عاجل

السبت 04/مايو/2024

المقاومة الطريق إلى الوحدة الحقيقية فلا تضيعوها

سراج الدين المقدسي

نبذ المقاومة ونبذ الإرهاب والتخلي عن العنف والاعتراف بدولة اليهود أو ما يسمى بإسرائيل مطالب دولية غريبة، والأشد غرابة  تلك السياسة  العمياء التي لا ترى إلا بعين واحدة وعوراء ودليلها المحافظون الجدد في أمريكيا الظالمة، وغريب فيها  هذا التعامي وهذا التجاهل المقصود لشعب بأسره بسبب توجهه واختياره بانتخابات حرة ونزيهة لممثليه الذين لن ترضى عنهم أمريكا ولا تلك السياسة العمياء رغبة في إرضاء الصهيونية العالمية التي ترسم بدورها خط سير هذه السياسة العمياء التي تعاقب اليوم الشعب الفلسطيني على خياره واختياره من خلال المقاطعة والحصار الاقتصادي الشامل الذي فرض منذ تشكيل حماس للحكومة  بهدف تركيع هذا الشعب و تطويعه ليتقبل التنازلات ويستمرئ الهزيمة بنفس راضية.

ولقد ظهرت وتسارعت نتائج هذا الحصار الظالم على أرض الواقع طوال عام مضى وكان من أسوئها الصدامات الفلسطينية الداخلية  والأجواء المشحونة بالقلق والترقب والخوف على شتى المستويات .

ولقد جاء اتفاق مكة وأعاد بعض الأمل للفلسطينيين وزاد هذا الأمل  مع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي خرجت للنور بمخاض عسير وما زالت خطواتها متعثرة حتى اللحظة والكل يترقب ويأمل لعلها تعيد اللحمة بين الفلسطينيين وتوقف حالة الفلتان والفوضى الخلاقة وتعيد للأمن هيبته بشيء من التعاون والانسجام بين جميع الفصائل التي انسجمت في بوتقة حكومة الوحدة الوطنية والعمل من خلال هذا الانسجام مع المنظومة الإقليمية والدولية على رفع وفك هذا الحصار الذي جفف منابع الدعم المادي والاقتصادي للشعب الفلسطيني بعد ظهور نتائج الانتخابات.

ولقد وعدت حكومة الوحدة الوطنية بذلك فور تشكيلها  ورؤيتها للنور ولكنها السياسة الدولية الغريبة والعمياء وغير الأخلاقية وغير المنصفة لأصحاب الحقوق والتي لا ترى إلا بعين واحدة عوراء هي عين الاحتلال وكأن هذه السياسة العمياء لا تريد لهذا الشعب أن يستقر ويأمن في دياره ووطنه بل تريد له الانزلاق والغرق في مستنقع حرب أهلية طاحنة لا تبقى ولا تذر وتلبي طموحات راسميها والمتحكمين بها من الصهاينة لتلبى احتياجاتهم  في توفير الأمن لدولة الاحتلال، وهذا لن يتأتى إلا من خلال نجاح مخططاتهم الهادفة  لاستفراد الكل الفلسطيني ببعضه وانشغاله بصورة دائمة عن معركته الحقيقية مع المحتل لتضمن عدم تفرغه للرد على جرائمه اليومية  التي يرتكبها بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة المحتلة وبعض مناطق قطاع غزة.

وما يؤكد لنا ذلك أن هذه السياسة التي تتحكم في المنظومة الدولية كانت دوما هي من يفرض الحصار بجانب دولة الاحتلال على هذا الشعب وهى من يسانده وهى من يتحجج بوجود حماس على رأس الحكومة لتبرر وجود الحصار والمقاطعة وعدم رفعهما ولذا غدت هذه السياسة اليوم بلا مصداقية لدى الفصائل المقاومة ولدى أبناء الشعب الفلسطيني لأن شهراً مضى وشهراً أشرف على الانتهاء من عمر حكومة الوحدة الوطنية التي أرادوها للبدء في إجراءات الاعتراف بها والتعاون معها والذي يرى هو زيادة هذا الحصار وتوسع دوائره وبقاء المقاطعة كما هي وبقاء حالة اللامبالاة بالشعب الفلسطيني كما هي وبقاء حالة الانكسار والضعف العربي كما هي ماثلة أمام أعيننا رغم العديد من توصيات ومقررات القمم التي تعقد هنا وهناك والتي لن تستطيع أن تتجاوز وتتحدى تلك السياسة العمياء التي لا ترى إلا بعين الاحتلال .

فحتى متى يا ترى نسكت ونكتفي بالصبر ونحن نرى تجدد الاعتداءات الصهيونية يوميا وبشكل كبير على أبناء شعبنا الفلسطيني  في الضفة المحتلة وفى بعض مناطق قطاع غزة . فأمس جنين بشهدائها التسعة و اليوم نابلس باعتقالاتها المستمرة وغدا رام الله باجتياحاتها المتكررة وعما قريب غزة باجتياحها الكامل .

كل ذلك يجرى ويحدث رغم حالة التوافق الفلسطينية وحالة الليونة التي أبدتها وتبديها جميع الفصائل الفلسطينية من خلال التهدئة المعلنة ولكنها من جانب واحد فقط والسياسة الدولية الغريبة والظالمة لا ترى ذلك ولا ترى إلا ما تقوم به المقاومة للرد على  تلك الجرائم مبررة دوما للاحتلال كل ما يقوم به، ومن خلال هذه السياسة العمياء يقوم الاحتلال بإيصال رسالة لنا مفادها أن حماس اليوم منشغلة بالسياسة وكتائبها القسامية بعيدة عن ميدان المعركة ولا شيء يهدد التهدئة التي مازال الشعب الفلسطيني يعانى ويلاتها لأن الكل بما فيهم حماس معني ببقائها والمحافظة عليها معتقدا أن هذا يعطيه الحق حسب فهمه ليصول ويجول ويعتدي كيفما أراد وكيفما شاء مادام القسام وفصائل المقاومة بعيدين عن ميدان المعركة، وهذا فهم خاطئ ورسالة لم يعرف المحتل قراءة ما بين سطورها جيدا ولم يعلم أن التهدئة لن تبقى إلى الأبد ذلك السيف المسلط على رقاب الشعب الفلسطيني !!

إن رد كتائب القسام وبشكل عملي وسريع  على جرائم المحتل في الضفة المحتلة من خلال إمطار الصهاينة في أراضينا المغتصبة والمحيطة بقطاع غزة بثلاثين(30) صاروخ قسام وأكثر من ستين(60) قذيفة هاون يجب أن يكون هو تلك الرسالة الواضحة للجميع بأن زمان الاستفراد بالشعب الفلسطيني من خلال بقاء الجوع والحصار الظالم  واستمرار الفلتان والفوضى الخلاقة وتجدد الاعتداءات الصهيونية يوميا في الضفة وفى غزة والإبقاء على حكومة الوحدة الوطنية كشاهد زور على ما يحدث بدون ردود على كل هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني قد ولى وأن المرحلة القادمة هي مرحلة الجهاد والمقاومة والردود على جرائم المحتل وهي مرحلة الوحدة الحقيقية بين كل القوى المجاهدة على الساحة الفلسطينية من خلال الاستعداد  للمواجهة القادمة دون الالتفات إلى المبادرات التي ستطرح الآن ولا إلى الوفود التي ستصل إلينا وتذهب هناك ولا إلى الأصوات المتلهفة على التهدئة وبقائها لأن بقاءها بقاء الأمل لديهم في مواجهة فلسطينية فلسطينية تحرق الأخضر واليابس وتبقى على حالة الفوضى والفلتان وتمنح الصهاينة أمنا وهدوءا بعيدا عن الثمن الذي يجب أن يدفعوه ردا على جرائمهم المتكررة يوميا بحق أبناء الشعب الفلسطيني وهذا ما أوصت به اللجنة الأمنية المنبثقة عن جهاز الشاباك الصهيوني للمجلس الأمني المصغر الذي انعقد لبحث كيفية الرد على هجوم القسام والذي تضمن صراحة عدم رغبتهم في اجتياح كامل لقطاع غزة خوفا من توحد الفلسطينيين خلف المقاومة وخلف حماس وضياع فرصة الحرب الأهلية التي باتت قاب قوسين أو أدنى كما أفادت توصية اللجنة الأمنية في جهاز الشاباك الصهيوني .

فأيهما نختار إذا.. جهادا ومقاومة يتوحد خلفها الكل الفلسطيني في وحدة حقيقية على ارض الواقع وعلى ارض الميدان من خلال توحد البندقية الفلسطينية في مواجهة المحتل وأذنابه خلف شعار المقاومة الشريفة التي تعيد للشعب الفلسطيني كرامته وحريته بعيدا عن أصحاب الشعارات الكاذبة والواهنة التي تحاول أن تتستر بالمقاومة وتتخذها جسرا للعبور نحو نصر مصطنع يحمي مصالحهم الخاصة ؟؟

أم ترانا نتمسك بوحدة وبشراكة سياسية تتأرجح يمنة ويسارا تحركها تلك الأصابع المشبوهة التي تحاول إفشال هذه الشراكة كما حاولت إفشال حماس طوال سنة مضت من خلال الحرص الدائم والعمل الدؤوب على إبقاء حالة الفلتان الأمني المنظم والفوضى الخلاقة ووضع العقبات في طريق المخلصين من أبناء الشعب الفلسطيني منذ اللحظة الأولى لتوقيع اتفاق مكة لتضمن عدم نجاحه ونجاح هذه الشراكة على ارض الواقع ؟؟

فلنختر الوحدة الحقيقية الملتفة حول خيار المقاومة والبندقية ولتذهب الشراكة السياسية إلى الجحيم ما دامت لن تحقق لنا الأمن من جوع والأمن من الخوف وليسمع العالم الظالم صوت بنادقنا وهى متوحدة في مواجهة الاحتلال ولتكن المقاومة هي شعار المرحلة المقبلة ولتبقى البندقية مشرعة ولتبقى الأصابع ضاغطة على الزناد مستعدة للنزال والمواجهة وأملنا في الله كبير حتى يقضي أمرا كان مفعولا مهما حشدوا لنا على الحدود ومهما هددونا بالاجتياح أو هددوا بقصفنا أو باغتيال قادتنا فالأمر لدى الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة اليوم سيان فلا شيء يخسره إن سار على هذه الطريق بل ستكون هناك مكاسب حقيقية وثمار لا تقدر بثمن سيجنيها الشعب الفلسطيني من خلال هذا التوحد في خندق المقاومة ومواجهة المحتل هي الوحدة الفلسطينية الحقيقية، فلا تضيعوها. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات