الأحد 19/مايو/2024

المغتصبون يحولون كروم ظهر جالس الخضراء بالخليل إلى بقعة جرداء

المغتصبون يحولون كروم ظهر جالس الخضراء بالخليل إلى بقعة جرداء
تحولت منطقة “ظهر جالس” الواقعة شمالي الخليل، والتي كانت تُعرف بخضرة أرضها؛ إلى بقعة قاحلة جرداء، بفعل القرارات العسكرية لسلطات الاحتلال، التي فرضتها اعتباراً من سنة 2002.
 
وتقضي تلك القرارات بتدمير كروم العنب التي كانت تنتشر في المنطقة، بذريعة إقامة جدار أمني حول المستعمرة الصهيونية التي يطلق عليها “كرمي تسور”.

ويقول المزارع الفلسطيني سعيد مضية من أبناء المنطقة، إنه جرى فعليًا تدمير الكروم الواقعة في بلدة حلحول، من الجهة الجنوبية والشرقية والغربية لمغتصبة “كرمي تسور”، أو الواقعة في أراضي “بيت أمر” شمالي المغتصبة، والتي سبق أن شملتها قرارات الاحتلال الجائرة قبل خمس سنوات، مشيراً إلى أنّ من يزور المنطقة حالياً سُيفاجأ لأنّ الأوراق الخضراء للكروم تحولت إلى صفراء يابسة، وأغصان أشجارها صارت متخشبة وشبه ميتة، بسبب إهمالها وعدم رعايتها.

وأضاف مضية أنه بعد تنفيذ الأمر العسكري الصهيوني بمصادرة أراض تخص مزارعين فلسطينيين من بلدتي حلحول وبيت أمر، بذريعة إقامة “جدار أمني”؛ تم حجز مئات الدونمات خلف الجدار، وحرمان المزارعين من الوصول إليها حالياً، إخلالاً بتعهد سلطات الاحتلال بتسهيل عبورهم إليها. ويشير المزارع الفلسطيني إلى أنّ المستعمرين يمنعون المزارعين من عبور ما يسمي البوابات عبر الجدار، موضحاً أنّ الاحتلال قبل ذلك، وضع مجموعة من العربات المتنقلة على الإصبع الممتد جنوب غربي المستعمرة، شكلت بؤرة استعمارية أخرى (غير رسمية)، ما حرم المزارعين من عائلة “أبو يوسف” من حلحول من الوصول إلى كرومهم في منطقة شعب أبو يوسف، وهي أراض تُقدّر مساحتها بمئات الدونمات.

                                          إضـرار متعمّـد

ويتعمد المستعمرون الصهاينة الإضرار بالأراضي الزراعية القريبة من المغتصبة، حيث لاحظ المزارع مضية أنّ شجيرات العنب في أرضه أصبحت ذابلة، وقد تبيّن له بعد أن أحضر خبيراً زراعياً أنّ الأشجار قد رُشّت بمبيد كيماوي، كما وجد نفس الغراس في الجزء العلوي من القطعة قد اقتلعت، موضحاً أنّ كامل قطعة أرضه حاليًا مشمولة بعربدات المستعمرين.

وبحجة أمن المغتصبات؛ أوضح مضية أنّ التوسعات المتتالية لمستعمرة “كرمي تسور” تمت على حساب الأراضي الزراعية التي تخص عائلات أبو يوسف ومضيه والبربراوي من حلحول، وعائلات علامي والصليبي وبعران وغيرها من عائلات بيت أمر، حيث تم السطو عليها في غياب أي رادع أو قانون. ولفت المزارع الانتباه إلى أنه يُحظر على المزارعين إحضار الآليات لإصلاح ما خُرِّب من أراضيهم، أو غرس الأشجار الجديدة، وأكد أن المغتصبين يتعمدون تدمير البساتين المزروعة، وفقاً لقوانين سنها المحتل لتسهيل التوسع والضم ولتدمير الاقتصاد الفلسطيني.

                                    اعتداءات وطرد للمزارعين

ولم يكتف المستعمرون بالأراضي التي شملتها أوامر جيش الاحتلال رغم ظلمها؛ بل صاروا يتصدّون للمزارعين خارج المنطقة المشمولة بالأوامر العسكرية الصهيونية، ويمنعونهم من ممارسة عملهم الزراعي ويطردونهم تحت تهديد السلاح.
 
وللتدليل على ذلك أوضح المزارع مضية أنّ المغتصبين قاموا بالاعتداء على المزارع عدنان يونس كرجه، من بلدة حلحول، بينما كان يعمل في أرضه وتم طرده منها، بالرغم من أنها خارج منطقة الجدار المقام حول المستعمرة، كما تعرض للاعتداء أثناء العمل بأرضهما المزارعان فخري جدوع كرجه من حلحول، ويوسف حسن أبو عياش من بلدة بيت أمر، وقد تم الاعتداء على الأخير بحضور الشرطة وأفراد من الجيش الصهيوني. كما أضاف مضية أنه تم طرد المزارع خضر محمود عقيلان عقل ووالدته من أرضهما، تحت تهديد السلاح، كما تم الاعتداء وضرب زوجة المزارع مصلح عواد أبو يوسف مع طردها من أرضها.

واختتم مضية شرحه لهذا الواقع المأساوي بالقول إنّ المزارعين الفلسطينيين وأراضيهم سيبقون لقمة سائغة في إطار عملية نهب منظمة للمغتصبين، طالما أنه لا يوجد من يوقفهم عن عربدتهم، مشدداً على أنه لا يجوز للعالم أن يصمت عن هذه الانتهاكات الخطيرة التي تُرتكب بحق هذه المنطقة، والتدمير المتعمد الذي يلحق بالاقتصاد الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات