الإثنين 20/مايو/2024

تهويد القدس والتهديد الإسرائيلي للمسجد الأقصى.. الانفجار قادم!

تهويد القدس والتهديد الإسرائيلي للمسجد الأقصى.. الانفجار قادم!
هناك الكثير من المؤشرات على أن السنوات القادمة سوف تشهد تغييراً شاملاً في المنطقة، وان ذلك السلام الذي بشرت به النظم العربية المتأمركة سوف ينتهي إلى حرب شاملة، وان تلك الحرب سوف تشهد الكثير من المذابح والمآسي.
مفتاح الحرب والسلام في المنطقة هو القدس، وهذه المدينة هي أساس الصراع، ولايمكن أن يتحقق سلام ما استمرت إسرائيل في احتلالها، فكل مسلم على وجه الأرض لايمكن أن يشعر بلحظة سعادة مادامت إسرائيل تحتل القدس، فهي في قلب وضمير كل مسلم.

من يريد أن يفهم تاريخ الصراع ومستقبله، فلابد أن يفهم أهمية القدس بالنسبة للمسلمين، والتاريخ يؤكد ان المسلمين يمكن أن يتوحدوا مهما كانت حدة الخلافات بينهم من أجل تحرير القدس.
القدس تضم المسجد الأقصى الذي صلى فيه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بكل الأنبياء إماماً، وبذلك سلم كل الأنبياء رسالة الإسلام ومسؤولية حماية العقيدة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أصبح هو القائد لموكب المؤمنين من آدم إلى يوم القيامة، وطبقاً لذلك فإن الأمة الإسلامية مكلفة بقيادة البشرية وتحريرها من العبودية لغير الله، وحماية القدس، وهي الأمينة على رسالة الأنبياء، وعلى قصص حياتهم، وهي الشاهدة لهم، ومن أجل ذلك يصبح الهدف الأساسي لحياة كل مسلم هو تحرير القدس، ومن أجل هذا الهدف يضحي المسلم بالحياة والمال والولد.

من يريد أن يفهم الصراع، وما يمكن أن ينتجه من تأثيرات على مستقبل المنطقة يجب أن يفهم هذه الحقيقة، فهي غير قابلة للجدل، ولا يملك مسلم على وجه الارض مهما علا قدرة أن يتنازل عن شبر واحد من القدس، أو يقبل بانتقاص السيادة الإسلامية عليها، أو بأي تغيير في هويتها أو طابعها الإسلامي العام.
لذلك فإن أي مساس بهذه المدينة، أو أي تهديد لسلامتها سوف يفجر الصراع، ويشعل المعركة.

المرابطون

يجب أن نعترف بالفضل لأهل القدس الذين نجحوا حتى الآن، وعبر مساحة زمنية طويلة في حماية القدس بصمودهم البطولي، وتحملهم كل أشكال التعذيب والقهر وانتهاك حقوق الإنسان ليرابطوا بجانب القدس، وليملأوا ساحاتها، ويقيموا فيها الصلوات، وبالتالي كانت إسرائيل تدرك تماماً أن أي اعتداء على القدس سيواجه بانتفاضة شاملة، وانها يمكن ان ترتكب مذبحة داخل الحرم القدسي الشريف وتشعل بذلك غضب المسلمين في كل أنحاء الأرض.

لذلك كان صمود أهل القدس ورباطهم وتضحياتهم من أهم وسائل حماية المدينة، وقد أدركت اسرائيل أهمية هذا السلاح فلجأت للتضييق على أهل القدس، وفرضت الكثير من الاجراءات التي تجعل الحياة بالنسبة لهم مستحيلة، ولذلك فإن أهل القدس يتعرضون لأكبر عملية انتهاك لحقوق الإنسان في التاريخ، وهذه العملية تهدف إلى اجبارهم على الرحيل عن المدينة، وانتهاك حقوق الإنسان في القدس يتم أمام عيون المنظمات الدولية التي لا تكف عن ادعاء الدفاع عن حقوق الإنسان، ولكن بشرط ألا يكون عربياً أو مسلماً.

الاعتقال المستمر

يتعرض سكان القدس لعملية اعتقال مستمرة تشمل حتى الاطفال، ولمدد غير محددة، وخارج اطار كل القوانين، فالقوات الاسرائيلية تهاجم منازل الفلسطينيين في القدس كل يوم، وتقوم باعتقال أعداد كبيرة منهم، ويستمر اعتقال هؤلاء لفترات غير محددة.

تجربة الاعتقال يتعرض لها كل انسان فلسطيني يصر على البقاء والعيش في مدينة القدس، فإسرائيل تمارس الاعتقال بدون اية ضوابط قانونية، فهي تعتقل الرموز مثل الشيخ رائد صلاح، كما تعتقل المواطنين العاديين لمجرد السير في الشارع.

والهدف الأساسي لهذه العملية هو أن تجعل الحياة بالنسبة لكل فلسطيني مستحيلة في مدينة القدس.. لكن الأمر لا يقف عند حد الاعتقال الذي تعود عليه الفلسطينيون، حيث تقوم إسرائيل بعملية ابعاد الكثير من الفلسطينيين وطردهم خارج القدس، وتشير عملية الابعاد المستمرة للفلسطينيين إلى نوايا إسرائيل بتفريغ المدينة من سكانها.
وفي الكثير من الأحيان تقوم إسرائيل بإبعاد رب العائلة أو العائل الأساسي لها، وتترك الأسرة وحدها فتعرضها لعملية تجويع، وبالتالي تضطر الأسرة لمغادرة المدينة.

المصادرة والتخريب

وإسرائيل تستخدم قوتها الغشوم ضد الفلسطينيين لمصادرة أراضيهم وهدم بيوتهم، وعلى سبيل المثال تخطط إسرائيل لبناء 20 ألف وحدة سكنية على أراضي سفح جبل المكبر وهي مملوكة لعائلتين فلسطينيتين.
كما أن اسرائيل تواصل عملية الحفر والتجريف في أراضي الفلسطينيين في مدينة القدس وضواحيها بحجة إقامة مشروعات جديدة.

وفي الوقت الذي تصادر فيه إسرائيل أراضي الفلسطينيين لإقامة عشرات الآلاف من الوحدات السكنية عليها، فإنها تقوم بإصدار قرارات إزالة لبيوت الفلسطينيين في مدينة القدس، وقد بلغ عدد هذه القرارات خلال شهر واحد فقط هو شهر مارس 2007 في ضواحي مدينة القدس 120 قراراً، وهذا يعني ان الجرافات الإسرائيلية تتحرك لتخريب 120 منزلاً للفلسطينيين، قضوا سنوات طويلة من أعمارهم، وبذلوا كل ما يملكون لبنائها، ثم تأتي الجرافات الإسرائيلية فتهدمها والله إن هذا لظلم عظيم.

تفرقة عنصرية

وتمارس إسرائيل التفرقة العنصرية ضد الفلسطينيين داخل القدس بشكل يفوق ممارسة جنوب افريقيا لها ضد السود خلال فترة طويلة من الزمن، فالفلسطيني داخل مدينة القدس ليس له أية حقوق، كما تمارس إسرائيل الاعتداء المنظم على العائلات الفلسطينية، وحرمانهم من كل الحقوق الإنسانية حتى حق الحياة والسلامة البدنية، كما ان الفلسطينيين داخل مدينة القدس لا يحصلون على أية رعاية صحية، كما يحرمون من حق الاقامة والتنقل سواء داخل مدينة القدس أو خارجها، حيث اقامت إسرائيل حواجز عزل عسكري لمنع الفلسطينيين من الاتصال والحركة.

وقد قالت منظمة العفو الدولية في تقرير لها نشر في مارس الماضي إن إسرائيل انشأت في الاراضي المحتلة نظاماً عنصرياً يدمر حياة الفلسطينيين.
من اخطر اجراءات التهويد التي اتخذتها اسرائيل تطبيق القوانين الاسرائيلية على سكان مدينة القدس من الفلسطينيين بالرغم من ان القدس مدينة محتلة طبقاً للقوانين الدولية ويجب ان تطبيق عليها معاهدة جنيف الرابعة التي تمنع سلطات الاحتلال من ابعاد المواطنين او انتهاك حقوقهم أو التعرض لممتلكاتهم لكن إسرائيل لا تحترم هذه الاتفاقيات، وتمارس عملية منظمة للتطهير العرقي في مدينة القدس بهدف اخضاعها بشكل كامل لاسرائيل عن طريق زيادة اعداد اليهود داخل المدينة، وابعاد المسلمين منها.

وإسرائيل تفرض حصاراً شاملاً على المدينة وتضيق سبل العيش امام الفلسطينيين حيث تمنعهم من تصدير منتجاتهم الزراعية بهدف افقار الفلسطينيين وتجويعهم.
إن سكان مدينة القدس المسلمين يعانون من ويلات حصار إسرائيلي دائم ومستمر، ونتيجة لهذا الحصار يتعرضون لعملية تجويع مستمرة، لذلك تمارس إسرائيل أكبر عملية منظمة لانتهاك حقوق الإنسان انها عملية انتهاك شاملة لحقوق جماعة من البشر تم اغتصاب ارضهم وهذه العملية تهدف إلى طردهم من أرضهم، وتطهير المدينة عرقياً منهم.

الحفريات أسفل المسجد الأقصى

ولكن لماذا تقوم إسرائيل بهذه العملية المنظمة لانتهاك حقوق الإنسان وترويع السكان وإرهابهم ومصادرة أراضيهم.
ان كل هذه الإجراءات الظالمة تهدف إلى تنفيذ المخطط الإسرائيلي لتهويد القدس وفرض السيطرة الاسرائيلية عليها وهدم المسجد الأقصى حيث تتزامن هذه الاجراءات مع مخطط يجري تنفيذه منذ عام 1968 للحفر أسفل مدينة القدس بشكل عام، وتحت المسجد الاقصى بشكل خاص، وهذا المخطط يهدف لتقويض أساسات المسجد وجدرانه.

ولقد طورت إسرائيل مخططها للحفر تحت اساسات المسجد الأقصى، ودخل هذا المخطط مرحلة خطيرة منذ عام 1996.
وتحمى السلطات العسكرية أعمال الحفر عن طريق فرض القيود على الدخول لمدينة القدس، وحركة المسلمين فيها، ومنعهم من اداء الصلوات داخل المسجد، وفي عام 2003 قامت اسرائيل بالحفر تحت باب المغاربة، ودخلت الحفريات إلى مناطق تهدد أساسات المسجد الأقصى بهدف بناء كنيس يهودي ملاصق للمسجد.

ويلاحظ ان المسجد الاقصى طبقاً للتعريف الإسلامي له يشمل كل المساحة داخل الحرم القدسي الشريف، وهذه المساحة هي 144 دونما وطبقاً لذلك التعريف فإن كل الحفريات الإسرائيلية التي تتم أسفل الحرم القدسي الشريف وتحت هذه المساحة تشكل تهديداً للمسجد الأقصى المبارك، وهو مسجد مقدس للمسلمين، كما ان بناء كنيس يهودي ملاصق للمسجد الأقصى هو امتهان لكرامة المسلمين واعتداء على دينهم وحقوقهم التاريخية.

كما يلاحظ ايضا أن إسرائيل قد توغلت في حفر الانفاق حتى وصلت إلى أساسات مسجد قبة الصخرة المشرفة، ولذلك فإن هذا المخطط قد وصل إلى مرحلة خطيرة تشير إلى أن السنوات القادمة سوف تشهد انفجاراً في المنطقة، فإسرائيل تلعب بالنار وحفر الانفاق تحت المسجد الأقصى سيؤدي بالضرورة إلى انهياره أو على الأقل انهيار اجزاء منه، ويومئذ ستكون الانتفاضة الإسلامية الشاملة على خريطة العالم كله، وانفجار الصراع بكل أشكاله هو النتيجة الوحيدة المنطقية لهذا المخطط الإسرائيلي يومئذ لن تنجح النظم العربية التابعة في مواجهة الغضب الجماهيري العام الذي يوشك على الانفجار ضد الفقر والتخلف والفساد، وهي نتائج تلك التبعية لأمريكا والاستعمار الغربي.
والمسلمون سوف يحمون المسجد الأقصى بحياتهم ويحررونه حتى لو كان الثمن ملايين الشهداء ويا أهل القدس اصبروا فإنكم في رباط ومهما كانت قسوة الحصار والتعذيب فلكم شرف حماية المسجد الأقصى والمرابطة بجانبه.

 
* صحيفة الشرق القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات