عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

الملك عبد الله .. قسوة الخطب وضعف الخطيب

أ. حسن القطراوي
لم يشهد الشعب الفلسطيني منذ زمن هذا الحراك العربي الغريب من نوعه تجاه عملية التسوية العربية الإسرائيلية عامة وعلى مسار القضية الفلسطينية على وجه الخصوص إلا بعد “الغزل” غير المسبوق والتي وجهته الحكومة الإسرائيلية إلى المبادرة العربية للسلام ” التي أقرت في القمة العربية ببيروت عام 2002 والتي أعيد إحياؤها في قمة الرياض عام2007 أي بعد خمس سنوات متتالية من موتها .

لم تقف الأمور عند هذا الحد من التنازل العربي المتكرر لكثير من القضايا ذات العلاقة والتأكيد الدائم على أن السلام خيار استراتيجي” للقادة العرب” لا بل هذا على ما يبدو شجع القادة المعتدلين كما يوصفون “إسرائيليا وأمريكيا” لا سيما ملك الأردن أخيرا والتي أوردت بعض الصحف الإسرائيلية تصريحات نسبت إليه تحدث فيها بأن البند المتعلق بعودة اللاجئين الفلسطينيين الذين شردوا من ديارهم في العام 1967 م في مهزلة لم يشهد الواقع العربي لها مثيلا بأنه بند “غير واقعي ويمكن إيجاد حل له من خلال “التعويض” !

الغريب في الأمر يدور حول ثلاث نقاط خطيرة .

النقطة الأولى :

تتمثل في أن التصريحات التي صدرت عن ملك الأردن جاءت بعد تأكيدات عربية واضحة من خلال القمة العربية الأخيرة والإعلام على حد سواء على أن المبادرة العربية للسلام هي كل لا يتجزأ كما أوضح ذلك أيضاً أمين عام الجامعة العربية في مؤتمر صحفي قبيل القمة المنصرفة مما يدل على أن إسرائيل وأمريكا تضغطان بشكل رهيب على ما يسمى “الرباعية العربية” من أجل إقناعها بفكرة التوطين للفلسطينيين الأمر الذي أوجد هذا التوجه لدى الملك الأردني على الأقل .

النقطة الثانية :

وهي إثارة الخبر من قبل الصحف الإسرائيلية مما يدلل على أن ثمة مؤامرة تدور رحاها في المطبخ العربي المتناغم فكريا وإسرائيل بدعم أمريكي ممنهج حيث كان بإمكان الملك العربي إن صح التعبير أن يصرح بدون خجل للصحف العربية أو على الأقل أخواتها الأردنية، أما بالطريقة التي قد أثير فيها الخبر إنما يدل على أن هناك توجه نحو هذه الفكرة .

النقطة الثالثة :

وهي الأهم أن ملك الأردن لم يستشر لا الشعب الفلسطيني ولا المشردين منه أصحاب القضية على الأقل مما يشكل خطورة على وحدة الموقف العربي تجاه هذه القضية بالذات والتي تشكل العمود الفقري لأي عملية سلام قادمة بين الفلسطينيين والعرب من جهة وإسرائيل من جهة أخرى الأمر الذي يعطي ذريعة لإسرائيل لإثارة هذا الأمر دوليا من خلال المراهنة على تلك المواقف والتي تصدر عن زعامات عربية في المنطقة مما يزيد الضغط على الفلسطينيين ويحملهم طاقات هم غير قادرين على تحملها لوحدهم مما يشعرهم بوحدتهم الأمر الذي يضيق المساحة الدبلوماسية من التحرك الفلسطيني ويعطي مساحة أكبر للإسرائيليين للمناورة من جديد واتهام الفلسطينيين بأنهم ليسوا مع الحلول العربية ولا الدولية وأنهم يمثلون بصمودهم ضد التوطين عقبة في التحرك الساعي لإيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية .

هذا كله بلا شك يضع القضية الفلسطينية على المحك ويشكل خطورة غير مسبوقة في المواقف العربية والتي كانت تعرف بالمساندة للقضية الفلسطينية .
لم يقف الأمرعند هذا الحد أيضا من المهانة والاستهانة بحقوق الشعوب وآمال وتطلعات المجتمع الفلسطيني على وجه الخصوص إلى الحرية والاستقلال كباقي شعوب العالم بل تعدى ذلك إلى أن يعتبر أن كلاً من حركة حماس وحزب الله وإيران إنما يمثلون المصيبة والعقبة في المنطقة في وجه السلام المزعوم وتناسى جلالة الملك التهديد التي تمثله إسرائيل ليس على الأردن فقط بل على المنطقة برمتها حيث أصبحت إسرائيل دولة السلام وصاحبة الحق وان الحركات التحررية في فلسطين وغيرها والدول التي تتمسك بحقوقها وتأبى الانهزام عقبات في المنطقة من وجهة نظر الملك الأردني .

لذا فإن في هكذا تصريحات إشارة واضحة إلى الشعب الفلسطيني متمثلا بالحكومة والرئاسة أن عليهم التمسك بالثوابت التي رفعوها وإثبات أنها ليست شعارات وأنه إذا ما تم الرضا بالتوطين أو التعويض فذلك سيمثل أكبر خيانة تتلو عملية التهجير وأنه على القضية الفلسطينية ألف سلام من حيث بعدها الإنساني والأخلاقي وحتى السياسي .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

جنين- المركز الفلسطيني للإعلامتصدّت المقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، بعد اقتحامها جنين وحصارها منزلا في بلدة جبع جنوبًا، شمال...