الخميس 09/مايو/2024

الفلسطينيون يجددون الثقة بـ حماس وبرنامجها في المقاومة والإصلاح

الفلسطينيون يجددون الثقة بـ حماس وبرنامجها في المقاومة والإصلاح
تمكنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في غضون أسبوع واحد، من أن تحقق فوزا ساحقا في ثلاثة انتخابات مهمة، على مستوى نقابة المعلمين ومجلسي الطلبة في جامعتي الخليل وبير زيت، فقد حصلت الكتلة الإسلامية (الجناح النقابي للمعلمين) على 75% من أصوات المعلمين، الذين يمثلون العدد الأكبر من الموظفين الحكوميين، فيما فازت الكتلة الإسلامية في جامعة الخليل بـ 21 مقعدا، من مجمل مقاعد مجلس الجامعة الطلابي البالغ عددها 41 مقعدا، مقابل 19 مقعدا “للشبيبة الفتحاوية”. وفي جامعة بير زيت حصلت كتلة الوفاء الإسلامية (الذراع الطلابي لحركة حماس) على 22 مقعدا، من إجمالي مقاعد مجلس الجامعة الطلابي، البالغ عددها 51 مقعدا، فيما حصلت كتلة “فتح” على 21 مقعدا.

                                      إسقاط الرهانات الداخلية والخارجية

وبحسب محللين فإن هذا الحدث يكتسب أهمية خاصة لأنه بمثابة استفتاء جديد تم التأكيد فيه على شعبية الحركة، والتفاف الشارع الفلسطيني حول برنامجها، المرتكز على المقاومة والتغيير والإصلاح، والذي فازت بموجبه في الانتخابات التشريعية قبل أكثر من عام، وردا أسقط الرهانات الداخلية أو الخارجية، التي ظنت أن ضغوط الحصار والتجويع الجائرة، التي مورست على الفلسطينيين، عقابا لهم على اختيارهم الديمقراطي، سوف تجعلهم ينفضون عن الحركة ويكفون عن تأييدها، أو أن تأثير التحريض الإعلامي، والتشكيك في ثوابت الحركة سيغير القناعات الجماهيرية فيها.

ويرى المراقبون أن ما سبق يعني بكل بساطة أن الثقة التي منحها الفلسطينيون لحركة “حماس” في الاستحقاق الانتخابي البرلماني، لم تكن حالة استثنائية أو حدثا عابرا، بل تأكيدا على المكانة المتجذرة لهذه الحركة، التي استطاعت، على ما يبدو، أن تعبر عن ضمير من أعطاها تلك الثقة الكبيرة، والتي لا يزال يمنحها إياها حتى الآن، رغم كل محاولات التشويش التي سبقت الانتخابات الأخيرة، ومنها استطلاعات رأي رافقت انتخابات المعلمين، قامت بها مراكز بحثية وصفتها بيانات لـ “حماس” بأنها “مسيسة، أثبتت كذبها وزيفها”، لأنها تنشر نتائج موجهة.

                                                 نتائج متوقعة

أهم النتائج التي يمكن توقعها من ترسيخ “حماس” لشعبيتها المتنامية في الأراضي المحتلة بناء على الانتخابات النقابية والطلابية الأخيرة:
ـ الاعتراف بالحركة كقوة حزبية أولى، أو كأكبر تنظيم سياسي على الساحة الفلسطينية، على الأقل منذ مطلع العام الماضي، وإنهاء حقبة استئثار حركة “فتح” بمؤسسات السلطة والحكومة الفلسطينيتين، والتأكيد على الشراكة والتعاون والتعايش المشترك بين الفصائل الفلسطينية في إدارة شؤون البلاد من الآن فصاعدا.
ـ إدخال التعديلات المطلوبة على النظام الأساسي والبنية التنظيمية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، وإشراك كل الفصائل الفلسطينية فيها، بحسب ثقلها الحزبي وجماهيريتها في الشارع الفلسطيني، وفي مقدمتها حركة “حماس”.
ـ الإسهام في كسر الحصار عن الشعب الفلسطيني، والاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية، والتعامل مع وزرائها بدون تمييز على المستوى العربي والإسلامي والدولي، خصوصا بعد أن ثبت أن شعبية “حماس” لم تتأثر بالحصار، كما كانت يتوقع أو يظن، صهيونيا وأمريكيا بشكل خاص وغربيا بشكل عام، بل على النقيض من ذلك فقد ازداد التعاطف مع هذه الحركة التي أثبتت جدارتها ووطنيتها وتعاليها فوق المطامع والجراح، مثلما أثبتت تمسكها بثوابتها، وقد كان الرهان عظيما على أن وصولها للحكم سيغيرها مثلما غير من سبقها من قبل.

                                            عزل الجهات المحرضة

ـ تحرك العقلاء داخل حركة “فتح”، ولجنة المتابعة العليا للقوى الإسلامية والوطنية لعزل العناصر المسلحة في “فتح”، أو العناصر المحسوبة عليها، التي تواصل قيامها باعتداءات، والجهات التي تقوم بالتحريض الإعلامي، ضد “حماس” وكوادرها وقياداتها ومؤسساتها، وفضح ممارساتهم، لأنها فضلا عن تهديدها لوحدة الصف الفلسطيني، وللسلم الاجتماعي فيه، فإنها لم تحقق الأهداف المتوخاة منها، سواء تشويه سمعة “حماس” أو التأثير على حضورها الجماهيري، بل ربما على العكس من ذلك فقد أكسبتها الاعتداءات عليها مزيدا من الشعبية، والالتفاف حول برنامجها السياسي وقياداتها ورموزها.

ـ صعوبة تزوير التوجه الحقيقي وإرادات الشرائح المهنية، والتحدث نيابة عنها كالمعلمين، والزج بها في أتون الخلافات الحزبية، كما حصل حينما قامت “فتح” إبان فترة حكومة “حماس”، بتحريض مجاميع من المعلمين، وتزوير إرادتهم، والززج بهم في مواقف لا تعكس توجههم العام، من خلال مسميات وهمية، وعبر إضرابات مسيسة، لخدمة أحزاب أخرى كما جاء في البيانات الصادرة عن حركة “حماس”.

باختصار فإن فوز حركة “حماس” في نقابة المعلمين والمجلسين الطلابيين لجامعتي الخليل وبير زيت، والذي يضاف إلى رصيدها الشعبي السابق، على مستوى النقابات الأخرى كنقابة المهندسين والممرضين والمحاسبين .. وفي الانتخابات البلدية والبرلمانية، يوجه رسائل مهمة إلى الداخل الفلسطيني وإلى الخارج حول، مكمن قوة الحركة ووزنها الحقيقي، اللذين يصعب إغفالهما أوالقفز فوقهما بسهولة من الآن فصاعدا.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات