الإثنين 06/مايو/2024

ادام الخيانة والتفريط لا يشتهيه من عنده بيرزيت!

رشيد ثابت

جامعتان في الرأس توجعان!
هكذا يقول المثل الشعبي – بتصرف بسيط…
والآن بعد لطمة الخليل التي تبعتها صفعة بيرزيت فأنا أكاد أسمع صوت المراجل تغلي في رؤوس قادة حزب الإرجاف!

تغلي المراجل خصوصا حين تكون الجامعة الثانية – ولن تكون الآخرة بإذن الله – في عاصمة الحداثة والليبرالية والانفتاح في فلسطين؛ وغير بعيدة من بيوت أولئك المفاوضين؛ ولا قصية عن مساكن مثقفي الهزيمة والردة الحضارية ممن يحبون إسرائيل؛ ويكرهون مرتكزات الأمة؛ ويجددون النواح على أصنام بوذا عند كل ملمة بمناسبة وبغير مناسبة!

وقد حق لهم أن يغضبوا؛ ذلك أن “بيرزيت” اختارت أن تكون مع من أكلوا “الزعتر” و”الزيتون” مخافة أن يأكلوا اللحم بكرامتهم وذمامهم! وطلبة الجامعة الفلسطينية العريقة نظروا الى “بيرزيت” فهان في عينيهم “ادام” الخيانة و”غموس” التفريط بالثوابت الفلسطينية؛ من أجل كسرات خبز مغمسة بالذل والنذالة؛ وسلطان فساد وجور مستمر لأعجاز النخل الخاوية في قيادات حزب التفريط!

وهل يجوز أصلا لمعهد علم مر منه الإمام المهندس يحي عياش أن يصوت لواقعية الانسلاخ من الثوابت؟ وهل يحق لصرح درس فيه بلال البرغوثي وعماد الشريف وأحلام التميمي – أخت الرجال ومجددة أيام نسبية وصفية وخولة بنت الأزور – والقائد العام لكتائب القسام في الضفة إبراهيم حامد أن يكون مع غير الإصلاح والتغيير؟!

إن طلبة بيرزيت اليوم لم يصوتوا اليوم فقط لانتخابات مجلسهم الطلابي في بلدة هادئة وادعة على أطراف رام الله وسط فلسطين؛ بل إنهم أرسلوا بريدا مسجلا للعديد من القوى والأطراف المحلية والإقليمية والعالمية معا!

فقد قالوا لكل زعران الانفلات الأمني؛ وقتلة المصلين على أبواب المساجد أن من لم يرهبه السيد باستكباره واحتلاله وسياط قهره المسعورة؛ فانه لن يخضع لكلب السيد ذي الطوق النحاسي؛ الأصفر!!!

وقالوا لأعداء قيم الأمة وأشواقها الروحية أن بيرزيت مع الكلم الطيب وضد ثقافة السقوط والانحلال؛ وأنها مع حفظ مكارم الأخلاق وقول الحق لا مع القبيح المخزي المعيب المؤذي للأسماع من فجرات أهل الضلال وصخب الوحوش و”قول الطير”!

ونقلوا للكيان الغاصب رسالة مفادها أنك وان اعتقلت كل قادة الكتلة الإسلامية واحدا فواحدا؛ وانك وان استهدفت عناصرها قتلا واعتقالا ومطاردة؛ فحماس منا ونحن منها؛ وهي تجري منا مجرى الدم؛ وهي ألصق بعظامنا من لحمنا؛ وبلحمنا من جلدنا؛ وأحب إلينا من أنفسنا؛ ولو اقتحمت يا إسرائيل رام الله بالدبابات؛ ولو وفرت الغطاء لأعوانك من اللحديين!

ووجه طلبة بيرزيت بنصرهم هذا الخارج من رحم المعاناة وأتون المواجهة مع كل أشكال العداء والإقصاء – وجهوا رسالة لأقرانهم من طلاب الجامعات العربية؛ أن هبوا لأمركم وقدموا بين يدي الله؛ فلا بد دون الشهد من ابر النحل؛ ولا بد للحرية من أحرار يقودون معركتها؛ ولا بد للاستقلال من شباب جلد مكتهل في فتوته يقبل التحدي ويقوم للملمات!

لقد حق لأمريكا أن تغضب؛ وحق لأوروبا المنافقة أن تكتئب؛ وحق لوكلاء المستعمرين أن يملأهم النكد ويطرق الواحد فيهم عاقد الحاجبين وهو يزفر: حتى أنت يا رام الله! حتى أنت يا بيرزيت!

ولقد حق للكتلة الإسلامية أن تقر بنصرها عينا؛ وحق عليها أن تشكر الله على أنعمه؛ فهي التي تعمل في ظروف مستحيلة؛ وفي مساحة جغرافية واقعة تحت مرمى نيران الاحتلال وأذنابه؛ وفي حيز زماني صعب شهد اعتقال العشرات من عناصر الحركة الإسلامية يوميا وعلى مدى قرابة نصف عام!

وحق لفلسطين أن تفرح؛ ففي “بورصة” المعادن الفلسطينية لا زالت الكرامة هي أغلى السلع! ولا زال سهم المروءة والوطنية هو الأكثر مبيعا والأربح ثمنا عند طليعة هذا الشعب؛ في جامعته الطليعية الأولى!

وحق لبيت المقدس أن تطمئن نفسه؛ فشباب أكناف بيت المقدس أبوا إلا أن يقدموا من أقوالهم وأفعالهم المواثيق والعهود والشهادة على صحة الأثر المنسوب لمحمد صلى الله عليه وسلم عن الطائفة المنصورة؛ ومحل هذه الطائفة المنصورة في فلسطين!

وكيف لا يستبشر البيت والصخرة معه وهتاف أحفاد عمر علا بالأمس في خليل الرحمن جنوبا؛ ورجع صداه اليوم من بيرزيت شمالا؟

الله أكبر الله أكبر…
الله أكبر والعزة لله…
الله أكبر ولله الحمد!

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات