عاجل

السبت 04/مايو/2024

هكذا يخفض الصهاينة خصوبة فلسطينيي 48

صالح النعامي

في سعيه للحفاظ على تعاظم شعبيته في ظل تهاوي شعبية خصومه السياسيين، شرع زعيم حزب الليكود المعارض بنيامين نتنياهو في حملة إعلامية لإقناع الجمهور الإسرائيلي بدوره الرئيسي في خفض نسبة الولادات في أوساط فلسطينيي 48؛ على اعتبار أن ذلك خطوة يتطلبها ” النضال من اجل الحفاظ على الطابع اليهودي للدولة “، على حد تعبيره.

وفي المقابلات التي منحها لقنوات التلفزة الإسرائيلية في نهاية الأسبوع المنصرم، قال نتنياهو أنه عندما تبوأ منصب وزير المالية في حكومة شارون في الفترة الممتدة من ( 2003 -2005 ) تعمد تقليص مخصصات الضمان الاجتماعي التي تمنحها الدولة للأطفال وللعائلات كثيرة الأولاد، من أجل إقناع العائلات في أوساط فلسطينيي 48 بتقليص عملية الإنجاب بعد أن يدركوا أن زيادة الولادات لن يكون لها مردود اقتصادي جيد على هذه العائلات. وزعم نتنياهو أن خطوته كان لها تأثير مباشر على خفض نسبة الولادات في المدن البلدات والقرى التي يقطنها فلسطينيو 48 بشكل كبير. وزعم نتنياهو أنه من خلال البحث الذي قامت به وزارته تبين أن نسبة الولادات لدى فلسطينيي 48 إلى نسبة الولادات لدى العائلات اليهودية قد انخفضت من 4 أطفال إلى طفل واحد، قبل تولي نتنياهو مهام وزير المالية، إلى 4.1 طفل الى 3.1 طفل عندما استقال من منصبه أواخر العام 2005 .

وشدد نتنياهو الذي تولى شغل منصب رئيس الوزراء في الفترة الممتدة من 1996 الى 1999، على أن سياسته هذه تمثل أحد الردود بالغة الأهمية على الخطر الديموغرافي الذي يتمثل في إمكانية أن يفقد اليهود أغلبيتهم الديموغرافية في المنطقة الواقعة بين نهر الأردن وحوض البحر الأبيض المتوسط؛ إلى جانب مساهمة هذه السياسة في توفير المزيد من الموارد المالية التي تمكن الدولة من توظيفها في خدمة قطاعات جماهيرية أخرى في المجتمع الإسرائيلي .

الفلسطينيون سيشكلون 30% من تعداد السكان

لكن ابراهام طال احد كبار الخبراء الاقتصاديين في الدولة العبرية قال أن نتنياهو لا يحق له التباهي في هذا المجال على اعتبار أن الانخفاض في عدد الولادات لدى فلسطينيي 48 قد حدث في العام 2000 وذلك قبل تولي نتنياهو شؤون وزارة المالية بثلاثة أعوام. وعزا طال في مقال نشرته النسخة العبرية لموقع صحيفة هارتس ” على شبكة الانترنت انخفاض عدد الولادات لدى فلسطينيي 48 إلى حدوث تغييرات في عاداتهم الحياتية وبتأثير المعايير الغربية، معتبراً أن انخفاضا مماثلا حدث في العديد من الدول العربية التي تتدنى فيها نسبة الخصوبة فيها عما هي عليه لدى فلسطينيي    48

 

وأكد طال أن تقليص مخصصات الضمان الاجتماعي لم يكن لها تأثير كبير على خفض معدلات الخصوبة لدى فلسطينيي 48. في نفس الوقت أشارت مكاتب الإحصاء المركزي في إسرائيل أن هناك هبوطا متواصلا وبطيئا في عدد اليهود من سكان الدولة .

وحسب آخر إحصائية صادرة عن المكتب فإن اليهود يمثلون حالياً %76 من مجموع السكان مقابل76.2 في المائة في العام السابق، وفي المقابل ازداد المسلمون من 16.1% الى 16.3% من عدد السكان. ويتوقع المكتب أن يشكل فلسطينيو 48 ما نسبته 30% من مجموع السكان بحلول العام 2025 .

هجرة الأدمغة :

من ناحية ثانية حذر بحث أعدته الجامعة العبرية في القدس المحتلة. مما سماه من خطورة ” هجرة الأدمغة ” من إسرائيل لدول الغرب والولايات المتحدة. وحسب البحث فإن ذوي المؤهلات العلمية والمستويات الثقافية المرموقة يميلون أكثر من غيرهم إلى مغادرة إسرائيل، الأمر الذي يعني أن إسرائيل تخسر في حالات كثيرة عوائد الاستثمار في الطلبة الجامعيين لمصلحة دول أخرى، خصوصاً الدول الأوروبية، وان كثيرين ممن يغادرون لاستكمال تعليمهم لا يعودون إلى إسرائيل بعد تلقيهم عروض عمل مغرية مادياً وتوفير فرص لهم للمشاركة في أبحاث ودراسات لا توفرها الدولة العبرية. ويأتي ذلك في ظل الكشف عن تقرير اعد لصالح الكنيست، ويظهر أن معدلات الهجرة العكسية من إسرائيل للخارج سجلت ارتفاعاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة .

وجاء في التقرير المقدم للجنة ” الاستيعاب ” البرلمانية أن الأوضاع الاقتصادية الأمنية المتفاقمة بعد حرب لبنان زادت من معدلات الهجرة. وحسب التقرير فإن مئات الطلبة في المدارس الثانوية من أبناء المهاجرين الجدد غادروا إسرائيل بعد أن لم ينجحوا في الاندماج في الحياة فيها واختاروا تكملة دراستهم في روسيا أو اوكرانيا .

وتبين من المعلومات أيضا أن 72 ألف مهاجر جديد من مجموع 939 ألفا وصلوا إلى إسرائيل غادروها في الفترة الواقعة بين عام 1999 و 2002 وان العدد في ارتفاع مضطرد في السنوات الأخيرة .

وقال مدير قسم استيعاب المهاجرين في مركز الحكم المحلي الإسرائيلي ميخائيل كينغر في إفادة أمام أعضاء اللجنة البرلمانية انه تلقى منذ الحرب الأخيرة عددا هائلا من الطلبات من مهاجرين جدد لمغادرة إسرائيل الأمر الذي” يدل على حال من الهلع تنتابهم وشعورهم بغياب الأمن والأمان وخيبة أملهم من تصريف شؤون الدولة إبان الحرب من الناحية العسكرية وعدم توفير الحماية اللازمة للجبهة الداخلية “، على حد تعبيره  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات