عاجل

السبت 04/مايو/2024

رسالة مفتوحة للأخ أبو ماهر حلس

د. أحمد محيسن

اللهم من اعتز بك فلن يذل … ومن اهتدى بك فلن يضل… ومن استكثر بك فلن يقل… ومن استقوى بك فلن يضعف… ومن استغنى بك فلن يفتقر… ومن استنصر بك فلن يخذل… ومن استعان بك فلن يغلب… ومن توكل عليك فلن يخيب … ومن جعلك ملاذه فلن يضيع… ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم… اللهم فكن لنا وليا ونصيرا… وكن لنا معينا ومجيرا… إنك كنت بنا بصيرا… ” طبعا هنا سيقولون إن هذا كلام دراويش ..!

كسروا الأقلام هل تكسيرها             يمنع الألسن أن تنطق جهرا

اقطعوا الألسن هل تقطيعها            يمنع الأنفاس أن تخرج زفرا

اكتموا الأنفاس هذا جهدكم               وبه منجاتنا منكم.. فشكرا

نكتب للإنسان … الأخ الفاضل القائد أحمد حلس أبو ماهر  

ما أدليت به من تصريحات في المؤتمر الفتحاوي الذي أقامته حركة فتح يوم الثلاثاء (10/4) في قاعة مركز رشاد الشوا بغزة هاشم … لمن نصبوا أنفسهم آلهة . وحكماء .. وتسلطوا على مقدرات الأمة … وبعد ما آلت إليه الأمور من ذل وهوان تأباها النفس التي جبلت على الإرادة الصلبة والكرامة .. … في وقت تقف فيه الحركة على مفترق طرق وهي تتعرض لهجوم شرس على كافة المستويات ومن كافة المصادر … ما قلته حاكى مشاعر كل فتحاوي غيور على مصلحة الحركة … وقد اقتحم فضاء الصمت المطبق … لتخفف بذلك منسوب القهر والظلم … في ظل هذه الظروف والأوقات القاهرة العصيبة .. حيث اسودت حلكة الليل .. وتكالبت علينا الأمم من كل حدب وصوب كما تتكالب الأكلة على قصعتها ….

نعم علينا أن نحدد من هي فتح و ما هي أهدافها قبل الدخول في أي معركة مستقبلية … وأن فتح لا يمكن أن تفصل بمقاسات إسرائيلية أو أمريكية .. وانه لن يصنعها الدولار الأمريكي … وأيضا من يخشى الحقيقة هم من يخشون العمل في النهار… لأنهم اعتادوا العمل في العتمة … ونضيف بأن لا يمكن أن تستمر فتح بأن تقبل بحكم الأشخاص بدل حكم المؤسسات …ويجب أن تعود الحركة لبناء الأطر .. بالطرق الأخوية الديمقراطية من أجل استنهاض الهمم ومشاركة الجميع … دون الايحاء لأحد بالإقصاء أو الاستبعاد أو التفرد أو فرض التسلط والوصاية والهيمنة أو تكميم الأفواه واحترام القدرات والكفاءات … وذلك دون التقليل من دور أي أخ أو أخت … كل هذه الأمور لهي مخاوف ولدت من صلب رحم الأسئلة المطروحة من أبناء الحركة منذ فترة ليست وجيزة …

أين تكمن الحقيقة …؟!   هل تعتقد أن هناك من بقي يسمع النداء من صناع القرارات في الحركة … ؟! كم من نداء وكم من منادٍ … وكم من مناشدة … ؟! والصوت زاد في الارتفاع .. والآذان أصابها الصمم والعيون استشرى في داخلها الرمد …!! فهل من عجب أن نفقد احترامنا لأحلامنا ولذواتنا …؟! هل من عجب إن نتخلى عن أمانينا وآمالنا وتطلعاتنا..؟! وهل ستجدي الكلمات نفعاً بعد مصادرة الأحلام ..؟!

الأخ الفاضل القائد أبو ماهر حلس… إن الرجولة مواقف … هكذا علمت حركة فتح أبناءها .. واذهب عند الحق فستجد عنده رجالا … !! إن إخوتك في الشتات من أبناء الفتح وهم كثر ولله الحمد … القابضين عل الجمر … وفي الوطن أيضا … عولوا على الأغلبية الصامتة من أبناء هذه الحركة في داخل الوطن المحتل كثيرا وانتظروا طويلا من أجل العمل على تصويب الأخطاء بالطرق الفتحاوية الأخوية … !! نحن ندرك أنكم تعيشون مع الخفافيش والثعالب والدبابير والأفاعي… وتعودتم كما نحن أيضا على لسعاتها ولدغاتها ومكرها وغدرها … و قد تخصص الكثير منا في الشتات في التعامل معها والحد من نفوذها …!

ونعلم أنكم تحملتم ما لا تحتمله الجبال .. وصبرتم حتى كلّ الصبر منكم …كل هذا من اجل فتح ووحدة حركة فتح … وانتظر العديد من أبناء شعبكم فرج الله على الحركة العملاقة … التي هانت على البعض ممن صنعت الحركة لحم أكتافهم وتربوا في كنفها…!! انتظرت الأمة حتى يعودوا إلى رشدهم وصوابهم … !!

وأما نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة إنما كانت واضحة قبل الإعلان عنها وكل المؤشرات كانت تشير لتك النتيجة.. وقد كانت هي أصلا نتيجة لتراكمات قد أفرزتها كل التصرفات التي يعرفها كل أبناء الحركة بل ومعظم أبناء الشعب الفلسطيني … وذلك في جو ساده الفساد والتسيب والتزلم والاسترزاق باسم الحركة … وعندما قدمت اللائحتان المعهودتان.. لائحة المستقبل وغير المستقبل … ومن ثم الانتخابات الداخلية البرايمرز … والتي قلنا في البرايمرز ما قلناه آنذاك … كل هذه المعطيات سببت في أرباك الشارع الفتحاوي …وعلقت نتائج الانتخابات التي قرعت الجرس في الحركة … على الذين أطلق عليم من أبناء الحركة المستقلين … دون أن نعالج ما أوصل الإخوة من أبناء الحركة ليتقدموا بترشيح أنفسهم كمستقلين … وهذه كلها كانت مؤشرات تدل على فقدان البوصلة في الحركة … لأن الكرسي عند البعض له الأولوية الأولى… وافرازات أوسلو من المستفيدين داخل الحركة ضربت الحركة في الشريان … ولا هناك من متعظ ولا هناك من يحاسب المخادع … لجنة هنا ولجنة هناك … وتضيع الطاسة بين اللجان…!!

نعم نحن ندرك انه لا بد من الحفاظ على وحدة الحركة والاحتكام لمبادئ ومنطلقات الثورة ونظمها الأساسية ولوائحها الداخلية وأدبياتها وتقاليدها وأعرافها وكذلك لقانون المحبة فيها .. هذه حركة فتح التي قدمت القادة العظام في الدفاع عن عروبة فلسطين …ومن أجل ذلك يجب أن تستقيم الأمور في الحركة أولا .. ولن يسمح أبناء فلسطين ومن كل الفصائل أيضا باختطاف هذه الحركة واغتصابها لأنها هي عصب النضال الفلسطيني ..!!

ونحن نعول على القادة الفتحاويين الحريصين على وحدة الحركة الذين قدموا فلذات أكبادهم شهداء من أجل عروبة فلسطين … ومن أجل نيل الحرية والاستقلال .. ومنهم ما زال يقبع وراء القضبان في سجون ومعتقلات الاحتلال .. ونحن ندرك تماما أن هناك من يعيش عيشة الأمراء ويتغطى بشرعية فتح … ويغذي الكراهية والتخلف … والجاهلية والتخويف والتهويل … والإرهاب النفسي والفكري .. وثقافة الخوف والرعب … وأصبحوا يتباهون بالعصبية والقبلية والعشائرية السخيفة .. التي تدمر كل القيم .. ويتفننون في وضع قوانين التذليل والتطويع والقهر .. ولا يأبهون بما آلت إليه الأمور في حركة فتح … ولا من رادع أو   مُحاسب أو مُساءل… أسئلة كثيرة تطرح وليس هناك من مجيب .. الشارع الفتحاوي مليء بالاستفسارات لما آلت إليه الأمور .. وكثير من الأخوة لا يجرؤ على رفع الصوت عاليا … تحسبا وخوفا من المحاربة في لقمة العيش …أو منصب هنا أو هناك … أو لأن البعض لم يعد يحتمل التصدي للباطل لفقدان الأمل أو لسبب أو لآخر.. أو من أن يقال مثلا بأنه أصبح شعبية أو حماس أو منشقا أو أسوأ من ذلك … ولأنه كشف بعض العورات هنا أو هناك … أو أن يقال ..من يقف وراء هذا التصرف أو التصريح … فهناك كاتالوج بكل ألوان البغيضة لديهم يقذفون به أبناء الحركة … نحن ندرك أيضا بأن قادة عظاما من فتح … تهتز الأرض احتراما لهم عندما يطأها … وهم من انطلقوا بهذه الحركة في الفاتح من يناير عام 1965 رفاقا للأخ القائد الشهيد أبو عمار … وقدموا الغالي والنفيس من أجل بناء الحركة ورفعتها … وقادوا النضال الفلسطيني ..وتغبرت أقدامهم في قواعد الحرية والعزة والسؤدد والاستبسال دفاعا عن شرف الأمة …   وقد تجرأ البعض من فتح على الإساءة لهم جهارا نهارا وعلى الملأ .. وأبناء الفتح … الأغلبية الصامتة في هذه الحركة … لا حول ولا قوة لهم على الأقل في الوقت الراهن… لأنهم حريصون على وحدة الحركة .. في وقت الدرهم والدينار … والاستقواء بالأجنبي على الحركة وعلى قادتها وكوادرها ..

إلى أي درك وصلت بنا الأمور في حركة فتح … ؟! وماذا لو انعقد المؤتمر السادس لحركة فتح ..؟! هل ستكون نتائجه معروفة مسبقة كما جرى في العديد من المؤتمرات الحركية التي انعقدت مؤخرا …؟! ونحن نعلم عن ماذا نتكلم .. وماذا لو لم يحصل انعقاد للمؤتمر الحركي السادس …؟! فمن الذي سيقود الحركة ويتكلم ويفاوض باسمها في كل المحافل الدولية …؟! وماذا لو لم يتم انعقاد المؤتمر السادس للحركة ….؟! وماذا لو اجتمع المجلس الثوري وبعض الأقاليم المهمة والشخصيات القيادية واتخذوا قرارا بان ينتخبوا قيادة جديدة للحركة ..؟! فهل سيكون هذا مخرجا مؤقتا للحركة من الأزمة التي نعيش …؟! وهل أصبحت اللجنة المركزية جزءا من مؤسسات السلطة …؟! وإلا ما معنى ما تم اتخاذه من قرارات في استحداث مناصب جديدة ومهام جديدة في الحركة دون قرار أو إجماع من اللجنة المركزية للحركة… وما معنى شطب بعض هذه القرارات فجأة واستبدالها بقرارات جديدة وبدون إجماع في المركزية مثل تعيين عضو اللجنة المركزية الأخ أحمد قريع مفوضا للتعبئة والتنطيم في الداخل بدلا من عضو اللجنة المركزية الأخ هاني الحسن الذي عين كبيرا لمستشاري الأخ الرئيس أبو مازن … والكل يعلم أن الأخ هاني الحسن لا يسأل ولا يستشار .. مع أنه يوجد هناك في الحركة عضو اللجنة المركزية الأخ أبو ماهر غنيم مفوضا عاما للتعبئة والتنظيم للحركة بأكملها … فلماذا الداخل والخارج … وتم إرسال الأخ عباس زكي أبو مشعل إلى لبنان … ولا نريد أن نستعرض أحوال الإخوة أعضاء اللجنة المركزية في القطاع وفي الخارج … وكيف يتم اتخاذ القرارات باسم الحركة وهي مفصلية ومصيرية … بدون موافقة اللجنة المركزية للحركة عليها وأصبح السيد ياسر عبد ربه أحيانا يتحدث باسم حركة فتح …!! كلها أسئلة محقة تطرح من أبناء الحركة وليس هناك من مجيب .. ومن سيجيب ..؟! أقاليم فتح في الخارج  …كان الله في العون …!!

إن حركة فتح تعرف هدفها وسياساتها و برامجها … وتستطيع أن تجمع أبناءها في معركة واحدة لأن أهدافها التي انطلقت من أجلها معروفة واضحة… وهذه فتح التي قالت في كل المواقع ثورة حتى النصر… لم يتغير على مبادئها شيء .. ما الذي تغير اليوم …لقد غدت الأسباب واضحة ..!!

شرفاء حركة فتح ومناضلوها الأبطال وهم من سلك درب النضال والتحرير … ويشكلون اليوم السواد الأعظم من مساحة الحركة … وسوف يصححون ما انحرف من مسار…!!

ما الذي يجري في حركة فتح من تطورات داخل الوطن المحتل وخارجه ..!؟

أين غدت حركة فتح مما يجري على الساحة بكل تسمياتها… وانطلق بها القادة العظام الشهيد القائد أبو عمار ورفاقه العظام …؟

على أي نهج تسير الحركة الآن ومن يسيرها ..؟

لماذا ُتوجه السهام للقادة في هذه الحركة العظام وتقطع بهم الأوصال بهذا الشكل الذي لا يليق بحركة فتح… وهم من رموز الحركة…؟!

أين ومن هي الآن مرجعية حركة فتح في الوطن …؟

أين رفاق القائد ياسر عرفات الذين ما زالوا يرفعون الراية ويقبضون على الجمر … وقا

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات