السبت 27/أبريل/2024

وتستمر المؤامرة.. أخطر ملفات فلسطين (2-2)

د. إبراهيم حمّامي
تسارعت الأحداث خلال الأسبوع المنصرم، فجاءت تسابق هذا الجزء الثاني من أخطر ملفات فلسطين، ولتثبت حقيقة أن تيار وزمرة أوسلو لم ولن يستكينوا حتى تحقيق هدفهم المتمثل في السيطرة على مفاصل ومقدرات الشعب الفلسطيني تمهيداً لتركيعه النهائي – طبعاً كما تزين لهم عقولهم والخطط التي تعد لهم في الخفاء والعلن.
 
أيضاً تسارعت وتيرة الردود ورسائل التهديد والوعيد والشتم والتهجم الشخصي، ربما كخطوات استباقية أرادها البعض حتى لا يُنشر هذا الجزء الثاني من أخطر ملفات فلسطين والذي يحدد دور زعيم الفلتان المجرم دحلان فيما يجري، وكذلك يثبت أن تيار الفتنة والفوضى ما زال حتى اللحظة يسعى وبكل قوة لتمرير مخططه، برغم اتفاق مكة وحكومة الوحدة الوطنية التي أرادوها غطاء شرعياً لتحصينهم من الشعب وغضبته.

ما يلفت الانتباه في الردود والتهجمات هو تكرار مصطلح “الفتنة” بمعناه المحرّف، أي أن هناك من اعتبر توثيق جرائم ومؤامرات رؤوس الفتنة فتنة بحد ذاتها، رافضاً أي كشف لهوية وجرائم من يقود الفتنة! وهو منطق غريب يضع اللوم على من يحاول وقف جريمة بحق شعبنا عبر كشف وتوثيق خيوطها، متناسياً المجرمين الذين يقفون وراء ما يجري، ومن هذا المنطلق نقول أن نهجنا في كشف وفضح وتعرية أراذل الشعب الفلسطيني لن يتوقف، حتى وان حاول هذا البعض التلميح أو التصريح وبحجة الوفاق المزعوم أن هذه فتنة.

في الجزء الأول تناولنا وبالتفصيل الدعم الاستخباراتي والعسكري المباشر لزمرة أوسلو بقيادة عبّاس وحرسه المفترض، وتوقفنا عند مرحلة ما قبل الاقتتال الأليم الذي شهده قطاع غزة وحاول البعض توسيعه ليشمل الضفة الغربية، واليوم نستكمل هذا التوثيق وصولاً إلى يومنا هذا.

ما قبل اتفاق مكة

  • مع نهاية عام 2006 وبداية عام 2007 تسربت أنباء عن نية سلطات الاحتلال تمرير مدرعات تحمل مدافع رشاشة من عيار 14.5 ملم لحرس عبّاس، مما استدعى رفضاً علنياً من قبل موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس الذي أكد هذه الأنباء.

  • يناير/كانون الثاني 2007 واستعداداً للمواجهة التي يعد لها تيار أوسلو بالتنسيق مع الاحتلال، سلطات الاحتلال توافق على دخول الآلاف من قوات بدر التابعة مباشرة لحرس عبّاس إلى قطاع غزة، وهي المرة الأولى التي توافق فيها على دخول هذه القوات رغم تقديم العديد من الطلبات السابقة خلال السنوات الخمس الماضية.
  • 07/01/2007 محمد دحلان يعلن بأنه يتوجب على أتباعه إبقاء الأصابع على الزناد ليردوا لحماس الصاع صاعين، فيما بدا وكأنه شرارة الانطلاق للاقتتال الذي قاده تيار أوسلو في نهاية الشهر.

  • 09/01/2007: منتدى النزاعات www.conflictsforum.org ينشر ترجمة لخطة أعدها إليوت أبرامز المستشار المساعد في الخارجية الأمريكية تحت عنوان “الحرب غير الأهلية”، وهو يكشف فيها عن الهدف المباشر لدعم تيار عبّاس – دحلان قائلاً: “أن من واجب الولايات المتحدة مد يد المساعدة إلى فتح المنافس المباشر القوي لحماس، من خلال تزويد الحركة بالمسدسات، والذخيرة، والتدريب، حتى تتمكن من مجابهة حركة حماس النشطة، والسيطرة على الحكومة الفلسطينية

  • جدير بالذكر أن برنامج أبرامز وضع في فبراير/شباط الماضي 2006م من قبل مجموعة من موظفي البيت الأبيض، الذين أرادوا تشكيل رد مناسب ومتماسك وقاسي بعد انتصار حماس الانتخابي في يناير/كانون الثاني. وهؤلاء الموظفون في البيت الأبيض، الذين قاموا بتأليف البرنامج تحت قيادة أبرامز وتوجيهاته، هم أيضا مستشارون للأمن القومي، ويعملون في مكتب نائب الرئيس ديك تشيني، ومن ضمنهم اليمينيان البارزان، ديفيد وارمسر وجون هانا، وتم المصادقة على السياسة المقترحة من قبل وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، ومنذ شهر أغسطس/آب، تحول أبرامز والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ديفيد ولش ورايس، إلى مدافعين أساسيين عن برنامج الإطاحة، وقد استلم الهبة الأمريكية، كل من محمود عباس ومحمد دحلان، السياسي الفلسطيني الماكر المؤثر في قطاع غزة، الذي تحوم حوله الكثير من الشبهات بشأن دوره في الفتنة الداخلية الحالية في فلسطين، وحتى في “إسرائيل”، فإن تحالف الولايات المتحدة مع هذين الرقمين الفلسطينيين وجد كل الترحاب والرضا، تمهيدا لتحقيق بنود برنامج أبرامز في فلسطين، والرواية لا زالت لمنتدى النزاعات!
  • 19/01/2007 جيش الاحتلال يعترض على الخطة الأمريكية بتزويد قوات عبّاس-دحلان بدروع ومعدات قتالية، والولايات المتحدة تتدخل وتطمئن سلطات الاحتلال بأنها “ستتأكد من العتاد لن يصل إلى أيدي مقاومين من حركة فتح” وبأن البرنامج “سينفذ بطريقة تخضع للمراقبة”!
  • أواخر كانون الثاني/يناير-أوائل شباط/فبراير: اقتتال داخلي دموي مبرمج أشعل شرارته حرس عبّاس الرئاسي الذي تلقى الدعم المادي والعسكري والاستخباراتي طوال الأشهر الماضية، وصولاً لإصدار الأوامر له ببدء مرحلة الانقلاب العسكري، الدم الفلسطيني يسيل وعبّاس خارج فلسطين ولا يحرك ساكناً أو يصدر أمراً واحداً بوقف الاعتداءات، ولا يكلف نفسه عناء العودة لمناطق السلطة.
  • ذروة الأحداث كانت اقتحام وإحراق وتدمير الجامعة الإسلامية في غزة من قبل حرس عبّاس الذي كتب على حوائط الجامعة مفتخراً بفعلته البشعة “حرس الرئاسة مر من هنا” وليخرج بوق من أبواق عبّاس ويصرح نيابة عن عبّاس ودحلان ليسرد سلسلة من الأكاذيب في تبرير لا يقل في بشاعته عن الجريمة ذاتها حيث صرح المصدر العباسي الدحلاني الأمني ظهر يوم 02/02/2007 بما يلي: “أن عناصر من حرس الرئاسة الفلسطينية تمكنوا من العثور على مصنع ومختبر لتصنيع صواريخ القسام والقذائف والعبوات الناسفة داخل أنفاق تحت مباني الجامعة الإسلامية بمدينة غزة”، وأكد المصدر “أن العثور على المصنع الذي يعود لكتائب القسام التابعة لحماس كان في أنفاق أسفل مباني الجامعة حيث تم العثور على عدد كبير من الأنفاق تحت مبنى المختبرات والإدارة ومبنى طبيبة داخل الجامعة”، وأكد المصدر أن الأجهزة الأمنية تحكم سيطرتها بشكل كامل على مباني الجامعة بالإضافة إلى السيطرة بشكل جيد على مبنى وزارة الداخلية القريبة من الجامعة مؤكدا أن عناصر الأمن الفلسطيني مازالت تقوم بعمليات تفتيش لأنحاء الجامعة والمنطقة المحيطة بها للبحث عن أنفاق أخرى ومصانع للأسلحة”.
  • في اليوم التالي أي 03/02/2007 وبحسب وكالات الأنباء العالمية ومنها فرانس برس ورويترز وصحف فلسطينية وعربية عديدة، أظهرت وثائق أمريكية أن الولايات المتحدة ستوسع مساعداتها لعبّاس لتشمل نحو 8500 من أفراد الأمن الوطني و1000 مسلح من فتح متمركزين في الأردن، ضمن برنامج تبلغ قيمته 86.4 مليون دولار يمكن أن يغطي قوات مجموعها 13500 مسلح من الموالين لعبّاس.
  • وبموجب برنامج الأمن الامريكي فان مبلغ 76.4 مليون دولار ستمول “مشروعات لتحويل وتقوية عناصر البنية الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية وخاصة قوات الأمن الوطني وحرس الرئاسة في محاولة لتحسين النظام العام ومكافحة الإرهاب في الضفة الغربية وغزة” وبحسب الوثائق التي تحمل علامة “مواد حساسة لكنها غير سرية” فإن “هذه المشروعات تم تطويرها بالتعاون مع مكتب رئيس السلطة الفلسطينية (محمود عباس) وان الخطة الإجمالية تحظى بتأييد حكومة إسرائيل”، وسيستخدم مبلغ عشرة ملايين دولار آخر في تمويل تحسين الأمن عند معبر المنطار بين اسرائيل وغزة، فيما أوضح مسؤولون غربيون يهتمون بالبرنامج ان افراد اجهزة الأمن الذين يشاركون في البرنامج الذي تموله الولايات المتحدة سيخضعون لعملية فرز للتأكد من أنهم مؤهلون وليس لهم  علاقة بمنظمات متشددة.
  • أيضاً وبحسب الوثائق وبموجب البرنامج الأمريكي الذي يتكلف 86.4 مليون دولار سيستخدم مبلغ 35.5 مليون دولار في تقديم معدات غير قاتلة تشمل معدات مكافحة الشغب ومعدات اتصالات لنحو 8500 فرد من قوات الامن الوطني التابعة لعباس.، بينما يخصص مبلغ 15 مليون دولار من الأموال الأمريكية لإنشاء وحدة على الأقل من قوات الأمن الوطني تقدر بنحو 668 فردا على ان يقدم لهم فترة تدريب اولي لمدة ستة اشهر لمواجه “الاضطرابات المدنية”، ومبلغ ثمانية ملايين دولار لتقديم معدات إلى لواء بدر في الأردن في حالة انتشاره في غزة.
  • إضافة لكل ما سبق من دعم عسكري ومادي فقد تم تخصيص مبلغ آخر بقيمة 42 مليون دولار لإيجاد ما يسمى “بدائل ديمقراطية” للحكومة الحالية.
  • بطبيعة زمرة أوسلو في النفي والكذب والنفاق أنكر هؤلاء وجود أي برنامج من هذا النوع أو أي تنسيق حوله، حتى اضطروا جميعاً وبعد إقرار كونداليزا رايس به للاعتراف على لسان محمود عبّاس وعزام الأحمد وصائب عريقات الذين ساقوا التبريرات المعتادة بأن هذا البرنامج هو أحد برامج دعم السلطة وأنه لا علاقة لحركة فتح به!
  • 08/02/2007 التوصل لاتفاق مكة للوفاق الوطني، الذي شكل نهاية مرحلة الاقتتال المؤلمة التي تمت بتنسيق تام بين الاحتلال وأعوانه من مرتزقة ومأجورين.

ما بعد اتفاق مكة

في مقدمة ما كتبت بتاريخ 15/04/2007 تحت عنوان “إعادة استنساخ” قلت:  

ظن البعض – ولست منهم- أن ثلاثة أيام في مكة المكرمة مع أداء فريضة العمرة قد غيّر من سلوك وطباع وأفكار زمرة الفساد والإفساد، وظنوا أيضاً أن اتفاق مكة المكرمة قد جب ما قبله، وأن صفحة جديدة بدأت بعد طي الصفحات السوداء القديمة على قاعدة “عفا الله عما سلف”، واعتقدوا أن عهداً جديداً من الوفاق والوئام انبلج فأصبح متآمر الأم

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...