مشعل: من يُراهن على الانقلاب على حكومة الوحدة يقامر بمستقبل السلطة الفلسطينية
حذر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، خالد مشعل، الأطراف الدولية والإقليمية التي تراهن على الانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية، والمجلس التشريعي والديمقراطية والشرعية الفلسطينية، معتبراً أن الذي يراهن على الانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية، إنما هو “يقامر بمستقبل السلطة الفلسطينية”.
وجدد مشعل التأكيد على تمسك الحركة بالمقاومة والجهاد، داعياً الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الاستعداد والتحضير للمعركة مع الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية، وقال: “لا يتوهمن أحدٌ أننا نستعجل المواجهة، فنحن في المواجهة.. نحن في عين العاصفة، نحن في قلب المعركة، نحن لم نغادر المعركة، المعركة تلاحقنا، حين نقول: علينا أن نضع أيدينا على الزناد وأن نحضر أنفسنا للمعركة فنحن في وسطها، فكيف ونحن نترقب شهوراً ساخنة في هذا العام وفي العام القادم”، مشيراً إلى العدوان الصهيوني المتواصل والحصار والاستيطان والجدار العنصري والاعتقالات والحواجز.
وأعلن مشعل رفض “حماس” للوثيقة الأمريكية التي تحاول اختزال القضية الفلسطينية، وتفرض معادلة “رفع الحصار مقابل إنهاء المقاومة”، معرباً في هذا الصدد عن أسفه من ترحيب بعض أطراف السلطة الفلسطينية بتلك الوثيقة.
وأكد مشعل فشل المؤامرات الصهيو ـ أمريكية بإشعال نار الفتنة الداخلية، وقال: “من يراهن على انفجار داخلي في الساحة الفلسطينية فهو واهم”، مؤكداً على أن “الانفجار (القادم) سيكون في وجه الكيان الصهيوني”.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” يتحدث في مهرجان جماهيري حاشد نظمته الحركة، مساء أمس الجمعة (4/5) في مخيم اليرموك، جنوب العاصمة السورية دمشق، إحياءً “لأسبوع الشهداء” ونصرة للأقصى والمقاومة ووفاءً للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.
وحضر المهرجان قادة الفصائل والقوى والمنظمات الشعبية الفلسطينية، ونواب وشخصيات رسمية سورية، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في دمشق، وحشد من العلماء، والآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات دمشق.
وشدد مشعل على أن خيار المقاومة هو الخيار الكفيل بانتزاع الحقوق من الاحتلال الصهيوني، وقال: “خيار التسوية جُرِّب وفشل، وخيار المقاومة جُرّب ونجح”، مشيراً إلى الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية بدحر الاحتلال ومستعمريه عن قطاع غزة، وإلى الهزيمة التي ألحقتها المقاومة اللبنانية بالاحتلال الصهيوني العام الماضي.
ووصف مشعل خيار التسوية بأنه “عملية ترويض وتنويم مغناطيسي هدفها انتزاع التنازلات المتلاحقة”، مشيراً في هذا الإطار إلى تسوية أوسلو التي “أنتجت تغولاً في الاستيطان”، وخارطة الطريق التي “نشأ في ظلها الجدار الذي يتلوى في أرضنا الفلسطينية”.
وأكد تمسك “حماس” بالثوابت والمبادئ التي انطلقت من أجلها الحركة، مضيفاً أن الحركة لا تخيفها التهديدات ولا تغريها المكاسب الدنوية، “نحن أصحاب مبادئ لا أصحاب سلطة”، وقال مشدداً “لفصل رؤوسنا عن أجسادنا أهون من أن نفرط بحق من حقوقنا وشبر من أرضنا”
وقال: “ما فعلنا في حماس منذ أن فزنا بثقة شعبنا في مطلع العام الماضي، ما فعلناه من صبر وصمود وممانعة ورفض لشروط الرباعية، ورفض للخضوع، وما فعلنا من فتح صدورنا وعقولنا لإخواننا في الساحة الفلسطينية، وما مددناه من جسور لإخواننا في الأمة العربية والإسلامية، بل لأطراف عدة في المجتمع الدولي، ثم ما فعلناه بعد ذلك حين قذفت الفتنة في وسطنا الفلسطيني، وصب الزيت الأمريكي الصهيوني على نار فتنة أُوقدت ظلماً وعدواناً، ما فعلناه من الانحياز إلى الحوار، وإلى ووأد الفتنة وإلى اتفاق مكة وإلى حوارات متعددة في الداخل والخارج، ما أبديناه من مرونة وتسامح، ليعلم الجميع أنه ما كان إلا من أجل شعبنا”.
وفيما يتعلق بالجندي الصهيوني الأسير لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة جلعاد شاليط؛ قال مشعل: “لن نتنازل عن مطالبنا الوطنية في صفقة تبادل الأسرى”.
ودعا الفصائل والقوى والمؤسسات الفلسطينية إلى تكثيف فعالياتها من أجل هدم جدار الفصل العنصري والدفاع عن المسجد الأقصى ونصرة الأسرى والمعتقلين في السجون الصهيونية، مشدداً على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية.
وأشاد مشعل بصمود الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948، مشيراً إلى ما يتعرض له الفلسطينيون هناك من اعتداءات وممارسات عنصرية، ولفت الانتباه في هذا الصدد إلى ما يتعرض له الشيخ رائد صلاح والمفكر عزمي بشارة.
وشدد مشعل على التمسك بحق عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وقراهم التي هجّروا منها عام 1948، وقال: “لن نفرط بحق العودة، ولن نفرط بشبر من أرضنا”.
وطالب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الأمة العربية والإسلامية بالتحرك لرفع الحصار على الشعب الفلسطيني، وقال: “أيها العرب ارفعوا الحصار عن شعبنا، لا تنتظروا ضوء أخضر من أمريكا”، وطالب الدول العربية بترجمة قرارات القمم العربية وتسديد ما التزمت به للشعب الفلسطيني على الصعيد المالي.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
سعار الاعتقالات الإسرائيلية.. سلخانات تعذيب تفوح منها رائحة الموت
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام سباق محموم يخوضه جيش الاحتلال الإسرائيلي، في صراعه مع الشعب الفلسطيني؛ يسعى من خلاله لتحقيق شمولية جرائمه بين القتل...
إصابات واعتقالات باقتحام الاحتلال الضفة الغربية
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من المواطنين بجروح وحالات اختناق في مواجهات - فجر الاثنين- مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي نفذت...
الاحتلال يغتال القيادي طلال أبو ظريفة بقصف إسرائيلي على غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد طلال أبو ظريفة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين -مساء الأحد- في جريمة اغتيال نفذتها قوات...
مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت مساء اليوم الاحد، مواجهات بين المواطنين والمستوطنين وقوات الاحتلال في بلدة قصرة جنوب شرق نابلس....
تفاصيل جديدة حول كمين كتائب القسام في حي الزيتون
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشف مصدر قيادي بكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الاحد، بعض تفاصيل الكمائن التي نفذتها الكتائب، الجمعة...
خلال 24 ساعة.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 50 من جنوده باستهدافات المقاومة بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال، إصابة 50 من جنوده وضباطه، في المعارك الدائرة في قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية. وارتفعت...
صحة غزة: 500 شهيد من الطواقم الطبية منذ بدء العدوان
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، استشهاد 500 من الطواقم الطبية جراء عدوان الاحتلال المستمر على قطاع غزة منذ 219...