السبت 27/أبريل/2024

براءة من الله لك يا سعيد صيام.. صدقت وهم من الكاذبين!

أمين راشد

إن لمن أشد ما يجرح النفس البشرية ويدمي القلوب .. الشعور بالظلم .. وحين أقصد ذلك .. أعني أن يتهم الإنسان بذنب لم تقترفه يداه .. أو تثار الأقاويل الكاذبة والافتراءات العريضة عليه .. وهو بريء منها .. ونذكر بقصة يوسف عليه السلام حين وضع في غياهب السجن سبع سنوات طوال .. وحديث الإفك وغيرها .. فالتاريخ زاخر بالقصص والحقائق التي تثبت سنة في هذا الكون.. تتمثل في عدم استمرار الظلم ودحضه ورفعه وعودة الحقوق لأهلها ولو بعد حين .. مصداقاً لقوله تعالى في الحديث القدسي :”إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرماً بينكم فلا تظالموا” ..

ولكن أنى لمن اتبع طريق الغواية سبيلاً .. ومن استمرأت عليه الخيانة والتفريط حتى أصبح عنواناً لها .. فدمر وخرّب وأفسد أيما إفساد .. أنى له بعد كل هذا وذاك ألا يظلم ويفتري ويقلب الحقائق بل أكثر من ذلك في وقوفه حجر عثرة أمام كل قوى الإصلاح والتطهير .. بل يتمنى أن يكون الجميع مثله .. فيرمي عليهم أفعاله الخسيسة وواقعه الفاسد بهتاناً وحقداً وخبثاً ..

الكل يعلم ما آلت إليه الأمور بعد تصدر التغيير والإصلاح .. واختياره ليطهر مراحل سبقت لا تخفى معالمها على أحد .. فالأعداء بشتى أصنافهم .. ومن أبناء جلدتنا وللأسف كووا حماس بنارهم فترات وفترات وصمتت حماس والجسد ينزف في سبيل مصلحة وطنية عليا .. خلقٌ عظيم تجسد في حركة كانت صمام الأمان في مراحل عديدة .. وها هي تتجسد .. لتظهر الحقيقة مرة أخرى في أحد شخوص الحركة الكبار .. قائد فذ حمل همّ أمته .. ورضي أن يتسلم وزارة الداخلية بمعادلاتها المعقدة وطبيعتها المهترئة وبنيتها التي لا تخفى على أحد بكونها تضم ما يقارب الـ90 بالمائة من أبناء فتح .. من أعضاء لأجهزة أمنية ومفرّغين وغيرهم ..

رضي الأستاذ سعيد صيام بالحمل الثقيل من أجل هذا الشعب الذي لا زال يعاني من احتلال بغيض .. وسعى بكل ما أوتي من قوة .. ونقل لنا الصورة كاملة عبر وسائل الإعلام بشفافية تامة ونقاء وطهر لا يبتغي غير الإصلاح ما استطاع .. وما كان من المضللين أصحاب سياسة الخمسة بلدي وسياسة الانقلاب والأجندات الصهيوأمريكية إلا أن يقابلوه بالتكذيب والاتهامات والافتراءات العديدة حتى أوشكوا أن يتهموه بالإنفجارات التي تحدث في المجرات الكونية في الثقوب السوداء .. هجمة شرسة وجهت لذلك الرجل المناسب في المكان غير المناسب .. نعم فوزارة الداخلية بهذا الشكل غير مناسبة ولا تستحق أن يديرها طاهر إلا بعملية تنقية قد تستأصل 90 بالمائة من موظفيها ..

كل ذلك الوقت وأنت تعض على الجرح يا أستاذنا الكبير .. ظلموك واتهموك بما ليس فيك .. أفسدوا ودمروا وقتلوا .. نعلم أنك لا تريد جزاء ولا شكوراً من بشر أبداً .. لكن هذا اليوم لك .. نعم فقد جاء تقديم استقالة وزير الداخلية الجديد لكمة قوية على وجه كل الحاقدين الذي زفوا البشرى بأن انتهى عهد صيام الدموي .. وأيديهم تقطر بالدماء .. ورموك بكل ما فيهم .. نعم .. هي صاعقة على رأس كل الناعقين بمساءلته أمام المجلس التشريعي .. ويأتي الحدث هذا اليوم ليقول لنا ..

* إن الحالة التي وصفها الأستاذ سعيد صيام وزير الداخلية السابق بخصوص الأجهزة الأمنية وتشكيلتها وطبيعة المنتسبين إليها تلامس عين الحقيقة ..

* إن تقديم الاستقالة .. صفعة على وجه كل قادة فتح وناطقيهم وكشف زور ادعاءاتهم حين حولوا أزمة البغي والاقتتال السابقة إلى مسألة شخصية لا تتجاوز اسم (سعيد صيام) .. وعلى وجه الخصوص أبو مازن ورشيد أبو شباك ومحمد الدحلان .. ممن يستأثرون لأنفسهم بصلاحيات الأجهزة الأمنية .

* إن ما حدث .. يعكس سوء الوضع القائم للأجهزة الأمنية والمنهجية التي يتم التعامل معها .. وكذلك سوء الواقع الداخلي لحركة فتح .. وأثبت تقديم الاستقالة أن واقع الأجهزة الحالي ووزارة الداخلية قد أدير سابقاً قبل تولي حماس التشريعي بالمثل العالمي الذي يقول: “إذا وقعت بين الكلاب فعليك أن تنبح أو تهز ذيلك” الأمر الذي تسمو عنه طهارة وقداسة قضيتنا .. فلا بد إذاً من التخلية قبل التحلية ..

* إن تقديم الاستقالة كشف الأوراق .. وبين حقيقة الإعلام الموضوعي النزيه من الإعلام الموجه الذي شارك في حصار الشعب الفلسطيني ومارس خبثاً وحقداً أعمى وتدليساً خبيثاً ..

* ما حدث رسالة خاصة موجهة لأبي مازن وسياسته في التعامل مع الملف الأمن الداخلي الفلسطيني .. وهي خلاصة ترشيحه لمحمد دحلان مستشاراً للأمن القومي (وقد خاب من استشاره) .. في الوقت الذي يسارع فيه أبو مازن حريصاً على أمن الكيان الصهيوني ويحقر العمليات والعمل الجهادي البطولي ..

مع أن تقديم الاستقالة .. أمر يحتاج إلى الوقوف عنده كثيراً من جانب أهمية الملف الأمني الداخلي الفلسطيني .. لكن علينا أن لا نغفل هذا الحق الشخصي للأستاذ سعيد صيام .. الذي اعتبره أمانة في عنق كل الشرفاء لكشف وزر المزورين وظلم الظالمين .. وبيان حقيقة من الفاسد ومن المصلح ؟؟ .. ومن الطاهر؟؟ ومن الخائن العميل ؟؟!!

وأخيراً نقول لك يا أستاذنا الكبير ..
جاءتك البراءة من تهمهم .. وظهر الحق جلياً .. فصدقت وهم من الكاذبين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات