الفلسطينيون يجددون الثقة بـ حماس وبرنامجها في المقاومة والإصلاح
إسقاط الرهانات الداخلية والخارجية
وبحسب محللين فإن هذا الحدث يكتسب أهمية خاصة لأنه بمثابة استفتاء جديد تم التأكيد فيه على شعبية الحركة، والتفاف الشارع الفلسطيني حول برنامجها، المرتكز على المقاومة والتغيير والإصلاح، والذي فازت بموجبه في الانتخابات التشريعية قبل أكثر من عام، وردا أسقط الرهانات الداخلية أو الخارجية، التي ظنت أن ضغوط الحصار والتجويع الجائرة، التي مورست على الفلسطينيين، عقابا لهم على اختيارهم الديمقراطي، سوف تجعلهم ينفضون عن الحركة ويكفون عن تأييدها، أو أن تأثير التحريض الإعلامي، والتشكيك في ثوابت الحركة سيغير القناعات الجماهيرية فيها.
ويرى المراقبون أن ما سبق يعني بكل بساطة أن الثقة التي منحها الفلسطينيون لحركة “حماس” في الاستحقاق الانتخابي البرلماني، لم تكن حالة استثنائية أو حدثا عابرا، بل تأكيدا على المكانة المتجذرة لهذه الحركة، التي استطاعت، على ما يبدو، أن تعبر عن ضمير من أعطاها تلك الثقة الكبيرة، والتي لا يزال يمنحها إياها حتى الآن، رغم كل محاولات التشويش التي سبقت الانتخابات الأخيرة، ومنها استطلاعات رأي رافقت انتخابات المعلمين، قامت بها مراكز بحثية وصفتها بيانات لـ “حماس” بأنها “مسيسة، أثبتت كذبها وزيفها”، لأنها تنشر نتائج موجهة.
نتائج متوقعة
أهم النتائج التي يمكن توقعها من ترسيخ “حماس” لشعبيتها المتنامية في الأراضي المحتلة بناء على الانتخابات النقابية والطلابية الأخيرة:
ـ الاعتراف بالحركة كقوة حزبية أولى، أو كأكبر تنظيم سياسي على الساحة الفلسطينية، على الأقل منذ مطلع العام الماضي، وإنهاء حقبة استئثار حركة “فتح” بمؤسسات السلطة والحكومة الفلسطينيتين، والتأكيد على الشراكة والتعاون والتعايش المشترك بين الفصائل الفلسطينية في إدارة شؤون البلاد من الآن فصاعدا.
ـ إدخال التعديلات المطلوبة على النظام الأساسي والبنية التنظيمية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، وإشراك كل الفصائل الفلسطينية فيها، بحسب ثقلها الحزبي وجماهيريتها في الشارع الفلسطيني، وفي مقدمتها حركة “حماس”.
ـ الإسهام في كسر الحصار عن الشعب الفلسطيني، والاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية، والتعامل مع وزرائها بدون تمييز على المستوى العربي والإسلامي والدولي، خصوصا بعد أن ثبت أن شعبية “حماس” لم تتأثر بالحصار، كما كانت يتوقع أو يظن، صهيونيا وأمريكيا بشكل خاص وغربيا بشكل عام، بل على النقيض من ذلك فقد ازداد التعاطف مع هذه الحركة التي أثبتت جدارتها ووطنيتها وتعاليها فوق المطامع والجراح، مثلما أثبتت تمسكها بثوابتها، وقد كان الرهان عظيما على أن وصولها للحكم سيغيرها مثلما غير من سبقها من قبل.
عزل الجهات المحرضة
ـ تحرك العقلاء داخل حركة “فتح”، ولجنة المتابعة العليا للقوى الإسلامية والوطنية لعزل العناصر المسلحة في “فتح”، أو العناصر المحسوبة عليها، التي تواصل قيامها باعتداءات، والجهات التي تقوم بالتحريض الإعلامي، ضد “حماس” وكوادرها وقياداتها ومؤسساتها، وفضح ممارساتهم، لأنها فضلا عن تهديدها لوحدة الصف الفلسطيني، وللسلم الاجتماعي فيه، فإنها لم تحقق الأهداف المتوخاة منها، سواء تشويه سمعة “حماس” أو التأثير على حضورها الجماهيري، بل ربما على العكس من ذلك فقد أكسبتها الاعتداءات عليها مزيدا من الشعبية، والالتفاف حول برنامجها السياسي وقياداتها ورموزها.
ـ صعوبة تزوير التوجه الحقيقي وإرادات الشرائح المهنية، والتحدث نيابة عنها كالمعلمين، والزج بها في أتون الخلافات الحزبية، كما حصل حينما قامت “فتح” إبان فترة حكومة “حماس”، بتحريض مجاميع من المعلمين، وتزوير إرادتهم، والززج بهم في مواقف لا تعكس توجههم العام، من خلال مسميات وهمية، وعبر إضرابات مسيسة، لخدمة أحزاب أخرى كما جاء في البيانات الصادرة عن حركة “حماس”.
باختصار فإن فوز حركة “حماس” في نقابة المعلمين والمجلسين الطلابيين لجامعتي الخليل وبير زيت، والذي يضاف إلى رصيدها الشعبي السابق، على مستوى النقابات الأخرى كنقابة المهندسين والممرضين والمحاسبين .. وفي الانتخابات البلدية والبرلمانية، يوجه رسائل مهمة إلى الداخل الفلسطيني وإلى الخارج حول، مكمن قوة الحركة ووزنها الحقيقي، اللذين يصعب إغفالهما أوالقفز فوقهما بسهولة من الآن فصاعدا.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الرشق: إسرائيل غير جادة بالتوصل لاتفاق ونتنياهو يحاول اختلاق الذرائع
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق أن “إسرائيل” غير جادة بالتوصل لاتفاق، وتستخدم المفاوضات غطاءً لاجتياح...
النونو: بالنسبة لحركة حماس احتمالية بقاء الاحتلال في غزة صفر
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أنّ الحركة مستعدة لبحث المقترح الذي قبلته وليس بحث...
أكثر من مائة موظف في الاتحاد الأوروبي يحتجون على جرائم الاحتلال بغزة
بروكسل – المركز الفلسطيني للإعلام نظم أكثر من 100 موظف في مؤسسات بالاتحاد الأوروبي في بروكسل احتجاجا، الأربعاء، على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة....
“شالوم من أولاد غزة”.. طلائع التحرير تعلن مسؤوليتها عن مقتل رجل أعمال إسرائيلي بمصر
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مجموعة أطلقت على نفسها “طلائع التحرير- مجموعة الشهيد محمد صلاح”، مسؤوليتها عن اغتيال رجل "إسرائيلي" في مدينة...
إحصائية جديدة لحصيلة الإبادة الجماعية والعدوان على غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشر المكتب الإعلامي الحكومي اليوم الأربعاء حصيلة جديدة لحرب الإبادة المتواصلة منذ 215 يومًا بآلة العدوان الصهيوني...
الصحة العالمية تحذر: الوقود بمستشفيات جنوب غزة يكفي لثلاث أيام فقط
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام حذر مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس ادهانوم غيبريسوس، من أن "كمية الوقود في مستشفيات جنوب قطاع غزة، لا تكفي إلا...
الاحتلال يستولي على المبنى التاريخي لبلدية الخليل ويغلق أبوابه
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أبواب المبنى القديم لبلدية الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، في...