الجمعة 31/مايو/2024

حكومة الوحدة على الأبواب وتشكيلها مرهون بضمانات فك الحصار

حكومة الوحدة على الأبواب وتشكيلها مرهون بضمانات فك الحصار
يبدو أن ربع الساعة الأخيرة الفاصلة بين الفلسطينيين وحكومة الوحدة الوطنية قد أوشكت على الانتهاء بعدما  باتت كل ملامح هذه الحكومة واضحة للعيان.

الدكتور محمد شبير، على ما يبدو، هو الذي بات بحكم المؤكد حامل صفة دولة رئيس الوزراء المقبل، أما التفصيلات الأخرى فبات من الواضح أن تسع حقائب ستكون بيد حماس وستا لفتح وأربعة للفصائل الأخرى الممثلة بالمجلس التشريعي وخمسة للمستقلين.

وسيلة لا غاية

وكما يرى برهان صيام المحلل والمتابع السياسي للشأن الفلسطيني؛ فإن تقشف حركتي فتح وحماس في إعلان تصريحات حول آخر المستجدات في مساعي التوصل إلى هذه الحكومة، يدلّ على حرصهما على طبخ تشكيلتها على نار هادئة، وعدم إفساد جهود الأشهر الطويلة في لحظات المخاض.

وفيما تنشط حركتا فتح وحماس في عقد اللقاءات المشتركة؛ بات من الواضح أن الحوارات حول الحكومة لا تتعلق بحقيبة هنا ووزارة هناك بقدر ما تتعلق بالجانب السياسي والتطورات المستقبلية للظرف الفلسطيني العام بعد تشكيل حكومة الوحدة الجديدة.

وفي هذا السياق يقول صيام “هذا وضع طبيعي، حماس عرضت تشكيل حكومة الوحدة منذ فوزها بالانتخابات، وفتح أعلنت في البداية كذلك أنها لن تشارك، الذي تغير الآن هو دخول توجه بات واضحا لدى الطرفين للتعايش والخروج من الأزمة الحالية بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.

الفلسطينيون باتوا اليوم مدركين تماماً أن حكومة الوحدة هي المخرج النهائي من الأزمة التي يعيشها المجتمع، نتيجة للحصار الذي فرضه العالم عليهم عقاباً على انتخابهم لحركة المقاومة الإسلامية حماس في الخامس والعشرين من كانون ثاني (يناير) الماضي.

وواضح تماماً كذلك أن أهم مأزق يسعون للخروج منه من خلال حكومة جديدة هو ذلك الحصار، وعليه؛ فإنه من البديهي القول أن أي حكومة مقبلة لا يرفع تشكيلها الحصار ستكون بلا معنى، وفي هذا السياق جاءت تصريحات وزير الخارجية الدكتور محمود الزهار التي نقلت عنه من دمشق والتي قال فيها إن تشكيل الحكومة الفلسطينية مرتبط بفك الحصار عن الشعب الفلسطيني.

الزهار ربط بين دور الحكومة المرتقبة الأهم وبين جدوى تشكيلها على ضوء المعطيات المثيرة للجدل في الساحة الفلسطينية، قائلاً: “إذا لم يتم اتخاذ قرار بفك الحصار عن الشعب الفلسطيني فإن حكومة الوحدة الوطنية لن تتشكل وستستمر الحكومة الحالية كما هي”.

وأشار الزهار إلى أن شرط حركة حماس حالياً هو توفير قرار مسبق وبضمانة دولية لفك الحصار، مضيفاً أن حماس التي تقود الحكومة الحالية هدفها تشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم بتنفيذ برنامج يتعلق بالإصلاحات الداخلية والإصلاح السياسي، مشيراً إلى أن الحركة لا تنظر إلى عدد الحقائب التي ستشغلها في حكومة جديدة.

دور للتشريعي

ويبدو من حديث الدكتور الزهار أن حماس ستركز في المرحلة المقبلة لتحقيق برنامجها الإصلاحي على الجانب الرقابي من قبل البرلمان، الذي يغيب عنه عشرون نائباً من كتلة التغيير والإصلاح التابعة لها في سجون الاحتلال، ومن بينهم رئيس المجلس الدكتور عزيز دويك.

ويشير الزهار في حديثه إلى أن الحكومة الجديدة ستخضع للمراقبة الدائمة ورصد تحركاتها وتصرفاتها، “وإذا لم تنفذ البرنامج المحدد سيتم إسقاطها عن طريق المجلس التشريعي”، مؤكداً أن المفاوضات الجارية الآن لتشكيل الحكومة هدفها المحافظة على حجم حركة حماس وحصتها في المجلس، وإن المفاوضات تجرى حالياً على النسب وربما تأخذ حماس تسع أو عشرة حقائب وستقوم بتسمية ثلاث أو أربع، فيما ستحصل حركة فتح على خمس أو ست حقائب وستسمى اثنتين وباقي الحكومة من المستقلين والقوى الفلسطينية.

 

قرار وطني

وترفض حماس أي دور أو موقف صهيوني بشأن الحكومة الجديدة، وهذا ما أشار إليه الزهار بقوله “إن الحكومة الفلسطينية لن تكون خادمة للكيان الصهيوني، وإن برنامج حماس ليس برنامجا صهيونياً أو أمريكيا”، وهذا التعليق جاء على قرار الاحتلال رفض تسلم الدكتور محمد شبير لرئاسة الحكومة المقبلة.

ويؤكد العديد من المراقبين والمتابعين للشأن الفلسطيني أن أي تدخل خارجي، وتحديداً من قبل الصهاينة بتشكيل هذه الحكومة، سيكون أول وأسرع وأهم عامل لإفشالها.

وفي هذا السياق يقول المحلل الفلسطيني صيام “الفلسطينيون لديهم من الحساسيات تجاه الاحتلال الصهيوني وأمريكا والدول الرباعية بما يكفي لجعل رضاهم عن أي حكومة سببا لرفضها شعبياً، وبالمقابل فإن عدم رضى هذه الأطراف عن أي خيار وطني فلسطيني كفيل بوضع العراقيل الكبيرة التي قد تفشل تلك الحكومة، ومما لا شك فيه أن من هذه العراقيل استمرار قطع المساعدات”.

آخر الخيارات

ويعتبر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية آخر خيارات الفلسطينيين للحفاظ على إرادتهم الحرة ومستقبلهم الوطني والسياسي، وعودة تدفق المساعدات المالية لهم، وهذا ما يدفع صيام للقول “إن تشكيل هذه الحكومة هو خيار إجباري ليس له بديل وهو آخر الخيارات”.

خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اعتبر في تصريحات صحفية أنه “في حال تشكلت حكومة الوحدة الوطنية ولم يرفع الحصار فإن النتيجة الطبيعية هي انهيار السلطة الفلسطينية”.

مشعل أكد كذلك في خضم الحديث عن التوصل لاتفاقية حول الحكومة الجديدة أن أسلوب الضغط والتجويع لن يأتي بنتيجة طيبة لصالح الأمريكيين والاحتلال، مؤكدا أن هناك مؤشرات إيجابية لتوفير ضمانات لرفع الحصار ولكنها غير كافية‏.

ويشير مشعل إلى أن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وقيادات من حماس وأطرافا عربية يجرون اتصالات مكثفة حالياً مع الأمريكيين والأوروبيين لتحقيق هذه الضمانات‏.‏

وتبدو حماس حاليا غير راغبة باستباق الأمور بموضوع فك الحصار وهي تقول على لسان مشعل أيضاً أنه من حقها اشتراط توفير ضمانة لرفع الحصار، وأضاف “نحن في الانتظار ولكن في نفس الوقت نسير الآن في خطين متوازيين الأول هو تشكيل الحكومة والثاني رفع الحصار”‏.‏

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان في غارة للاحتلال على جنوب لبنان

شهيدان في غارة للاحتلال على جنوب لبنان

بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شخصان، وأصيب آخر بجروح، في غارة شنها الطيران الحربي للاحتلال الإسرائيلي مساء الخميس، على بلدة حولا جنوبي...