الأحد 19/مايو/2024

دماء غالية تستحثّ الفن الهادف .. والفنانون يتغنون بهدى وشاطئ غزة

دماء غالية تستحثّ الفن الهادف .. والفنانون يتغنون بهدى وشاطئ غزة

أقام “مركز بلدنا للثقافة والفنون”، المنبثق عن المجمع الإسلامي، مهرجاناً حاشداً في مدينة غزة بعنوان “دماء غالية في الفن الهادف”، تحت رعاية وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عطا الله أبو السبح، وبالتعاون مع مركز القرآن الكريم والدعوة بالجامعة الإسلامية.

وتم خلال المهرجان عرض نتائج مسابقة أعدّها المركز في نتاج خمسة أعمال فنية، تصف وتعبِّر عن حادثة طفلة الشاطئ ، وذلك بحضور الطفلة هدى غالية وهي تجلس أمام الحضور تمسك بأناملها الصغيرة وهي تصغي لكل كلمة تسمعها من الحاضرين، تعلن صمودها وخوفها بعض الشيء من الذكريات الأليمة على الشاطئ.

كما حضر المهرجان محمود روقه، ممثلاً عن وزير الثقافة، والدكتور نسيم ياسين عميد كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية، والدكتور زكريا زين الدين رئيس مجلس إدارة مركز “بلدنا”، وعدد من أساتذة الجامعة الإسلامية ولفيف من الطلبة في قاعة المؤتمرات الكبرى بالجامعة.

الأعمال الفنية نابعة من إيماننا وفهمنا

وبدوره؛ قال المهندس صقر أبو هين، رئيس المجمع الإسلامي، “إنّ الفن الهادف المنبثق من العقيدة الإسلامية يُعدّ من الأعمال التي تقرِّبنا إلى الله تعالى، فالأعمال الفنية نابعة من إيماننا وفهمنا العميق للدين وطبيعة الرسالة، ودورنا كما حدده الإمام حسن البنا في تعريفه للإسلام بأنه نظام شامل يتناول كافة مظاهر الحياة”.

وأضاف أبو هين قوله “كنت أرى كيف كان مؤسس المجمع الإسلامي الشيخ الشهيد أحمد ياسين يحتفي بالفن ويحضر بنفسه البروفات والحفلات الفنية التي يقيمها المجمع الإسلامي، فلا عجب من أن نحمل الراية بعد الشيخ ياسين، بأن نهتم بالفن الإسلامي الهادف إلى جانب التسلح بالعقيدة الإسلامية”.

نتوق للفن الهادف

ومن جانبه؛ أوضح الدكتور نسيم ياسين عميد كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية، أهمية أن يقدم الفن صورة طيبة عن القضية الفلسطينية، وقال إنّ هذا “شيء رائع، فالقضية طالما احتاجت لمن يقدمها في الإعلام المحلي والدولي والعالمي”.

وأردف العميد قائلاً “كنا نتوق للفن الهادف الذي يخدم القضية ويقدمها للعالم بأسره لأجل أن يغير من عمل على تشويه التاريخ، ومن أراد عن قصد تشويه القضية وحقيقة الشعب الفلسطيني”، مؤكداً أنّ الشعب الفلسطيني “شعب صامد قدم أروع البطولات وإنه يستحق على أن يكون على هذه الأرض المباركة، الذي قدّم نموذجاً للتضحية، وما يُحاك ضده عجزت الجبال عن تحمله، لكنّ الشعب الفلسطيني حملها بثباته على العقيدة الإسلامية”، كما قال.

وأضاف الدكتور نسيم ياسين أنّ “القضية الفلسطينية لن تُحلّ إلا بالإسلام، وإن انطلقت من أمور أخرى فلن يكون لها النصر لأن النصر حليف الأمة إذا تمسكت بكتاب الله تعالى، والتاريخ شاهد على ذلك”، مؤكداً أهمية الجهاد في سبيل الله تعالى وبعدها اتخاذ سبل المقاومة الأخرى المنطلقة من العقيدة الإسلامية، فعلى العاملين بالفن التمسك بالعقيدة الإسلامية في عملهم وفنهم، كما قال.

