي قدماً في مواصلة الحملة، وغايتنا أن نحقق النجاح الباهر بتحطيم لبنان، الأردن، وسوريا، والنقطة الأضعف هي لبنان.

أما عوديد اينعون، فقد وضع الخطة الصهيونية للشرق الأوسط عام 1982، وقال فيها: من الواضح أن الافتراضات العسكرية المذكورة أعلاه، والخطة بشكل عام، تعتمد أيضاً على استمرارية أن يكون العرب في حالة انقسام أكثر مما هو عليه الآن، وأيضاً في حالة افتقار لأي حركة جماهيرية حقيقية.. ومن ثم فإن أي مواجهة عربية- عربية أياً كان نوعها، ستساعدنا على المدى القريب، وستؤدي لتقصير الطريق باتجاه الغاية والهدف الأكثر أهمية والذي يتمثل في تحطيم وتقسيم العراق إلى محافل طائفية.. وأيضاً سوريا ولبنان..

·       النموذج التطبيقي

الأداء السلوكي للسياسة الخارجية الأمريكية والإسرائيلية، يشير إلى جملة من الوقائع والأدلة المادية التي تؤكد بأن تحالف إسرائيل- أمريكا يمضي باتجاه تنفيذ الغايات والأهداف التي ظلت تتكرر بدءاً من عام 1915، مروراً بعام 1948، وعام 1982، وحتى اليوم.

التحليلان الكلي والجزئي مترابطان، على أساس اعتبارات الاستدلال على الكل بالجزء، والجزء بالكل.. وعلى سبيل المثال: فإن ما يحدث على الواقع الميداني من وقائع جزئية يؤكد ذلك، وهي وقائع يمكن تناولها من منظور التحليل الجزئي على النحو الآتي:

1-      العراق: بعد تزايد الخلافات العربية- العربية، تمت عملية غزو واحتلال العراق، وبعد فترة من وضعه تحت الاحتلال العسكري، برزت أولى الخطوات العملية لتقسيمه إلى محافل طائفية- إثنية، عن طريق الدستور العراقي الذي وضعته السفارة الأمريكية ومن ورائها إسرائيل، والقاضي بتقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات فيدرالية، وتخصيص الموارد النفطية الخاصة بكل كيان بشكل منفصل،

2-      الأردن: رغم عدم احتلاله، فقد تم بالكامل وضع الأردن تحت الوصاية الإسرائيلية- الأمريكية، بموجب اتفاقية السلام الإسرائيلية- الأردنية التي تم التوقيع عليها في وادي عربة، وهي اتفاقية جعلت من الهياكل المؤسسية السيادية الأردنية مجرد فروع لرصيفاتها من إسرائيل، فالمخابرات والشرطة الأردنية، هي مجرد فروع للمخابرات والشرطة الإسرائيلية، كذلك فالجيش الأردني هو عبارة عن كيان صغير يقوم فقط بأداء مهمة واحدة هي حماية الملك، ولا شأن له بالقضايا الأخرى، واستطاع الأمريكيون والبريطانيون النجاح في تكييف المذهبية العسكرية والقتالية الخاصة بالجيش الأردني وقوات الحرس الملكي بما يتلاءم مع أداء هذه المهمة.

كما أن الأسواق والاقتصاد الأردني، لا يمثلون سوى فروعاً من الأسواق الإسرائيلية، وحالياً يعمل الاقتصادي الأردني كممر لـ( العلاقات الاقتصادية العربية- الإسرائيلية غير المعلنة)، وبكلمات أخرى أصبح الاقتصاد الأردني يقوم بدور حصان طروادة الاقتصادي الإسرائيلي داخل الاقتصاد العربي، بدليل انتشار الكثير من السلع الإسرائيلية في الأسواق العربية المختلفة، بسبب قيام الكثير من الشركات الأردنية بتمريرها بعد تغيير شهادات الأصل والمنشأ بحيث تكون أردنية خالصة، كذلك يشتري الإسرائيليون حاجتهم من السلع العربية من الأسواق الأردنية دون حاجة إلى تغيير شهادات المنشأ والأصل.

وسياسياً أصبح الأردن محطة للتنسيق بين بعض الأطراف العربية والإسرائيلية، ويمضي النظام الملكي الأردني في مسيرة التعاون مع إسرائيل ظناً منه بأن هذا التعاون سوف يكفيه شر المطامع الإسرائيلية، وسيدرأ عنه شبح الاحتلال الإسرائيلي.

3- لبنان: حيث أصبح المخطط واضحاً، وقد قطع التنفيذ فيه شوطاً كبيراً، وفي هذا الصدد يشير التحليل الذي قدمه الباحث الأمريكي تريش شو، إلى:

أ- ملف المحكمة الدولية: وكان آخرها العبارات التهديدية التي وجهها الأمريكيون للمحقق الدولي سيرجي براميريتز في حالة قيامه بإعداد تقرير يؤدي إلى نتائج لا يساعد في إنجاز المهمة المطلوبة.. وقد أشار الباحث الأمريكي بتفصيل أكبر إلى المحقق الدولي السابق ديتليف مليس ودوره الذي تم إحباطه،

ب- تحركات السفير الأمريكي في بيروت جيفري فيلتمان، وعلى وجه الخصوص تهديداته للحكومة اللبنانية بشأن وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ،

ت- الشبكات اللبنانية التابعة للموساد وتم القبض على عناصرها، وقامت ببعض الهجمات والتفجيرات، وغيرها من الأنشطة ذات الصلة باغتيال الحريري وغيره، وفي نهاية الأمر تم التكتم على ملفاتها بسبب ضغوط السفارة الأمريكية في بيروت،

ث- تجاهل الأمريكيين واللبنانيين ولجنة التحقيق الدولي لما ورد في تقرير ستراتفور الأمريكي الخاص بجريمة اغتيال الحريري،

ج- الطريقة التي تم بها إصدار القرارات الدولية حول لبنان، وطبيعة السيناريو الذي سوف يترتب على هذه القرارات في المنطقة عموماً، وداخل لبنان على وجه الخصوص،

ح- حادثة اغتيال الأخوين مجذوب، وبالذات طريقة التنفيذ، والتغطية وقيام السلطات اللبنانية بلفلفة الموضوع.

عموماً، أصبح لبنان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الغاية التي تحدث عنها جابوتنيسكي، وبن غوريون، وعوديد اينعون، وأكدت عليها وثيقة المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، ولم يبق من سيناريو القضاء على لبنان سوى تنفيذ السيناريو الفرعي الخاص بأشكال الحرب الداخلية اللبنانية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام زفّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، شهداء طولكرم الذين ارتقوا أمس السبت، بعد أن خاضوا اشتباكًا مسلحًا...