الجمعة 10/مايو/2024

إسرائيل بالمتراس… لحماس وعباس

حسن القطراوي
قد يستغرب الكثير إذا ما قلنا إن إسرائيل تمر بأقصى درجة من الإحراج السياسي في عمر دولتها الذي تجاوز الستين بقليل وأن إسرائيل أصبحت أكثر من أي وقت مضى في الزاوية التي لايمكن لها إلا الإذعان للمطالب الشرعية الفلسطينية الموحدة وإنها مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى للالتزام بالشرعية الدولية ،سيما وأنها لم يعد أمامها من خيار آخر أمام التوافق الفلسطيني الحاصل وانه ما عادت الاسطوانة الإسرائيلية المشروخة تلقى آذاناً فلسطينية  وعربية ودولية صاغية للأكاذيب المفبركة التي استطاعت إسرائيل من خلالها كسب كل التأييد العالمي والكوني ضد الشعب الفلسطيني على مدار ستين عاما والذي زاد إبان الانتفاضة الفلسطينية الحالية والحكومة الفلسطينية المنتخبة السابقة .

اليوم ما عادت الأمور كما هيبالنسبة لإسرائيل سيما وان الوضع الفلسطيني باتموحدا لصد كل المحاولاتالإسرائيلية التي تستهدف العمل الفلسطيني المشترك ،لإنهاء القضية الفلسطينيةوتصفيتها .
 الأمر الذي فرض علينا استقراء المحاولات الإسرائيليةالمستميتة للنيلمن الوحدة الوطنية الفلسطينية لسببين اثنين غاية في الأهمية :

السبب الأول:
أن إسرائيل ليس لها نية بتاتا في أن ترى شريكاً فلسطينياًموحداً قادراً علىحمل الملفات الشائكة بين الجانبين والتي كانت مهملة في السابقالأمر الذي خلقمساحة شاسعة للحكومة الإسرائيلية من اجل المناورة في المجتمعالمحلي الإسرائيليوالدولي بحجة انه لا يوجد شريك فلسطيني يمكن التعامل معه ،يكون قادراً علىالتحرك في مساحة كبيرة من العمل السياسي الفلسطيني.

وبالتالي فإن الحكومة الإسرائيلية ستدفع باتجاه إرباك الحكومةالفلسطينيةالجديدة وبعثرة أوراقها والتي تعتقد إسرائيل أنها أكثر تماسكا منالحكوماتالفلسطينية السابقة لكونها تعبر عن شريحة واسعة من أطياف العملالسياسيالفلسطيني.

لذلك فإن إسرائيل تعرف جيدا بأن أية تصريحات تتعلق بالحكومةالفلسطينية الجديدةيجب أن تكون منسقة ومعدة إعدادًا جيدًا ومعممة على كافةالمؤسسات الإسرائيليةمن أجل توحيد الخطاب الإعلامي الإسرائيلي تجاه الحكومةالفلسطينية الجديدةوالمرفوضة إسرائيليا ، لإسكات أية أصوات إسرائيلية مطالبةبالتعامل مع الحكومة الفلسطينية الأمر الذي يمكن أن يضعف الموقف الإسرائيليمحليا وإقليميا ودوليا .

والسبب الثاني:
يكمن في أن الحكوماتالإسرائيلية المتعاقبة قد عشقت التنازلاتالفلسطينية والعربية فيما يتعلقبالملفات الساخنة أو ما يطلق عليها “بملفاتالوضع النهائي” سيما والمفارقة أنوزيرة الخارجية الإسرائيلية قد طالبتالحكومات العربية التطبيع مع إسرائيل مندون انتظار السلام مع الفلسطينيين ،وكأن الحكومات الإسرائيلية المتعددة قداستمرأت الاستخفاف بالوضع العربي على كلالمستويات الرسمية والشعبية .

والقراءة السليمة لما سبق يكمن في العمل الجاد و المتواصل من اجلإيجاد موقف فلسطيني وعربي ومسلم قوي ومتماسك تكون له المقدرة على الثبات الفعليوغير القابل للتعديل والتحويل عن المطالب الفلسطينية والعربية ولجم كافةالمحاولات الإسرائيلية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية الحية والتي تعتبرالأساس والمدخل لأية حلول في المنطقة برمتها .

هذا الموقف لايمكنالقيام به على أكمل وجه إلا من خلال موقف فلسطينيموحد يعبر عن روح المجتمعالفلسطيني على أساس البرنامج السياسي الذي قامت عليهحكومة الوحدة الفلسطينيةوهو المدخل الوحيد لإيجاد موقف عربي وإسلامي مماثل ،قد يؤدى إلى حصول اختراقكبير في مدى العلاقة التي تربط الدولة الإسرائيليةبالمجتمع الدولي والتناغمغير المعهود في مدى العلاقة بينهما .

الأمر الذي يقلق إسرائيل والذيبدون ادنى شك تدركه جيدا وهو الأمر الذيجعلها تقوم بمحاولات مستميتة من اجلإيجاد قوى دولية ممانعة للحكومة الفلسطينيةالوليدة،وهذا يفسر ببساطةالمباغتة الإعلامية التي قامت بها الخارجية الإسرائيليةللتأثير على ما قد ينتجعن المجتمع الدولي من ليونة تجاه الحكومة الفلسطينيةالجديدة.
 سيما والزيارات المكوكية التي يقوم بها وفد رسمي إسرائيلي للقارةالأوربيةخصوصا بالذات للدول ذات التأثير في الاتحاد الأوروبي ، لحشد موقفمعادٍ للحكومةالفلسطينية .
الأمر الذي قد يلقى صعوبة كبيرة لإيجاد هذا الموقف العدائي،لأنه قديجعل مصداقية أوروبا مجتمعة على المحك ،كون الحكومة الجديدة تعبر عنألوانالطيف السياسي الفلسطيني برمته ، وعلى أي حال :
إذا ما حصل وأدىالضغط الإسرائيلي على المجتمع الدولي وأوروبا على وجهالخصوص بالنتيجة التيتتوافق والرؤية الإسرائيلية للحكومة الجديدة ، فإن هذابدون شك مدخل للفصائلالفلسطينية والشخصيات السياسية والاعتبارية ومؤسستيالرئاسة والحكومة ،إلىالتفكير المستفيض في جدوى سلطة لايمكن لها أن تعيش إلاوفق مقاييس خارجية لاوطنية .

باحثوإعلاميفلسطيني

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات