حكومة الوحدة على الأبواب وتشكيلها مرهون بضمانات فك الحصار

الدكتور محمد شبير، على ما يبدو، هو الذي بات بحكم المؤكد حامل صفة دولة رئيس الوزراء المقبل، أما التفصيلات الأخرى فبات من الواضح أن تسع حقائب ستكون بيد حماس وستا لفتح وأربعة للفصائل الأخرى الممثلة بالمجلس التشريعي وخمسة للمستقلين.
وسيلة لا غاية
وفيما تنشط حركتا فتح وحماس في عقد اللقاءات المشتركة؛ بات من الواضح أن الحوارات حول الحكومة لا تتعلق بحقيبة هنا ووزارة هناك بقدر ما تتعلق بالجانب السياسي والتطورات المستقبلية للظرف الفلسطيني العام بعد تشكيل حكومة الوحدة الجديدة.
وفي هذا السياق يقول صيام “هذا وضع طبيعي، حماس عرضت تشكيل حكومة الوحدة منذ فوزها بالانتخابات، وفتح أعلنت في البداية كذلك أنها لن تشارك، الذي تغير الآن هو دخول توجه بات واضحا لدى الطرفين للتعايش والخروج من الأزمة الحالية بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.
الفلسطينيون باتوا اليوم مدركين تماماً أن حكومة الوحدة هي المخرج النهائي من الأزمة التي يعيشها المجتمع، نتيجة للحصار الذي فرضه العالم عليهم عقاباً على انتخابهم لحركة المقاومة الإسلامية حماس في الخامس والعشرين من كانون ثاني (يناير) الماضي.
وواضح تماماً كذلك أن أهم مأزق يسعون للخروج منه من خلال حكومة جديدة هو ذلك الحصار، وعليه؛ فإنه من البديهي القول أن أي حكومة مقبلة لا يرفع تشكيلها الحصار ستكون بلا معنى، وفي هذا السياق جاءت تصريحات وزير الخارجية الدكتور محمود الزهار التي نقلت عنه من دمشق والتي قال فيها إن تشكيل الحكومة الفلسطينية مرتبط بفك الحصار عن الشعب الفلسطيني.
الزهار ربط بين دور الحكومة المرتقبة الأهم وبين جدوى تشكيلها على ضوء المعطيات المثيرة للجدل في الساحة الفلسطينية، قائلاً: “إذا لم يتم اتخاذ قرار بفك الحصار عن الشعب الفلسطيني فإن حكومة الوحدة الوطنية لن تتشكل وستستمر الحكومة الحالية كما هي”.
وأشار الزهار إلى أن شرط حركة حماس حالياً هو توفير قرار مسبق وبضمانة دولية لفك الحصار، مضيفاً أن حماس التي تقود الحكومة الحالية هدفها تشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم بتنفيذ برنامج يتعلق بالإصلاحات الداخلية والإصلاح السياسي، مشيراً إلى أن الحركة لا تنظر إلى عدد الحقائب التي ستشغلها في حكومة جديدة.
دور للتشريعي
ويشير الزهار في حديثه إلى أن الحكومة الجديدة ستخضع للمراقبة الدائمة ورصد تحركاتها وتصرفاتها، “وإذا لم تنفذ البرنامج المحدد سيتم إسقاطها عن طريق المجلس التشريعي”، مؤكداً أن المفاوضات الجارية الآن لتشكيل الحكومة هدفها المحافظة على حجم حركة حماس وحصتها في المجلس، وإن المفاوضات تجرى حالياً على النسب وربما تأخذ حماس تسع أو عشرة حقائب وستقوم بتسمية ثلاث أو أربع، فيما ستحصل حركة فتح على خمس أو ست حقائب وستسمى اثنتين وباقي الحكومة من المستقلين والقوى الفلسطينية.
قرار وطني
ويؤكد العديد من المراقبين والمتابعين للشأن الفلسطيني أن أي تدخل خارجي، وتحديداً من قبل الصهاينة بتشكيل هذه الحكومة، سيكون أول وأسرع وأهم عامل لإفشالها.
وفي هذا السياق يقول المحلل الفلسطيني صيام “الفلسطينيون لديهم من الحساسيات تجاه الاحتلال الصهيوني وأمريكا والدول الرباعية بما يكفي لجعل رضاهم عن أي حكومة سببا لرفضها شعبياً، وبالمقابل فإن عدم رضى هذه الأطراف عن أي خيار وطني فلسطيني كفيل بوضع العراقيل الكبيرة التي قد تفشل تلك الحكومة، ومما لا شك فيه أن من هذه العراقيل استمرار قطع المساعدات”.
آخر الخيارات
خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اعتبر في تصريحات صحفية أنه “في حال تشكلت حكومة الوحدة الوطنية ولم يرفع الحصار فإن النتيجة الطبيعية هي انهيار السلطة الفلسطينية”.
مشعل أكد كذلك في خضم الحديث عن التوصل لاتفاقية حول الحكومة الجديدة أن أسلوب الضغط والتجويع لن يأتي بنتيجة طيبة لصالح الأمريكيين والاحتلال، مؤكدا أن هناك مؤشرات إيجابية لتوفير ضمانات لرفع الحصار ولكنها غير كافية.
ويشير مشعل إلى أن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وقيادات من حماس وأطرافا عربية يجرون اتصالات مكثفة حالياً مع الأمريكيين والأوروبيين لتحقيق هذه الضمانات.
وتبدو حماس حاليا غير راغبة باستباق الأمور بموضوع فك الحصار وهي تقول على لسان مشعل أيضاً أنه من حقها اشتراط توفير ضمانة لرفع الحصار، وأضاف “نحن في الانتظار ولكن في نفس الوقت نسير الآن في خطين متوازيين الأول هو تشكيل الحكومة والثاني رفع الحصار”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يقتحم مجمع المدارس في حلحول ويشدد إجراءاته العسكرية في الأغوار
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الطلبة بالاختناق، اليوم الأحد، جراء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة مجمع المدارس في بلدة حلحول...

إصابة مواطنين برصاص الاحتلال في بنت جبيل جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شخصان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في بلدة مارون الراس الحدودية، قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان....

حماس: الموقف العربي من حرب التجويع والإبادة لا يرقى لمستوى الجريمة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام شددت حركة "حماس" على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة حرب مركبة في غزة، باستخدامها التجويع سلاحا ضد...

السلطة تقطع رواتب عدد كبير من الأسرى في سجون الاحتلال
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام أقدمت السلطة على قطع رواتب عدد من الأسرى والأسيرات، والمحررين والمحررات، في خطوة أثارت استياء واسعًا في...

الأورومتوسطي: إسرائيل تقتل امرأة فلسطينية كل ساعة في قطاع غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل بالقصف المباشر على قطاع غزة ما معدله 21.3 امرأة...

الصحة تحذر من تسارع مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وزارة الصحة من أن مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية في "تسارع خطير"، فميا أفادت بأن مستشفيات القطاع استقبلت...

الأونروا تحذر من ضرر غير قابل للإصلاح مع إطالة أمد الحصار الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إطالة سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المساعدات إلى...