تحيات لأصحاب الكلمة الصادقة

ومن جانبه؛ أكد محمود روقه، مدير دائرة المرئي والمسموع بوزارة الثقافة الفلسطينية، أنّ الاحتلال الصهيوني “عدو كل شيء، فمجزرة غالية لم تكن الأولى فقد سبقتها مجازر عده منها دير ياسين وإلى يومنا هذا”، مطالباً الشعوب العربية بالوقوف الصادق ضد مجازر الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وأن تهتف الحناجر “لا .. لا .. للعدوان”.

وقدم روقه تحيته “لأصحاب الكلمة الصادقة، والحناجر التي رسمت حب الوطن ودماء الشهداء مع رمال شاطئ بحر غزة الذي لُوِّن بدماء الشهداء”، مشدداً على حق العودة وحرية الشعب الفلسطيني، ومباركاً انطلاقة “مركز بلدنا” وفنه الهادف على درب الإسلام، كما ورد في كلمته.

وقد وجّه الشيخ ضياء السوسي، من مركز القرآن والدعوة الإسلامية، تحية إلى أسرة غالية وعلى رأسها الطفلة هدى، مؤكداً “ثبات الشعب الفلسطيني على هذه الأرض المباركة، والذي سوف يجاهد حتى النصر أو الشهادة”.

واستعرض الشيخ السوسي أنشطة مركز القرآن الكريم في مجال الدعوة الإسلامية وخدمة كتاب الله تعالى، من خلال الدورات القرآنية ورعاية المؤتمرات والأيام العلمية.

ومن جهته؛ قال الدكتور زكريا زين الدين، رئيس مجلس إدارة “مركز بلدنا”، “سمّينا المركز بلدنا لأنه عنوان المقاومة والشباب الأبطال وأطفال حجارة من سجيل ونساء أعدت للمحتلين جحيم”، مضيفاً أنّ الثقافة هي “مرآة حاضر لفلسطين وسلاح فتاك للمحتلين، فالشعب الفلسطيني هو الشعب القارئ المبدع المخترع، فنحن أبناء البنا والياسين”، حسب قوله.

المساهمات الفائزة

وقد حصلت الفنانة ميس شلش على المرتبة الأولى عن أغنية “بابا وعدني”، وهي من إنتاج شركة روائع للإنتاج الإعلامي والفني. وتقلّدت أغنية “الوردة الجورية” المرتبة الثانية، وهي من أداء الفنانين محمد كباجة ومحمد مدوخ ومن إنتاج الفن الإسلامي.

كما تبوّأت فرقة “الفوارس” المرتبة الثالثة عن أغنية “دموعك يا هدى غالية”، وهي للفنانين جودت حميد وإياد أبو عبدو، والطفلة شيماء حميد. فيما حصلت فرقة المشارق للفن الإسلامي على المرتبة الرابعة عن أغنية “طير يا حمام”، وهي من أداء الفنانين هاني أبو مصعب ونور كرم.

وفاز الفنان عمر صلوحة بالمرتبة الخامسة عن أغنية “أبتاه، مازال الشاطئ يتلوّن بدماء أضحت وردية، وصوت الصاروخ يتعالى، أبتاه لا ترحل، مازلت صبية، ما عاد الشاطئ يبتسم، ما عاد يداعب أقدامي،” وهي من إنتاج شركة أمجاد للإنتاج الفني.

وقد تم في نهاية الحفل توزيع شهادات تقدير وهدايا على الفائزين، وقُدِّمت هدية للطفلة هدى غالية، كما قُدِّمت هدايا لجميع الحاضرين عبارة عن شريط سمعي لأغاني الفنانين الفائزين في المسابقة.

وقد أشرف على هذه المسابقة الفنان سعد كريم، وتم التحكيم من قبل مؤسسة مشارق للتجهيزات الصوتية والإنتاج الفني. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات