الثلاثاء 24/يونيو/2025

أمهات غزة.. من المعكرونة يصنعن الخبز ومن الأطفال ينجبن أيتاما

أمهات غزة.. من المعكرونة يصنعن الخبز ومن الأطفال ينجبن أيتاما

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

تكافح الأمهات في مخيمات النزوح من أجل البقاء، بعد أن فقدن أزواجهن وأبناءهن ومنازلهن، ويعشن في ظروف قاسية لا تليق بالكرامة الإنسانية. وبين ألم الفقد وقسوة الجوع ومعاناة النزوح، يعشن واقع إنساني يزداد مأساوية مع كل يوم يمر.

ومنذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة، قتل الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 12 ألفا و400 امرأة، وفقدت أكثر من 14 ألف امرأة زوجها، بينما تواجه نحو 60 ألف سيدة حامل خطرا حقيقيا بسبب انعدام الرعاية الصحية، وفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

كما نزح أكثر من 90 بالمئة من سكان القطاع، بعضهم أكثر من مرة، ويقيمون في ملاجئ مكتظة أو في العراء، وسط تفشي الأمراض ونقص المياه، في وقت حذر فيه مسؤولون فلسطينيون وأمميون مرارا من تداعيات استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال الغذاء والدواء والوقود منذ نحو شهرين.

وحيدة مع 7 أطفال

ففي خيمة تفتقر لأدنى مقومات الحياة في خان يونس جنوبي قطاع غزة، تعيش الفلسطينية أم محمد أبو دقة مع أطفالها السبعة بعد أن فقدت زوجها وأحد أبنائها خلال قصف إسرائيلي.

تقول الأم: “زوجي وابني استشهدا خلال الحرب، وأعيش داخل خيمة بظروف صعبة، أطفالي مصابون وبحاجة لعلاج غير متوفر بسبب الحصار وإغلاق المعابر”.

داخل الخيمة الحال يغني عن السؤال، فالمكان الذي يجمع الأسرة حول عمودها يفتقر لأبسط مقومات الحياة، وقد عانى الأطفال فيه برد شتاء وحر صيف يطرق بابه من جديد، دون أن تجد الأم ما تسده به رمقهم أو تسكت به قرقعة بطونهم الجائعة.

وتضيف الأم: “نعاني من الجوع ولا يوجد من يعيلنا، لجأت إلى طحن المعكرونة لصناعة الخبز بعد نفاد الدقيق”. وفي رسالة موجعة، دعت أمهات العالم للوقوف إلى جانب أمهات غزة، والمطالبة بوقف الإبادة ورفع الحصار، وتقديم الدعم الإنساني لأسر فقدت كل شيء.

جوع وقهر

حال مشابه تعيشه أم أيمن، التي فقدت زوجها وطفلها ومنزلها في القصف، وتضطر للإقامة في خيمة مصنوعة من النايلون والقماش المهترئ، منذ أن دمرت إسرائيل بيتها قبل عدة أشهر.

وتقول الأم: “فقدت ابني وزوجي وبيتي، وأعيش في خيمة لا يوجد فيها طعام أو شراب، غير قادرة على مواصلة الحياة، وخاصة بعد الفقد”. وتلفت إلى أنها تمشي مسافات طويلة للحصول على القليل من المياه، سواء للشرب أو الطهي.

وتشير إلى أن خيمتها المصنوعة من القماش والنايلون لا تقيها حر الصيف ولا برد الشتاء وتأمل أن تنتهي الإبادة، مناشدة أمهات العالم أن يقفن إلى جانب الأمهات الفلسطينيات، ويطالبن بوقف الحرب ورفع الحصار وإنهاء المجاعة.

مأساة الإبادة

أما صابرين أبو دقة، التي فقدت زوجها وشقيقها، فتقول إنها تعيش مع أطفالها الخمسة في ظروف غاية في الصعوبة، وأضافت: “لا يوجد بسكويت أو عصائر أو وجبات صحية نطعم بها أطفالنا، نعيش على المعكرونة فقط”.

ودعت العالمين العربي والإسلامي، والمؤسسات الإنسانية، للوقوف بجانب أطفال غزة، في ظل الوضع الكارثي الذي خلفته الإبادة.

وفي شهادة أخرى، قالت أم فلسطينية فقدت زوجها ومنزلها، ووضعت طفلها يتيما بعد مقتل والده في قصف إسرائيلي، إنهم يعيشون مجاعة حقيقية. وأضافت دون ذكر اسمها: “لا طحين، لا أكل، لا شرب” مشيرة إلى أن أوضاع النساء في قطاع غزة مأساوية.

وفي مطلع مارس/ آذار الماضي، صعَّد جيش الاحتلال من جرائمه بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وشاحنات الوقود بشكل كامل، مستأنفاً حرب الإبادة بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.

ويعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 19 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات