البسطات تنافس المحلات التجارية والركود يهدد المصانع بالإغلاق في نابلس
ويتفق أهل المهنة والمواطنون على حد سواء أن ما يقف وراء هذا التدهور في الوضع الاقتصادي هو الحصار والاقتحامات التي تتعرض لها المدينة، من قبل الاحتلال، وكثرة الحواجز العسكرية لجيش العدو، في الطرق المؤدية إليها، وتدني دخل أسرها، وانتشار البطالة بين صفوف سكانها.
الفقر والبطالة
وكنتيجة لذلك فقد غزت البضائع الأجنبية الرخيصة الأسواق، على حساب المحلية منها، وصارت تباع عن طريق “البسطات” المنتشرة في الشوارع، وعلى أرصفة الأسواق التجارية، وتوضيحا لأسباب ذلك قال التاجر مجدي حلاوة ” لقد أثر الوضع السياسي والأمني بشكل لافت للانتباه على الاقتصاد الفلسطيني، وبالذات المنتج المحلي، فقد غزت البضائع الأجنبية الأسواق المحلية الفلسطينية بطريقة مخيفة، خاصة بعد بدء الانتفاضة الفلسطينية، وأصبحت نسبة المنتج المحلي لا تتجاوز 10% ،بينما نسبة البضائع الأجنبية سيئة الجودة الموجودة بالسوق تتعدى 90% في الأسواق الفلسطينية”.
وأضاف “بعد انتشار ظاهرة البطالة، قام العمال الفلسطينيون باستغلال تلك البضائع عن طريق عمل “بسطات” صغيرة في الشوارع، وبيعها بسعر قليل جدا، يساعدهم في ذلك أنهم لا يقومون بدفع أجرة محل أو فواتير الماء والكهرباء”.
وتأكيدا لما سبق فقد ذكر مجدي أبو خلف صاحب مشغل ألبسة “بأن مشغله والمصانع الأخرى كانت تعمل ليل نهار لإنتاج الملابس التي يتطلبها السوق، بينما اليوم يغرق السوق الفلسطيني بالبضائع الصينية ذات الجودة المنخفضة، نتيجة الطلب المتزايد عليها من أصحاب المحال، الذين تأقلموا مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانيها المواطن، ونزلوا عند رغبة المستهلك” على حد قوله.
حصار وحواجز
ويتحدث صاحب معرض للملابس عن سوق خان التجار بمدينة نابلس، وهو سوق معروف، بقوله إنه “يعاني من أسوء حالة في هذه الأيام”، مشيرا إلى أن “حركة البيع انخفضت فيه بنسبة لا تقل عن 30-40% عن العام الماضي”. أما على المستوى الأبعد “فإن نسبة البيع منذ بداية حصار المدينة مع اندلاع انتفاضة الأقصى أصبحت تتدنى بسبب وجود الحواجز العسكرية، التي أحكمت من حصارها على المدينة”. وتعود به الذاكرة إلى ما قبل الحصار الظالم على الشعب الفلسطيني، وكيف كان يحدِّث بضائع متجره يوميا، بينما اليوم تتكدس لأشهر قبل أن يتم تجديدها.
ودفعت الظروف الاقتصادية الصعبة بعض التجار لبيع محالهم. ومن هؤلاء محمد فتوح، الذي قال إنه باع متجره الذي يقع في وسط المدينة لعدم قدرته على سداد إيجاره السنوي، ولعدم امتلاكه سيولة مالية لشراء بضاعة، وبنبرة غلبت عليها الحسرة والأسى أوضح فتوح أن الحال انتهى به اليوم إلى فرش “بسطة” أمام المحل، الذي كان يملكه سابقا، مضيفا “هل تتخيل الوضع الذي وصلت إليه، من تاجر لصاحب بسطة”.
سؤال الشراء الأول
أما “أبو علي”، وهو صاحب محل بهارات وزعتر، فصار دكانه، الذي توارثه عن أسرته منذ عشرات السنين، خاو على عروشه، بعد أن كانت زبائنه من القرى المحيطة بنابلس تتهافت عليه، باعتباره البائع الوحيد للزعتر البري، الذي يجهزة بيديه مع زيت الزيتون الأصلي.
ويوضح “أبوعلي” ما آل إليه دكانه بقوله “لم يبق من المحل سوى الكرسي، الذي أجلس عليه فقط، فلا زيت ولا زعتر ولا بهارات .. ليس لدي أموال لمعاودة فتح المحل، ولست متحمسا لإعادة تشغيله، الوضع سيء، وحواجز الاحتلال تمنع زبائني من الوصول إلى نابلس”.
ويتوافق المواطن سمير نايف، من بلدة دير شرف، مع أبي علي إذ حمل الاحتلال مسؤولية الوصول بنابلس إلى وضعية غاية في الصعوبة، قائلا “إن إجراءات الجنود الصهاينة على الحواجز تحول دون المواطنين والوصول إلى المدينة”.
ولتلمس حالة الركود في أسواق المدينة عن كثب، يكفي أن تتجول لفترة قصيرة فيها، وخاصة في سوق الخان المشهور، لترى أعددا قليلة من المواطنين يتجولون هناك، وأول ما يسألون عنه “بكم سعر هذا؟” ، دون الشراء إلا في بعض الأحيان النادرة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
جيش الاحتلال يغرق برمال غزة.. ودولة الكيان ستصبح صفحة من التاريخ الغابر
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام لم يكن يوم السابع من أكتوبر حدثًا عاديًا يمرّ كسائر الأحداث، فعملية طوفان الأقصى التي أعلنها القائد محمد الضيف أصبحت...
الرشق: إسرائيل غير جادة بالتوصل لاتفاق ونتنياهو يحاول اختلاق الذرائع
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق أن “إسرائيل” غير جادة بالتوصل لاتفاق، وتستخدم المفاوضات غطاءً لاجتياح...
النونو: بالنسبة لحركة حماس احتمالية بقاء الاحتلال في غزة صفر
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أنّ الحركة مستعدة لبحث المقترح الذي قبلته وليس بحث...
أكثر من مائة موظف في الاتحاد الأوروبي يحتجون على جرائم الاحتلال بغزة
بروكسل – المركز الفلسطيني للإعلام نظم أكثر من 100 موظف في مؤسسات بالاتحاد الأوروبي في بروكسل احتجاجا، الأربعاء، على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة....
“شالوم من أولاد غزة”.. طلائع التحرير تعلن مسؤوليتها عن مقتل رجل أعمال إسرائيلي بمصر
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مجموعة أطلقت على نفسها “طلائع التحرير- مجموعة الشهيد محمد صلاح”، مسؤوليتها عن اغتيال رجل "إسرائيلي" في مدينة...
إحصائية جديدة لحصيلة الإبادة الجماعية والعدوان على غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشر المكتب الإعلامي الحكومي اليوم الأربعاء حصيلة جديدة لحرب الإبادة المتواصلة منذ 215 يومًا بآلة العدوان الصهيوني...
الصحة العالمية تحذر: الوقود بمستشفيات جنوب غزة يكفي لثلاث أيام فقط
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام حذر مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس ادهانوم غيبريسوس، من أن "كمية الوقود في مستشفيات جنوب قطاع غزة، لا تكفي إلا...