الجمعة 03/مايو/2024

مذبحة إسرائيلية جديدة .. وغياب للضمير الدولي

مذبحة إسرائيلية جديدة .. وغياب للضمير الدولي
 
واضح ان الضمير الدولي في اجازة طويلة بل وربما في المعتقل معتقل غوانتانامو الاميركي يشارك من فيه من معتقلين منذ سنوات من دون محاكمات، وفي غياب الردع والقانون والمساءلة والعقاب تتكاثر فرص الإجرام والجرائم وتتسع المساحات امام المجرم ليمارس ساديته واجرامه وليدلل على معاداته للانسانية ولقيم الحياة .

وتقاعس «حماة القانون والشرعية الدولية» عن تفعيل وتنفيذ القوانين هو اشبه ما يكون بالدعم والتشجيع لفتح شهية المجرم وبث ثقافة الدم والقتل والاستخفاف بكل مقومات السلام والامن للجميع على قدر المساواة، وهذا التقاعس الذي لايظهر الا عندما تكون دولة الاحتلال الاسرائيلي هي الطرف الذي يجب ان يعاقب، ولايجري تفعيل كل القوانين الدولية والشرعية الدولية الا عندما يكون للمشروع الصهيوني مصلحة في فرضه وباستخدام الفصل السابع بشكل دائم وهو الفصل الغائب عن كل القرارات الدولية التي اتخذت والدولة العبرية هي الطرف المستفيد من ابعاد هذا الفصل الملازم لكل ما اتصل بإضعاف واذلال العرب والمسلمين وبكل ما له علاقة بنهش ونهب الحقوق العربية وتزوير وتزييف الحقائق والتاريخ والجغرافيا العربية، وفرصة لتطوير اساليب الاجرام والعدوان على المجتمعات الآمنة وعلى حقوق الآخرين وفي مقدمتها حقوق الانسان المكفولة بمواثيق الامم المتحدة ومعاهداتها.

وفي هذا السياق يمكن الاحاطة بالمذابح الاسرائيلية المتصاعدة والمنتشرة على امتداد الجغرافيا الفلسطينية وبصورة اكثر وضوحا في قطاع غزة الذي حوله الاحتلال الى سجن كبير بتعاون دولي ،في ظل صمت دولي مريب.ودون اي حراك للأمم المتحدة ولو برفع الصوت عاليا ولو بتذكير عدو الانسانية المتمثل بالكيان الاسرائيلي وحليفه الاستراتيجي الادارة الاميركية ان هناك قانونا دوليا وان هناك اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وبخاصة المادة الاولى من هذه الاتفاقية التي تلزم الاطراف السامية المتعاقدة عليها بأن تحترم الاتفاقية وان تكفل احترامها في جميع الاحوال والتزاماتها الواردة في المادة 1946من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفة جسيمة للاتفاقية علما بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقا للمادة رقم 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الاضافي الاول للاتفاقية.

ولأن العدو الاسرائيلي فوق القانون وفوق الاتفاقيات لما يلقاه من حماية اميركية لكل جرائمه والتي تصل الى حد استخدام حق النقض (الفيتو) لإسقاط توجيه مجرد لوم لهذا الكيان الذي لايتقن غير لغة الدم والقتل، فكيف بالعقاب؟ يضيف قتلة اطفال فلسطين مذبحة جديدة الى سجلهم الاجرامي الطويل بمهاجمة الطائرات الاسرائيلية الاميركية الصنع منزلا لشخصية سياسية في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في عملية اجرامية اجتازت كل الممنوعات، واخترقت كل القوانين، وترتقي الى كونها جريمة حرب تستوجب العقاب الدولي خصوصا وانها تستهدف اسرة يفترض انه محمية بالقانون الدولي او هكذا يفترض في الظروف الطبيعية التي لايكون فيه القوي يلتهم القانون لصالح معتد وقاتل ومعاد لكل القيم والاعراف والشرعية الاممية وتكشف المذبحة الجديدة ان الاسرائيلييين ليسوا فقط غير مستعدين للسلام بل ولايرغبون به وان احاديثهم عن السلام وما شابه ليست سوى وهم وكسب للوقت واضاعة لوقت العرب والفلسطينيين لكسب المزيد من التطبيع والمطبعين بالمجان وكسب المزيد ممن يحاربون الى جانبها قولا وفعلا بل والمشاركة في التمهيد لمثل هذه المذبحة الجديدة.
 
*صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...