الخميس 09/مايو/2024

ربى طليب.. أحلام الطالبة الجامعية التي دفنت خلف قضبان سجون الاحتلال

ربى طليب.. أحلام الطالبة الجامعية التي دفنت خلف قضبان سجون الاحتلال
لم تكن ربى محمود  طليب (19 عاماً)، الطالبة في جامعة النجاح الوطنية، من قرية قيري شمال مدينة سلفيت تعلم أن عودتها من جامعتها، عبر حاجز حوارة، جنوب مدينة نابلس يوم 14/1/2007، لن تكون عودة عادية كباقي أيام حياتها الجامعية، إذ فوجئت بعددٍ كبير من قوات الاحتلال، الموجودة عند الحاجز ـ بعد فحص هويتها ـ تحاصرها، وتقوم بتكبيل يديها، بالسلاسل الحديدية، وباحتجازها لمدة أربع ساعات متواصلة، تحت المطر الغزير، قبل اقتيادها إلى مركز توقيف حوارة الصهيوني.

                                              وحشية التحقيق

لم يكن الاحتجاز والتوقيف الذي تعرضت لهما الأسيرة ربى، سوى أول محطة في سلسلة متصلة الحلقات مما تتعرض له الأسيرات الفلسطينيات البطلات، في معتقلات العدو، من مضايقات وإذلال وتعذيب..، وهن اللواتي وصل عددهن 129 سجينة.

أوضح أهل الأسيرة طليب أنه تم نقلها من حاجز حوارة بعد ساعات من احتجازها، إلى مركز تحقيق “بتاح تكفا” العسكري الصهيوني، لتبدأ قصة معاناتها مع زنازين الاحتلال، في ظل ظروف استجواب وتعذيب قاسية ومريرة يمارسها الصهاينة ضد الأسرى والأسيرات، ليتم نقلها بعد أسبوعين إلى قسم رقم (11) بسجن “تلموند العسكري”.

                                             أسرة وقرية تفتقدها 

بعيون تملؤها الدموع المكابرة رغم الألم، ترفع والدة الأسيرة طليب يديها للسماء داعية بقلب الأم لفلذة كبدها الأثيرة لديها بقولها: “الله يرضى عليها ويفك أسرها”. وتتحدث الأم المكلومة عن صفات ربى وشخصيتها المميزة والقوية واعتمادها الكبير على نفسها، في إدارة شؤون حياتها، وهي التي طالما كانت تملأ البيت بهجةً وسرورا بخفة ظلها ومرحها وحنانها.

وتشير الأم بقلب يتفطر حزناً لفراق ابنتها، إلى حجم الألم والمعاناة الكبيرين الذي لحق بالعائلة باعتقال ربى، منوهة بالظروف الصعبة، التي تعيشها الأسيرات الفلسطينيات، في سجن “تلموند” الصهيوني، في ظل افتقاره إلى أبسط الظروف الإنسانية والمعيشية، وفي ظل سياسة الإذلال والمهانة والإهمال المتبعة فيه خصوصا، وفي سجون الاحتلال عموما.

لم تترك الأسيرة ربى فراغا في بيتها فحسب، بل لدى بيوت القرية جميعا، فهذا والدها يقول إن أهل القرية افتقدوا ابنته، التي عرفت بحبها الكبير للخير ومساعدة الآخرين، وانخراطها في جهود الأعمال الخيرية الإنسانية فكانت دوماً تشارك في فعاليات الهلال الأحمر الفلسطيني، وفي إقامة المخيمات الصيفية، والكثير من النشاطات التطوعية والاجتماعية، التي كانت تخدم أهل القرية .

                                            أمنيات بإطلاق سراحها

يذكر أن المحكمة العسكرية للاحتلال قامت بتمديد الحكم الصادر بحق المعتقلة ربى، لمرتين منذ توقيفها وتتمنى أسرتها أن يتم الإفراج عنها في أقرب فرصة، وأن يطلق سراحها وسراح كل زميلاتها الأسيرات، خلال صفقة تبادل الأسرى، التي يزداد الحديث عنها في الآونة الأخيرة، والتي هي على صلة بملف الجندي الصهيوني “جلعاد شاليط” الذي أسرته المقاومة الفلسطينية العام الماضي.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات